منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات تنبيهات حول النازلة السورية عام 1446هـ أواخر عام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          اذا اراد شخص أن يُزوِّج ابنته أول مايسأل عنه (الصلاة) الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          فهذا تسجيل صوتي للكلمة التوجيهيةالتي ألقاها الشيخ محمد بن عبدالوهاب (الكاتـب : أبو طلحة سعيد السلفي - آخر رد : أبو تراب عبد المصور بن العلمي - )           »          [محاضرة] شرح دعاء الاستفتاح من صلاة الليل | محمد الأثري (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          [محاضرة] المجلس المقدمة في الترغيب في القرآن وفضائله | محمد الأثري (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          [دروس] تفسير سورة إبراهيم | 21 مجلساً| محمد الأثري (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          والله دقيقة خير من ألف درهم/الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          قصص عجيبة عن شكر النعمة (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          هل يجوز للمرأة أن تجمع أهل البيت من النساء وتصلي بهم صلاة الجنازة على ميتهم (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          تعليق على أحد الصعافقة من رويبضات النت في ليبيا ومن فلول طباخ الفتن عبدالله البخاري، يقال له (علاء... (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-18-2011, 08:56 PM
أبوأنس بن سلة بشير أبوأنس بن سلة بشير غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 71
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي الحرص على اجتماع الكلمة بين أهل السنة والجماعة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلي يوم الدين
أما بعد :
فإن الله تعالى جل في علاه بعث نبيه وصفيه محمدا صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا ورحمة للعالمين فقد أدى الأمانة وبلغ البلاغ المبين وأقام الحجة وأكمل الدين وبعثه عليه الصلاة والسلام ميسرا غير معسر ، مبشرا غير منفر ـ بأبي هو وأمي ـ وكان عليه الصلاة والسلام مفتاحا للخير مغلاقا للشر لا يتكلم إلا ما كان فيه الصلاح للأمة والخير وما يحقق لهم مصالح الدنيا والآخرة، ويدل لذلك أن أول عمل قام به لما هاجر إلى المدينة أنه آخى بين المهاجرين والانصار، وهذا لتعليم الناس أنه لن تقوم دعوة بدون مآخاة وما يجمع كلمتهم ويوحد صفهم ويقوي شوكتهم ويحقق لهم الأمن والأمان والعز والتمكين، وعلى هذا الهدي والنهج سار أصحابه الكرام البررة رضي الله عنهم ومن بعدهم أهل الحديث والأثر والجماعة إلى يومنا هذا، والحمد لله على هذا أدركنا أئمتنا شيخ الإسلام ابن باز والمحدث الفقيه الإمام ناصر الدين الألباني والإمام الفقيه المحقق المدقق ابن عثيمين والمجدد المحدث مقبل بن هادي الوادعي والعلامة المحدث يحي النجمي و العلامة الفقيه صالح الفوزان والمحدث العلامة عبدالمحسن العباد والمحدث العلامة ربيع بن هادي المدخلي رحم الله الأموات وحفظ الأحياء وغيرهم من أئمة الدين والسنة .
نعم ولا يتم هذا النهج والهدي ويتحقق ويبقى ويدوم في صفوف الشباب إلا بالالتفاف حول العلماء والإصغاء إليهم وعدم التقدم بين أيديهم وأن لا نحكم إلا بما حكموا ولا نقول إلا بما قالوا، فالكلمة كلمتهم والحكم حكمهم والبركة والخير في الإقتداء بهم والسير على سيرهم ومنوالهم، وأن يكون الأخذ والتلقي منهم وعنهم كما قال ابن مسعود رضي الله عنه " لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم فإذا أخذوه عن أصاغرهم وشرارهم هلكوا"اهـ
فإذا كان هذا الأمر بهذه الأهمية ولا بد، فلماذا التسرع والتقدم بين أيديهم في إصدار الأحكام والتكلم بما لم يتكلموا به، فالعلماء هم قدوتنا وأسوتنا والدليل الموصل إلى جنة ربنا وهم مرجعنا فيما يستحدث من النوازل والفتن في الأمة، وخاصة فيما هو واقع بين أهل السنة من الخلاف، وهذا ليس ببدع من الأمر أن يكون الخلاف بين أهل السنة وليد اليوم ، والحمد لله إذا رجع طالب العلم السني الذكي الحصيف الموفق إلى كتب السير والتراجم يجد من مثل هذا القبيل الكثير ، فما ترك السلف للخلف شيء، وما علينا في هذا المقام إلا أن نمتثل قول الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه إذ قال: " اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم ، عليكم بالأمر العتيق " .
نعم الشأن كل الشأن كيف يتعامل طالب العلم السني السلفي العاقل الرزين المريد الصلاح والفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة مع ما يستجد من الفتن وما هو موقفه؟ وماذا عليه في هذا المقام ؟ وأي عبادة مأمور بها في هذه الحالة الراهنة؟وما هو الواجب عليه ؟وبأي علم يعمل ؟وماذا يقدم وماذا يؤخر؟ وأي مصلحة أولى ؟وأي كلام أنفع ؟
وأولا وقبل كل شيء أن يكون ذو علم واطلاع واسع بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة وما كان عليه من الأخلاق والآداب الرفيعة السامية في هذه القضايا المهمة الكبيرة العظيمة.
وجماع الخير والصلاح وما هو فيه أن يكون عمله لله وعلى مرضاته ونهج نبيه صلى الله عليه وسلم مقتفيا أثر السلف الصالح محاسبا نفسه فيما يقول ويفعل، وخاصة كما قلنا في هذه القضايا العظيمة التي يستصعب على فحول الرجال وأئمة الإسلام حلها وكيفية معالجتها وما هي أنفع الطرق والوسائل لدفعها أو رفعها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ص81):
ومحاسبة النفس نوعان: نوع قبل العمل، ونوع بعده.
فأما النوع الأول: فهو أن يقف عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه.
قال الحسن رحمه الله: رحم الله عبدا وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر.
وشرح هذا بعضهم فقال: إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال وهم به العبد، وقف أولا ونظر: هل ذلك العمل مقدور له أو غير مقدور ولا مستطاع؟ فإن لم يكن مقدورا لم يقدم عليه، وإن كان مقدورا وقف وقفة أخرى ونظر: هل فعله خير له من تركه، أو تركه خير له من فعله؟ فإن كان الثاني تركه ولم يقدم عليه، وإن كان الأول وقف وقفة ثالثة ونظر: هل الباعث عليه إرادة وجه الله عز وجل وثوابه أو إرادة الجاه والثناء والمال من المخلوق؟ فإن كان الثاني لم يقدم، وإن أفضى به إلى مطلوبه، لئلا تعتاد النفس الشرك. ويخف عليها العمل لغير الله، فبقدر ما يخف عليها ذلك يثقل عليها العمل لله تعالى، حتى يصير أثقل شىء عليها، وإن كان الأول وقف وقفة أخرى ونظر هل هو معان عليه، وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل محتاجا إلى ذلك أم لا؟ فإن لم يكن له أعوان أمسك عنه، كما أمسك النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد بمكة حتى صار له شوكة وأنصار، وإن وجده معانا عليه فليقدم عليه فإنه منصور، ولا يفوت النجاح إلا من فوت خصلة من هذه الخصال، وإلا فمع اجتماعها لا يفوته النجاح.
