علاقة تنظيم القاعدة وداعش مع رافضة إيران
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن مما قد يستغربة كثير من الناس هو العلاقة القوية المتينة المبنية على المصالح المتبادلة بين من يسمون أنفسهم بالجهاديين(مافيا داعش ومافيا تنظيم القاعدة وبوكو حرام وأشباههم)، والرافضة الذين هم في العلانية من ألد خصوم هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالجهاديين.
وسبب الغرابة: أن هؤلاء الخوارج أدعياء الجهاد يعلنون تكفير حكام المسلمين بعدة أسباب منها علاقتهم مع إيران، أو عدم قتلهم للرافضة، أو بمعنى أصح مسايسة هؤلاء الروافض.
كما يستخدم هؤلاء الخوارج قضية العلاقات الدولية والمصالحات والمعاهدات مع الكفار وسيلة لتكفير الحكام المسلمين.
بل والأغرب أنهم يعلنون تكفير الحكام المسلمين تكفيراً أعظم من تكفيرهم لليهود والنصارى ثم إنهم يتعاملون في السر والخفاء مع بعض الحكام الذين يكفرونهم في العلانية.
بل والأشد غرابة أنهم ينفذون بعض الاغتيالات والتفجيرات لخدمة مصالح عملائهم من رافضة(كما حصل في العراق)، ومليشيات(كما حصل في العراق واليمن)، بل وبعض الحكام (مثل المخلوع علي عبدالله صالح) نظير خدمات يحصلون عليها من عملائهم.
بل والأعظم والأنكى أنهم يفعلون مثل ذلك خدمة لليهود (كتفجير برجي التجارة العالميين) أو النصارى(وهذا كثير ومنها تسريب تسجيل لأسامة بن لادن كان سببا لتمديد ولاية بوش الابن) مقابل مصالح يحصلون عليها وخدمات نظير عملياتهم.
وكل هذا ثابت بأدلته وصار واضحا وضوح الشمس، وظهر للناس بأصوات قادتهم، كما ظهر في الرسائل المتبادلة بين أسامة بن لادن وأصحابه، لدرجة أن تدخل حماية الأضرحة والمشاهد الشركية ضمن الاتفاقات بين مافيا تنظيم القاعدة ورافضة إيران!!
وكان للخلاف بين مافيات الخوارج أثر في خروج فضائحهم كما في شريط العدناني الداعشي وهو يرد على مافيا القاعدة، وكما في شريط أبي عطاء الصنعاني الخارجي فاضحا الدواعش.
وقد كنت بينت جملة من مخالفات زعيم مافيا القاعدة سابقا الخارجي الهالك أسامة بن لادن في مقال بعنوان:
«صور من حكم أسامة بن لادن والقاعدة بالقوانين الوضعية!!».
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=40967
ولا يخفى على من يتابع الساحة ما تعج به مواقع التواصل من ردود بين مافيات الخوارج، مشتملة على تكفير بعضهم لبعض، وتخوين بعضهم لبعض، وفضح بعضهم لبعض.
ولو طبقنا منهج مافيا داعش ومافيا القاعدة ومافيا بوكو حرام لكفرناهم، ولرأينا جهادهم وقتالهم أوجب من قتال اليهود والنصارى.
بل لو أخذنا بأحد قولي السلف في تكفير الخوارج لكفرناهم بالحجة والبرهان.
لكننا نرجح قول جمهور السلف وهو عدم تكفير الخوارج إلا إذا ارتكبوا ناقضا من نواقض الإسلام المعلومة.
وعدم تكفيرنا لهم لا يمنعنا من عدة أمور:
الأول: أن نحذرهم من بعض المندسين بينهم من جواسيس يهود أو نصارى أو شيوعيين أو بعثيين، وهؤلاء لا شك في كفرهم، وهم من يسيرونهم أو يتلاعبون بالأغبياء والحمقى منهم.
الثاني: أن نحذرهم مما هم عليه من عقيدة الخوارج، فإن البدعة بريد الشرك، ويوشك أن تجرهم البدعة التي هم عليها إلا الكفر البواح كما قد حصل من بعضهم.
الثالث: أن نحذرهم من شرور أعمالهم التي استغلها أعداء الإسلام لتشويه سمعة الإسلام، ولإيقاع العداوة بين المسلمين.
الرابع: أن نحذرهم من خاتمة السوء التي تنتظر كل مبتدع ضال، مخالف لمنهج السلف، وكما أننا نحذرهم من عذاب الله الذي توعد به من فارق جماعة المسلمين، وارتكب البدع في الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة».
الخامس: أن نحذرهم من صاعقة تحل بهم، أو خسف يكون من تحتهم، أو قذف يكون على رؤوسهم، أو مسخ يلحقهم بسبب مخالفتهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف» رواه ابن ماجه وغيره. انظر: [الصحيحة:1787].
السادس: أن نحذرهم من محاربة الله لهم بسبب تكفيرهم لجملة من خيرة أولياء الله وقد قال تعالى في الحديث القدسي: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب»، وقد أجمع أولياء الله من علماء الفرقة الناجية على ضلال مافيا داعش ومافيا القاعدة ومافيا بوكو حرام.
السابع: أن نحذرهم من مشاقة المؤمنين، ومخالفة جماعة المسلمين.قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [النساء: 115].
الثامن: أن نبين للناس ضلالهم وفسادهم وعظيم فجورهم وإفسادهم في الأرض، وأن لا تأخذنا في الله لومة لائم في التحذير منهم وكشف مكايدهم ومكرهم بالمسلمين وموالاتهم لأعداء الدين من رافضة ومشركين.
إلى غير ذلك من التحذيرات التي يجب عليهم أن يذعنوا لها، وأن يستيقظوا من غفلتهم بسببها، وأن يكون ذلك عونا لهم على التوبة إلى الله من مسلكهم المشين، ومنهجهم الفاسد الأثيم.
أسأل الله عز وجل أن يكفي المسلمين شرَّهم وبلاءهم، وأن يجعل كيدهم في نحورهم، وأن يدير دائرة السوء عليهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.