منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-26-2023, 08:50 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي أمور مهمة يجب علينا أن نركز عليها عند الكلام عن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم عند الذين يحتفلون به

أمور مهمة يجب علينا أن نركز عليها عند الكلام عن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم عند الذين يحتفلون به

(تنبيه: هذا المقال يعسر فهمه على المتربصين والمندسين والمفسدين)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإنه من المعلوم والأمر الظاهر أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم قد تكلم فيه علماء كثيرون، منهم من نص على أنه بدعة ومحرم وهم أكثر العلماء، ومنهم من نص على جواز الاحتفال به كأبي شامة والنووي وغيرهما.

فأمام هذه الإشكالية تبرز قضية الحجج والبراهين على القول الحق في هذه المسألة والنص على كونها بدعة محدثة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضي الله عنهم، ولا التابعون لهم، ولم يفعلها الأئمة الأربعة، ونص على تحريمها كثيرون من أعلام المذاهب الأربعة.

ولكن القضية المشكلة التي تواجهها مع بعض الفقهاء من المذاهب الأربعة ومن يقلدهم في تجويز الاحتفال بالمولد النبوي فهنا ينبغي علينا أن نتفطن لقضايا مهمة في التعامل مع من يجوز الاحتفال بالمولد النبوي:

الأمر الأول: التركيز على قضية الإطراء والغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والتي أجمع العلماء على تحريمها، وخاصة من نص على تجويز الاحتفال بالمولد من الفقهاء السابقين كأبي شامة والنووي قد نصوا على تحريم الإطراء والغلو، وحرموا الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وحرموا الشرك بأنواعه كلها..

فنحرص أشد الحرص على التحذير من الشرك الأكبر حتى لو أنه عصى بالاحتفال.


الأمر الثاني: التركيز على ما يحصل في بعض هذه الاحتفالات من المحرمات كالطرب والرقص والتمايل، والاختلاط والتحرش وفعل الفواحش، وشرب الشيشة والدخان والمخدرات، وصيانة المساجد من المنكرات التي تصاحب هذه الاحتفالات عادة.

وهذا الأمر لا يجادل فيه فقيه ..

الأمر الثالث: بعض من يرى جواز الاحتفال بالمولد يفعل ذلك عن شبهة أو تقليد مع حرصه على الحق، وينكر الشركيات والبدع والمعاصي المصاحبة للاحتفال، ولكنه يظن مشروعية الاحتفال من باب تذكر السيرة النبوية، وذكر فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، لا سيما أن من العلماء المعروفين بمحاربتهم للبدع نصوا على الجواز كأبي شامة، فمثل هذا يناقش بالتي هي أحسن، ويبين له الحق بالأدلة برفق حتى يكون وسيلة له لاتباع الحق وعدم النفرة من المنهج السلفي.


الأمر الرابع: أن معظم من يتكلم في موضوع الاحتفال يغفل عن حقيقة وهي أن كلمة (الاحتفال) تعني (الاحتفاء، والاهتمام، وإعطاء الأمر حقه ومستحقه) ، فأهل السنة يهتمون بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وببعثته وهجرته وجهاده ووفاته وجميع سيرته وشمائله، فيحتفل أهل السنة قاطبة بالنبي صلى الله عليه وسلم طوال حياتهم، ويتبعون سنته، ويجعلون المتابعة لها شرطا في قبول العمل، فلا يكون صالحا مقبولا إلا بالاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجعلون الاحتفاء والاحتفال مخصوصا في يوم الإثنين، ولا في الثاني عشر من ربيع الأول، بل جميع حياتهم احتفاء واحتفال بالرسول صلى الله عليه وسلم إيمانا به رسولا، وقدوة، وبميلاده وسيرته وحياته ومماته صلوات ربي وسلامه عليه..

فأكثر الناس احتفاء واحتفالا بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم هم أهل السنة، ولا يخصصون يوما في الأسبوع ولا في السنة لهذا الاحتفاء والاحتفال، بل يجعلون عمرهم وحياتهم كلها ظرفا لهذا الاحتفاء والاحتفال.

