طوبى لمن مات في النأنأة وفيه الحث على الثبات على الحق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فعن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت طارق بن شهاب رضي الله عنه يقول: قال أبو بكر رضي الله عنه: «طوبى لمن مات في النأنأة».
فسألت طارقا عن النأنأة، قال: «أراه عنى في جِدَّة الإسلام» ، أو قال: «بدء الإسلام».
رواه ابن المبارك في الزهد(1/ 95رقم281)، وأبو نعيم في حلية الأولياء(1/ 33)، والدارقطني في العلل(1/ 274) وسنده صحيح.
قال أبو عبيد في غريب الحديث(3/ 214-215) : "معناها أول الإسلام".
قال: "وإنما سمي بذلك لأنه كان قبل أن يقوى الإسلام ويكثر أهله وناصره، فهو عند الناس ضعيف.
وأصل النأنأة الضعف".
ونقل عن بعض العلماء أنه قال: "إنما سمي أول الإسلام النأنأة لأنه كان والناس ساكنون هادئون لم تهج بينهم الفتن ولم تشتت كلمتهم وهذا قد يرجع إلى المعنى الأول يقول : لم يقول التشتت والاختلاف والفتن فهو ضعيف لذلك".
وقال عبد الله بن محمد البطليوسي الأندلسي(المتوفى سنة 521هـ) في الإنصاف في التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين (ص/ 45) : "يحْتَمل أَن يُرِيد أول الاسلام عِنْد قُوَّة البصائر قبل وُقُوع الْخلاف وَيحْتَمل أَنه يُرِيد بِهِ آخر الْإِسْلَام اذا ضعفت البصائر وَكَثُرت الْبدع وَالْخلاف.
وَيدل على صِحَة الْمَعْنيين جَمِيعًا قَوْله صلى الله عليه وسلمَ: "إن الأسلام بَدَأَ غَرِيبا وَسَيَعُودُ غَرِيبا كَمَا بَدَأَ فطوبى للغرباء".
والنأنأة عِنْد الْعَرَب الضعْف لَا يخص الصغر دون الْكبر...".
فنسأل الله الثبات على الحق حتى الممات.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
7/ 3/ 1437 هـ