منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2010, 11:40 AM
أبو مصعب معاذ المغربي أبو مصعب معاذ المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 18
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي سؤال للمذاكرة

الحمد لله و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و من اتبع هداه .

لا يخفى إخواننا في الله فضل بذل الأوقات في مذاكرة العلم الشرعي و مدارسته ،لا سيما علم العقيدة ، ومن هذا المنطلق أود من إخواننا -إن تيسر - تحرير عقيدة أهل السنة في مبحث عصمة الأنبياء قبل النبوة من الشرك و الكبائر ،و معنى قوله تعالى في سورة الأعراف (( لنخرجنك ياشعيب و الذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا )) فما معنى هذا العود المذكور في الآية ؟و هل كانوا قبل على ملة المشركين ؟ و معنى قوله تعالى (( و وجدك ضالا فهدى )) في شأن نبينا صلى الله عليه و سلم ؟

وفقنا الله جميعا لعلم النافع و العمل الصالح .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-11-2010, 12:36 PM
أبو مصعب زكرياء الدبوسي أبو مصعب زكرياء الدبوسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: المغرب
المشاركات: 83
شكراً: 6
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي
افتراضي

بارك الله فيك أخي معاذ على هذا الطرح
وأقول أن مسألة عصمت الأنبياء قبل البعثة وورود الشرع مسألة اعتقادية مبثوثة في كتب الاعتقاد على مذهب أهل السنة والمخالفين لهم, وكتب التفسير السلفية وغيرها
أنقل لك بحثا نافعا فيه من التقرير والمناقشة ما تشد إليه الرحال, لعلم من أعلام الدعوة السلفية النجدية, وإمام من أئمتها وهو الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحم الله الجميع, وفيه يقول:
( وأما المسألة السادسة عن قوله تعالى – في قصة شعيب - : (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ), وقول السائل: وهم لم يدخلوا فيها. فاعلم أن هذه المسألة شاعت وذاعت واشتهرت وانتشرت والخلاف فيها قديم بين أهل السنة والمعتزلة وبين أهل السنة بعضهم لبعض والذي روى ابن أبي حاتم عن عطية عن ابن عباس: " كانت الرسل والمؤمنون تستضعفهم قومهم ويقهرونهم ويدعونهم إلى العودة إلى ملتهم, فأبى الله لرسله والمؤمنين أن يعودوا في ملتهم وفي ملة الكفر وأمرهم أن يتوكلوا عليه " وقد رواه السدي عن أشياخه وتأوله عطية على أنه العود إلى السكوت كما كان الرسل قبل الرسالة, وأنهم كانوا أغفالا قبل, أي لا علم بما جاءهم من عند الله, قال: وذلك عند الكفار عود في ملتهم.
وهذا الذي رأيته منصوصا عن مفسري السلف وأما من بعدهم كابن الأنباري والزجاج وابن الجوزي والثعلبي والبغوي, فهؤلاء يؤولون ذلك على معنى: لتصيرن ولتدخلن, وجعلوه بمعنى الابتداء لا بمعنى الرجوع إلى شيء قد كان, وأنشدوا على ذلك ما اشتهر عنهم في تفاسيرهم كقول الشاعر:
فإن تكن الأيام أحسن مرة
إلي لقد عادت لهن ذنوب

وكقوله:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه
يحور رمادا بعد ما كان صاطعا

