انكشاف تضخيم دور وسائل التواصل الاجتماعي
ما حصل هذه الأيام من فشل وسائل التواصل من حشد الناس ضد الحكومة المصرية، رغم السيل الجارف من الرسائل والكتابات واللقاءات والتأكيدات بالنجاح عبر الفضائيات يؤكد أن ثورات الربيع العربي لم تنجح بسبب هذه الوسائل، ولا بسبب المظاهرات، بل السبب المباشر هو الضغوط الهائلة التي مارستها الدول الغربية، مع نشاط استخباراتي واضح، مع تآمر بعض العملاء في داخل بعض الدول، مما أدى إلى انقلاب في بعض تلك الدول، وبعض هذه الانقلابات كانت لتخفيف وطء الهجمة الشرسة من الغرب، وبعضها كان فرصة لتحقيق مكاسب دنيوية.
عموما وسائل التواصل مجرد غطاء، أو وسيلة لوصول الأوامر والترتيبات، ولكن إذا لم يكن هناك عناصر فاعلة ومؤثرة في الواقع وعلى الأرض ما كانت أي ثورة من تلك الثورات لتنجح ولا في أي دولة مهما صغر حجمها أو ضعف جيشها..
بل حتى ليبيا التي كانت تعاني لم يسقط نظام القذافي إلا بسبب تدخل قوات الناتو..
وللتذكير فمن أعظم فوائد تضخيم وسائل التواصل الاجتماعي التي حصلها الغرب هي زيادة قيمة أسهم تويتر وفيسبوك وما جرى مجراها..
ومن جنون هلاري كلينتون ومن معها أنهم ظنوا أن وسائل التواصل مع شيء من المظاهرات ستسقط ترامب من الرئاسة لما أُعْلِن فوزه، ففشلوا فشلا ذريعا، وعلموا أنهم نفخوا هذه الوسائل لأغراض تجارية واستخبراتية بحتة!
وقد كنا نحذر الناس من هذه الأفكار الشيطانية، ومن هذه المؤامرة الصهيونية، ونقول لهم: المظاهرات وهذه الهاشتاقات لا تغير نظاما، ولا تزيل مُلكا، وإنما هي وسائل تغطية، ووسائل ضغط، والذي وقع هو مؤامرة غربية صهيونية على البلاد الإسلامية، وما زالوا يحاولون استكمال مخططهم الذي نجح نجاحا غير تام، وحصلوا بسبب مؤامرتهم قتل وتشريد ملايين المسلمين، ونشر الفوضى والفقر والفتن في بعض الدول الإسلامية..
وبعد تلك الثورات حصل وعي كبير عند الناس في خطورة تلك الثورات، وأنها مؤامرة، وساءت سمعة من يروج لها مثل قطر وتركيا -ومعهم إيران واليهود- ..
والحمد لله فقد قاوم المصريون هذه الهجمة، ونجحوا في إفشال مؤامرة الصهاينة والإخوان على مصر..
حفظ الله بلاد المسلمين، وعافا من ابتلي منهم من جراء تلك الثورات الشيطانية..
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
28/ 1/ 1441هـ