يجب علينا أن نتوب من انتقاص وإساءة الظن بالإمام الألباني -رحمه الله-
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
إنه مما يؤسف -والله- أن نرى من الإخوة من يصف الإمام الألباني -رحمه الله- بأنه ممن اشتغل بالحديث أي محدث وليس بفقيه أو أنه قليل الفقه لأنه اشتغل بالحديث.
إن هذا الفعل لا يدل إلا على إساءة الظن بالإمام الألباني وبالحكم عليه من غير علم!
إن الإمام الألباني ومما اطلعت عليه شخصياً قد وصل في مسائل فقهية إلى ما لم يصل إليها غيره من العلماء، فبأي حق يقال عنه ويوصف بالمحدث دون الفقه؟! ووجه ذلك يكون كما يلي:
عندما نتحدث مع بعض الإخوة -أصلحهم الله- ونستشهد لهم بقول للإمام الألباني في مسألة فقهية خالف فيها غيره من العلماء، فإننا أول كلمة نسمعها من أولئك الناشئة هي: "الألباني محدث". ويقصدون بذلك -هداهم الله-: أي ليس للألباني دخل في المسائل الفقهية.
وهذا إن لم يكن عن انتقاص مقصود فهو إساءة ظن بالشيخ وحكم عليه عن جهل!
قال التلميذ النجيب الذي عرف قدر شيخه (أي الشيخ ربيع في حق الإمام الألباني) بأن المسلمون في زماننا ما عرفوا قدر هذا الرجل، يخرجه الله من بلده ويجعله يعكف على المخطوطات في المكتبة الظاهرية ويخرج بهذا العلم الكثير. أو بنحو ما قال حفظه الله.
إن الواجب علينا أن نتقي الله في علمائنا الذين اشتغلوا بالحديث، وألا نسيء الظن بهم لقرائن واهية ليست هي إلا وساوس شيطان لا أكثر، فلنرجع نحسن الظن بهذا الإمام الكبير في الحديث والفقه، ولنرجع نحيي ذكره في مجالسنا، ولنرجع نقول إذا ذكر: هو عالمنا وأعلمنا بالحديث، لا أن نقول: "الألباني محدث"، ونقصد بذلك أنه لا علاقة له بالفقه! فلنرتدع عن مثل هذه الظنون، وقد قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، وكما قيل: (من لم يعرفك يجهلك)، فهؤلاء الإخوة الذين يصدر منهم مثل ذلك، هم في حقيقة أمرهم جاهلين بالألباني، أصلحنا الله وإياهم، آمين.