من اسوإ ما افتراه أهل البدع على شيخ الإسلام الهروي - رحمه الله تعالى - ماذكره الحافظ الذهبي في " تذكرته " ( 3 / 358 )
( لما قدم السلطان ألْب ارسلان على ابي اسماعيل ، وسلموا عليه وقالوا : ورد السطان ، ونحن على عزم أن نخرج ونسلّم عليه ، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك ، وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنماً من نحاس صغيراً ، وجعلوه في المحراب ، تحت سجادة الشيخ ، وخرجوا ، وقام إلى خلوته ، ودخلوا على السطان ، واستغاثوا من الأنصاري وأنه مجسم ، وأنه يترك في محرابه صنماً يزعم أن الله على صورته ( ! ) وأن بعث السلطان يجده ! فعَظُمَ ذلك على السطان ، وبعث غلاما ، ومعه جماعة ، فدخلوا الدار، وقصدوا المحراب ، فأخذوا الصنم ، ورجع الغلام بالصنم ، فبعث السطان من أحضر الأنصاري ، فأتى ، فأرى الصنم والعلماء ، والسلطان قد اشتد غضبه ، فقال له السطان ما هذا ؟! قال : هذا صنم من الصفر شبه اللعبة .
قال لستُ عن ذا أسألك . قال : فَعمَّ تسالني ؟ قال : إنّ هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا ، وأنك تقول إنّ الله على صورته ! فقال الأنصاري بصولة وصوت جَهْوَريّ : ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) فوقع في قلب السلطان أنّهم كذبوا عليه ، فأمر به فاخرج إلى داره مُكرّماً ، وقال لهم : اصدُقوني - وهددهم - فقالوا : نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلاء علينا بالعامّة ، فاردنا أن نقطع شرّه عنا ! فأمر بهم ووكل ( لعلّه : نكل ) بكل واحد منهم وصادرهم )..
إستفدتُها من أثناء قرأتي لكتاب ( مختصر العلو ) بتحقيق العلامة الإمام الالباني - رحمه الله - .
محبكم :
أبو أيوب محمد الكردي الكلاري.