درة ربيعية تجلد ظهر الحدادية - للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
《 درة ربيعية تجلد ظهر الحدادية 》
● الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
• السؤال :
هل أعمال الجوارح شرط في كمال الإيمان أم في صحة الإيمان ؟
• الجواب :
أنا أرى أن على الشباب السلفي في العالم كله أن يترك الألفاظ التي تثير الخلافات والفتن، فلما قال بعض الناس أن الأعمال شرط كمال لا شرط صحة صارت فتنة في العالم كله وأصبح كثير من أهل الأهواء يقذفون هؤلاء بأنهم مرجئة.
فهذا يحتم علينا أن نستعمل الألفاظ التي تواضع واصطلح عليها السلف فنقول: الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولا نقول شرط صحة ولا شرط كمال، لكن إذا هناك من يفهم وأردت أن تقنعه بسلامة هذا الاصطلاح أو ذاك فتبين .
الشيخ ابن باز رحمه الله قال في جلسة وأنا حاضر لما سئل عن هذا فقال: من الأعمال ما هو شرط صحة ومنها ما هو شرط كمال ، فالذي هو من الأعمال من شروط الصحة كمحبة الله هذا من أفعال القلوب، كمحبة الله تبارك وتعالى - ورجائه والخوف منه والتوكل عليه وإلى آخره، هذه أعمال قلبية وهي من شروط الصحة، فإن المؤمن لا يكون مؤمنا إلا إذا أحب الله تبارك وتعالى - وأبغض أعدائه وتوكل عليه وعلق به رجاءه وخافه وراقبه .
ومن الأعمال ما هو شرط كمال، من أفعال الجوارح ما هو شرط كمال كغير الأركان الصلاة مثلا وما شاكل ذلك .
وأنصح إخواني بأن يتركوا كلمة شرط الكمال وشرط الصحة؛ لأن المشكلة ستبقى قائمة، فنحفظ ألسنتنا مما يسبب الفرقة والخلافات وكثرة الفتن والتساؤلات!!!
• فنقول كما قال السلف وقد شحنت بهذا التعبير كتب العقائد كلها، فلا تراهم يقولون إلا أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ودليل الزيادة آيات قرآنية وقول النبي صلى الله عليه وسلم (الإيمان بضع وستون شعبة،أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى من الطريق 1).
ودلت أحاديث الشفاعة على نقصانه كقوله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل ( أخرجوا من النار من في قلبه دينار من إيمان...إلى أن فال أخرجوا من النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان، أخرجوا من النار من في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان 2 ).
1- أخرجه مسلم (35 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
2-أخرجه البخاري (7440 ) من حديث أبي سعد الخدري رضي الله عنه .
[اللباب من مجموع نصائح وتوجيهات الشيخ ربيع للشباب]
|