(التنين حقيقة وليس خيالاً) وصف النبي صلى الله عليه وسلم للتنين الذي يسلطه الله على الكافر في قبره
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن التنين في اللغة الحية العظيمة، وهو مشهور معروف عند العرب، وفي أخبار بني إسرائيل عنه عجب، ويتصف بأنه يخرج نارا من فمه فيحرق ما حوله، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وصف التنين الذي يسلط على الكافر في قبره.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن المؤمن في قبره لفي روضة خضراء، فيرحب له قبره سبعون ذراعا، وينور له كالقمر ليلة البدر.
أتدرون فيما أنزلت هذه الآية: {فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}؟
قال: أتدرون ما المعيشة الضنك؟".
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: "عذاب الكافر في قبره.
والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنيناً.
أتدرون ما التنين؟
سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة".
رواه ابن جرير في تفسيره، وأبو يعلى في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي في إثبات عذاب القبر، والواحدي في الوسيط وغيرهم من طريق دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة رضي الله عنه وسنده حسن.[صحيح الترغيب والترهيب:3552].
وقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف، والإمام أحمد، وعبد بن حميد، والدارمي، وابن حبان وغيرهم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وسنده ضعيف، [ضعيف الترغييب والترهيب:2079]
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أصح.
لكنه صح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: "المعيشة الضنك: عذاب القبر، إنه يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتخدش لحمه حتى يُبعث.
وكان يقال: لو أن تنينا منها نفخ الأرض لم تنبت زرعاً". رواه ابن جرير في تفسيره بسند صحيح.
والمراد بأن في نفخه إحراق للأرض وإفساد لها.
فنعوذ بالله من عذاب القبر وفتنة القبر.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
الدكتور أسامة بن عطايا العتيبي
22/ شوال/ 1438 هـ