منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات اذا اراد شخص أن يُزوِّج ابنته أول مايسأل عنه (الصلاة) الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          فهذا تسجيل صوتي للكلمة التوجيهيةالتي ألقاها الشيخ محمد بن عبدالوهاب (الكاتـب : أبو طلحة سعيد السلفي - آخر رد : أبو تراب عبد المصور بن العلمي - )           »          [محاضرة] شرح دعاء الاستفتاح من صلاة الليل | محمد الأثري (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          [محاضرة] المجلس المقدمة في الترغيب في القرآن وفضائله | محمد الأثري (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          [دروس] تفسير سورة إبراهيم | 21 مجلساً| محمد الأثري (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          والله دقيقة خير من ألف درهم/الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          قصص عجيبة عن شكر النعمة (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          هل يجوز للمرأة أن تجمع أهل البيت من النساء وتصلي بهم صلاة الجنازة على ميتهم (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          تعليق على أحد الصعافقة من رويبضات النت في ليبيا ومن فلول طباخ الفتن عبدالله البخاري، يقال له (علاء... (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          هل لفظة (مخذل) من ألفاظ الجرح؟ والتعليق على بيان بعض المشايخ في (إبراهيم بويران) (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 06-13-2013, 05:18 PM
أبو عبد الله محمد القصري أبو عبد الله محمد القصري غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 27
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي الحلبي من أشد الناس شهادة بالزور ومن أكثرهم وأشدهم وقوعاً في التناقضات المخزية الحلقة الثانية

الحلقة الثانية من:
"الحلبي من أشد الناس شهادة بالزور
ومن أكثرهم وأشدهم وقوعاً في التناقضات المخزية"


بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الحلبي المتعالم أقصر عما أنت عليه من الضلال والفتن، فلقد طالت حربك الظالمة الباغية على المنهج السلفي وأهله، وامتدت طوال سنين، إما بالمساندة والتأييد الماكر لمن استهدف المنهج السلفي وأصوله، حرباً على أهل السنة ودفاعاً عن أهل الضلال.

وذلك أمر ظاهر واضح لكل سلفي نافذ البصيرة.

وإما من قبل نفسك الماكرة المتربصة بالمنهج السلفي وأهله، فلقد أصّلتَ أصولاً تضرب المنهج السلفي في الصميم.

1- فلا يقبل عندك تبديع أي ضال مهما بلغ من الضلال إلا إذا قام الإجماع على تبديعه، فلو بدّعه بالأدلة والبراهين العشرات من أعلام السنة، فلا يجوز على أصلك هذا أن يقبل هذا التبديع، فأي دفاع عن أهل الضلال يفوق هذا الدفاع الماكر؟، وأي حرب على أهل السنة وأصولهم أشد من حربك؟، فأصلك يواجه أصول أهل السنة وما قاموا به من جهود للذب عن دين الله، وإدانة لأهل البدع والضلال من فجر التأريخ السلفي إلى يومنا هذا.

2- ولقد شككتَ في أخبار الثقات، حتى أوصلك شيطانك إلى التشكيك في أخبار أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهذا التشكيك مضاد للقرآن والسنة، ومضاد لمنهج السلف الصالح الأخيار، القائم على الكتاب والسنة.

وينعكس هذا التشكيك على ألوف الأحاديث الصحيحة، التي جاءت عن طريق الصحابة الكرام، وعن طريق الحفاظ الثقات الأمناء.

3، 4- ولم يكفك هذا التأصيل الهدام حتى أيّدته بأصل "لا يقنعني"، وأصل "لا يلزمني"، هذان الأصلان المشتقان من منهج أعداء الرسل الكرام، الذين لا يقتنعون ولا يلتزمون بما أوحاه الله على رسله -عليهم الصلاة والسلام-.

5- وقد أدانت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء علياً الحلبي بأن كتابيه "التحذير من فتنة التكفير"، و"صيحة نذير":

أ- يدعوان إلى مذهب الإرجاء.

ب- أن الحلبي بنى تأليفه على مذهب المرجئة البدعي الباطل الذين يحصرون الكفر بكفر الجحود والتكذيب والاستحلال القلبي، وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من أن الكفر يكون بالاعتقاد وبالقول وبالفعل وبالشك.

جـ- تحريفه لكلام العلماء وتقوله عليهم؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.

د- كما أن في كتابه التهوين من الحكم بغير ما أنزل الله، بدعوى أن العناية بتحقيق التوحيد في هذه المسألة فيه مشابهة للشيعة -الرافضة-، وهذا غلط شنيع.

هـ- ثم قالت اللجنة الدائمة: وبالاطلاع على الرسالة الثانية ( صيحة نذير ) وُجد أنها كمساند لما في الكتاب المذكور- وحاله كما ذُكر-.

لهذا فإن اللجنة الدائمة ترى أن هذين الكتابين: لا يجوز طبعهما ولا نشرهما ولا تداولهما؛ لما فيهما من الباطل والتحريف، وننصح كاتبهما أن يتقي الله في نفسه وفي المسلمين، وبخاصة شبابهم.

و- ونصحوا الحلبي بأن يجتهد في تحصيل العلم الشرعي على أيدي العلماء الموثوق بعلمهم وحسن معتقدهم، وأن العلم أمانة لا يجوز نشره إلا على وفق الكتاب والسنة.

وأن يُقلِع عن مثل هذه الآراء والمسلك المزري في تحريف كلام أهل العلم، ومعلوم أن الرجوع إلى الحق فضيلة وشرف للمسلم.

انظر فتوى اللجنة الدائمة برقم (21517) بتأريخ (14/6/1421هـ).

فلم يرفع رأساً بهذا النقد وهذه النصائح من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، واعتبر نفسه عالماً، وفتح مركزاً لمضاهاتهم في المرجعية والإفتاء.

وذهب يتخبط في الفتن والجهالات والضلالات والتأصيلات الباطلة المضادة للمنهج السلفي وأصوله إلى يومنا هذا، فكيف لو رأت اللجنة الدائمة هذا الدمار؟؟

نسأل الله العفو والعافية.

6- أيها الحلبي قادك الضلال إلى أن تصرِّح بأن الجرح والتعديل ليس له أدلة من الكتاب والسنة، فيا له من ضلال بعيد وجهل عميق.

7- ومن جهل الحلبي بالبدهيات العقدية عند طلاب العلم قوله:

"قال الإمام البخاريُّ: (المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ؛ فكيف يفهمُها السلفيُّ إذا صدرت من سلفي؟؟".

ثم قال الحلبي: " ذمّ شيخ الإسلام ابن تيمية -في مواضعَ من كتبه-قولَ من يقول :(المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ، وبيّن -رحمه الله- أنها من أقوال أهل البدع -من المرجئة -ومن لفّ لفّهم-...

قال-رحمه الله-بعد تأصيل وبيان-:

"وَبِالْجُمْلَةِ : فَلا يَسْتَرِيبُ مَنْ تَدَبَّرَ مَا يَقُولُ فِي أَنَّ الرَّجُلَ لا يَكُونُ مُؤْمِنًا بِمُجَرَّدِ تَصْدِيقٍ فِي الْقَلْبِ مَعَ بُغْضِهِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَاسْتِكْبَارِهِ عَنْ عِبَادَتِهِ وَمُعَادَاته لَهُ وَلِرَسُولِهِ.

وَلِهَذَا كَانَ جَمَاهِيرُ الْمُرْجِئَةِ عَلَى أَنَّ عَمَلَ الْقَلْبِ دَاخِلٌ فِي الإيمَانِ كَمَا نَقَلَهُ أَهْلُ الْمَقَالاتِ عَنْهُمْ -مِنْهُمْ: الأشْعَرِيُّ ؛ فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ فِي " الْمَقَالاتِ ":

(اخْتَلَفَ الْمُرْجِئَةُ فِي الإيمَانِ مَا هُوَ؟ وَهُمْ اثْنَتَا عَشْرَةَ فِرْقَةً :

الْفِرْقَةُ الأولَى- مِنْهُمْ- : يَزْعُمُونَ أَنَّ الإيمَانَ بِاَللَّهِ هُوَ الْمَعْرِفَةُ بِاَللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، وَبِجَمِيعِ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ -فقَطْ- ، وَأَنَّ مَا سِوَى الْمَعْرِفَةِ مِنْ الإقْرَارِ بِاللِّسَانِ وَالْخُضُوعِ بِالْقَلْبِ وَالْمَحَبَّةِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَالتَّعْظِيمِ لَهُمَا وَالْخَوْفِ وَالْعَمَلِ بِالْجَوَارِحِ فَلَيْسَ بِإِيمَانِ.

وَزَعَمُوا أَنَّ الْكُفْرَ بِاَللَّهِ هُوَ الْجَهْلُ بِهِ.... "،-إلى آخر ما قاله-رحمه الله-".

أقول:
أ- هل كلام الإمام البخاري يتضمّن بغضه لله ولرسوله واستكباره عن عبادته ومعاداته له ولرسوله حتى تستشهد بهذا الكلام عليه؟
نعوذ بالله من الجهل والهوى.

