أهمية مجالسة الكبراء والصالحين
أهمية مجالسة الكبراء والصالحين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة " متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها، ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» . رواه أحمد وأبو داود، والترمذي، وعبد بن حميد، والحاكم في المستدرك وغيرهم وسنده حسن.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي" حديث حسن. رواه الإمام أحمد في المسند، والدارمي، وأبو داود، والترمذي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك وغيرهم.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كبر كبر" متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: "البركة مع أكابركم".رواه ابن حبان والحاكم، وإسناده صحيح. الصحيحة (رقم 1778).
وعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : جَالِسُوا الْكُبَرَاءَ وَخَالِطُوا الْحُكَمَاءَ وَسَائِلُوا الْعُلَمَاءَ" رواه ابن أبي شيبة والطبراني وابن حبان في روضة العقلاء وسنده صحيح (1).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : " اعْتَبِرُوا الأَرْضَ بِأَسْمَائِهَا، وَاعْتَبِرُوا الصَّاحِبَ بِالصَّاحِبِ" . رواه ابن عدي في الكامل، وابن بطة في الإبانة، والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم بسند حسن
وفي رواية عند ابن بطة والبيهقي: "اعْتَبِرُوا الرَّجُلَ بِمَنْ يُصَاحِبُ ، وَإِنَّمَا يُصَاحِبُ الرَّجُلُ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ " .(2).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمَهُ الله كما في مجموع الفتاوى (15/ 327): "فالمصاحبة والمصاهرة والمؤاخاة لا تجوز إلا مع أهل طاعة الله تعالى على مراد الله، ويدل على ذلك الحديث الذي في السنن: "لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي" وفيها: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"".
وقال الأصمعي رحمَهُ اللهُ : سمعت بعض فقهاء المدينة يقول: إذا تلاحمت بالقلوب النسبة تواصلت بالأبدان الصحبة. الإبانة (2/ 453)
أي: أن من كان سنياً فإنه يصاحب ببدنه أهل السنة، ومن كان مبتدعا منحرفاً فإنه يصاحب ببدنه أمثاله من المبتدعة.
فليتحر المسلم لنفسه وأولاده صحبة الأخيار، ومجالسة العلماء والفضلاء، وليحرص على مجالس كبار العلماء، وليبتعد عن مجالس أهل البدع والضلال والفسق والفساد.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
25/ 2/ 1437 هـ
الحواشي
(1) قال شيخنا الألباني رحمه الله بعد أنه خرجه مرفوعا وبين ضعفه في السلسلة الضعيفة(رقم3462) : الموقوف عند الطبراني (22/ 133/ 354) من طريق يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة عن أبيه عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة قال: ... فذكره موقوفاً. وهذا إسناد صحيح كما قال، رجاله ثقات رجال مسلم إن سلم من عنعنة زكريا ابن أبي زائدة؛ فإنه كان يدلس؛ كما قال الحافظ في "التقريب". ومن طريقه أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص176) انتهى كلام شيخنا.
وقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف(5/ 234 رقم25589) حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، قال: حدثني علي بن الأقمر، أن أبا جحيفة، كان يقول: «جالسوا الكبراء، وخالطوا الحكماء، وسائلوا العلماء». وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وقد صرح زكريا بالتحديث.
(2) وفي إسناده هريم وهو صدوق مشهور.
التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 12-08-2015 الساعة 05:19 PM
|