وقول أمية:
تلك المكارم لا قعبان من لبن
شيبت بماء فعادت بعد أبوالا


وأمثال ذلك مما يدل على الابتداء وبعضهم أبقاه على معناه, وقال: هو التغليب لأن قومهم كانوا على ملة الكفر فغلب الجمع على الواحد. لكن تعقب ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – فقال: وأما التغليب فلا يتأتى في سورة إبراهيم. وأما جعلها بمعنى الابتداء والصيرورة, فالذي في الآيات الكريمات, عود مقيد بالعود في ملتهم, فهو كقول النبي صلى الله عليه وسلم: " العائد في هبته كالعائد في قيئه ". وقوله: ( ... ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه) وقوله تعالى: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ ) فالعود في مثل هذا الموضع عود مقيد, صريح بالعود إلى أمر كان عليه الرسل وأتباعهم, لا يحتمل غير ذلك, ولا يقال إن العود في مثل هذا يكون عودا مبتدأ, وما ذكر من الشواهد أفعال مطلقة ليس فيها: إن عاد لكذا ولا عاد فيه. قال: ولهذا سمي المرتد عن الإسلام مرتدا, وإن كان عاد على الإسلام ولم يكن كافرا عند عامة العلماء. قال: وأما قولهم إن شعيبا والرسل ما كانوا في ملتهم قط, وهي ملة الكفر, فهذا فيه نزاع مشهور, وبكل حال فهو خبر يحتاج إلى دليل عقلي وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك. وأما العقل ففيه نزاع والذي تظاهر عليه أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك. وقال أبو بكر الخطيب البغدادي: ( وقال كثير منهم ومن أصحابنا وأهل الحق إنه لا يمتنع بعثة من كان كافرا, أو مصيبا للكبائر قبل البعثة.
قال: ولا شيء عندنا يمنع ذلك على ما تبين القول فيه. ثم ذكر الخطيب الخلاف في إصابته الذنوب بعد البعثة, وأطال الكلام ثم قال: ( فصل في جواز بعثة من كان مصيبا للكفر والكبائر قبل الرسالة) قال: والذي يدل على ذلك أمور:
أحدها أن إرسال الرسول وظهور الأعلام عليه, اقتضى ودل – لا محال – على إيمانه وصدقه وطهارة سريرته, وكمال علمه ومعرفته بالله, وأنه مؤدٍ عنه دون غيره, لأنه إنما يظهر الأعلام ليستدل به على صدقه فيما يدعيه من الرسالة.
فإذا كان بدلالة ظهورها عليه إلى هذه الحال من الطهارة والنزاهة والإقلاع عما كان عليه لا يمنع بعثته, وإلزام توقيره وتعظيمه, وإن وجد منه ضد ذلك قبل الرسالة, وأطال الكلام.
ثم قال شيخ الإسلام: تحقيق القول في ذلك ( أن الله سبحانه إنما يصطفي لرسالته من كان خيار قومه ), كما قال/ الله تعالى: ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ). وقال: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ). وقال: ومن نشأ بين قوم مشركين جهال, لم يكن عليه نقص ولا غضاضة إذا كان على مثل دينهم, إذا كان عندهم معروفا بالصدق والأمانة وفعل ما يعرفون وجوبه, واجتناب ما يعرفون قبحه, وقد قال تعالى: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ولم يكن هؤلاء مستوجبين العذاب قبل الرسالة وإذا كان لا هو ولا هم يعلمون ما أرسل به, وفرق بين من يرتكب ما يعلم قبحه وبين من يفعل ما لا يعرف, فإن هذا الثاني لا يذمونه ولا يعيبونه عليه, ولا يكون ما فعل مما هم عليه منفرا عنه بخلاف الأول, ولهذا لم يكن في أنبياء بني إسرائيل من كان معروفا بشرك, فإنهم نشئوا على شريعة التوراة, وإنما ذكر هذا فيمن كان قبلهم. وأما ما ذكره سبحانه وتعالى في قصة شعيب والأنبياء, فليس في هذا ما ينفر أحدا عن القبول منهم وكذلك الصحابة رضي الله عنهم, الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد جاهليتهم, وكان فيهم من كان محمود الطريقة قبل الإسلام كأبي بكر الصديق, فإنه لم يزل معروفا بالصدق والأمانة ومكارم الأخلاق, لم يكن فيه قبل الإسلام ما يعيبونه به, والجاهلية كانت مشتركة فيهم كلهم. وقد تبين أن ما اخبر عنه قبل النبوة في القرآن من أمر الأنبياء, ليس فيه ما ينفر أحدا عن تصديقهم, ولا يوجب طعن قومهم, ولهذا لم يذكر أحد من المشركين هذا, قادحا في نبوته, ولو كانوا يرونه عيبا لعابوه, ولقالوا: كنتم أنتم أيضا على الحالة المذمومة, ولو ذكروا للرسل هذا لقالوا: كنا كغيرنا لم نعرف ما أوحي إلينا ؛ ولكنهم قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا, فقالت الرسل: إن نحن إلا بشر مثلكم, ولكن الله يمن على من يشاء من عباده.
