قد كان في الرد على المشركين والملحدين غِنى عن الرد على من ينتسب للإسلام، لكن لما كان ممن ينتسب للإسلام يفسد ويصد عن السبيل ويفرق جماعة المسلمين لم يكن بدٌّ من الرد على أهل البدع وأهل الفتن والتشغيب.
وعلى ذلك دلت النصوص منها النصوص التي تحث على قتال الخوارج.
وقد أعجبني هذا الأثر عن التابعي الجليل عبدالله بن رباح الأنصاري رحمه الله:
عن أبي عمران الجوني قال: وقفت مع عبد الله بن رباح ونحن نقاتل الأزارقة مع المهلب بن أبي صفرة فبكى.
فقلت: ما يبكيك؟
قال: قد كان في قتال أهل الشرك غَناء عن قتال أهل القبلة.
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق(28/ 75) وسنده صحيح.
فوالله إننا نرد على بني جلدتنا، وممن يتكلمون بألسنتنا، وممن يتظاهرون بمحبة أكثر مشايخنا ونحن نعتصر ألماً، ونحن والله نكره ما وصل إليه الحال، لكن لا محالة من الرد على أهل الباطل، ولابد من مكافحة أهل الفتن حتى لا يفسدوا على الناس دينهم.
مع حفظنا لكرامة أهل العلم والفضل، ومعرفة أقدار الناس ومنازلهم، وحرصنا الشديد على اجتماع الكلمة وتآلف القلوب.
والواقع خير شاهد والحمد لله، وكفى بالله شهيدا.
ولا عزاء للصعافقة وأهل التشغيب ومافيا الفتن.
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
3/ 4/ 1440هـ