ب- أين هي المواضع التي ذمَّ فيها شيخ الإسلام من يقول: "المعرفة فعل القلب"؟!!، وبيّن أنها من أقوال أهل البدع المرجئة.

جـ- هذا الكلام الذي نقلتَهُ عن شيخ الإسلام لا يتناول كلام البخاري من قريب ولا من بعيد، وحاشاه أن يقصد به الرد على مثل كلام البخاري، إنما يقصد شيخ الإسلام المرجئة الذين يقولون: "الإيمان هو المعرفة"، وينكرون أن تكون الأعمال من الإيمان.

وقد بيّنتُ ظلم الحلبي للإمام البخاري وكذبه على شيخ الإسلام في مقال سميته: "جناية الحلبي على الإمام البخاري -رحمه الله- وتهويشه عليه"، فليرجع إلى هذا المقال من أراد أن يعرف جهل الحلبي وهواه القاتل.

8- ولقد قاده تأصيله الباطل وهواه إلى الشهادة زوراً لرسالة تضمّنت وحدة الأديان ومساواة الأديان وأخوة الأديان...إلى ضلالات أخرى، ذهبَ يشهد لها بوقاحة الضالين الأفاكين بأنها شارحة للإسلام، وتمثل وسطية الإسلام.

وهذه الشهادة أعتقد أنه لا نظير لها حتى من ألد أعداء الإسلام الحاقدين عليه، وذهبَ يتبجح بهذه الشهادة علانية وبدون مبالاة بالإسلام وباطلاع الله عليه، وبشهادة أهل السنة والتوحيد عليه.

9- وما كفته هذه الشهادة العديمة النظير، حتى ذهبَ يشهد لمن أيدها من كل فرق الضلال، وعلى رأسهم الروافض والخوارج وغلاة الصوفية، ذهبَ يشهد لهم ويزكيهم بأنهم علماء ثقات.

10- وما كفته هذه الطوام حتى ذهب يشهد لأهل المذاهب الثمانية، وعلى رأسهم الروافض والخوارج وغلاة الصوفية بأنه لا يمكن وصفهم بأنهم من المتطرفين (الغلاة)، في الوقت الذي يرمي فيه السلفيين بالغلو والتشدد، ويُصر على ذلك، ويردده هو وحزبه.

11- وما كفاه هذا الضلال البعيد والإفك المبين حتى ذهبَ يدافع عن هذه الرسالة هو والغثاء الجهلة المرتزقة من أتباعه، دفاعاً يتضمّن نصرة الضلال وخذلان التوحيد الحق والسنة المطهرة، ويتضمّن الحرب الشرسة على أهل السنة الذين استنكروا هذا الضلال.

لقد سلكتَ يا حلبي أنت وحزبك مسالك أشد أهل الضلال في حرب المنهج السلفي وأهله، بل زدتَ عليهم، فلقد طالت حربك جداً، وبطرق لا تخطر على بال أعتى أهل الضلال.

فما تركتم سلفياً يرفع رأسه بالسنة وينصرها ويذب عنها إلا أهنتموه وشوهتموه ونفرتم الناس عنه وأسقطتموه أنت وحزبك.

وما تركتم وسيلة إجرامية تنالها أيديكم إلا استخدمتموها أسلحة فتاكة ضد المنهج السلفي وأصوله وأهله.

ولا أجد فرقاً بينكم وبين الماسون المحاربين للإسلام باسم الإسلام، بل لقد فقتموهم بالتأصيل الهدام.

ولقد ركزتم أيها الحزب الظالم على ربيع وعلى مؤلفاته وأشرطته؛ لأنها تدعو إلى التوحيد والسنة، وتذب عنهما، فأوسعتم صاحبها ذماً وتشويهاً، لا يلحقكم فيهما ألد خصوم الإسلام والتوحيد والسنة.

فهذا العمل الإجرامي منكم يتضمّن المعارضة الخطيرة والإسقاط الخطير لشهادات أئمة الإسلام لكتابات ربيع بأنها حق، ومنهم الإمام الألباني -رحم الله الجميع-.

ويتضمّن الدفاع عن أهل الضلال وضلالاتهم التي تصدى لها ربيع، فكشف عوارها وهتك أستارها.

كل هذا منكم صد عن سبيل الله والحق، وانتصار لسادتكم أهل البدع، الذين مولوكم وجندوكم لهذه الحرب، التي يعجزون عن القيام بها.

وأنا أسألكم هذا السؤال: إذا تحققت أهدافكم بإسقاط المنهج السلفي وأهله الداعين إليه والذابين عنه ، فأي دين يتبعه الناس، وبأي الدعاة يثقون ويتبعون، أبدين وحدة الأديان ومساواة الأديان؟، وهل يثقون ويتبعون دعاتهما والذابين عنهما؟ أو بدين الروافض أو الخوارج أو غلاة الصوفية، أجيبوا أيها الهدامون للحق وأهله.

لا تنكروا هذه الأمور الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ولا تخفى إلا على العميان.

لا تنكروا هذه الأمور الثابتة ثبوت الجبال.

ولا يجديكم شيئاً هذا الجدال بالكذب والتكذيب، ولا يغني عنكم شيئاً عند الله، الذي يعلم كل ما تقولون وتفعلون وما تسرون وما تعلنون، كما لا يخفى على كل من عرف المنهج السلفي وآمن به.

لا ينفعكم عند الله إلا أن تتوبوا إلى الله توبة نصوحاً من كل هذه الضلالات المهلكة باطناً وظاهراً، وتعلنوا هذه التوبة والبراءة من هذه الضلالات، وتحققوا قول الله تعالى: (إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا)، هذا وحده الذي ينفعكم عند الله، ثم عند المؤمنين الصادقين الواعين.

وأما ما عداه من التضليل والأكاذيب والتمويهات فلن تغني عنكم شيئاً، (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).

تكملة الرد على الحلبي في الحلقة الأولى:
عاشراً- قال الحلبي في (ص4):
" نقول: لم نستطع (!) التوفيق (!) بين نفي الشَّيخ ربيع أنه كان إخوانيًّا، وبين إثباته (هو) -بنفسِهِ- لذلك -كما مرَّ معنا سابقًا- بأدلَّة قويَّةٍ مُتعدِّدَة- مِنْ:

1- تصريحه بأنه قد عُرض عليه (الدُّخول) في الإخوان المسلمين فقبِله بشروط.
2- تصريحه بأنه كان (مع) الإخوان المسلمين، وأنه كان يسير في (تنظيم الإخوان المسلمين)!!
3- تصريحه بأنه كان خلال مدة (بقائِه مع الإخوان) -بقصد إصلاحهم- مُقصِّرًا؛ لأنها شغلتْهُ عن خدمةِ الدعوة السلفية خدمةً (كاملة!)، وأنه نادِم أشد الندم على تلك السنوات التي أضاعها مِن حياته وهو (بين الإخوان المسلمين)!!
4- تصريحه بأنه (دخل في الإخوان المسلمين) قريبًا من ثلاثة عشر عامًا -مع أنَّ الواقعَ الذي ما له مِن دافع -باعترافِه (هو)!- أكثر مِن ذلك!-، ولَما أصروا على انحرافاتِهم، وظهر له المزيدُ منها: رأى أنه لا يجوز له البقاءُ (فيهم)؛ (فخرج منهم)؛ فهو كان (في الإخوان)، و(خرج منهم)!!

5- تصريحه بأنه كان قد ابتُلي بقراءة كتب الإخوان منذ زمن طويل، فقد قرأ «الظِّلال» وهو في الثَّانوية لكنه -كما يقول- كان (يستطيع أن يُميِّز أخطاء) سيِّد قطب في الصِّفات وفي العلوم الكونيَّة وفي النَّواحي السياسيَّة والاقتصاديَّة (!!!!)، كلها عرفها وهو في الثَّانوي -مع اعترافِهِ -في مقامٍ آخر -بقُصوره العلميِّ-!!!

وهذه مُعضِلَة أُخرَى!!".

أقول:
أولاً - لم يسند هذه الأقوال التي نسبها إليَّ إلى أي مصدر من المصادر، فإن قال إنه سمعها بنفسه مني، فلا يقبل قوله لأنه غير ثقة.

ثانياً- ليس في هذه الأقوال ما يفيد أنني كنتُ إخوانياً، بل كلها تفيد صراحة أنني ما كنتُ من الإخوان، لكن الرجل مفلس، ويهرف بما لا يعرف.

ثالثاً- أكثر من قوله: تصريحه بكذا، تصريحه بكذا.

ويتخلل هذه التصريحات ما يبين براءتي من منهج الإخوان، ومنها أن ربيعاً اشترط عليهم شروطاً، وهذه الشروط:

1- أن يلتزموا منهج السلف.

2- وأن يضعوا منهجاً لذلك، يربون عليه شبابهم.

3- ومنها: أن يطردوا أهل البدع من صفوفهم.

هذه الشروط التي حذفها الحلبي خيانة منه.

