هل نعلّم أولادنا الصيام كما الصلاة؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، أما بعد،،
فهذا سؤال قد خطر في ذهني، وهو:
هل نقوم بتعليم أولادنا الصيام كما نعلمهم الصلاة؛ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً واضربوهم عليها، إذا بلغوا عشرا، وفرقوا بينهم في المضاجع (1). وهل نقيس الصيام عليه، فنأمرهم به لوقت معين، ثم نضربهم عليه؟
وسأترك موضوع البحث لمشاركات الإخوة، وأنا فقط سأورد كلاماً منقولاً للشيخ العثيمين - رحمه الله تعالى - حول هذه المسألة:
فقد سئل الشيخ - رحمه الله تعالى - السؤال التالي:
طفلي الصغير يصر على صيام رمضان، رغم أن الصيام يضره؛ لصغر سنه، واعتلالِ صحته، فهل أستخدم معه القسوةَ ليفطر؟
فأجاب:
إذا كان صغيرًا لم يبلغ، فإنه لا يلزمه الصوم، ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة، فإنه يؤمَر به، وكان الصحابة - رضي الله عنهم - يُصوِّمون أولادهم، حتى إن الصغير منهم ليبكي، فيعطونه اللعب؛ يتلهَّى بها، ولكن إذا ثبت أن هذا يضره، فإنه يُمنع منه، وإذا كان الله - سبحانه وتعالى - منعَنَا من إعطاء الصغار أموالَهم؛ خوفًا من الإفساد بها، فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن نمنعهم منه.
ولكن المنع يكون عن غير طريق القسوة؛ فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عند تربيتهم (2).
وقال أيضاً - رحمه الله تعالى -:
أوجب الله الصيامَ أداء على كل مسلمٍ، مكلَّفٍ، قادرٍ، مقيم، فأما الصغير الذي لم يبلغ، فإن الصيام لا يجب عليه؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((رُفع القلم عن ثلاثة)) وذكر: ((الصبي حتى يبلغ))، ولكن يجب على وليِّه أن يأمره بالصيام إذا بلغ حدًّا يطيق الصيامَ فيه؛ لأن ذلك من تأديبه وتمرينه على فعْل أركان الإسلام، ونرى بعضَ الناس ربما يترك أولاده، فلا يأمرهم بصلاة ولا صوم، وهذا غلط؛ فإنه مسؤول عن ذلك بين يدي الله - تبارك وتعالى(3).
هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله أجمعين.
ملاحظة: النقولات استفدتها من أحد المواقع.
=========================
(1) رواه الإمام أحمد في المسند (6689)
(2) مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (19/ 83).
(3) مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (19/ 19- 20).