فهذه أربعة مقامات يحتاج إلى محاسبة نفسه عليها قبل الفعل، فما كل ما يريد العبد فعله يكون مقدورا له، ولا كل ما يكون مقدورا له يكون فعله خيرا له من تركه، ولا كل ما يكون فعله خيرا له من تركه يفعله لله، ولا كل ما يفعله لله يكون معانا عليه، فإذا حاسب نفسه على ذلك تبين له ما يقدم عليه، وما يحجم عنه.
فصل
النوع الثانى: محاسبة النفس بعد العمل، وهو ثلاثة أنواع:
أحدها: محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى، فلم توقعها على الوجه الذى ينبغي.
وحق الله تعالى فى الطاعة ستة أمور قد تقدمت، وهى: الإخلاص فى العمل، والنصيحة لله فيه، ومتابعة الرسول فيه، وشهود مشهد الإحسان فيه، وشهود منة الله عليه فيه، وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله.
فيحاسب نفسه: هل وَفَّى هذه المقامات حقها؟ وهل أتى بها فى هذه الطاعة؟.
الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرا له من فعله.
الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح، أو معتاد: لم فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحا، أو أراد به الدنيا وعاجلها، فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.
فصل
وأضر ما عليه الإهمال، وترك المحاسبة والاسترسال، وتسهيل الأمور وتمشيتها، فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذه حال أهل الغرور: يغمض عينيه عن العواقب، ويمُشِّى الحال، ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر فى العاقبة. وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب، وأنس بها، وعسر عليها فطامها، ولو حضره رشده لعلم أن الحمية أسهل من الفطام وترك المألوف والمعتاد.
قال ابن أبى الدنيا: حدثني رجل من قريش، ذكر أنه من ولد طلحة بن عبيد الله قال: "كان توبة بن الصمة بالرقة، وكان محاسبا لنفسه، فحسب يوما، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هى أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ، وقال: يا ويلتى، ألقى ربي بأحد وعشرين ألف ذنب؟ كيف وفى كل يوم آلاف من الذنوب؟. ثم خرج مغشيا عليه، فإذا هو ميت، فسمعوا قائلا يقول: "يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى"".
وجماع ذلك: أن يحاسب نفسه أولا على الفرائض، فإن تذكر فيها نقصا تداركه، إما بقضاء أو إصلاح. ثم يحاسبها على المناهي، فإن عرف أنه ارتكب منها شيئا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية. ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله تعالى. ثم يحاسبها بما تكلم به، أو مشت إليه رجلاه، أو بطشت يداه، أو سمعته أذناه: ماذا أرادت بهذا؟ ولم فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته؟ ويعلم أنه لابد أن ينشر لكل حركة وكلمة منه ديوانان: ديوان لم فعلته؟ وكيف فعلته؟ فالأول سؤال عن الإخلاص، والثانى سؤال عن المتابعة، وقال تعالى:
{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمعِينَ عَمَّا كَانُوا يعْمَلُونَ} [الحجر: 92 - 93] وقال تعالى {فَلَنَسْئَلَنَّ الّذِينَ أُرْسِلَ إلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ المُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبينَ} [الأعراف: 6 - 7] وقال تعالى {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهمْ} [الأحزاب: 8] .
فإذا سئل الصادقون وحوسبوا على صدقهم فما الظن بالكاذبين؟.
قال مقاتل: "يقول تعالى: أخذنا ميثاقهم لكي يسأل الله الصادقين، يعني النبيين، عن تبليغ الرسالة". وقال مجاهد: "يسأل المبلغين المؤدين عن الرسل، يعني: هل بلغوا عنهم كما يسأل الرسل، هل بلغوا عن الله تعالى؟ ".
والتحقيق: أن الآية تتناول هذا وهذا، فالصادقون هم الرسل، والمبلغون عنهم، فيسأل الرسل عن تبليغ رسالاته ويسأل المبلغين عنهم عن تبليغ ما بلغتهم الرسل، ثم يسأل الذين بلغتهم الرسالة ماذا أجابوا المرسلين، كما قال تعالى:
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذا أَجَبْتُمُ المُرْسَلِينَ} [القصص: 65] .
قال قتادة: كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ فيسأل عن المعبود وعن العبادة.
وقال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] .
قال محمد بن جرير: يقول الله تعالى: ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه فى الدنيا: ماذا عملتم فيه؟ من أين دخلتم إليه؟ وفيم أصبتموه؟ وماذا عملتم به؟.
وقال قتادة: "إن الله سائل كل عبد عما استودعه من نعمته وحقه".
والنعيم المسئول عنه نوعان: نوع أخذ من حله وصرف فى حقه، فيسأل عن شكره. ونوع أخذ بغير حله وصرف فى غير حقه، فيسأل عن مستخرجه ومصرفه.
فإذا كان العبد مسئولا ومحاسبا على كل شىء، حتى على سمعه وبصره وقلبه، كما قال تعالى:
{إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا} [الإسراء: 36] .
فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب.
وقد دل على وجوب محاسبة النفس قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18] .
يقول تعالى: لينظر أحدكم ما قدم ليوم القيامة من الأعمال: أمن الصالحات التى تنجيه، أم من السيئات التى توبقه؟
قال قتادة: "ما زال ربكم يقرب الساعة حتى جعلها كغد".
والمقصود أن صلاح القلب بمحاسبة النفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها.)) انتهى
وعليه يا أخوة أذكر نفسي وإياكم على أن يخلو أحدنا بنفسه ويحاسبها على الكبيرة والصغيرة وليعلم العلم اليقيني أنه موقوف بين يدي ربه ليس بينه وبين ربه عز وجل ترجمان وأنه سائله عما يقول وفيما هو خائض فيه ، مع أن يا أخوة المسألة والقضية ـ لأن هذه النصيحة موجهة لمن يخوض في مسائل الجرح والتعديل التي هي بين أهل السنة والجماعة ـ التي أنتم فيها تخوضون ليست موكلة إليكم مستوجبة عليكم ولا من فرضكم لأن أمرها قد تكفل به أئمتنا وتكلموا فيها ووضحوا وبينوا ما هو الواجب علينا فيها؟ ، فلماذا يا أخوة هذا التكلف، فهل تظنون أننا نحن الشباب أغير على الدعوة وأهلها من علمائنا ؟! أو تظنون بأن علماءنا ليس لهم إطلاع بما يحدث وما هو جاري ؟! ومن هو المحق والمصيب في الخلافات الواقعة ؟!
فإذا ظننتم هذا الظن وسبقتموهم في إصدار الأحكام والتقدم بين أيديهم فقد حكمتم عليهم من حيث لا تشعرون بأنهم غائبين عن الواقع وأنهم يتكلمون في القضايا والنوازل عن غير دراية وأنهم لا يفقهون الواقع وهذه هي شبهة الإخوانية القطبية، فهذا هو حالكم الفعلي وإن لم يكن من قولكم وحاشاكم من ذلك ولا نتهم إخواننا من أهل السنة بهذه العظائم ولكن هذا مني تذكيرا وتنبيها، أما أئمتنا فحاشاهم من هذا فهم أهل القضاء والحكم والرواية والدراية.
ولهذا يا أخوة دعوا الأمور المستصعبة أن يكون الحكم فيها لأئمتنا، واحترموا من يحترم أئمتنا وإن كان الواحد منا قد يرجح ما عليه الدليل في إصابة شخص وخطأ آخر، وكل واحد يرى أن فلانا محق وأخر مخطئ على ما بلغه من العلم والأدلة ، لكن الكلام في الشخص علنا لا يكون إلا بعد كلام أهل العلم المعتبرين،.