4-ومنها: أن ربيعاً في مدة بقائه فيهم يقصد إصلاحهم.

5- ومنها: ندم ربيع على تقصيره عن خدمة الدعوة السلفية خدمة كاملة.

ومن يدّعي أنه خدم الدعوة السلفية خدمة كاملة؟؟

ولو كان هذا الرجل يفقه لردعته هذه الأمور عن إصراره الباطل على عد ربيع من الإخوان.

رابعاً- لماذا لم تذكر الشروط السلفية التي اشترطتُها عليهم؛ حتى يكون القارئ الفطن على بصيرة من الأمر؟ أليس هذا من الخيانة والكتمان للحق؟

لا شك أن القارئ الفطن إذا وقف على هذه الشروط القوية فلا بد أن يدرك قوة تمسك مشترطها بالمنهج السلفي، وأن طعنك فيه من الباطل والبغي.

الحادي عشر- قال الحلبي في (ص4-5):

"6- تصريحه بأنه كان منبهرًا بكتابات الإخوان! لدرجة أنه بدأ يصدِّق بأن الإسلام اشتراكي!

ولا نعلم لحدِّ الساعة كيفية التوفيق بين هذه التَّصريحات -المُنبئةِ عن بلايا وطامَّات-، وبين ادِّعائه تمييزَه لأخطاء سيِّد قطب السياسيَّة والاقتصاديَّة والعقائدية -وهو في المرحلة الثَّانوية-!!

فهل من ذكيٍّ فطنٍ يدلُّنا على حلٍّ لهذه العُقدة؟!

لا بُدَّ سنجد؛ ولكنْ على طريقة مقلِّدة الحنفية، مِن (غُلاة السلفيَّة)!!

7- تصريحه بأنه كان يقرأ عند بعض الإخوان المسلمين كتاب مصطفى السباعي «الاشتراكيَّة»! وأنه تأثَّر بهذا الكتاب!

8- تصريحه بأنه كان كثيرَ الإعجاب بطروحات الإخوان المسلمين حتى درَّس كتبهم!!!

فاللهم اغفر للشيخ ربيع؛ فإنه قد ضلَّل الكثير من المسلمين -وقتذاك- على حين غفلة مِنه ومنهم!

9- تصريحه بأن علاقته بالإخوان أثَّرت -سلبًا- في استفادتِهِ وانتفاعِهِ - ولا نقول: علاقاته!- بالمشايخ السلفيين الكبار؛ كالشَّيخ محمد بن إبراهيم، وابن باز، والمُعَلِّمي، والهاشمي، وعبد الرزاق حمزة -وغيرهم-؛ فلم يحرص على مجالستهم، والاستفادة منهم، أو حضور دروسهم؛ فضلًا عن أن يأخذ عنهم الإجازات العلمية!!

10- تصريحه بأن الله -تعالى- قد خلَّصه من علاقته السَّابقة بالإخوان وبِكُتبهم! وبتأثُّره بفِكرة أن الإسلام اشتراكي!!".

أقول:

1- هات المصدر أو المصادر التي نقلتَ عنها هذه الأقوال، فإنا لا نأمن من تحريفاتك وزياداتك ونقصانك من الكلام، بل لا نأمن من اختراعاتك.

2- ليس في كل ما نَقلتَهُ عني ما يدل على أنني كنتُ إخوانياً، فأنت تهرف بما لا تعرف، وتهول وتنفخ في الأباطيل التي ترجف بها وتجسمها.

3- لقد عرفتُ كثيراً من ضلالات سيد قطب وأنا في المرحلة الثانوية، مع قصوري العلمي.

ثم لما بلغتُ مبلغاً من العلم، قمتُ بما لم يقم به غيري من بيان ضلالات سيد قطب الكثيرة وضلالات الإخوان، ولا سيما أئمتهم.

أما أنت فمع تعالمك فقد ظللتَ إلى عهد قريب متأثراً بسيد قطب وأسلوبه كما صرّحتَ بذلك في كتابك، وتدل الناس على ظلاله وكلامه، فصرتَ داعية إلى منهجه المدمر.

وإلى الآن أنت متأثر بأصول الإخوان وضلالاتهم، فانطلقتَ منها إلى تأصيلات أسوأ من أصولهم، بل أنت متأثر بدعاة وحدة الأديان وتزكيهم وتزكيها، وتدافع عن رسالة تضمّنتها أنت وحزبك انطلاقاً من أصولك الباطلة والمدمرة التي تدمر عقل ودين من يؤمن بها.

الثاني عشر- قال الحلبي في (ص5):

"11- تصريحه بأنه كان (معهم!)، وأنه تلقَّن (منهم) بعض طروحاتِهم وأفكارهم!".

أقول: هات المصدر الذي نقلتَ منه هذا الكلام، وأنني تأثرتُ ببعض طروحاتهم وأفكارهم، لا سيما إذا كانت هذه الطروحات والأفكار تحمل في طياتها الضلال العقائدي والمنهجي.

ومن العجائب أنك تلصق بربيع ما هو بريء منه، ويحاربه أشد الحرب، في الوقت الذي تتخبط فيه في أوحال الإخوان، وفيما هو شر منها بمراحل.

الثالث عشر- قال الحلبي في (ص5):

"12- مدحه لجماعة الإخوان المسلمين، وشُكره جهودَهم التي قدَّموها لخدمة الإسلام، وأن عيبَهم (الوحيد!) هو تقصيرُهم في جانب العقيدة! ولو صَحَّحَتْ هذه الجماعةُ توجُّهَها في هذا الجانب لكانتْ -حقًّا!- (على منهج الأنبياء)!!!

... فيا لَها من (مُوازنة) لم يُسبق إليها الشَّيخ ربيع -مِن أيِّ أحدٍ مِن (فُضلاء) السلفيَّة -عُلماءَ وطلبةَ عِلم-؛ فما عسى أتباعه ومُقلِّدُوه أن يقولوا -بعد كُلِّ هذا-؟!".

أقول: في هذا الكلام من الإرجاف والتهويل ما لا يصدر إلا ممن لا يخشى الله ولا يتقيه ولا يستحي من العقلاء.

ثم إنَّ في هذا الكلام لدساً بل خيانة، وذلك أنه لم ينقل كلامي بنصه، ولا حتى بمعناه الصحيح، فلقد قلتُ في طليعة هذا الكتاب (ص27-28):

" فإن الدافع لاختيار هذا الموضوع عدة أمور، من أهمها:

أولاً: أنَّ الأمة الإسلامية اختلفت في مناحٍ شتى عقدية وغيرها وتفرقت بها السبل، فنـزل بها من الويلات – نتيجة لهذا التفرق ولعدم الاحتكام في قضايا الخلاف إلى كتاب ربهم وسنّة نبيهم – ما لا يعلم مداه وفداحته إلا الله من تمزق صفوفهم وتأجج نيران الخلاف والخصومات فيما بينهم، ثم تغلب أعداء الإسلام على أوطانهم واستباحتهم لبيضتهم واستعبادهم واستذلالهم.

ثانياً: حدوث تيارات فكريّة برزت في الساحة الإسلاميّة بطرق ومناهج، لإصلاح حال الأمّة وإنقاذها.
منها: السياسي.
ومنها: الفكري.
ومنها: الروحي.
وكل واحد من هذه التيارات يدّعي ممثلوه أنّه المنهج الإسلامي الحق الذي يجب اتّباعه والذي لا ينقذ الأمّة سواه.

هذان السببان مع أسباب أخر دفعتني إلى القيام بواجب من أعظم الواجبات وأهمها ألا وهو بيان منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله في ضوء الكتاب والسنّة، وبيان مزاياه الـتي لا يشارك فيها، وبيان ضرورة اتباعه وحده لأنّه الطريق الأوحد الذي يوصل إلى الله، ويكسب رضاه وهو السبيل الأوحد لإنقاذ الأمة والموصل إلى السيادة في الدنيا والسعادة في الآخرة".

ثم قلتُ في (ص42-43):

" ومن أجل هذا ترى كثيراً من الدعاة يحيدون عن هذا المنهج الصعب، والطريق الوعر، لأن الداعي الذي يسلكه سيواجه أمه وأباه وأخاه وأحبابه وأصدقاءه، وسيواجه المجتمع وعداوته وسخرياته وأذاه، يحيدون إلى جوانب من الإسلام لها مكانتها ولا يتنكر لها من يؤمن بالله ولكن هذه الجوانب ليس فيها تلك الصعوبة والشدة والسخرية والأذى خصوصاً في المجتمعات الإسلامية.

فإن سواد الأمة الإسلامية يلتفون حول هذا اللون من الدعاة ويحيطونهم بهالة من التبجيل والتكريم لا سخرية ولا أذى اللهم إلا إذا تعرضوا للحكام وهددوا كراسيهم فإنهم حينئذ يقمعونهم بكل شدة كأحزاب سياسية تناوئ الحكام وتهدد عروشهم، والحكام في هذا الباب لا يحابون قريباً ولا حميماً ولا مسلماً ولا كافراً.

