الأمر الثاني: جاءنا واحد تصدر-شاب-زكاه العلماء خلاص، يجب أن تعلم كيف يعامل العلماء؟، وكيف يعامل السلف هذا الشاب؟، وهذا الشاب يجب عليه أن يعرف كيف يتعامل مع الناس، نحن هنا الآن نطلب منهج السلف في الطرفين.
أما بالنسبة للمتصدر السلفي الآن زكاه المشايخ لكنه شاذ، فمن الأدب:
الجانب الأول: أن يتعامل مع الطلاب باعتباره طالب علم، لا باعتباره عالم يرجع إليه، فإذا جاءته مسائل من المسائل الكبار، أو مسائل يحتاج إليها إلى قول عالم، يقول: اذهب للشيخ الفوزان، اذهب للشيخ ربيع، اذهبوا للمشايخ الفلانية من الكبار واسألوهم.
فلا يأتينا هذا الشاب المتصدر في كل مسألة وهو مُتَّكِئ على أريكته يتكلم، هذا عيب، وهذا خلل عند هذا المتصدر، لأن هذا منهج سلفي أن لا يتكلم في كل مسألة، ولا يتصدر فيها، فيراعي المسائل التي يطلب فيها قول العلماء الكبار، هذا جانب.
الجانب الثاني: لا يجعل الشباب حوله يتعصبون له ولقوله، ولا يسمعون غير أشرطته، ولا يحضرون غير دروسه، ولا ينقلون غير كلامه، وكأنه عالم كبير ابن تيمية زمانه، ولا ابن باز زمانه، هذا خطأ.
فتجد الشباب يعرفون قول فلان المتصدر وأقواله وكذا، ابن باز ابن عثيمين الشيخ ربيع الشيخ....ما يعرفون، هذا خطأ، حتى هو إذا لاحظ هذا المفترض أن يقول: يا إخوان أنا أدرسكم الكتب الصغار، الكبار عند العلماء الكبار، لا بد أن تسمعوا لفلان وفلان من العلماء الكبار، لا بد أن يربيهم على هذا، ما هو أنا أنا، لا هذا خطأ وهذا خلل ينتبه له.
الجانب الثالث: وهي متعلقة في الثانية، أن لا يتكلم هذا الشاب في كل المسائل، فهناك مسائل من حق العلماء الكبار أن يتدخلوا فيها، وهناك مسائل لطلاب العلم المتمكنين المتأهلين يتكلموا فيها، إلا إن أذن له العلماء الكبار أن يتكلم فيها.
لأنه من الأدب أن لا يتصدر في الكلام مع وجود العلماء الكبار، ووجودهم سواءً كانوا في حضرته، أو كانوا في المدينة، أو كانوا يعلمون في المسائل هذه، إلا إذا راجعهم وأذنوا له بالكلام.
أيضًا من الأمور المهمة في هذا الشاب الذي يتصدر للدعوة، أن لا يأتينا هذا الشاب ويجلس يقعد القواعد، ويستخرج الأصول، ويربي الشباب على المنهج-هو يرى أن هذا منهج السلف-هذا خطأ.
من محاضرة بعنوان
نصائح وتوجيهات للمتصدرين في الدعوة