واعلموا رحمكم الله ورعاكم أن هناك من العلم واجب تبليغه ويأثم من كتمه، وهناك من العلم إذا نشر يكون سبب لفتنة وتمزق الأمة وتفريق جماعة المسلمين وخاصة أهل السنة والجماعة، فحافظوا بارك الله فيكم على هذا الحياض والأصل المتين الذي لا قوام لديننا ودنيانا إلا به فلا تكونوا أنتم سبب الفتنة والخلاف العارم
ياإخوة أين مصلحة الدعوة؟ وأين البحث عن الاجتماع والائتلاف؟ أبمجرد مايتكلم علينا أحدا علنا نرد عليه برد يشبه الطعن فيه ثم تبدأ الصراعات؟ أهكذا تجتمع الكلمة؟ أهكذا ننبذ الفرقة؟ أهذه سلفية الألباني وابن باز؟ أبمجرد ما يتكلم شيخ سني في شيخ سني نقيم الدنيا ونقعدها ونعقد عليه الولاء والبراء فيما حدث بينهما من كلام فالمشايخ مثل الألباني والتويجري وحماد الأنصاري كانوا يتناطحون بينهم تناطح الجبال والطلبة يحضرون الدروس وما يتكلم أحد لا في هذا ولا في ذاك، وكانت الدعوة السلفية في قمة قوتها وكانت في تطور وانتشار واسع، فلما ظهرت النعرات التي تستهدف المشايخ بالدرجة الأولى تقهقرت الدعوة ورجعت إلى الوراء وهاهو ينهدم مابناه وتعب عليه المشايخ والله المستعان.
بعد هذا يا أخوة ينبغي نحن معشر أهل السنة والأثر والجماعة أن يكون كلامنا موزون علمي رزين على سمت وهدي علماء الأمة وأن يكون محققا مدققا بأدلته وحقائقه، وإذا كان هناك نقدا لأي كان يكون نقدا علميا بحججه وبراهينه وأدلته القوية المتينة المستمدة من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة ويكون هذا النقد باللين والرفق مصحوب بالدعاء في السر راجيا من المخطئ أن يتوب وينوب إلى ربه معززا مكرما، لاأن يكون هذا الرد كما نرى في بعض المنتديات السلفية مليء بالسب والشتم والطعن والاستهزاء والسخرية ولا حرمة ولا ذمة لهذا العبد المسلم وحرمة العبد المسلم عند الله كريمة عظيمة فانتبهوا لهذا بارك الله فيكم ،ما رأينا والله في ردود علمائنا على دعاة الإلحاد والنصارى هذا؟ فكيف بأهل الإسلام وأكبر من هذا إذا كان هذا الرد موجها إلى شيخ من مشايخ السنة له كرامته وقدره وحرمته عند قومه وعلماء الأمة، فوالله إن هذا الشيء لعجب عجاب.
بالله عليكم انظروا إلى ردود شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كم هي؟ وعلى من يرد؟ ومن واجه؟ هل تجدون مثل هذه المهاترات والسخرية، وأيضا ردود تلميذه ابن القيم رحمه الله، وردود شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وتلاميذه رحمهم الله، ولا ننسى شيخنا المجاهد ربيع بن هادي حفظه الله، كتبه كلها ردود، هل تجدون مثل هذه المهاترات والسباب؟ أم تجدون العلم الحي، كما قال هو رفع الله قدره (( إن علم الردود علم حي )) .
فمن نقب وفحص كتب ردود العلماء يجد فيها علم في العقيدة والحديث والفقه والتفسير واللغة والسيرة والأخلاق، وزد وزد، ولهذا تجد أخشى الناس وأتقاهم وأعبدهم لله من كان في هذا الميدان، فانظروا بارك الله فيكم في سير السلف جهابذة الحديث ترى العجب العجاب من هذا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والله الموفق أهل السنة لم فيه صلاحهم وفلاحهم في الدنيا والأخرة

التعديل الأخير تم بواسطة أبوأنس بن سلة بشير ; 03-18-2011 الساعة 09:27 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-19-2011, 02:09 PM
أبوأنس بن سلة بشير أبوأنس بن سلة بشير غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 71
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي

مجموعة نصائح وتوجيهات مشايخنا الفضلاء فيما يخص الخلاف الواقع بين أهل السنة والجماعة

نصيحة العلامة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله لأهل اليمن
فضيلة العلامة د. ربيع بن هادي المدخلي : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله ومن اتبع هداه ، أما بعد : أيها الأحبة طلاب العلم - طلاب الشيخ مقبل في اليمن ؛ وفي كل مكان - : أشكروا الله - تبارك وتعالى - على ما أنعم به عليكم ؛ من معرفة مذهب السلف الصالح المستمد من كتاب الله ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
أحمدوا الله على هذا ؛ وعلى دعوتكم العظيمة التي أضاءت اليمن ، وبددت ظلمات الجهل والشرك والخرافات والرفض ؛ فأنتم - والله - في نعمة عظيمة يحسدكم الأعداء أشد الحسد ويتربصون بكم الدوائر ، ويحبون مثل هذا الخلاف ومثل هذه الفتنة ؛ فمن كان يحترم هذه الدعوة ومخلصًا لله فيها ؛ فليحاول أن يحافظ على هذه الدعوة ، وذلك بإجتماع الكلمة ونبذ الفرقة ؛ فإن الخلاف شر : ﴿ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ .
( الريح : القوة ) .
دعوتكم قوية ؛ لكن بهذا الخلاف ستضعف وتفشل ! والفتنة كما يقال : قال سفيان بن عيينة عن خلف بن حوشب : أنهم كانوا عند الفتن يتمثلون بهذه الأبيات :
الحربُ أول ما تكون فتيةً ... تسعى بزينتها لكل جهولٍ
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ... ولت عجوزًا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتنكرت ... مكروهة للشم والتقبيل
الحرب أول ما تكون - ما شاء الله - يزخرف الشيطان - وشياطين الإنس - للجهلاء ؛ فيقعون فيها ، فإذا اشتعلت وشب ضرامها تبين لهم بعدئذ العواقب الوخيمة لهذه الفتنة ، فالعاقل يدرك الفتن عند إقبالها ، والجاهل لا يعرف الفتنة إلا بعد إدبارها ، وأرجوا أن تكونوا - هنا وفي اليمن - جميعًا عقلاء ، ومن أفضل العقلاء ، أرجوا أن تكونوا على هذا المستوى العالي ، ما تتسارعون إلى الفتنة وتشعلونها ؛ وتصبون عليها البنزين - كما يُقال - ، النار تحتاج إلى ماء يطفئها ، أما البنزين فيشعلها - والله - الكلام ، والله بنزين ووقود هذه الفتنة .
فأنا أنصحكم : بحفظ ألسنتكم عن الخوض في هذه الفتنة ، وأن تتآخوا فيما بينكم - بارك الله فيكم - ، ومن حصل بينهم شيء من التنافر ؛ فعليهم أن يؤوبوا إلى الحق ، الشيخ يحيى من أفاضل الناس ، وعلى ثغر عظيم ، والشيخ عبد الرحمن من أفاضل الناس ، وعلى ثغر عظيم ، والدعوة السلفية تحتاج إلى أكثر وأكثر من هذا العدد ، تحتاج إلى مراكز ودعوات ودعاة وإلى آخره ، اليمن فيه أكثر من عشرين مليون ؛ فيحتاجون - والله - إلى مئات وألوف من الدعاة - بارك الله فيكم - .
الآن إثنان يتناحران - لا ينبغي ! - والسبب في هذا : هو تدخل أهل الفتن لإشعال نيران هذه الفتنة ، أدركوا هذا - بارك الله فيكم - .