على كل حال نقول لهؤلاء الدعاة مهما شنشنوا وطنطنوا ومهما رفعوا أصواتهم باسم الإسلام: اربعوا على أنفسكم فإنكم خرجتم عن منهج الله وصراطه المستقيم اللاحب الذي مرت به مواكب الأنبياء وأتباعهم في الدعوة إلى توحيد الله وإخلاص الدين له، ومهما تفلسفتم ورفعتم عقيرتكم باسم الإسلام؛ فإنكم عن منهج الأنبياء الذي سنه الله لناكبون، ومهما بذلتم من الجهود وجسمتم دعوتكم ومنهجكم؛ فإنكم تتشاغلون بالوسائل قبل الغاية وما أقل جدوى الوسيلة إذا أضرت بالغاية وضخمت على حسابها، بل يا ويل هؤلاء الدعاة إن أصروا على المضي فيما ابتدعوه من مناهج وحاربوا منهج الأنبياء في الدعوة إلى توحيد الله تحت شعارات براقة تخلب ألباب البلهاء والجهلاء بمنهج الأنبياء".

فهل في هذا الكلام مدح للإخوان المسلمين أو ذم لهم ولأمثالهم، تأمل أيها المنصف كلامي جيداً ومنه قولي:

" على كل حال نقول لهؤلاء الدعاة مهما شنشنوا وطنطنوا ومهما رفعوا أصواتهم باسم الإسلام: اربعوا على أنفسكم فإنكم خرجتم عن منهج الله وصراطه المستقيم اللاحب الذي مرت به مواكب الأنبياء وأتباعهم في الدعوة إلى توحيد الله وإخلاص الدين له ومهما تفلسفتم ورفعتم عقيرتكم باسم الإسلام فإنكم عن منهج الأنبياء الذي سنه الله لناكبون، ومهما بذلتم من الجهود وجسمتم دعوتكم ومنهجكم فإنكم تتشاغلون بالوسائل قبل الغاية وما أقل جدوى الوسيلة إذا أضرت بالغاية وضخمت على حسابها، بل يا ويل هؤلاء الدعاة إن أصروا على المضي فيما ابتدعوه من مناهج وحاربوا منهج الأنبياء في الدعوة إلى توحيد الله تحت شعارات براقة تخلب ألباب البلهاء والجهلاء بمنهج الأنبياء".

فهل ترى في هذا الكلام مدحاً للإخوان المسلمين وشكراً لهم، أو ذماً لهم وتبديعاً لهم ولمناهجهم، وأن مناهجهم تحارب منهج الأنبياء، وأن لهم شعارات براقة تخلب ألباب البلهاء والجهلاء بمنهج الأنبياء؟

إنك أيها الرجل لتحارب وتشوه بهذا الأسلوب كتاباً عظيماً حوى منهج الأنبياء وعقيدتهم بالكذب والخيانة والتحريف.

ثم إني مع بياني في هذه الطليعة لفساد عقائدهم ومناهجهم، واصلتُ حربي لمناهجهم السياسية والعقائدية والمنهجية إلى يومي هذا، فهل فعلتَ مثل هذا أو عشره أنت وحزبك؟ بل لا نجد من حزبك إلا مساندتهم والذب عنهم، وأنت تساندهم.

ثم ما تعيرني به ظلماً هل هو مثل مدحك لمن يؤيد وحدة الأديان وأخوة الأديان وحرية الأديان من رؤوس الروافض والخوارج والطوائف الأخرى؟

ثم لا تكتب شيئاً ليرجعوا عن ضلالاتهم الأصلية، ولا ليرجعوا عن تأييد وحدة الأديان...الخ.

ثم شهدتَ لأهل المذاهب الضالة من روافض وخوارج بأنهم بريئون من التطرف، أي الغلو، رغم غلوهم الذي يُكفِّرون فيه الصحابة والأمة، ويستبيحون دماءهم وأموالهم ، ومن أعمالهم المدمرة ما هو مشاهد منهم الآن في سوريا والعراق واليمن.

(سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ).

فيصدق عليك قول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-:

" إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا"، "صحيح البخاري" حديث (6308)، و"مسند الإمام أحمد" (1/383)، و"جامع الترمذي" حديث (2497).

وقول الصحابي الجليل أنس -رضي الله عنه-: " إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنْ الشَّعَرِ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ الْمُوبِقَاتِ" قال أبو عَبْد اللَّهِ يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُهْلِكَاتِ"، "صحيح البخاري" حديث (6492).

فكيف لو رأى هذان الصحابيان الجليلان ما أنت فيه وحزبك من الضلالات الموبقات، ماذا سيقولان فيك أنت وحزبك الضال؟

الرابع عشر- قال الحلبي في (ص5):

"13- إقراره بأنه مِن القُراء الكُثر لنتاج جماعة الإخوان المسلمين!".

أقول: إن صدقتَ في نقل هذا الكلام، ولم تحذف من سياقه ولا من سباقه شيئاً فإني أقول:

قد عرف الناس ثمار هذه القراءة التي يعيب بها:

1- وأنها أثمرتْ كتاب "مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".

2- و"أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره".

3- و"العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم".

ويتضمّن هذا نقداً مراً لرؤوس الإخوان المسلمين وبياناً لعقائدهم الضالة ومناهجهم الفاسدة.

4- و"نظرات في كتاب التصوير الفني في القرآن".

5- "الحد الفاصل بين الحق والباطل"، انظر المجلد السابع من مؤلفاتي.

6- و"جماعة واحدة لا جماعات".

7- و"النصر العزيز على الرد الوجيز" ، كلاهما دحضٌ لضلالات وأباطيل عبد الرحمن عبد الخالق الإخواني.

8- و"كشف موقف الغزالي"، الذي طعن في السنة وأهلها .

9- و"منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف".

10- و" المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء من زلات أهل الأخطاء وزيغ أهل الأهواء".

كلاهما ردٌّ على دعاة الإخوان المسلمين الموجبين للموازنات بين الحسنات والسيئات عند نقد أهل الضلالات.

11- و"تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين"، رددتُ به على أبي غدة ومحمد عوامة، وهما كوثريان، ومن الإخوان المسلمين، كتبته عام (1410هـ).

12- و"أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية"، ردٌّ على سلمان العودة الذي اعتبر الإخوان المسلمين هم الطائفة المنصورة.

13- و"حكم المظاهرات في الإسلام"، ردٌّ على سعود الفنيسان.

14- ثلاثة ردود على المليباري ، الذي حاول جاهداً تشويه منهج الإمام مسلم في صحيحه، وهو من تلاميذ الغزالي، وكان يؤزه القطبيون.

فما هي مؤلفاتك وحزبك ضد الإخوان؟

ثم إني لا أستبعد أنك قرأتَ كتب الإخوان المسلمين، أو قرأتَ منها، وتأثرتَ بها، وكنتَ معجباً بكتابات سيد قطب، وتدل الناس على كتبه.

ولقد صرّحتَ بهذا، فقلتَ في كتابك [حق كلمة الإمام الألباني في سيد قطب ص19-26]:

((موقفان واقعيان حدثا لي شخصياً؛ أحدهما قديم جداً، والآخر حديث نسبياً.

أما الأول: فمتعلِّق بحوار مع شيخنا الألباني-رحمه الله-نشرته مجلَّة (المجتمع) الكويتية-الإخوانيَّة!-قبل أكثر من عشرين عامًا...

وكان يتضمَّن عدة أسئلة عن سيد قطب، نقدًا لبعض أفكاره، وآرائه...

والعجيب-الذي لا يكاد يعرف اليوم!-أنَّ الذي أجرى هذا الحوار مع شيخنا-رحمه الله-هو (محمد سرور زين العابدين)-حيث كان إخوانيَّا يومذاك!-قبل أن يصبح رأس الفرقة (السروريَّة)، الحزبيَّة، التكفيريَّة-المعروفة-! المنطلقة (!) من لندن (!) لإقامة دولة الإسلام!!!

وهذا يدلُّنا (!)-قطعًا-على أنَّ (سيِّد!) أفكار هؤلاء-جميعًا-، و(قطب!) رحى أحزابهم (السياسية)-كلِّها-، هو: (سيِّد قطب)-هذا-، فعنه يدافعون، وفي تلميع صورته يتماوتون! ومنه يستمدُّون!! وعلى (تراثه!) يعشعشون!!!

فماذا-في الحقيقة-وراء ذلك؟!

الذَّكي الزَّكي-مرَّة أخرى-لا يخفى عليه ما هنالك([1]) ! وإنِّي لأتذكَّر جيِّدًا-أيَّام نشر ذلك الحوار-أنِّي كتبت ردًّا مطوَّلا، بيَّنت فيه ما عملته أيديهم من تحريف، وتدليس، وتلبيس! وأرسلته إلى المجلَّة المذكورة!!

وكنت-قبلها-قد قرأت ردِّي-كاملًا-على شيخنا الألباني-تغمَّده الله برحمته-فلم ينشروه، بل لَم يتكلَّفوا (!) بأن يشيروا إليه!!

