الرّسولُ يبْكي عَلَيَّ وعليكَ ونحن لا نبكي على أَنْفُسِنَا!

[أم صفوان بنت محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم
السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته

”..جَاءَ عِنْدَ الإِمامِ مسلمٍ منْ حديثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو –رضي الله عنهما- قالَ:
قَرَأَ النَّبيُّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلمَ قولَ إِبْراهيمَ عليه الصّلاة والسّلام: ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإنَّه مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّك غَفُورٌ رَّحِيم﴾ [إبراهيم:٣٦]
وقولَ عِيسى عليه الصّلاة والسّلام:﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[المائدة:١١٨]،
فبكى واشتد بكاؤه،
فقال الله: ﴿يا جِبريل سَل محمّدًا ما يُبْكيهِ وربُّكَ أَعْلَمُ بِه مِنكَ﴾
فقال جبريل -عليه السلام-: ”يا محمّد ما يُبكيك؟“
أَتَدْري ما كانت الْإجابة؟ أَتَدْري ما كانت الإِجابَة؟
قال: ((أُمّتِي أُمّتِي)) أي: أنا أبكي على أُمّتي من عذابِ اللهِ.
الرّسولُ يبْكي عَلَيَّ وعليكَ ونحن لا نبكي على أَنْفُسِنَا!
ويعلم ما عندَ الله من عقوباتٍ ولهذا يَبْكِي على أمّته لأنّه يعلم أنواعَ الْعذابِ عند الله،
يبكي على العاصي،
يبكي على الغافل،
وأنتَ أيّها المسلم ألستَ أحقّ أن تبكي على نفْسِك؟!
ألستَ أحقّ أن تبكي على نفسِكَ خوفا من دخول النّار، وخوفا من عذابِ النارِ؟!
الرّسولُ يقول لجبريل: ((أمّتي أمّتي)) أي: يا جبريل أنا أبكي على أمتي، أنا أبكي على العصاةِ من أمّتي، على أفراد الأُمّة، أبكي على رجالِها ونسائِها، أبكي عليهم مما عند الله من أنواع العذاب، أبكي على أمتي.
فقال الله: ﴿ يا جبريل قل لِمحمد إنا سنرضيك في أمَّتِك ولا نسوءك﴾
إخوة الإيمان، هذا رسول الأمّة يبكي على أفراد الأمّة لأنه قد علم أن من الأمّة من:
يرتكبُ المعاصي ومن يغفلُ،
فهو يبكي على:
آكلِ الرِّبا،
ويبكي على الزَّاني،
ويبكي على الكَذَّابِ،
ويبكي على المُرتشي،
ويبكي على الظَّالمِ،
ويبكي على النَّمَامِ،
ويبكي على صاحبِ الغِيبَةِ،
ويبكي على أصحابِ الفسادِ،
ويبكي على أصحاب الغفلةِ.

رسول الله يبكي ولم يقل: ((نفسي نفسي)) وإنما قال: ((أمتي أمتي))؛
ولذلك يرْشُدُ أمَّته إلى الدّواءِ، ويرشد أمّتهُ إلى العلاجِ، ويرشدُ أمَّته إلى الخلاصِ من أنواعِ العذابِ، فيقول لهم:

(( وَاللهِ لَوْ تَعْلَمونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكتُم قَلِيلاً ))

لو أنّكم تعلمونَ ما يَعْلَمُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما وَقَفَت دموعُنا! ولما تجمدت دموعُنا! ولكن سيطرت على قلوبِنا الغفلة! سيطرت على قلوبنا الغفلة حتى أصبحت قلوبنا قاسية!
ما أقساها عياذا بالله رب العالمين ...“
_________

مقتطف من محاضرة بعنوان:
((فضل البكاء من خشية الله))
لفضيلة الشيخ:
عبد الله بن عثمان الذماري-حفظه الله-

[أم آدم المغربية]

بـــــــــــــــــــــارك الله فيك اخيتي ونفع بك
نقل طبيّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب