أثر عمر رضي الله عنه في أخذ الاحتياط في الشتاء
قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف(ص/ 330) : "وروى ابن المبارك عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهدهم وكتب لهم بالوصية إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب واتخذوا الصوف شعارا ودثارا فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه". انتهى الأثر.
ثم قال الحافظ ابن رجب: "وإنما كان يكتب عمر إلى أهل الشام لما فتحت في زمنه فكان يخشى على من بها من الصحابة وغيرهم ممن لم يكن له عهد بالبرد أن يتأذى ببرد الشام وذلك من تمام نصيحته وحسن نظره وشفقته وحياطته لرعيته رضي الله عنه".
التعليق
هذا الأثر عن عمر رضي الله عنه رواه ابن المبارك-كما ذكره ابن رجب- عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن عمر به، ورجاله ثقات،
وسليم بن عامر لم يدرك عمر، ولكن لعله اطلع على كتابه للناس بذلك، وهو مما يتسامح فيه وفي روايته، ومعناه صحيح.
وقد روى أبو نعيم في حلية الأولياء(6/ 126) بسند صحيح عن سعيد بن عبد العزيز-وهو من كبار أتباع التابعين ومن أكابر علماء الشام-، قال: "البرد عدو الدين".
قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف(ص/ 331) : "يشير إلى أنه يفتر عن كثير من الأعمال ويثبط عنها فتكسل النفوس بذلك".
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
2/ 5/ 1445هـ