بل أكَّدوا-أكثر وأكثر-تعصُّبهم، وتحزُّبهم: بنشر ردٍّ على شيخنا-آخر-كتبه الدكتور عبد الله عزَّام-غفر الله له-!

وكان-أيضًا-كمثلهم ينضح بالتعصُّب، ويقوِّل شيخنا ما لَم يقله!

وأما الموقف الثاني: وهو يكاد يكون سراً – أُسطره مكتوباً على الملأ للمرة الأولى في حياتي – وإنْ كنتُ قد ذكرته مشافهة لعدد قليل من الإخوة؛ وهو أنني إلى سنوات قليلة ماضية كنتُ متأثراً عاطفياً جداً بـ(سيد قطب) وأُسلوبه، بل أدلُّ على "ظلاله"، وأُرشد إلى "كلامه"، وأتلمَّس له المعاذير في القليل والكثير!!، إلى أن أوقفني بعض الإخوة الغيورين جزاهم الله خيراً، على كلام سيد قطب في كتابه "كتب وشخصيات ص282" حيث قال: "... وحين يركن معاوية وزميله (عمرو) إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم، لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل؛ فلا عجب أن ينجحا ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح".

فوالله لقد جاءتني غضبة الحقُّ الكُبَّار، وحميةُ النصرة للصحب الأخيار؛ أفاضل الخلق الأبرار.

فعمَّن يتكلَّم هذا؟!

ومَنْ هو ذا حتى يقول مثل هذا الكلام الفجِّ؟!.

أفأُتابعُ هواي، وأغضُّ طرفي، وأنصاع لعاطفتي؟!

أم أن الحق أحقُّ بالإتباع، وأجدر بالاقتناع؟!

هو هذا والله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فكأنها شوكة وانتقشت)).

أقول: انظر إلى هذا التقلب والتلون والتناقض.

فهو في موقفه الأول قبل عشرين سنة يؤيد الألباني في نقده لضلالات سيد قطب، ومنها وحدة الوجود.

ثم نكص على عقبيه، فأصبح ولياً حميماً لسيد قطب متأثراً بأسلوبه، ويرشد إلى ظلاله، ويدل الناس على كلامه إلى عهد قريب من تأليف كتابه: "حق كلمة الإمام الألباني في سيد قطب" ذلكم الكتاب الذي ألّفه في شهر صفر من عام (1426هـ).

وكلام سيد قطب الذي يحيل عليه الحلبي ينطوي على وحدة الوجود التي انتقده فيها العلامة الألباني، وينطوي على تعطيل صفات الله، وعلى الطعن والسخرية بنبي الله وكليمه موسى -عليه الصلاة والسلام-، وعلى الطعن في الخليفة الراشد عثمان –رضي الله عنه- حيث أسقط خلافته، وقال فيه: إنه تحطمت أسس الإسلام في عهده، وتحطمت روح الإسلام في عهده، وفضّل منهج الثوار عليه بقيادة ابن سبأ اليهودي، فضّل منهجهم على منهج عثمان -رضي الله عنه-، إلى طعون أخرى في هذا الخليفة الراشد، والذين على عهده من الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- والتابعين لهم بإحسان.

وينطوي على الاشتراكية وعلى القول بأزلية الروح، وعلى التكفير للمسلمين من عهد علي ومعاوية -رضي الله عنهما- إلى تأريخ وفاته.

استمر الحلبي متأثراً بسيد قطب وداعية إلى كلامه إلى عهد قريب من تأليف كتابه المذكور آنفاً.

ثم غضب عليه أخيراً كما يزعم لطعنه في معاوية وعمرو بن العاص –رضي الله عنهما-، ولم يغضب عليه بسبب طعنه في نبي الله موسى –عليه السلام- وطعنه في الصحابة، ولم يغضب عليه بسبب قوله بالحلول ووحدة الوجود وتعطيل صفات الله.

ثم غضب على سيد قطب في قضية أخرى هي قضية التكفير.

أما بقية ضلالاته فلم تحرك فيه ساكناً فيما أعلم.

2- معروف أن الحلبي من تلاميذ محمد إبراهيم شقرة، لازمه سنوات، وهو إخواني قطبي، لازمه إلى أن مات الشيخ الألباني –رحمه الله-، وحصل بينهما خلاف، أعتقد أن أكثره كان شخصياً، لا من أجل عقيدة ومنهج السلف.

ثم لعله بعد حنين طويل من الحلبي عاد إلى شيخه الإخواني القطبي وارتمى في أحضانه.

3- بل قبل هذا هو صديق حميم لتلاميذ سيد قطب المنافحين عنه وعن الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم أبو الحسن المصري الإخواني القطبي، الذي يستميت في الدفاع عن أهل الضلال، وعلى رأسهم الإخوان المسلمون الذين يعتبرهم وجماعة التبليغ من أهل السنة، ورمى الصحابة الكرام بالغثائية، فلو كنتَ سلفياً أو عندك سلفية، ولو ضعيفة، لما اتخذته صديقاً حميماً تشهد له زوراً بالسلفية، وتسير على أصوله الفاسدة، ولا سيما المنهج الواسع الأفيح الذي يسع الأمة كلها.

وقل مثل ذلك في عدنان عرعور الذي يسانده الحلبي من بداية فتنته عام ألف وأربعمائة وثلاثة عشر إلى يومنا هذا.

يحارب عدنان المنهج السلفي، ويؤصل أصولاً باطلة لهذه الحرب، إلى أن أوصله بغيه وضلاله إلى دعوة الناس عموماً إلى وحدة الأديان صراحة، ويصرِّح بأن تمسك اليهود والنصارى بالتوراة والإنجيل المحرفتين من التمسك بحبل الله.

ولا يزال الحلبي معه يسانده في كل ضلال إلى يومنا هذا، ويدّعي أن عدنان سلفي.

هذا مع موالاته لجمعية إحياء التراث وفروعها في كل مكان.

وموالاته لعلي خشان ومحمد عيد عباسي وأدعياء السلفية في مصر، وكلهم قد كشف الله حقيقتهم لكل سلفي صادق، كما كشف حقيقة الحلبي.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ"، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (6169)، ومسلم في "صحيحه" حديث (2640).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الرجل على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل"، قال الترمذي: "حديث حسن غريب"، وحسّنه الألباني في "الصحيحة" برقم (927).

4- ولانغماس الحلبي وتخبطه في ظلمات البدع والتناقضات المهلكة ذهب يقذف غيره بالتناقض، وقد سبق لي بيان بعض تناقضاته المهلكة في الحلقة الأولى، فليرجع إليها من يريد أن يعرف هذه التناقضات.

الخامس عشر- قال الحلبي في (ص6):

" نقول: فإما أن يكون كل ما تقدم يكفي في الدلالة على إخوانية الشَّيخ ربيع-السابقة-!! أو أن يكون الشَّيخ ربيع المدخلي -حفظه الله- له مفهوم خاص عن الإخوانيَّة يختلف عن مفهوم: الدُّخول فيها تنظيميًّا! ومخالطة أعضاء التَّنظيم والمتأثِّرين بفِكر الجماعة! أو التأثر ببعض أفكارهم!!!

فعند ذلك نخرج مِن بعض التَّناقض -مع بقاء بعض آخَرَ!!- وسوف يكون هذا المفهومُ -بَعْدُ- كفيلًا بالردِّ على كل (!) مَن اتَّهم شيخًا من مشايخ الدعوة السلفية -أو دُعاتها- بأنه إخواني! أو كان إخوانيًّا!! لأن كل ما سوف يُذكر لا يوجب إدخالَه في مفهوم الإخوانيَّة (المدخليِّ)! كما أنه لم يوجب إدخال الشَّيخ ربيع المدخليِّ -نفسِهِ- في مفهوم الإخوانيَّة -سواءً بسواء-؛ فهل سيوجد إخواني بعد هذا (!!!)؟!

طبعًا لا! ولكنَّ الواقعَ سيقول لك -بلسانِ مدلوع! وصوت مسموع!!-: كفاك كذبًا!!)).

نقول: وختام هذه الفقرة، يدفعنا -بقوة- لأن نقول:

إن النشأة الإخوانيَّة للشيخ ربيع المدخلي والتي كانت بعيدةً عن التأصيلات العلمية السلفيَّة، كانت نتيجتها الطبيعيَّة الخلط والاضطراب في الأصول والمسائل والمواقف".



أقول: هذا المقطع قائم على السفسطة واللدد في الخصومة، ورمي المسلم بما هو بريء منه.

وقد صرّحتُ غير مرة أنني ما قبلتُ المشي مع الإخوان إلا لغرض نبيل هو إصلاحهم، وبشروط وهي أن يربوا أتباعهم على المنهج السلفي، وأن يضعوا منهجاً سلفياً ليربوا عليه أتباعهم ، وأن يطردوا أهل البدع من صفوفهم، فقبلوا هذه الشروط، فوضعوا منهجاً سلفياً فعلاً كما اشترطتُ عليهم، لكنهم لم يطبقوه، فظللتُ ألح عليهم وأطالبهم بجد بتطبيق هذا المنهج السلفي، وأتذكر الآن أنني قد أخرجتُ بعض الشباب من المنهج الإخواني في الأيام التي كنتُ أطالبهم بتطبيق المنهج السلفي.