وقد اتصل عليَّ الشيخ مقبل مرةً ، قال : بلغني أنك تقول في حلقاتنا حزبيون ! فقلت : أنا ما أذكر أني قلت هذا ؛ لكن أقول لك الآن : نعم ! أؤكد لك هذا .
فإن أهل الفتن يجعلون بطانة لكل شخصية مهمة ؛ فجعلوا للشيخ الألباني بطانة ، وللشيخ بن باز بطانة ، والرجال الأمراء بطانة ، وكل عالم جعلوا له بطانة ؛ ليتوصلوا إلى أهدافهم من خلال هذه البطانات ، فلا نأمن الدَّس .
يا إخوة ! : أن يكون هناك ولو اثنان أو ثلاثة في كل جبهة - إثنان ... ثلاثة - من أهل الفتن مدسوسين ، أهل دماج شرفاء فضلاء وهم أهل سنة ، وإخوانكم في الجنوب شرفاء وأهل سنة ، لكن لا نأمن أن يكون هناك من هو مدسوس من قِبَلِ الأعداء ، ولو كان عددهم قليلاً ، ولا نستبعد ، ولا يستبعد هذا إلا من لا يعرف تأريخ الإسلام .
فاندس المنافقون في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - والعدد قليل ! في غزوة أُحُد إنفصل عبد الله بن أُبَي بثلاثمائة من ألف ! دماج بما فيها : خمسة آلاف ستة آلاف تسلم كلها ! ما فيها دس ؟ فيهم مدسوسون - والله - يؤججون ويشعلون نار الفتنة ، وفي الجنوب - أيضًا - أناس مدسوسون ، خليهم إثنين ثلاثة ، ما نحكم على إخواننا كلهم - بارك الله فيكم - .
قد يكون فيهم مدسوسون من " الإخوان " ، من جماعة " أبي الحسن " - من غيرهم - من جماعة " الحكمة " ، من غيرهم - بارك الله فيكم - ؛ فتنبهوا لهذه الأشياء . في جيش علي بن أبي طالب كان فيه أناس مدسوسون - بارك الله فيكم - ، أشعلوا نار الفتنة ، وصارعوا بين الإخوة ، بين علي - رضي الله عنه - ومعه مجموعة من الصحابة من جهة ، وبين الزبير - بارك الله فيك - وطلحة من جهة أخرى . عرفتم ؟ في ذلك العهد الزاهر ! في أول الدعوة السلفية ! كيف الآن نأمن أن يدس الأعداء في صفوفنا من يفرقونا - بارك الله فيكم - !؟
يا إخوتاه ! : الذي يحب هذه الدعوة ويحترمها ، ويريد لها الظهور ويريد لها النجاح ؛ فعليه أن يلزم الصمت ، وأن ينصح من يتكلم ، ولا يجاري هذه الفتنة ، إخوانكم والشيخ يحيى من أفاضل العلماء ، ولهم ميزات - والله - لا توجد الآن في الدنيا ، يدرسون لا للشهادات ، ويدرِّسون لا لأجل الأموال ، يعني الآن في الإمارات ، في المملكة الأستاذ يمكن تعبان يتقاضى عشرين ألف ، ثلاثين ألفًا ، وهؤلاء لا يتقاضون أي شي لا من الحكومة ولا من غيرها ، يدرسون لله ويعلِّمون لوجه الله - سبحانه وتعالى - ، فهذه - والله - ميزة لكم ، وميزة لدعوتكم ، فأحترموا هذه النعمة ، واحرصوا على أن تبقى قوية - بارك الله فيكم - ، ونحن سنطلب من مشايخ اليمن أن يجتهدوا ويجدُّوا في إطفاء هذه الفتنة ، وأوجه رجائي للأطراف جميعًا ، للشيخ يحيى وللشيخ عبد الرحمن ومن معهما ممن حصل بينهم خلاف ، أوجه لهم رجائي مع رجائكم : أن يسكتوا عن الكلام في بعضهم البعض ، وأن يحذفوا مقالاتهم من المواقع الفضائية " الإنترنت " ، أن يحذفوا كل المقالات ، وأن يكفوا ألسنتهم ، وأن يحرقوا النشرات التي تبودلت ، وأن تعود الأمور إلى مجاريها ، وعلى الأقل الخطوة الأولى - الآن - السكوت من الأطراف كلها ، وإبعاد هذه المقالات الموجودة التي تؤجج نيران الفتن في المواقع ، في موقع الشِّحر وموقع الشيخ يحيى ، وغيرها من المواقع ، أرجوا أن يتحقق هذا الأمل وهذا المطلب - بارك الله فيكم - .
والحمد لله هناك علماء عقلاء ساعين في إطفاء هذه الفتنة ، وما ينبغي للصغار أن يتصارعوا وأن يتناحروا ، هذا ينحاز لهذا وهذا ينحاز هذه طريقة أهل البدع - يا إخوة ! - الذين ما عندهم عقول وما عندهم تمييز ، ولا عندهم مبادئ ولا عندهم أصول ، أنتم عندكم مبادئ وعندكم أصول تستندون إليها خاصة في مواجهة هذه الفتن - بارك الله فيكم - .
أنا أوصيكم : بتقوى الله - عز وجل - ، والإخلاص لله - عز وجل - ، والجد في إطفاء هذه الفتنة .
أولاً : بعدم الخوض فيها .
ثانيًا : من عنده عقل ورأي ؛ فليدلي برأيه في إطفاء هذه الفتنة بالسكوت - بارك الله فيك - ، وتحقيق هذه المطالب التي نطلبها من إخواننا في اليمن .
أولاً : السكوت ما أحد يتكلم في أخيه ؛ لأنهم ليسوا أهل بدع ، - والله - لو كان أحد الطرفين مبتدعًا لرفعنا صوتنا عليه وبينا بدعته ، لكن ليس فيهم مبتدع ، ليس فيهم داعية إلى بدعة ، ليس فيهم شيء ، فيهم أغراض شخصية - والله أعلم - أشعلها كما قلت هؤلاء المدسوسون من هنا ومن هناك ؛ ولو كان عددهم قليل - بارك الله فيكم - كلهم سلفيون ، وكلهم أفاضل ، وكلهم - إن شاء الله - مجاهدون - بارك الله فيكم - .
والشيطان ما يفرح بشيء مثل الخلاف ، ما يفرح بشيء مثل الخلاف : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِينًا ﴾ .
فأرجوكم يا إخوة ! : إذا كان بينكم خلافات ؛ فتصافحوا الآن - من الآن - وأن تعاهدوا الله أنكم ما تسهمون في هذه الفتنة إلا بمايطفئها ويقضي عليها ، هذا واجبهم يا إخوة .
هل تظنون أن هناك بدع موجودة يتصارعون عليها ؟! هذا مبتدع - وهذا - أبدًا ، يعني قد كتب بعض الناس أشياء رأينا أنها غلط - بارك الله فيكم - ، فلا ننجرف وننجر وراء قيل وقال وما شاكل ذلك ؛ فنخسر هذه الدعوة العظيمة التي ميزكم الله - تبارك وتعالى - بها ، أحمدوا الله على هذه النعمة ، واشكروه ، وحافظوا على هذه النعمة ، ودوركم في هذا هو الجد في إطفاء هذه الفتنة .