قال: وقد اتفقوا كلهم على جواز بعثة رسول, لم يعرف ما جاءت به الرسل قبله من أمور النبوة والشرائع, ومن لم يقر بهذا الرسول بعد الرسالة فهو كافر, والرسل قبل الوحي قد كانت لا تعلم هذا, فضلا عن أن تقر به. فعلم أن عدم العلم والإيمان لا يقدح في نبوتهم, بل الله إذا نبأهم علمهم ما لم يكونوا يعلمون.
قلت: وقوله: وقد اتفقوا كلهم, يعني أهل السنة والمعتزلة. ثم قال تعالى: ( يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) وقال تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) فجعل إنذارهم بعبادته وحده كإنذار يوم التلاق, وكلاهما عرفوه بالوحي واستدل على هذا بآيات, إلى أن قال: وقد تنازع الناس في نبينا صلى الله عليه مسلم قبل النبوة, وفي معاني بعض هذه الآيات, في قوله تعالى:
( وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) وفي قوله: ( مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ ) وقوله: (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) وما تنازعوا في معنى آية الأعراف, وآية إبراهيم.
فقال قوم: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على دين قومه ولا كان يأكل ذبائحهم. وهذا هو المنقول عن أحمد, قال: من زعم أنه على دين قومه فهو قول سوء, أليس كان لا يأكل ما ذبح على النصب. ثم قال الشيخ: ولعل أحمد قال: أليس كان لا يعبد الأصنام فغلط الناقل عنه فإن هذا قد جاء في الآثار أنه كان لا يعبد الأصنام. وأما كونه لا يأكل من ذبائحهم, فهذا لا يعلم أنه جاء به أثر وأحمد من أعلم الناس بالآثار.
قال: والشرك حرم من حين أرسل الرسول, وأما تحريم ما ذبح على النصب فإنه ما ذكر في سورة المائدة وقد ذكر في السور المكية كالأنعام والنحل تحريم ما أهل به لغير الله, وتحريم هذا إنما يعرف في القرآن, وقبل القرآن لم يكن يعرف تحريم هذا, بخلاف الشرك. ثم ذكر الفرق بين ما ذبحوا للحم وبين ما ذبحوه للنصب على جهة القربة للأوثان, قال: فهذا من جنس الشرك, لا يقال قط في شريعة بحلها. كما كانوا يتزوجون المشركات أولا.
قال: والقول الثاني: إطلاق القول بأنه صلى الله عليه وسلم كان على دين قومه وفسر ذلك بما كان عليه من بقايا دين إبراهيم, لا بالموافقة لهم على شركهم وذكر أشياء مما كانوا عليه من بقايا الحنيفية, كالحج والختان وتحريم الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات.
قال الشيخ: وهؤلاء إن أرادوا أن هذا الجنس مختص بالحنفاء, لا يحج يهودي ولا نصراني, لا في الجاهلية ولا في الإسلام, فهو من لوازم الحنيفية, كما أنه لم يكن مسلما, إلا من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وأما قبل محمد فكان بنو إسرائيل على ملة إبراهيم وكان الحج مستحبا قبل محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن مفروضا, ولهذا حج موسى ويونس وغيرهما من الأنبياء. ثم قال: ولكن تحريم المحرمات ما يشاركهم فيه أهل الكتاب, والختان يشاركهم فيه اليهود. وأطال الرد والنقل عن ابن قتيبة رحمه الله وذكر كلام ابن عطية في قوله: (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) أنه أعانه وأقامه على غير الطريق التي كان عليها, هذا قول الحسن والضحاك. قال: والضلال يختلف, فمنه القريب ومنه البعيد. وكون الإنسان واقفا لا يميز بين المهيع ضلال قريب لأنه لم يتمسك بطريقة ضالة, بل كان يرتاد وينظر.