ثم تركتهم لله، وانطلاقاً من المنهج السلفي الذي نشأتُ عليه ولم أفارقه لحظة في حياتي إلى يومنا هذا، فمن قال فيَّ غير هذا، فقد افترى إثماً عظيماً.

ولا يعيرني بعد هذه المواقف السلفية إلا أفاك أثيم، شديد اللدد في الخصام.

قال الله تعالى: ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ).

وأقول الآن: إني ما مشيتُ معهم إلا في الوقت الذي كانوا لا يظهرون أصولهم الفاسدة عندي، بل لا يظهرونها عند غيري، لأنهم يحسبون لذلك ألف حساب.

يا حلبي إن منهج الإخوان وأذنابهم لضارب أطنابه في منهجك وفي أعماق نفسك، فمواقفك ممن يدعو إلى وحدة الأديان وأخوة الأديان وحرية الأديان، ومدحك لمن يؤيد وحدة الأديان وهم من الروافض والخوارج والصوفية إنما ينبع من صميم منهج الإخوان.

وأصولك الفاسدة التي تسير عليها مثل "المنهج الواسع الأفيح الذي يسع أهل السنة والأمة كلها"، و"نصحح ولا نجرح"، و "لا يقنعني"، و "لا يلزمني" إنما هو توسع في منهج الإخوان ودعم له.

ومحاربتك الشرسة للسلفيين إنما استقيتَها من منهج الإخوان، وزدتَ عليهم بأشياء رديئة ربما لم تخطر ببالهم.

منها: محاربتك لأصول الجرح والتعديل، واشتراطك الإجماع لقبول التبديع، واشتراطك التثبّت من أخبار الثقات والتشكيك فيها، بل وصل بك الهوى إلى أن تشكك في أخبار الصحابة الكرام.

وأعتقد أن كثيراً من الإخوان لا يلحقونك في هذه الضلالات والفتن.

فهات كارثة واحدة من هذه الكوارث التي تغلغلت في أعماق نفسك وفي منهجك، هات واحدة منها في منهج ربيع.

إنك لترمي غيرك بما فيك من الضلال والأدواء.

إن منهجك هذا الذي تُعيِّر به ربيعاً ليتناول كثيراً من أعلام الإسلام كالإمام ابن تيمية، الذي صرّح بأنه كان مخدوعاً بابن عربي، ثم بصّره الله بإلحاد ابن عربي، فحاربه وعقيدته ومنهجه محاربة شديدة لا هوادة فيها، ولم يعيره بهذا الانخداع السابق أعتى أهل البدع، فهل تعيره بهذا؟ إن منهجك الأرعن ليقتضي ذلك.

وكالإمام ابن القيم الذي كان مخدوعاً بالصوفية، فأنقذه الله بشيخ الإسلام، فحاربهم وسائر أهل البدع أشد الحرب.

وكمحمد بن حامد الفقي الذي كان على عقيدة الأزهر، فأنقذه الله بمؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية.

وكالشيخ محمد خليل هراس الذي كان على طريقة الأزهريين ومنهجهم، فأنقذه الله بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية.

ومشى الشيخ محمد بن عبد الوهاب البناء مدة مع الإخوان المسلمين ثم تركهم لله.

والعلامة الألباني نشأ في كنف الأحناف، وعلى رأسهم والده، ومنهجك الفاجر يقتضي تعييرهم بماضيهم.

بل إن منهجك هذا الفاسد ليتناول أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- الذين أنقذهم الله بمحمد -صلى الله عليه وسلم- ورسالته.

يجب أن يدرك الناس فساد أصولك ومنهجك، فيواجهونك بما تستحق من الطعن الشديد، والتحذير من ضلالاتك وضلالات حزبك.

لقد جاهد ربيع الإخوان جهاداً لا هوادة فيه، في دروسه ومحاضراته ومؤلفاته، وحاربوه أشد الحرب من عام (1406هـ) إلى يومنا هذا، في دروسهم ومؤلفاتهم ونشراتهم، فهل يجوز لمسلم عاقل بعد هذا أن ينسب ربيعاً إلى الإخوان المسلمين؟

وقد أسلفتُ ذكر مؤلفاتي في (ص16-17).

هذا ومعلوم أن الإخوان المسلمين هم الذين قاموا بنشر كتب سيد قطب في شتى البلدان، ومنها بلاد الحرمين.

فردودي على سيد قطب ردود عليهم، ولذا حاربوني أشد الحرب؛ لأني رددتُ ضلالات سيد قطب الذي به ضللوا كثيراً من الناس بسبب نشرهم لكتبه، وبسبب تمجيدهم له.

ثم رددتُ -علاوة على ما مضى- ضلالات لأئمتهم، كالبنا والغزالي والمودودي وعبدالرحمن عبد الخالق ، انظر (ص16-17) من هذا الرد.

وعلى القطبيين، مثل سفر وسلمان .

ثم لا أزال أنتقدهم على امتداد ما يقرب من ثلاثة عقود، في دروسي وتوجيهاتي، ويحاربني الإخوان والقطبيون حرباً شديدة بالأكاذيب والتهم الباطلة، ولا يفوق هذه الحرب إلا حرب الحلبي وحزبه.

السادس عشر- قال الحلبي في (ص6):

" ونقول : ولا نبعد النجعة لو قلنا : إن تناقُضات الشَّيخ ربيع المدخلي في إثبات الوقائع في موطن ومجلس، ونفيه لَها في مجلس آخر قد عمَّت وطمَّت، ولنمثل على ذلك بِمثالين -زيادة على ماتقدَّم-:

المثال الأول: قول محمود الحداد -قبل عشرين عامًا- في رسالة «التنكيل بما في مجازفات المدخلي من الأباطيل»: (قال المدخلي في (ص 1): «اشتهر بالتركيز على ثلاثة من الناس؛ يبدعهم».

قلت:

1- لماذا قلت: (من الناس)، ولم تقل: (من العلماء) أو (من الأئمة)؟!

2- قد شاركتني في بعضهم سرًّا، وتنصلت جهرًا؛ كما في أبي حنيفة».

وقال -أيضًا- عن الشَّيخ ربيع: أنه كان يأمره بالسرِّ أن يردَّ على الشَّيخ الألباني، ولكنه في العلن كان يُنكر ذلك!! كما في قوله: «وما أشعتُ وصيتَه إيَّاي؛ بالردِّ على شريط الألباني إلا لما طلب مني المجازف [يعني الشَّيخ ربيع] عدمَ الردِّ! فصار بوجهَين: وجه سِرٍّ يطلب الردَّ [على الشَّيخ الألباني] دون ذِكر اسم المجازف [يعني الشَّيخ ربيع]! ووجه عَلن يمنع الردَّ!

على أن المجازف يطعنُ في شيخه في شريط سموه العلم: «سلفيتنا أقوى من سلفيته» وغير ذلك. واعترف المجازف بكذبه؛ فقال: (كان بعض الإخوة يسألني عن هذه المسألة) يعني وصيته إيَّاي بالردِّ (فأقول: كذب الحدَّاد)!»".

أقول: قوله عمّا يدّعي من تناقضات ربيع: " قد عمَّت وطمَّت".

من أشد أنواع الكذب والفجور في الخصومة.

ولهذا لم يستطع أن يمثل إلا بمثالين، أحدهما عن الحداد الخصم اللدود الذي أبطلتُ دعاواه في كتابي "مجازفات الحداد"، فلا يُصدِّق هذا الحداد إلا أمثاله ومن هو أسوأ منه، ومنهم الحلبي.

ولا أذكر أنني طلبتُ من الحداد رداً على الألباني، فعلى فرض صحة ذلك، فالرد على الألباني وغيره من العلماء ليس بحرام؛ إذا كان بأدب أهل العلم الأفاضل النبلاء.

فإن صحت دعوى الحداد فأنا أردتُ بالرد على الألباني –رحمه الله- على هذا الوجه، وعلى كل حال فأنا لما رأيتُ ظلم هذا الحداد ووقاحته في الرد على الألباني وغيره أنكرتُ عليه، بل تصديتُ للرد على ظلمه في كتابي "مجازفات الحداد" الذي بيّنتُ فيه تعديه على العلماء الكبار، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية، فكيف يُخفي الحلبي هذا؟، وهل يوجد أحد عنده احترام للحق وأهله يحتج بمثل هذا الحداد؟، نعوذ بالله من الخذلان، "إن الطيور على أشكالها تقع".

فلا يتعلق بكلام الحداد ويعده من التناقض إلا فاجر بعيد عن العدل وعن منهج السلف.

وهذا الحداد ألّفَ كتاباً، سماه: "الخميس"، يستغرق أربعمائة صحيفة، ملأ هذا الكتاب بالأكاذيب والظلم.