أولاً : أنتم هنا في المملكة ما أحد يختلف مع أحد ، وإخوانكم في اليمن ، نرجوا من المشايخ الكبار أن يسعوا في إطفاء هذه الفتنة ، نرجوا من أطراف الخلاف أن يسكتوا ، وأن ينهوا هذا الكلام المتبادل في المواقع الذي يشمت بكم الأعداء وبدعوتكم وبدعوتنا جميعًا ، والحمد لله هذه دعوة الجميع ، ويفرحهم - والله ما يفرحون بشيء - مثل هذا الصراع الداخلي ، هم لا يستطيعون أن يشقوا الصفوف ، لا يستطيعون إلا بالدس فقط ، بدس بعض المجرمين - بارك الله فيكم - ، أما أن يأتوا ويفرقوا هكذا ويضربوا الدعوة السلفية لا يستطيعون ، لكن لما يكون الضرب من الداخل هذا والله أخطر شيء .
فأنا يا إخوة : أعيد وأكرر رجائي للجميع بالجد في إطفاء هذه الفتنة ، والتآخي والتلاحم فيما بينكم - هنا وفي اليمن - ، ومن سبق إلى أخيه منه إساءة ؛ فليتحلل من أخيه ، ولا يمنعه الحياء ولا غيره من أن يتحلل ، فإنه والله لمن الشرف العظيم ومن التواضع ومن الأدلة والبرهنة على أن هذا الذي وقع في الخطأ أنه محب للحق ، وأنه سلفي حقًا وحقيقةً .
أسأل الله أن ينهي هذه الفتنة ، وتضرعوا إلى الله بالدعاء أن ينهي هذه الفتنة ، وساهموا يا إخوة وأسهموا في إطفائها بما ذكرت لكم ، سدد الله خطاكم وبارك فيكم ، وألَّف بين قلوب الجميع ، إن ربنا لسميع الدعاء .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم - الله يبارك فيكم ويحفظنا وإياكم -
قال أحد الحضور : هل يوجد من عنده إشكال ؟
الشيخ : ولا إشكال وخوض ولا سؤال ، أطفئوا لا أسئلة ولا أجوبة الآن خلوا هدفكم وشغلكم وغايتكم هو إطفاء هذه الفتنة بس ، الكلام يؤججها ، لا تتكلموا - بارك الله فيكم - ، ولا تتعصبوا لا لهذا الطرف ولا لذاك الطرف ، كلهم إخوانكم ، كلهم على عقيدة واحدة ومنهج واحد ولله الحمد ، ولهم آثار كبيرة ولله الحمد في نصرة هذه الدعوة ونشرها ، وفق الله الجميع .
أنا قلت للشيخ مقبل في مناسبة غير هذه : كان جاء تهديد من دول الخليج أننا سنسعى للتفرقة بين الشيخ ربيع والشيخ مقبل ، بلغني هذا الكلام فاتصلت على الشيخ مقبل ، فقلت : بلغني أنه هناك من يريد أن يفرق بيننا وبينكم ، قال لي : لو تناطحت الجبال لا يضرنا هذا شيء ، ولا يكون شيء من هذا .
فأنا أريد لكم مثل هذا ، مثل هذا الجبل الذي يقول مثل هذا الكلام ! الذي يرخي أذنه للكلام - والله - يدخل في الفتنة ، يدخل في الفتنة - بارك الله فيكم - ، الذي يرسل لكم بكلام من اليمن أنه كذا وكذا وكذا ـ قولوا له : يا أخي نرجوا أن تكف لسانك في اليمن وهنا ، - بارك الله فيكم - وفق الله الجميع .
إذا أردتم الصواب والطريق الصحيح لحل هذه المشكلة ، هذا في رأيي هو الطريق السديد لإنهاء هذه الخلافات وإطفاء هذه الفتنة ، والمشايخ - إن شاء الله - يبذلون جهودهم في إطفائها - إن شاء الله - .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
إذا كان عندكم أسئلة في غير هذه المسائل ، خلوا حتى لا يُساء فيما بينكم بهذه الأشياء ، وأفشوا السلام بينكم قلبا وقالبًا ، والتراحم والتعاطف - بارك الله فيكم - .)) انتهى منقول من شبكة الإمام الأجري
وقال حفظه الله ورعاه في نصحته الموجهة إلى السَّلفيين في الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه .
أما بعد :
فقد طلب مني بعض الأحبَّة والإخوة من الجزائر توجيه نصيحة إلى المشايخ الدعاة والشباب السَّلفي في الجزائر تحثهم على التَّمسك بالكتاب والسنة ومنهج السَّلف الصالح ،وتحثهم على المحبة في الله والتآخي فيه، فرأيتُ أن أوجه إليهم هذه النصيحة راجياً من الله تعالى أن ينفعهم جميعاً بها فأقول :
هذه النصيحة مستلَّة من نصيحة واسعة وجَّهتها لطلاب الجامعة الإسلامية في وقت سابق أخذت منها الآن ما أرى أنَّه مناسب لتلافي ما يجري بين بعض الأحبَّة في الجزائر .
أسأل الله أن يُوفِّق الجميع لقبول النُّصح من أخيهم ومحبهم في الله مع أملي القويّ في أن يحذفوا مقالاتهم جميعاً من كل المواقع ,وأن يفتحوا صفحات جديدة للتآخي بينهم والتعاون على البر والتقوى وعلى نشر الدعوة السلفية في أحسن صورها .
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (*) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلَّم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة في النار .
إنَّ الواجب علينا جميعاً -أيها الإخوة والأحبة- أن نتَّبع كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلَّم ،وأن نعتصم بكتاب الله وسنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ،وأن نعضَّ على ذلك بالنواجذ ، كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ـ لما وعظ موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، فطلبوا منه أن يُوجِّه لهم نصيحة قالوا : ( يا رسول الله كأنها موعظة مُوَدِّعٍ فأوصنا ، قال : أوصيكم بتقوى الله ـ انتبهوا لهذا ـ والسمع والطاعة ،وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسُنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )
فهذه الموعظة تشمل الوصية بتقوى الله ، تقوى الله التي لابد منها وأحقُّ الناس بها العلماء الصَّادقون الصَّالحون قال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )
فاتقوا الله عزَّ وجلَّ ، لتصلوا إلى هذه المرتبة، وتعلموا لتصلوا إلى هذه المرتبة ،لأنَّ الذي يعلم العقائد الصَّحيحة ، والمناهج الصحيحة ، والأحكام والآداب والأخلاق النابعة من كتاب الله وسنة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم هذا هو الذي يخشى الله عزَّ وجلَّ حقَّ خشيته .
وهذا مقام عظيم ـ مقام الإحسان ـ أن تعبد الله كأنَّك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، هذا مقام الإحسان ، أن يكون عند الإنسان إحساس قوي بأن الله يراه ،وأنَّ الله يسمع كل ما يقول ، ويسمع نبضات قلبك وخلجات نفسك ، وما تُحدِّث به نفسك ،ويرى حركاتك وسكناتك ،فالذي يُعَظِّمُ الله حقَّ تعظيمه -ويُدرك أنه يسمع كل ما يقول ويعلم كل ما يتحدث به ، ويُحدِّث به نفسه ،وأنَّ لله نعالى كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون- تحصل عنده ملكة التقوى التي يجتنب بها المعاصي والشرك والبدع والخرافات ، ويحصل له مقام الإحسان لأنه يراقب الله ويستشعر بأن الله يراه ،ولا يخفى من أمره على الله قليل ولا كثير ،ولا مثقال ذرة ،هذا الإحساس وهذا الشعور النبيل يدفعه ـ إن شاء الله ـ إلى تقوى الله تعالى ،ولا يصل إلى هذا إلا من تَعَلَّمَ العقائد الصحيحة والأحكام الصحيحة من الحلال والحرام ،وتَعَرَّفَ الأوامر والنواهي والوعد والوعيد من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام فهؤلاء الذين استحقوا الثناء من الله تبارك وتعالى فقال فيهم : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )
وقال سبحانه : ( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )
فاحرصوا أن تكونوا من هذا الطراز بأن تجمعوا بين العلم والعمل ،اجمعوا بين العلم والعمل ، وذلك هو ثمرة العلم وثمرة تقوى الله تبارك وتعالى ومراقبته .