قال: والمنقول أنه عليه السلام كان قبل النبوة يبغض عبادة الأصنام, ولكن لم يكن ينهى عنها نهيا عاما, وإنما كان ينهى خواصه. وساق ما رواه أبو يعلى الموصلي وفيه: ( فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة, وكان عند الصفا والمروة صنمان من نحاس, أحدهما إساف والآخر نائلة, وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما, فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد : لا تمسحهما فإنهما رجس ). فقلت في نفسي: لأمسهما حتى أنظر ما يقول, فمسستهما فقال: ( يا زيد ألم تنه ). وقال أبو عبد الله المقدسي: هذا: (حديث حسن له شاهد في الصحيح والحديث معروف, وقد اختصره البيهقي, وزاد فيه: قال زيد بن حارثة والذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب, ما استلم صنما قط, حتى أكرمه الله بالذي أكرمه. وفي قصة بحيرى الراهب, حين حلف باللات والعزى, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تسألن باللات والعزى, فو الله ما أبغضت بغضهما شيئا قط ) وكان الله قد نزهه عن أعمال الجاهلية, فلم يكن يشهد مجامع لهوهم, وكان إذا هموا بشيء من ذلك ضرب الله على أذنه فأنامه, وقد روى البيهقي وغيره في ذلك آثارا وكانت قريش يكشفون عوراتهم لشيل حجر ونحوه, فنزهه الله عن ذلك كما في الصحيحين من قول جابر.
وفي مسند احمد زيادة: ( فنودي: لا تكشف عورتك, فألقى الحجر ولبس ثوبه ) وكانوا يسمونه: الصادق الأمين. وكان الله عز وجل قد صانه عن قبائحهم, ولم يعرف منه قط كذبة ولا خيانة ولا فاحشة ولا ظلم قبل النبوة بل شهد مع عمومته حلف المطيبين على نصر المظلومين. وأما الإقرار بالصانع وعبادته, والإقرار بأن السموات والأرض مخلوقة له محدثة بعد أن لم تكن, وأنه لا خالق غيره. فهذا كان عامتهم يعرفونه ويقرون به فكيف لا يعرفه هو ويقر به وذكر الشيخ بعض علامات النبوة, وتغير العالم بمولده, ثم قال: لكن هذا لا يجب انه يكون مثله لكل نبي, فإنه أفضل الأنبياء, وهو سيد ولد آدم والله سبحانه إذا أهل عبدا لأعلى المنازل والمراتب, رباه على قدر تلك المرتبة, فلا يلزم إذا عصم نبينا, أن يكون معصوما قبل النبوة من كبائر الإثم والفواحش, صغيرها وكبيرها, ولا يكون كل نبي كذلك. ولا يلزم إذا كان الله بغض إليه شرك قومه قبل النبوة, أن يكون كل نبي كذلك, كما عرف من حال نبينا صلى الله عليه وسلم. وفضائله لا تناقض ما روي من أخبار غيره, إذا كان كذلك, ولا يمتنع كونه نبيا, لأن الله تعالى فضل بعض النبيين على بعض كما فضلهم بالشرائع والكتب والأمم. وهذا أصل يجب اعتباره وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم, وممن آمن له وأن الله أرسله. والرسول الذي نشأ بين أهل الكفر الذين لا نبوة لهم، ثم يبعثه الله فيهم يكون أكمل وأعظم ممن كان من قوم لا يعرفونه, فإنه يكون بتأييد الله له أعظم من جهة تأييده بالعلم والهدى, ومن جهة تأييده بالنصر والقهر. قلت: وبهذا يظهر اختلاف درجات الأنبياء والرسل, وعدم الاحتياج إلى التكليف في الجواب عن مثل آية إبراهيم ونحوها, وإن قصارى ما يقال في مثل قوله تعالى لنبينا:
(وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) وقوله: ( مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ ) هو عدم العلم بما جاء به من النبوة والرسالة, وتفاصيل ما تضمن ذلك من الأحكام الشرعية والأصول الإيمانية. وهذا غاية ما تيسر لنا في هذا المقام الضنك الذي أحجم عنه فحول الرجال, وأهل الفضائل والكمال, ونستغفر الله من التجاسر والوثوب على الكلام في مثل هذا المبحث الذي زلت فيه أقدام, وضلت فيه أفهام واضطربت فيه أقوال الأئمة الأعلام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.)أهـ بتصرف يسير
__________________
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ الشبع ، إن القوم لما شبعت بطونهم ، جمحت بهم نفوسهم إلى الدنيا .