فإذا كان عند الحلبي ثقة صادقاً، فليعلن الحلبي تصديقه فيما طعن به في الألباني.

وبالمناسبة أذكر أنني أطلعتُ الحلبي على هذا الكتاب، وطلبتُ منه أن يردَّ عليه، فلم أرَ ولم أسمع بأي رد على هذا الحداد وكتابه، وللحداد أتباع من أشرس الناس في حرب السلفيين، ولا سيما الألباني، فهم يتهمونه بالإرجاء، بل بالتجهم، ولم أرَ أي دفاع من الحلبي وحزبه عن الألباني، ولا أستبعد أن هناك علاقة خفية بين الحلبي وبين هؤلاء الحدادية.



ثم استمر الحلبي في تعداد ما يزعمه من تناقضاتي، ويحمل كلامي ما لا يحتمل، إلى أن وصل إلى قوله:

" نقول: وكم بين هذين التأريخين من أمثلة مشابهة وقعت للشيخ ربيع المدخلي؛ أنه قال قولًا في مجلس خاصٍّ؛ فلما شاع وانتشر عنه أنكرهُ وكذَّبه، ولو ذهبنا نُحصي ذلك لخرجنا بعشراتِ الأمثلة، والتي لو عُرض صاحبُها على ميزان الجرح والتعديل لكان حُكمه أنه (؟ ؟ ؟ ؟)" .

أقول: لقد تبيّن للعاقل بطلان دعاوى الحلبي على ربيع بأنه متناقض، وانظر هذا الإفك في قوله: " وكم بين هذين التأريخين من أمثلة مشابهة وقعت للشيخ ربيع المدخلي".

إلى قوله: " ولو ذهبنا نُحصي ذلك لخرجنا بعشراتِ الأمثلة....الخ".

أقول: إن هذا القول لمن أراجيف الأفاكين المبطلين، وقد تبيّن للعاقل مما نسبته إلى ربيع أنك من أهل الغل والحقد الأعمى، ومن أصحاب الدعاوى والأراجيف الباطلة، فأنت تجعل من الحبة جبلاً، وإن كانت تلك الحبة من الأكاذيب.

وقد أتعبت نفسك وأتباعك باستقصاء ما تدّعون أنه تناقض فما خرجتم إلا بالأباطيل.

وكل هذا منك انتقام لنفسك ولإخوانك المدافعين عن أهل الضلال بما فيهم دعاة وحدة الأديان والمدافعين عنها، وقد تبيّن لكل سلفي منصف حالك وحالهم.

ولو فرضنا أن عند ربيع تناقضات فإنها لتتضاءل أمام تناقض واحد من تناقضاتك الواضحة المعروفة التي منها مدحك لمن يدعو إلى وحدة الأديان ولمن يؤيدها من الروافض والخوارج وغيرهم من أهل الضلال.

ولقد قال شيخ الإسلام –رحمه الله- في "مجموع الفتاوى" (28/524):

"وَمَعْلُومٌ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْمُسْلِمِينَ وَبِاتِّفَاقِ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ مَنْ سَوَّغَ اتِّبَاعَ غَيْرِ دِينِ الْإِسْلَامِ، أَوْ اتِّبَاعَ شَرِيعَة غَيْرِ شَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ كَافِرٌ، وَهُوَ كَكُفْرِ مَنْ آمَنَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَكَفَرَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ( إنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا). وَالْيَهُودُ وَالنَّصَارَى دَاخِلُونَ فِي ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الْمُتَفَلْسِفَةُ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضِ . وَمَنْ تَفَلْسَفَ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى يَبْقَى كُفْرُهُ مِنْ وَجْهَيْنِ" .

فهذا حكم أهل الجرح والتعديل على من يسوغ ذلك.



السابع عشر- قال الحلبي في (ص7-8):

" ثالثًا: إن المتأمِّل في تناقضات الشَّيخ ربيع المدخلي -ومنها ما سبق أعلاه-: يجد غالبها جاء

* إمَّا في سياق الرد على المخالف والتشنيع عليه.

* أو في سياق الدِّفاع عن نفسه ضد متَّهِمِّيه؛ فهو:

• إذا أراد أن يُهاجم: اعتمد أصولَه التي أفضت به إلى التَّأصيل لِمنهج (غلاة التَّجرح) والتي أفضت به إلى أن ينسب (هو) المعتدِلين إلى منهج (التَّمييع).

• أما لو كان في معرض الدِّفاع: فنراهُ يُقرِّر التأصيلاتِ المعتدلة المتوسطة، ولهذا نَسَبَهُ (الغلاة!) إلى منهج (التَّمييع)!

وكذلك إذا أراد أن يُثني على بعض مُوافقيه -ولو قام فيهم موجب القدح والذم- أظهر التأصيلاتِ المعتدلة، وعذَرهم بِمقتضاها .

ثم إذا أراد أن يطعنَ فيهم -بعد وقوع الخلاف معه-: عاملهم بمقتضى التأصيلات المتشدِّدة الغالية، وتعلَّل -لعدم قدحه السابق فيهم- بأنه (كان يصبر عليهم لسنوات).

وهذا إنَّما يدلِّل على ضعف الشَّيخ ربيع المدخلي في التَّأصيل، وعدم إحكامه له، وبُعده -كذلك- عن الرُّسوخ في تطبيق هذه الأصول.

فالراسخ في العلم هو الذي يُطَرِّدُ الأصل في جميع فروعه، ولا يُغَيِّرُ الأصل -بناءً على ما يعرض له من فرع-.

وهذا ينبهنا إلى ....".



أقول:

1- إن كلامك هذا كله من الأكاذيب العظيمة التي لا أساس لها.

وكتاباتي ليس فيها هجوم على أحد، وإنما هي ردود على ضلالات وطامات تصدر من أناسٍ أهل أهواء وبدع، يدافعون فيها عن أهل الضلال، ويطعنون في أهل السنة حقاً.

2- هات أصول ربيع التي خالف فيها أصول السلف، وهات العلماء الذين هاجمتهم ظلماً وبغياً بهذه الأصول.

أما أنا فقد بيّنتُ أصولك الضالة التي تهدم أصول أهل السنة؛ تلك الأصول التي أنشأتها للدفاع عن أهل الضلال.

3- إن لك سلفاً في الأراجيف على أهل السنة والحق، فكم وكم افترى الروافض على أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، وما رأينا لك أي رد عليهم.

وكم افترى الخوارج على علي وعثمان وكثير من الصحابة، وما نراك حركتَ ضدهم أي ساكن.

وكم افترى الروافض والصوفية على شيخ الإسلام ابن تيمية وأصوله ومنهجه، وما نراك تحرك ضدهم أي ساكن.

وكم افترى الروافض والصوفية على الإمام محمد بن عبد الوهاب، وما رأيناك تحرك أي ساكن ضدهم.

وكم افترى الحدادية على العلامة الألباني، وما نراك ترد عليهم.

فهؤلاء هم أسلافك في الطعون الفاجرة والافتراءات الظالمة.

4- ثم كم افترى حزبك من السابقين واللاحقين على ربيع، وما نراك إلا مؤيداً لهم، ولأصولهم الباطلة، وليس هذا بغريب منك.

5- ثم أليست هذه المواقف منك من أوضح الأدلة على أنك من أهل الضلال؟، لا غيرة لك على الصحابة وأئمة السنة ولا على منهجهم.

وإنما غيرتك على أهل الضلال ومناهجهم، تؤيدهم وتتولاهم وتدافع عنهم وعن ضلالاتهم، وتصب جام غضبك على من يدفع ضلالهم وفتنهم عن الإسلام وأهله، وترميه بالتشدد وتصف الأصول السلفية التي يسير عليها بالبطلان، فيا له من هدم للحق، ويا له من ضلال وحرب على منهج السلف وأصوله بالأكاذيب والأصول الهدامة.

6- لقد أيدَّ أهل العلم والحق والدين وهم كثر، وعلى رأسهم أئمة الإسلام والسنة كتابات ربيع، وهذا أمر واضح يعلمه أهل الحق وأهل الضلال،

فقدحك وأمثالك ولو كانوا ملء الأرض في كتابات ربيع ومقالاته من أكبر الشواهد على بغيكم وفجوركم ومخالفتكم لمنهج السلف وعلمائه، وهو من جنس قدح الروافض وغلاة الصوفية في الحق وحملته، قوامه الحقد والكذب والمناهج الباطلة والأصول الفاسدة والأغراض الدنيئة.

ولا يستغرب أن يُصدِّق بعضُ الفجار أو المغفلين أقوالك وطعونك الباطلة.

فهناك مَنْ يُصدِّق الروافض وغلاة الصوفية ودعاة وحدة الوجود ودعاة وحدة الأديان.

7- أنا والحمد لله أسير على منهج القرآن والسنة في الثناء بالحق على من يستحق الثناء، وفي الرد على المخالفين.

فقولك بتناقضاتي في هذين المجالين إنما تريد به الطعن في-:

أ- نقدي للإخوان المسلمين، وعلى رأسهم سيد قطب.