فعليكم إخواني الكرام بتحصيل الإيمان الصَّادق الخالص ،والعلم النافع ، والعمل الصالح
قال تعالى : ( والعصر إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) فالإيمان الصادق إنما يقوم على العلم ،وعمل الصالحات ,ولا ينبثق إلا من العلم .والدعوة إلى الله لا يَنْطَلِقُ بها إلا أهل العلم ، والصَّبر على الأذى ـ بارك الله فيكم
ـ مطلوب ممَّن عَلِمَ وعَلَّم ودعَا إلى الله تبارك وتعالى ،فكونوا من هؤلاء الذين يعلمون ويعملون بهذا العلم ويَدْعُونَ إلى هذا العلم والإيمان ،ويصبرون على الأذى في سبيل إيصال هذا الحق والخير إلى الناس .
فلا بُدَّ أن يواجه المسلم المؤمن الدَّاعي إلى الله من الأذى ما لا يخطر بباله وما لا يرتقبه ،ولا يستغرب المؤمن ذلك ،فإنَّه قد أُوذِي في سبيل الله وفي سبيل الدعوة إلى الله خير خلق الله وهم الأنبياء والرسل الكرام عليهم الصَّلاة والسلام .
فهم قد أوذوا أكثر منَّا ،وابتلوا بعداوة أشد الأعداء أكثر منَّا " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصَّالحون ثم الأمثل فالأمثل "
فمن تمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ودعا إلى ذلك لا بُدَّ أن يُؤْذَى ، فوطِّنوا أنفسكم على الصَّبر واصبروا بارك الله فيكم .
والله تعالى يقول : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )
والله تعالى أمر رسولَه صلَّى الله عليه وسلَّم أن يتأسى بأولي العزم من الرسل ، أن يصبر في ميدان الدعوة والجهاد كما صبر أولوا العزم فقال تعالى ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ )
ولنا في رسول الله وفي أنبياء الله جميعا أسوة حسنة ،فالرسول أُمر أن يقتدي بمن قبله من الأنبياء وأن يهتدي بهداهم ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )
ونحن مأمورون بأن نهتدي برسول الله وأن نتأسى به عليه الصلاة والسلام كما قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا )
أسوة حسنة شاملة في كل شأن من الشؤون التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلَّم ،أسوة في عقيدته ، فنعتقد ما كان يعتقده ، أسوة في عبادته فنعبد الله مخلصين له الدين متبعين لما جاء به هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ،أسوة في الأخلاق العظيمة التي قد يفقدها كثير من الدعاة إلى الله تبارك وتعالى ،ويفقدها كثير من الشباب ،وينسى كثيراً منها أو كلَّها بعضُ الشباب .
الله جل شأنه مدح رسوله عليه الصلاة والسلام المدح والثناء العاطر فقال سبحانه : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
فالداعي إلى الله ، وطالب العلم والمُوَجِّه يحتاج الجميع إلى أن يتأسوا برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في عقيدته ومنهجه وأخلاقه .. ،فإذا تكاملت هذه الأمور في الداعية إلى الله أو قارب فيها الكمال نجحت دعوته ـ إن شاء الله ـ وقدَّمَها للناس في أجمل صورها وأفضلها ـ بارك الله فيكم ـ .
وإذا خلت من هذه الأمور من هذه الأخلاق التي منها الصبر ومنها الحكمة ومنها الرفق ومنها اللِّين ومنها أمور ضرورية تتطلبها دعوة الرسل عليهم الصَّلاة والسلام فلا بُدَّ أن نستكملها، وقد يغفل عنها كثير من الناس .
وذلك يضر بالدعوة السلفية ويضر بأهلها إذا أغفلها وقدَّم إلى الناس ما يكرهونه ويستبشعونه ويستفظعونه من الشدة والغلظة والطَيش ... ،فإنَّ هذه أمور مبغوضة في أمور الدنيا فضلا عن أمور الدِّين فلا بُدَّ للداعي إلى الله أن يتحلَّى بالأخلاق الكريمة العالية ومنها رفقه في دعوته الناس إلى الله عزَّ وجلَّ .
أناس يُوَفَّقُون للعقيدة والمنهج ,لكن في سلوكهم يضيعون العقيدة ويضيعون المنهج ،يكون معهم الحق ولكن سلوكهم وأسلوبهم في الدعوة يُؤثِّرُ عليها ويَضُرُّها !
فاحذروا من مخالفة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم في عقيدته وفي منهجه وأخلاقه وفي حكمته في دعوته .
أعقلوا كيف كان يدعو الناس عليه الصلاة والسلام واستلهموا هذه التوجيهات النَّبوية إلى الحكمة إلى الصبر إلى الحلم إلى الصَّفح إلى العفو إلى اللِّين إلى الرِّفق إلى أمور أخرى إلى جانب هذه استوعبوها ـ يا إخواني ـ واعلموا أنَّها لا بُدَّ منها في دعوتنا للنَّاس ،لا تأخذ جانبا من الإسلام وتهمل الجوانب الأخرى ,أو جانبا من جوانب طريق الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وتهمل جوانب أخرى ،فإنَّ ذلك يَضُرُّ بدين الله عزَّ وجلَّ ،ويضر بالدعوة وأهلها .
والله ما انتشرت الدَّعوة السلفية في هذا العصر القريب وفي غيره إلا على أيدي أناس علماء حكماء حُلماء يتمسَّكُون بمنهج الرسول عليه الصلاة والسلام ، ويطبقونه قدر الاستطاعة فنفع الله بهم ،وانتشرت الدعوة السَّلفية في أقطار الدنيا بأخلاقهم وعلمهم وحكمتهم ،وفي هذه الأيام نرى أنَّ الدعوة السلفية تتراجع وتتقلَّص! لأنها فقدت حِكمة هؤلاء وحكمة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قبل كل شيء وحلمه و رحمته وأخلاقه ورفقه ولينه صلَّى الله عليه وسلَّم .
ففي الصحيحين من حديث عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : " دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكُمْ ! قَالَتْ عَائِشَةُ فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ . قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْلًا يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُلْتُ : "وَعَلَيْكُمْ " .
في هذا الحديث تربية من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عظيمة على الحكمة والرِّفق واللِّين والحلم والصَّفح ،تلكم الأمور العظيمة التي هي من ضرورات الدَّعوة إلى الله تبارك وتعالى ،ومن العوامل التي تجذب الناس إلى الدَّعوة الصَّحيحة فيدخل الناس -إن شاء الله- في دين الله أفواجاً .
فعليكم من الآن أن تدركوا ماذا يترتَّب على إهمال هذه الضرورية من المفاسد !!
نحن والله نجاهد ونناظر ونكتب وننصح بالحكمة وندعوا النَّاس بذلك إلى الله عزَّ وجلَّ ,وبعض الناس لا يريد أن نقول : حكمة ولين ورفق ـ لمَّا رأينا أن الشِّدَّة أهلكت الدَّعوة السَّلفية ومزَّقت أهلها ـ فماذا نصنع ؟ !