رقم القيد : 182
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-11-2010, 12:46 PM
أبو مصعب زكرياء الدبوسي أبو مصعب زكرياء الدبوسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: المغرب
المشاركات: 83
شكراً: 6
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي
افتراضي

قال الإمام الشوكاني في «إرشاد الفحول إلى تحقيق علم الأصول» ص (69): ذهب الأكثر من أهل العلم إلى عصمة الأنبياء بعد النبوة من الكبائر، وقد حكى القاضي أبو بكر: إجماع المسلمين على ذلك، وكذا حكاه ابن الحاجب وغيره من متأخري الأصوليين، وكذا حكوا الإجماع على عصمتهم بعد النبوة مما يزري بمناصبهم، كرذائل الأخلاق والدناءات، وسائر ما ينفر عنهم، وهي التي يقال لها صغائر الخسة، كسرقة لقمة، والتطفيف بحبة.. (إلى أن قال) (ص71): وأما قبل الرسالة فذهب الجمهور إلى أنه لا يمتنع من الأنبياء ذنب كبير، ولا صغير، وقالت الروافض: يمتنع قبل الرسالة منهم كل ذنب، وقالت المعتزلة: يمتنع الكبائر دون الصغائر، واستدل المانعون مطلقا أو مقيدا بالكبائر، بأن وقوع الذنب منهم قبل النبوة منفر عنهم، عند أن يرسلهم الله فيخل بالحكمة من بعثهم، وذلك قبيح عقلا، ويجاب عنه: بأنا لا نسلم ذلك. اهـ
نقل الآمدي في «الإحكام في أصول الأحكام» (1/224) عن أبي بكر القاضي ‑ أيضا‑، وعن أكثر أصحابهم إلى أنه لا يمتنع عليهم العصمة قبل النبوة من كبيرة كانت أو صغيرة، بل ولا يمتنع عقلا إرسال من أسلم، وآمن بعد كفره، وذهبت الروافض إلى امتناع ذلك كله منهم قبل النبوة؛ لأن ذلك مما يوجب هضمهم في النفوس، واحتقارهم، والنفرة عن اتباعهم، وهو خلاف مقتضى الحكمة من بعثة الرسل ووافقهم على ذلك أكثر المعتزلة إلا في الصغائر، والحق ما ذكره القاضي، لأنه لا سمع قبل البعثة يدل على عصمتهم عن ذلك، وأما بعد النبوة، فالاتفاق من أهل الشرائع قاطبة على عصمتهم عن تعمد كل ما يخل بصدقهم فيما دلت المعجزة القاطعة على صدقهم فيه، من دعوى الرسالة، والتبليغ عن الله تعالى. إلى آخر مبحث عصمة الأنبياء عن الكبائر.
وقال الشاطبي في «الموافقات» (4/13) بتحقيق الشيخ: مشهور بن حسن سلمان وفقه الله:
الأنبياء معصومون من الكبائر باتفاق أهل السنة، وعن الصغائر باختلاف. اهـ وصحح عصمتهم من الصغائر ‑ أيضا‑.
وصحح القاضي أبو بكر عدم عصمتهم منها، وقال: الآمدي في «الأحكام» (1/224): وهو الأشبه. اهـ
وهذا منقول عن الجمهور جواز وقوع الصغائر غير الذميمة منهم، ولكنهم لا يصرون فيكونون معصومين من الإصرار عليها، كما هو مضمون كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
وصوب القاضي عياض في كتاب «الشفاء» مع الشرح (4/147): عصمتهم قبل البعثة وبعدها، ونقله عنه الزركشي في «البحر المحيط» (3/241). طبعة دار الكتب العلمية،فقال:
أما قبل النبوة، فقال المازري: لا تشترط العصمة، ولكن لم يرد في السمع وقوعها، وقال القاضي عياض: والصواب عصمتهم قبل النبوة من الجهل بالله وصفاته، والتشكيك في شيء من ذلك، وقد تعاضدت الأخبار عن الأنبياء بتبرئتهم عن هذه النقيصة منذ ولدوا، ونشأتهم على التوحيد والإيمان.
ونقل ابن الحاجب عن الأكثرين عدم امتناعها عقلا....والأصح قول الأكثرين، ومنهم القاضي؛ لأن السمع -أي: القرآن والسنة- لا دلالة له على العصمة قبل البعثة. انتهى المراد من المبحث في العصمة.
ومن هذا المنطلق ذهب شيخنا العلامة الوادعي -رحمه الله- إلى إثبات هذا الحديث في «الصحيح المسند» هذا، وفي «الصحيح المسند من دلائل النبوة» (ص90) طبعة مكتبة ابن تيمية بالقاهرة فقال: على ما ظهر من حسن سنده، فبعد ذكر حديث زيد بن حارثة في قصة زيد بن عمرو بن نفيل، ومن تأمل هذا الحديث عرف فضل زيد وتقدمه في الإسلام قبل الدعوة... إلخ.
هذا والقصة المذكورة كانت قبل البعثة مع زيد بن عمرو بن نفيل، فإن زيدا مات قبل البعثة.
قال الإمام ابن حجر في ترجمته من «الإصابة» (2/507) رقم (2930): زيد بن عمرو بن نفيل العدوي والد سعيد بن زيد ذكره البغوي وابن مندة وغيرهما من الصحابة، وفيه نظر؛ لأنه مات قبل البعثة بخمس سنين، ولكنه يجيء على أحد الاحتمالين في تعريف الصحابي وهو أنه رأى النبي مؤمنا به. اهـ
هذا وإن كان القول بعصمتهم عن كبائر الذنوب قبل البعثة وبعدها هو الصحيح عندنا، وإنما القصد من ذلك بيان: أن نقل الدكتور أحمد إجماع العلماء على عصمة الأنبياء على هذا المعنى فيه تهور، فقد رأيت الخلاف في ذلك، ونقل الشوكاني الخلاف عن جمهور العلماء فإلى أين يا دكتور؟!
وبعد هذا التقرير نقول: إن من حسن حديث زيد بن حارثة في قصة زيد بن عمرو بن نفيل على ظاهر سندها الدائر عند من تقدم تخريج الحديث من مصنفاتهم على محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، ويحيى بن عبدالرحمن بن حاطب عن أسامة بن زيد بن حارثة عن أبيه زيد بن حارثة من حسن الحديث على ظاهر هذا السند لا تثريب عليه اليوم، ولا بعد ذلك...) أهـ (منقول من كتاب التبيين لجهالات الدكتور أحمد بن نصر الله صبري في كتابه أضواء على أخطاء كتاب الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين ومدى خطورة منهج الدكتور على كتب فحول المحدثين) للشيخ العلامة المحدث أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري - حفظه الله تعالى -
__________________
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ الشبع ، إن القوم لما شبعت بطونهم ، جمحت بهم نفوسهم إلى الدنيا .