ب- ونقدي لتلاميذ سيد قطب السائرين على منهجه التكفيري والمدافعين عنه.

جـ- ونقدي للصوفية وعلى رأسهم التيجانية وشيخهم.

د- ونقدي للروافض، وعلى رأسهم القمي والكليني.

هـ- فحربك هذه الطويلة الأمد على أهل الحق، ودفاعك عن الباطل وأهله، وتشويهك لمؤلفاتي القائمة على الحق وعلى هدي الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح وعقيدتهم وأصولهم.

كل ذلك من أوضح الأدلة على أنك من أهل الفتن والبغي والشغب بالباطل.

و- إن أعمالك هذه لمن أشد أنواع العداوة للحق، ومن أشد أنواع الصدِّ عن سبيل الله، وتبغونها أنت وأمثالك عوجاً.

وقد تركتُ بقية تشويهات هذا المبطل الباطلة المخترعة، لتفاهتها وتهافتها.

لأن بعض ما أسلفتُهُ يكفي الشرفاء في معرفة هذا الرجل وحزبه، ومعرفة أراجيفه وأباطيله، وأنه من ألدّ أعداء المنهج السلفي وأهله.

وإنَّ تلبسه بالسلفية إنما هو ليتمكن من حرب السلفية وأهلها، وله نظراء في تأريخ الإسلام من السابقين واللاحقين، وجند الله يعرفون غور هذه الأنماط، فيكشفون عوارهم ويهتكون أستارهم.

والله ينصر من ينصره.

يقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك".

ويقول -صلى الله عليه وسلم- في مخالفي هذه الطائفة من أهل الضلال: " لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟، قَالَ: فَمَنْ؟".



وأخيراً أقول:

لقد رددتُ في حياة العلماء ولا سيما الكبار على من هم أقل منك ومن حزبك ضلالاً وفتناً، فأيدوا كتاباتي، ولا سيما العلامة الألباني –رحمه الله-.

فقد وُجّه إليه سؤال في شريط ( لقاء أبي الحسن المأربي مع الألباني ) ما مفاده: أنه على الرغم من موقف فضيلة الشيخين ربيع بن هادي المدخلي ومقبل بن هادي الوادعي في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة، يشكك بعض الشباب في الشيخين أنهما على الخط السلفي؟

فأجاب -رحمه الله تعالى-:

((نحن بلا شك نحمد الله -عز وجل- أن سخر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالفرض الكفائي الذي قل من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط على هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى.

الجاهل يمكن هدايته ؛ لأنه يظن أنه على شيء من العلم، فإذا تبين العلم الصحيح اهتدى.. أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل، إلا أن يهديه الله ـ تبارك وتعالى ـ فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين ـ كما ذكرنا ـإما جاهل فيُعلّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله -عز وجل- إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره.))

ثم قال الشيخ -رحمه الله- : ((فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع أنها مفيدة ولا أذكر أني رأيت له خطأ، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه)).

وقال –أيضاً- في شريط (الموازنات بدعة العصر للألباني) بعد كلامٍ له في هذه البدعة العصرية :

((وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه، وإن كنت أقول دائماً وقلت هذا الكلام له هاتفياً أكثر من مرة أنه لو يتلطف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه، أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً، إلا ما أشرت إليه آنفاً من شيء من الشدة في الأسلوب، أما أنه لا يوازن فهذا كلام هزيل جداً لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط)).

وقال –رحمه الله- في كتابه "صفة الصلاة" (ص:68) عند حديثه عن الغزالي المعاصر: ((وقد قام كثير من أهل العلم والفضل –جزاهم الله خيراً- بالردّ عليه، وفصّلوا القول في حيرته وانحرافه، ومن أحسن ما وقفت عليه رد صاحبنا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي في مجلّة (المجاهد) الأفغانية (العدد:9-11) 2)، ورسالة الأخ الفاضل صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ المسماة (المعيار لعلم الغزالي).)).

وكتب الشيخ الألباني –رحمه الله- معلقاً على كتابي "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم":

((كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه.

فجزاك الله خيراً أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام)).

وقد لخّص هذه الشهادات من العلامة الألباني عليٌّ الحلبي في كتابه "حق كلمة الإمام الألباني في سيد قطب" (ص39)، و(ص46-47) ذلكم الكتاب الذي ألّفه في عام (1426هـ).

ففي النص الأول:

أ- شهادة العلامة الألباني لربيع ومقبل بأنهما داعيان إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح، ويحاربان الذين يخالفون المنهج الصحيح.

ب- وصف من يحاربهما بأنه إما جاهل أو صاحب هوى، وهذان الوصفان موجودان في خصوم ربيع ومقبل.

وهما ينطبقان على الحلبي وحزبه خصوم ربيع وإخوانه، فهم ما بين جاهل أو صاحب هوى، والجاهل يعلم، وأما صاحب الهوى فيستعاذ بالله من شره، ويُطلب من الله أن يهديه، أو يقصم ظهره.

فهل يقبل الحلبي وحزبه هذه الشهادة لربيع وعلى خصومه السابقين ومن هم شر منهم من اللاحقين؟

وفي النص الثاني:

أ- يشهد العلامة الألباني أن الذي رآه في كتابات ربيع أنها مفيدة.

ب- ولا يذكر أنه رأى لربيع خطأً.

جـ- ولا رأى له خروجاً عن المنهج الذي يلتقي فيه هو وربيع، والمنهج الذي يجمعنا ونلتقي فيه هو منهج الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.

ومهما تستر الحلبي باسم الألباني فإنه ضد منهجه، ويرفض شهاداته الصادعة بالحق.

وفي النص الثالث:

أ- يشهد العلامة الألباني أن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخوه الدكتور ربيع.

ب- وأن الذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً.

والحلبي وحزبه من هذا النمط، بل أسوأ، فهم لا يردون بعلم أبداً ومن باب أولى.

جـ- والعلم معه أي مع ربيع.

د- أنه يأخذ على ربيع الشدة...الخ

هـ- ويقول: " أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً".

والحلبي وحزبه ينتقدون ربيعاً من حيث العلم، فبئس النقد الكاذب، وبئست المعارضات للعلماء وشهاداتهم.

و- حكمه على أهل الموازنات بأن كلامهم هزيل جداً.

وأشد هزالاً من كلام هؤلاء أراجيف الحلبي وحزبه الجهلة على ربيع بأنه متناقض وبأنه بعيد عن رسوخ المؤصلين...الخ

قال تعالى: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).

فأنت وحزبك لجهلكم وضلالكم البعيد وعداوتكم للحق وأهله تريدون إسقاط هؤلاء الأئمة وإسقاط شهاداتهم الصحيحة الصادقة القائمة على حب الحق واحترامه وبغض الباطل وازدرائه، ولا سيما شهادات العلامة الألباني -رحمه الله- المتكررة الصادعة بالحق.

ومن المستنكر جداً أنه لما ذهب هؤلاء الأئمة الكبار وضع الحلبي الجاهل الضال نفسه في مكانتهم، لكنه المسكين صار على عكسهم يزكي أهل الضلال والبدع، ويدافع عنهم حتى وصل به الجهل والضلال إلى أن يزكي طوائف الضلال كالروافض والخوارج ودعاة وحدة الأديان منهم.

وفي المقابل يحارب أهل الحق أشد الحرب، ويطعن فيهم ويرميهم بالغلو والتشدد ومخالفة الأصول.

مع أن ربيعاً وإخوانه -ولله الحمد- لم يغيروا منهجهم السلفي وأصولهم السلفية، بل ما زادوا إلا ثباتاً عليها وتمسكاً بها وسيراً عليها، ولكن الحلبي وحزبه هم الذين غيروا وتغيروا عن ما كانوا يتظاهرون به أمام كبار العلماء، وظهروا على حقيقتهم التي كانوا يخفونها، فإن أنكروا هذا، قلنا: إذا فرضنا أنكم كنتم في عهد العلماء على المنهج السلفي فإن أعمالكم وتأصيلاتكم المضادة لمنهج السلف ودفاعكم عن أهل الضلال بعد ذهابهم لتدينكم بأنكم قد انقلبتم على أعقابكم عن المنهج السلفي وأصوله انقلاباً لا تلحقون فيه.

نسأل الله العفو والعافية من أدواء أهل الضلال والفتن.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي

[1] - يقول (سيِّد في "ظلاله" (3/1451): "لا مندوحة للمسلمين-أو أعضاء الحزب الإسلامي-عن الشروع في مهمَّتهم (!) بإحداث الانقلاب المنشود (!)، والسعي وراء تغيير نظم الحكم (!) في بلادهم التي يسكنونها"!!! )

نعم، هذا هو لُبُّ دعوته-بيقين-، وجامع شتات أفكارهم-أجمعين-!!( هذا التعليق من الحلبي).

ملف وورد منسق
تحميل
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
الثانية, الحلبي, الزور


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 AM.


powered by vbulletin