هل عندما نرى النيران تشتعل نأتي ونَصُبُّ عليها البنزين لنزيدها اشتعالاً ؟! أو نأتي بالأسباب الواقية التي تُطفئُ هذه الحرائق والفتن ؟
فهذا واجب الجميع اليوم -وأقولها من قبل اليوم- لمَّا رأيت الدَّمَار ،لمَّا رأيت هذا البلاء أقول : عليكم بالرفق -بارك الله فيكم- ,عليكم باللِّين ، عليكم بالتَّآخي ، عليكم بالتَّراحم .
الآن هذه الشِّدَّة توجَّهَتْ إلى أهل السنَّة أنفسهم ! تركوا أهل البدع والضَّلال واتَّجهُوا إلى أهل السنَّة بهذه الشِّدَّة المهلكة ! وتخللها ظلم وأحكام باطلة ظالمة !!
فإيَّاكم ثمَّ إيَّاكم أن تسلكوا هذا المسلك الذي يهلككم ويهلك الدعوة السلفية ويهلك أهلها .
أدعُ إلى الله عزَّ شأنه بكل ما تستطيع ،بالحجة والبرهان في كل مكان : قال الله تعالى ،قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ،واسْتَعِنْ بعد ذلك وقبله بالله ثمَّ بكلام أئمة الهدى الذين يُسلِّم بإمامتهم ومنزلتهم في الإسلام أهلُ السنَّة وأهلُ البدع !
خذوا هذا ،وأنا أُوصِي نفسي وإخواني في الجزائر وغيرها بـتقوى الله تعالى والتمسُّك بكتاب الله وبسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم ثم بالدعوة إلى الله بـ : قال الله تعالى ،قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ،قال فلان من الأئمة الذين يحترمهم المَدْعُوُون والذين لهم منزلتهم عندهم ،ولهم مكانتهم ،وما يستطيعون الطَّعن فيهم ولا في كلامهم .
ففي الجزائر وغيرها من بلاد إفريقيا تقول : قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله قال الإمام مالك رحمه الله ,قال الإمام ابن زيد القيرواني رحمه الله وغيرهم ... يسمعون ويُسلِّمُون لك .
فأهل العقائد الفاسدة لما تأتيهم بكتاب الله تعالى وسنَّة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم وتأتي بكلام العلماء الذين لهم منزلة في نفوسهم يمشون معك وينقادون لك . فإذا ذكرتَ العلماء المحترمين -عندهم- قَبِلُوا منك الحقَّ واحترموه فهذه من الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى .
- أقول : هذا نوع من التنبيه إلى سلوك طريق الحكمة في دعوة الناس إلى الله تبارك وتعالى .
ومنها -كذلك- ألاَّ تَسُبَّ جماعتهم ورؤوسهم . قال تعالى : ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ )
فليس من الحكمة -ابتداءً- في دعوتك النَّاس أن تطعن في شيوخهم !
( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ )
فإذا سببتَ الشيخ الفلاني أو قلت عنه بأنَّه ضال –وهم متعلقون به!- نفروا ومن دعوتك وتأثم ، لأنَّك قد نفَّرتَ النَّاسَ عن الحقِّ !
والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم لما أرسل معاذاً وأباَ موسى رضي الله عنهما إلى اليمن قال لهما : ( يَسِراَ ولا تعسرا وبشِّراَ ولا تُنَفِّراَ ) .
فهذه من الطرق التي فيها التيسير وفيها التبشير ،وليس فيها تنفير ولا تعسير .
فتعلموا يا إخواني هذه الطرق فإنَّ القصدَ هدايةُ الناس ،والقصدَ إيصالُ الحق إلى قلوب الناس ،استخدم كل ما تستطيع من وسيلة شرعية ،المهم أن تصل إلى الغاية بالوسيلة الشريفة خلافاً لأهل البدع الذين يستعملون الكذب واللَّفَّ والدوران والمناورات هذه ليست من المنهج السلفي .
نحن أهل صدق وأهل حق ونعرض في أي مدى الصور التي يقبل فيها الناس الحقَّ وتُؤَثِّر في نفوسهم بارك الله فيكم .
فاستخدموا -يا إخوتي- العلم النافع والحجة القاطعة والحكمة النَّافعة في دعوتكم ,وعليكم بكل الأخلاق الجميلة النبيلة التي حثَّ عليها كتاب ربنا الكريم وحثَّ عليها رسول الهدى صلَّى الله عليه وسلَّم ،فإنَّها عوامل نصرٍ وعوامل نجاح ،والصَّحابة رضوان الله عليهم ما نشروا الإسلام ودخل في القلوب إلا بحكمتهم وعلمهم أكثر من السيوف ،والذي يدخل في الإسلام تحت السيف قد لا يثبت ! والذي يدخل الإسلام ـ يدخله عن طريق العلم والحجة والبرهان- هذا الذي يثبت إيمانه ،فعليكم بهذه الطرق الطيبة وعليكم بالجد في العلم وعليكم بالجِدِّ في الدعوة إلى الله .
ثم أنبهكم -يا إخواني ويا أبنائي - إلى التَّآخي بين أهل السنَّة السَّلفيين جميعا بُثُّوا فيما بينكم روح المودة والأخوة ،وحققوا ما نَبَّهَنا إليه رسول الله عليه الصلاة والسلام ،بأن المؤمنين كالبنيان يشد بعضه بعضا ، والمؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .
كونوا هكذا يا إخوتي ،وابتعدوا عن عوامل الفرقة فإنَّها والله شر خطير وداءٌ وَبِيل ,واجتنبوا الأسباب التي تُؤدِّي إلى الإحنِ والبغضاء والفرقة والتنافر . ابتعدوا عن هذه الأشياء .
فاحرصوا -بارك الله فيكم- على الأخوَّة . وإذا حصل بينكم شيء من النُّفرَة فتناسوا الماضي ,وأخرجوا صفحات بيضاء جديدة الآن ،وأنا أقول لإخواني السلفيين جميعاً : الذي يُقَصِّرُ ما نسقطه ونهلكه ! ,بل الذي يُخطِئ منَّا نعالجه باللُّطف والحكمة ,ونُوَجِّه له المحبة والمودة ... ،حتى يَؤُوبَ ،وإن بقي فيه ضعف ما نستعجل عليه ,وإلا -واللهِ- ما يبقى أحد !
وأنا أعلم أنَّكم لستم بمعصومين وليس العلماء بمعصومين أيضاً فقد يخطئون ,اللهم إلاَّ إذا دخل في رفض أو في اعتزال ،أو في تجهُّم ،أو في قدرٍ أو في إرجاء أو في تحزُّب من الحزبيات الموجودة -عياذاً بالله من ذلك كلِّه - .
وأمَّا السَّلفي الذي يوالي السَّلفيين ويُحِبُّ المنهج السَّلفي ,ويكره التحزُّب ويكره البدع وأهلها ،ثم قد يضعف في بعض النِّقاط فمثل هذا نترفَّق به ما نتركه ،بل ننصحه وننصحه وننتشله ونصبر عليه ونعالجه -بارك الله فيكم -.
أما من أخطأ فنسرع إلى إهلاكه ! بهذا الأسلوب لا يبقى معنا أحد !
فأنا أوصيكم -يا أخواني- وأُرَكِّز عليكم : اتركوا الفُرْقَة ،عليكم بالتآخي ، عليكم بالتناصر على الحق ،عليكم بنشر هذه الدعوة على وجهها الصَّحيح ، وصورتها الجميلة ، لا على الصور المُشَوَّهَة .
