السكينة مغنم وتركها مغرم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فيقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الفتح: 4].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سمعتم الإقامة، فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا» متفق عليه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم للناس في إفاضته من عرفة: «أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع». متفق عليه واللفظ للبخاري. والإيضاع: الإسراع.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
"الناس غاديان:
فبائع نفسه فموبقها، ومفاديها فمعتقها.
الصيام جُنّة.
والصدقة برهان.
والصلاة نور.
والسكينة مغنم، وتركها مغرم".
رواه أبو داود في الزهد، وبن أبي خيثمة في تاريخه، والطبراني في الكبير، وغيرهم من طريق عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود عن أبيه به.
وهذا إسناد صحيح، وعبدالرحمن سمع من أبيه على الصحيح، ومعظم علم أبيه أخذه من ثقات أصحاب أبيه.
ومعظم ما ذكره ابن مسعود رضي الله عنه قد صح مرفوعاً.
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السموات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها». رواه مسلم في صحيحه.
وفي الأثر الحث على السكينة والتأني والرفق والطمأنينة وأنها غنيمة، وعدم العجلة والتسرع لما فيه من ترك السكينة وما يترتب عليه من المغرم إما بإثم أو لحوق مذمة، وقد وردت نصوص وآثار كثيرة في هذا المعنى.
والله أعلم
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
11/ 1/ 1438 هـ