رقم القيد : 182
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-11-2010, 01:08 PM
إبراهيم زياني إبراهيم زياني غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 401
شكراً: 0
تم شكره 53 مرة في 38 مشاركة
افتراضي

بارك الله فيكما ، واصلا الطرح في هذا الموضوع أو موضوع جديد
وفقكما الله
__________________
قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى
ولا يتنقص أهل الحديث وينتقص علومهم إلا جاهل ضال مفتر .
والجرح والتعديل هم أئمته وهم مرجع علماء الأمة فيه من مفسرين وفقهاء وهم الذين تصدوا لأهل البدع فكشفوا عوارهم وبينوا ضلالهم من خوارج وروافض ومعتزلة ومرجئة وقدرية وجبرية وصوفية , ولا يزالون قائمين بهذا الواجب العظيم , ولا يزال باب الجرح والتعديل قائماً ومفتوحاً ما دام هناك أهل حق وأهل باطل وأهل ضلال وأهل هدى , ولا يزال الصراع قائماً بين الطائفة المنصورة ومن خالفها من أهل الضلال ومن خذلها
http://www.m-noor.com/

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-11-2010, 03:01 PM
أبو أحمد أبوبكر الظبياني أبو أحمد أبوبكر الظبياني غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: المملكة المتحدة-أعادنا الله الى ديار المسلمين
المشاركات: 333
شكراً: 26
تم شكره 13 مرة في 12 مشاركة
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أحمد أبوبكر الظبياني
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ،

اما بخصوص عصمة الأنبياء عن الشرك والكبائر، فعقيدة أهل السنة أنهم معصومون من الوقوع في الشرك والكبائر لكون ذلك ينافي رسالتهم الى توحيد الله عزوجل وإفراده بالعبودية ولأن هذا يجرح في كونهم قدوة للبشرية.

وبخصوص معنى العودة في قول قوم شعيب عليه السلام له ولأتباعه ، فلا علم لي في ذلك .

وبخصوص قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، فالمقصود هنا هو الجهل بفروع الشريعة وأحكامها وليس الضلال عن الإيمان بالله كما قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في تفسير جزء عم.

والله أعلم.

وجزاك الله خيرا على هذا الطرح المفيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
عن أبي هريرة-رضى الله عنه-عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من يردِ الله به خيرا يصب منه". صحيح البخاري صفحة أو رقم 5645


www.marok1.com

www.daleel.de

معرفي في البايلوكس : Abu_Ahmad_Ash-Sheffieldee
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-11-2010, 10:40 PM
أبو الحسن الليبي أبو الحسن الليبي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: ليبيا بنغازي
المشاركات: 127
شكراً: 0
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
افتراضي

قال تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}
قال القرطبي - رحمه الله - :
{ أَوْ لَتَعُودُنَّ} أي حتى تعودوا أو إلا أن تعودوا ؛ قاله الطبري وغيره . قال ابن العربي: وهو غير مفتقر إلى هذا التقدير ؛ فإن "أو" على بابها من التخيير ؛ خيَّر الكفارُ الرسلَ بين أن يعودوا في ملتهم أو يخرجوهم من أرضهم ؛ وهذه سيرة الله تعالى في رسله وعباده ؛ ألا ترى إلى قوله: " {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً، سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا} [الإسراء: 76 - 77] - أ . هــ مختصراً .
__________________
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -
" يجب على المسلم أن يكون عزيزاً عفيفاً ورعاً صداقاً يتحرى الصدق ويكون من الصادقين الشرفاء وليحذر من أهل الكذب التافهين الرويبضات ؛ فإنه في زمان فشى فيه الكذب وإشاعة الأكاذيب ، حيث ينطبق على كثير من أهله قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق: سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ؛ يتكلم في أمر العامة "
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-12-2010, 09:57 AM
أبو زيد رياض الجزائري أبو زيد رياض الجزائري غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 55
شكراً: 58
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

  • عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في التبليغ عن الله تبارك وتعالى :
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – ( فتاوى ابن باز ج6/371 ) :
" قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – ولاسيما محمد – صلى الله عليه وسلم – معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل ، قال تعالى : " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى " النجم /1-5 ) ، فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم " انتهى

قال شيخ الإسلام رحمه الله ( مجموع الفتاوى ج18 / 7 ) :
"فإن الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقاً وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه " انتهى .

  • الأنبياء معصومون من الكبائر دون الصغائر :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( مجموع الفتاوى : ج4 / 319 ) :
" إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ... وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول " انتهى .

  • أدلة وقوع الصغائر من الأنبياء مع عدم إقرارهم عليها :
الدليل على ‏وقوع الصغائر منهم مع عدم إقرارهم عليها :‏‏ - قوله تعالى عن آدم : " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) طه / ‏‏121-122 ، وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم – عليه الصلاة والسلام - ، وعدم إقراره عليها ، مع توبته إلى ‏الله منها .‏

‏ - قوله تعالى " قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت ‏نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " القصص/15،16 . فموسى – عليه الصلاة والسلام - اعترف ‏بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي ، وقد غفر الله له ذنبه .

