شكر الجهود المبذولة من المملكة العربية السعودية في القمة الإسلامية الأمريكية وبقية القمم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ووفقهم لكل خير.
وكانت جهودهم في القمة الإسلامية الأمريكية والقمم الأخرى التي حصلت خلال زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية مشكورة، وجبارة متمثلة في عدة أمور:
1- توضيح حقيقة الإسلام وأنه دين العدل والصدق والسلام الحقيقي.
2- مكافحة الإسلام للتطرف والإرهاب.
3- الدعوة لتآلف المسلمين ووحدتهم.
4- بيان أن تحالف المسلمين مع كفارٍ لأجل دفع الظلم وتحقيق العدل مشروع ومما يدعو إليه الإسلام.
5- تعزيز القوة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية للمملكة العربية السعودية.
6- أن التهاون في مكافحة إرهاب الخوارج وإرهاب الروافض (والإرهاب والتطرف عموماً) يعود بالمضرة على الأمريكان أنفسهم بل وجميع العالم، ولا يقتصر ضرره على البلاد الإسلامية.
7- بيان سماحة الإسلام، ورحمته وعدله ونقائه، خلافاً لما يروجه المتعصبون والمتطرفون من أعداء المسلمين.
8- هذه القمم حصل بها رفعة للإسلام وأهله، وأغاظت الكثيرين من أهل الباطل، وأغاظت أهل البدع والأهواء الذين يتربصون بالمملكة العربية السعودية الدوائر.
وشكر الله لجميع الحكام العرب والمسلمين الذين ساهموا في إنجاح هذه القمم، والذين سعوا في مكافحة الإرهاب والتطرف، ووفقهم جميعاً للعمل بالشرع، وجنبهم الشرور والآثام.
والمسلم عنده ثوابت دينية لا تتزعزع من اعتقاد كفر الكافرين، والولاء لأهل الإيمان، والبراءة من أهل الكفران، وحرمة النظر إلى العورات، وحرمة ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والعلماء يعملون بالقواعد الشرعية في هذه القضايا ومنها:
1 - قاعدة: "إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما" أو "احتمال أخف المفسدتين لأجل أعظمهما" وهي قاعدة متفرعة عن القاعدة الكلية: "الضرر يزال"، وهي من القواعد المجمع عليها.
مثال القاعدة: إذا عطش مسلم ولم يجد ماءً ولا شراباً إلا الخمر جاز له شربها، لأن مفسدة مفارقته للحياة أعظم من مفسدة شرب الخمر، فيرتكب أخف المفسدتين لدفع أعظمهما، وهو بذلك مأجور غير مأزور، ومطبق للشريعة.
2 - قاعدة: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح". وقاعدة: "إذا تزاحمت المصالح قدم الأعلى منها".
3 - قاعدة: "المشقة تجلب التيسير" وقاعدة: "الضرر يزال" وما تفرع عنها كقاعدة: "الضرورات تبيح المحظورات بشرط عدم نقصانها عنها".
والأمور المبيحة للمحذور سبعة: السفر، والمرض، والإكراه، والنسيان، والجهل، وعموم البلوى، والنقص .
4 - الحاجة العامة تُنَزَّل مَنْزلة الضرورة الخاصة.
5 - قاعدة: "ما ثبت على خلاف الظاهر" .
6 - قاعدة: "التصرف على الرعية منوط بالمصلحة" .
وغيرها من القواعد التي يراعيها ولي الأمر عند دخوله في معاهدات ومواثيق دولية.
وهذه القواعد يجهلها أو يتجاهلها أهل الأهواء والبدع عند طعنهم في المملكة العربية السعودية، وأما عندما يفعل شيوخهم أو بعض من يعظمونه من الحكام نفس ما فعلته المملكة جاؤوا بهذه القواعد واحتجوا بها، بل برروها بدون أدلة وقواعد بل بمجرد حسن الظن!
وهذا من اتباع الهوى عياذا بالله من ذلك.
نسأل الله أن يوفق قادة المسلمين لما فيه الخير والصلاح، وأن يكفي المسلمين الشرور والفتن.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
الدكتور أسامة بن عطايا العتيبي.
26/ شعبان / 1438 هـ