ويرى أهل السنة أن من القصور وضعف الاحتفاء وقلة الاحتفال برسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخصص يوما في السنة لهذا الاحتفاء، لا سيما مع شدة التفريط في اتباع سنة ، وعدم المحافظة على اتباع السنة في عقيدتهم وصلاتهم وصيامهم، بل يتتبعون رخص وأخطاء العلماء، ويتركون كثيرا من السنة تحت دعوى أنها سنة لا يعاقب تاركها!

أما أهل السنة فيحرصون على السنة حرصا شديدا بدون غلو ولا تشديد على الناس، ولكنهم يعتقدون أن تشددهم في تطبيق السنن والمستحبات من أعظم البراهين على شدة محبتهم واحتفائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم.

الأمر الخامس: أن بعض المنتسبين إلى السنة لا يعطون ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم حقه من التكريم والتعظيم، ويظنون أن ميلاده أمر عادي لا ميزة له، وهذا غلط ظاهر، فميلاد النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم نعم الله على الخلق، وقد خرج مع ولادته نور أضاء قصور الشام، وكان يوم الإثنين، وهو يوم صيام حيث إنه صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الإثنين فذكر المنة الكبرى على الأمة بولادته ، وبعثته صلى الله عليه وسلم فقال: (ذاك يوم ولدت فيه، ويوم أنزل علي فيه) رواه مسلم في صحيحه.

فميلاد النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم أحداث التاريخ، ومن أبرز أيام المسلمين، وهو من أيام الله التي تدخل في قوله تعالى: {وذكرهم بأيام الله}، ولكن هذا الحدث نتعامل معه كتعامل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نبتدع، ولا نحدث في دين الله ..

الأمر السادس: أن كثيرا من البلدان يحتفلون رسميا بيوم الميلاد النبوي، ويجعلونه عيدا من الأعياد، ويعطون الناس إجازة رسمية في يوم المولد، ويرى حكام هذه الدول أن هذا اليوم يوم مهم يتعايدون فيه، ويحتفلون فيه.

وهنا تبرز إشكالية بسبب التصادم الحاصل بين هذا الواقع في هذه الدول، وبين القول الصحيح في حكم هذا الاحتفال، ويحصل بسبب الموقف منه تضييقات (أمنية)، وفصل من العمل وأذية كبيرة وتضييق في الدعوة، فلذلك على من كان إماما أو خطيبا يخشى الفصل ويخشى الفتنة أن يبتعد عن أسباب ذلك، وأن لا يحمله ذلك على تقرير الباطل والموافقة على البدع والمحرمات، بل يثبت على منهجه الحق، ولكن يصمت في الموضع الذي يدفع عنه وعن الدعوة الفتن بدون أن يكون صمته موافقة منه لباطل أو تقريرا لبدعة..

فيكون حكيما في دعوته وبيانه وتصرفاته، ثابتا على الحق، لا يميل مع الباطل، ولا تحمله الوظيفة أو المال على الموافقة في الباطل أو الوقوع في البدعة فالدين مقدم على الدنيا عند كل مسلم سني صادق متبع للنبي صلى الله عليه وسلم.

و{لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}.

الأمر السابع: الواجب على السلفي أن يحسن ظنه بإخوانه، لا سيما من يكون تحت الملاحظة، ومن يتربص به الدوائر، وأن لا يكون سفيها في تصرفاته، وأن يفرق بين كونه لا يتضرر ببعض تصريحات مع تضرر غيره بها، فلا يظن أن تهوره شجاعته، ولا سفاهته حكمة.

كما أننا لا نجعل التمييع وضعف الديانة حكمة ..

بل يكون السلفي حكيما فقيها حصيفا، ثابتا على الحق، بعيدا عن الطيش والسفه الذي صار للأسف صفة بارزة للمتعالمين والمتربصين والمندسين بين السلفيين..

أسأل الله أن يثبتنا على الحق، وأن يجعلنا من أنصار دينه، والمتبعين حقا وصدقا لرسوله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
11/ 3/ 1445هـ



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 AM.


powered by vbulletin