قال شيخ الإسلام ( مجموع الفتاوى : ج4 / 320 ) :
" وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم ( أي الأنبياء ) غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ، ولا يقرون عليها ، ولا يقولون إنها لا تقع بحال ، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً ، وأعظمهم قولاً لذلك : الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل " انتهى .

وسئلت اللجنة الدائمة : هل الأنبياء والرسل يخطئون ؟
فأجابت :
نعم ، يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ، ويعفو عن زلتهم ، ويقبل توبتهم فضلاً منه ورحمة ، والله غفور رحيم ، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت في هذا" اهـ

"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/194) .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-13-2010, 08:33 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 42 مرة في 39 مشاركة
افتراضي

بارك الله فيكم وأضيف أمرا آخر وهو أن الأنبياء أيضا معصومون من الوقوع في الأمور المسترذلة و التي تخل بالمروءة وهذا قيد مهم في الصغائر التي تقع من الأنبياء -وهم كما ذكر الإخوة لا يقرون عليها بحال - وهذا ما ذكره القاضي عياض في كتابه الشفا والله أعلم.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-14-2010, 09:32 AM
أبو زيد رياض الجزائري أبو زيد رياض الجزائري غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 55
شكراً: 58
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-14-2010, 06:44 PM
أبو مصعب معاذ المغربي أبو مصعب معاذ المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 18
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي

بوركتم إخواننا وفقكم الله لمزيد خير و فقه في دينه ...و ليسمح أخونا زكريا (بتهذيب)شيء من نقولاته الماتعة :
فأقول و بالله التوفيق :

بالنسبة لقول العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن فأغلبه نقل عن شيخ الاسلام ابن تيمية من ((تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء )) و هو ضمن الجزء 13 من الدرر السنية ص 192 ، و لنستعرض أقوال الطوائف من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية :

قال شيخ الاسلام (( تفسير آيات أشكلت ..ج 1/ص 180 ط مكتبة الرشد)) :

قال -أي أبو بكر الباقلاني -: و قد اختلف الناس في جواز و قوع الذنوب منهم . فقالت المعتزلة :إنه لا يجوز و قوع الكبائر من المعاصي منهم كالكفر فما دونه لا قبل النبوة و لا بعدها ، لكون ذلك منفرا عن طاعتهم و القبول منهم .....

قلت -أي شيخ الاسلام -(ص 1/181):و كثير من أهل السنة يقولون إن الأنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة ، كما قال ذلك :ابن الأنباري ،و الزجاج ،و ابن عطية و ابن الجوزي و البغوي.

و نقل شيخ الاسلام عن القاضي أبي بكر الباقلاني 1/ 187 186 :قال أبو بكر بن الطيب :( وقال كثير منهم و من أصحابنا و أهل الحق :إنه لا يمتنع بعثة من كان كافرا أو مصيبا للكبائر قبل بعثته .قال : ولا شيء عندنا يمنع من ذلك على ما نبين القول فيه .و اختلفوا في إصابه الذنوب بعد البعثة فقالت الرافضة و من تابعهم :و لا يجوز ذلك عليهم في صغائر و كبائرها و لا يجوز عليهم السهم و الغلط و لا في غيره .
و قالت المعتزلة :يجوز وقوع صغائر الذنوب منهم في حال الرسالة اعتمادا مع العلم بخطرها و قبحها و لا يجوز أن يقع منهم الكبير من المعاصي و لا الصغائر المستقبحة المصغرة لشأن فاعليها . وقال فريق منهم :لا يجوز وقوع الذنوب منهم على القصد إليها و العلم بقبحها و تحريمها ،و إنما يقع منهم على جهة الخطأ في التأويل ،و هذا قول الجبائي و كثير من سلفهم .

ثم نقل عن القاضي 1/ 189- 188 :قال :( وقال أهل الحق و الجمهور من الناس و أصحاب الحديث :إنه يجوز وقوع الذنوب منهم في حال نبوتهم ،إلا ذنوبا في حال ما يفسد البلاغ عن الله و يقدح دلالة الآيات الظاهرة عليهم ،و إلا ذنوبا أجمعت الأمة على أنها لا تقع منهم مثل ذنوب تقدح في إعلامهم و صحة نبوتهم و تشكك في صدقهم ....)

قال شيخ الاسلام 1/ ص 185 :و المقصود أن النزاع في وقوع الذنوب منهم قبل النبوة ليس هو قول المعتزلة فقط بل هو بين أصحاب الحديث و أهل السنة .

