فائدة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في الفوائد(ص/ 117) : "علامة صحة الإرادة: أن يكون هَمُّ المريد رضا ربه، واستعداده للقائه، وحزنه على وقت مَرَّ فى غير مرضاته، وأسفه على قربه والأنس به.
وجِماعُ ذلك: أن يصبح ويمسي وليس له هَمٌّ غيره" انتهى.
والمراد بالمريد: صاحب الإرادة التي تنبع من قلبه، ويعقد عليها عزمه، ويستجمع بها هِمّتهُ.
فمن كانت إرادته شرعية ينطبق عليه كلام العلامة ابن القيم رحمه الله.
وليس المراد مريد الصوفية فذاك مسلوب الإرادة، يوصيه مشايخ الضلالة المتصوفة أن يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله!
فيعطل عقله، ويغيب إرادته، ويلغي آدميته، ويفسد قلبه، ويتبع هوى أهل الضلالة والفساد.
ومعنى قوله: "وأسفه على قربه والأنس به" أي: توجُّع المسلم وأسَفُهُ على قرب ما لا يرضي الله، والأُنس بتلك الأمور اللتي لا ترضي الله.
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من كانت الآخرةُ هَمَّهُ جمع الله له شمله، وجعل غِناهُ في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة.
ومن كانت الدنيا همَّهُ فَرَّقَ الله عليه شَمْلَهُ، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتِبَ لَهُ" رواه ابن ماجه وابن حبان والطبراني بسند صحيح. [الصحيحة:950]
والله أعلم
انتقاه وكتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
25/ 5/ 1436 هـ