و التحقيق ص 191 من تفسير آيات أشكلت ...:

تحقيق القول في ذلك ( أن الله سبحانه إنما يصطفي لرسالته من كان خيار قومه ), كما قال الله تعالى: ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ). وقال: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ). وقال: ومن نشأ بين قوم مشركين جهال, لم يكن عليه نقص ولا غضاضة إذا كان على مثل دينهم, إذا كان عندهم معروفا بالصدق والأمانة وفعل ما يعرفون وجوبه, واجتناب ما يعرفون قبحه, وقد قال تعالى: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ولم يكن هؤلاء مستوجبين العذاب قبل الرسالة وإذا كان لا هو ولا هم يعلمون ما أرسل به, وفرق بين من يرتكب ما يعلم قبحه وبين من يفعل ما لا يعرف, فإن هذا الثاني لا يذمونه ولا يعيبونه عليه, ولا يكون ما فعل مما هم عليه منفرا عنه بخلاف الأول, ولهذا لم يكن في أنبياء بني إسرائيل من كان معروفا بشرك, فإنهم نشئوا على شريعة التوراة, وإنما ذكر هذا فيمن كان قبلهم. وأما ما ذكره سبحانه وتعالى في قصة شعيب والأنبياء, فليس في هذا ما ينفر أحدا عن القبول منهم وكذلك الصحابة رضي الله عنهم, الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد جاهليتهم, وكان فيهم من كان محمود الطريقة قبل الإسلام كأبي بكر الصديق, فإنه لم يزل معروفا بالصدق والأمانة ومكارم الأخلاق, لم يكن فيه قبل الإسلام ما يعيبونه به, والجاهلية كانت مشتركة فيهم كلهم. وقد تبين أن ما اخبر عنه قبل النبوة في القرآن من أمر الأنبياء, ليس فيه ما ينفر أحدا عن تصديقهم, ولا يوجب طعن قومهم, ولهذا لم يذكر أحد من المشركين هذا, قادحا في نبوته, ولو كانوا يرونه عيبا لعابوه, ولقالوا: كنتم أنتم أيضا على الحالة المذمومة, ولو ذكروا للرسل هذا لقالوا: كنا كغيرنا لم نعرف ما أوحي إلينا ؛ ولكنهم قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا, فقالت الرسل: إن نحن إلا بشر مثلكم, ولكن الله يمن على من يشاء من عباده.
قال: وقد اتفقوا كلهم على جواز بعثة رسول, لم يعرف ما جاءت به الرسل قبله من أمور النبوة والشرائع, ومن لم يقر بهذا الرسول بعد الرسالة فهو كافر, والرسل قبل الوحي قد كانت لا تعلم هذا, فضلا عن أن تقر به. فعلم أن عدم العلم والإيمان لا يقدح في نبوتهم, بل الله إذا نبأهم علمهم ما لم يكونوا يعلمون.اهـ


قال العلامة سليمان بن الشيخ عبد الله بن محمد ( الدرر السنية ج 13/ص 206 ) في معرض كلامه على الآية(فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما ) :و الصحيح من أقوال العلماء أن المعاصي الصغار تقع من الأنبياء لكنهم يتوبون منها و لا يصرون عليها .اهـ

قال العلامة المحقق محمد الأمين الشنقيطي في قوله تعالى (( و وجدك ضالا فهدى)) :(دفع إيهام الاضطراب ص 273 ط مكتبة ابن تيمية )

هذه الآية الكريمة يوهم ظاهرها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان ضالا قبل الوحي مع أن قوله تعالى ((فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الله الناس عليها )) يدل على أنه صلى الله عليه و سلم فطر على هذا الدين الحنيف .و معلوم أنه لم ةيهوده أبواه و لم ينصراه و لم يمجساه ى،بل لم يزل باقيا على الفطرة حتى بعثه الله رسولا ،و يدل لذلك ما ثبت من أن أول الوحينزول الوحي ،كان و هو يتعبد في غار حراء فذلك التعبد قبل نزول الوحي ،دليل على البقاء على الفطرة .
و الجواب :أن معنى قوله :(( ضالا فهدى )) ،أي غافلا عما تعلمه الآن من الشرائع و أسرار علوم الدين ،التي لا تعلم بالفطرة و لا بالعقل ،و إنما تعلم بالوحي ،فهداك إلى ذلك بما أوحى إليك . فمعنى الضلال -على هذا القول -الذهاب عن العلم .....
و قيل : المراد بقوله ((ضالا)) ذهابه و هو صغير في شعاب مكة و قيل ذهابه في سفره إلى الشام .و القول الأول هو الصحيح . الله أعلم .اهـ

و ختاما كما قال العلامة سليمان :نستغفر الله من التجاسر والوثوب على الكلام في مثل هذا المبحث الذي زلت فيه أقدام, وضلت فيه أفهام واضطربت فيه أقوال الأئمة الأعلام.
سبحانك اللهم و بحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك و نتوب إليك .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 PM.


powered by vbulletin