قَدِّمُوا الدَّعوة السَّلفية المباركة كما قلت لكم بـ : قال الله تعالى ،قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ،قال الشافعي ،قال أحمد ،قال البخاري ،قال مسلم قال أئمة الإسلام وستجدون أكثر النَّاس يُقْبِلُون على دعوتكم ،استخدموا هذه الطرق ،التي تجذب النَّاسَ إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وإلى منهج السَّلف الصَّالح ،والعقائد الصَّحيحة والمنهج الصحيح .
وختاماً أرجو من الجميع أن يأخذوا بهذه النصيحة القائمة على التوجيهات الربانية والنبوية . قال تعالى : ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا )
وأطلب منهم التآخي والتعاون على البرِّ والتقوى وألاَّ يُفسحوا المجال للشيطان ليفسد ما بينهم ويفرِّق كلمتهم .
وأؤكد على حذف جميع مقالاتهم التي صدرت منهم وهي تنطوي على أسباب الفرقة والبغضاء والشحناء .
سدَّد الله خُطَى الجميع على الحقِّ ووفقنا وإيَّاهم لما يحب ويرضى ووقانا وإيَّاهم مكائد الشيطان إنَّ ربنا لسميع الدعاء .
كما أسأله تبارك وتعالى أن يجعلنا من الدعاة المخلصين ،ومن العلماء العاملين ،وأن يجنبنا وإيَّاكم كيد الشيطان وكيد شياطين الجن والإنس ،وأسأله تبارك وتعالى أن يؤلف بين قلوبكم وأن يجمع كلمتكم على الحق وأن ينفع بكم أينما حللتم وأينما رحلتم وذهبتم ،أسأل الله أن يُحقَّق ذلك إنَّ ربنا لسميع الدعاء .والحمد لله رب العالمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتب أخوكم في الله والداعي لكم بالخير ربيع بن هادي بن عمير المدخلي
5 رجب 1431من هجرة المصطفى صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)) انتهى منقول من شبكة الأمين السلفية لفضيلة الشيخ أبو بكر يوسف لعويسي حفظه الله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-19-2011, 02:10 PM
أبوأنس بن سلة بشير أبوأنس بن سلة بشير غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 71
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي

وقال العلامة محمد الوصابي العبدلي حفظه الله في إجتماع الفيوش
قال (( وكما سمعتم الخلاف الذي حصل هو يسير لولا أنه يوجد من يغذيه ، الخلاف الذي حصل بين أهل السنة في اليمن هو يسير وخفيف وبإمكان أن ينحل في أقرب فرصة لكن المشكلة من يغذيه مثل من يغذي الشعوب على حكامها ...... نقول أن الخلاف الذي حصل بين الشيخين الفاضلين الكرمين الشيخ عبدالرحمن العدني والشيخ يحي الحجوري هو يسير ما يستدعي إلى أن تكبر القضايا وتحجم ما يستدعي هذا المشايخ في اليمن جزاهم الله خيرا دخلوا مصلحين ونزلت تلك البيانات ببراءة الشيخ عبدالرحمن حفظه الله من الحزبية وأنه على الجادة على الكتاب وعلى السنة ...قال الله ( فَإِن تَنَـٰزَعۡتُمۡ فِى شَىۡءٍ۬ فَرُدُّوهُ. إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ. تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأَخِرِ) الآية بقية العلماء أمثال الشيخ ربيع حفظه الله والشيخ عبدالمحسن العباد وفقه الله وهكذا أيضا الشيخ الفوزان حفظه الله والمشايخ أخرون من اهل العلم من أهل السنة والجماعة ترفع القضية إليهم بدون شوشرة أهل العلم وطلبة العلم ودعاة إلى الله ينبغي أن يترفعوا عن قيل والقال إذا كان بعض العوام من الأفاضل جزاهم الله الخير ألسنتهم مصونة وهو عامي ولكنه محترم ويتقى الله ويخشى الله لسانه محفوظ ، العالم ينبغي أن يصون لسانه أكثر من العامي وطالب العلم والداعية إلى الله والامام والخطيب والذي يحدث الناس ، فيقال الأمر سهل يعني المحافظة على الأخوة سمعتم من كلام المشايخ الشيخ محمد الإمام والشيخ عثمان والشيخ ربيع ، المحافظة على الأخوة هذا الأمر واجب )) انتهى
وقال العلامة محمد الإمام حفظه الله في مقاله المسمى بـ (دعوة أهل السنة في اليمن)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
عندنا كلمة حول دعوة أهل السنة في اليمن وذكر بعض المشايخ وعلى وجه الخصوص مجدد هذه الدعوة وهو والدنا وشيخناالعلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه اللهوذكر بعض المشايخ.
دعوة أهل السنة في اليمن لها علماء يقومون بها ويُرجع إليهم في شؤونها وقضاياها وتجديد دعوة أهل السنة والجماعة في اليمن تحقق على يد شيخنا ووالدنا العلامة المحدث أحد كبار أئمة الحديث والجرح والتعديل في عصرنا هذاوهو مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وجعله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين.
لما جاء شيخنا من أرض الحرمين استمر يواصل التعليم والدعوة ففتح الله عز وجل عليه فتحاً عظيماً ونصره الله نصراً كبيراً، وهيأ الله له من أسباب الخير والتأييد والتعاون ما به قامت هذه الدعوة المباركة دعوة أهل السنة والجماعة
ودعوة أهل السنة والجماعة هي دعوة الله ورسوله وتجديدها في اليمن هو على ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان وقد قال شيخنا الوادعي رحمه الله: لم تنتشر السنة في اليمن من عهد عبد الرزاق الصنعاني كما انتشرت في هذا العصر. يعني: في عصره. ولو عاش شيخنا إلى هذا الوقت لكان أكثر سرورا وانشراحاً لاستمرارية هذا الانتشار وكثرة الإقبال على هذه الدعوة المباركة.
وشيخنا الوادعي رحمه الله بذل وسعه في سبيل إحياء سنة النبي عليه الصلاة والسلام ونشره بين الناس، فما مات إلا وقد تحقق خير كثير بحمد الله، وكان شيخنا إمام ملة، وإمام أمة، ولهذا واجه دعاة الباطل والفتن على مختلف أصنافهم، وقام بما قدر عليه ويُسر له من التحذير والبيان والإيضاح للشرور وأهلها بالتأليف، فلم يكن شيخنا رحمه الله مجدداً في فن من فنون العلم الشرعي بل كان ساعياً في الإصلاح في كل المجالات حسب القدرة والتيسير، وله مؤلفات كثيرة تزيد على خمسين مؤلفاً جلها في علم الحديث، وهو يعتني بالتصحيح، وهو يُعد من علماء الحديث في هذا العصر، بل ما نعلم بعد الألباني أعلم بالحديث منه رحمه الله تعالى في وقته، وكتبه الكبار أكثرها على طريقة أهل الحديث، وهي تعد مراجع عظيمة للمسلمين، وأقام الله على يديه دار الحديث بدماج التي تعد الدار الوحيدة في هذا العصر التي أسست، لا يوجد لها نظير في أنحاء العالم، ومنها انتشر العلم، وانطلق طلاب العلم إلى الآفاق، والحمد لله رب العالمين، وشيخنا رحمه الله عرف بالصبر وعرف بالزهد في الدنيا والإقبال على ما عند الله وعرف بالشجاعة وبالصدع بالحق وعرف بعدم الانتقام للنفس، كان يتكلم على متكلمون ويرد عليه مبطلون، فلا يرد عليهم، وقل أن تتحقق هذه الخصلة في عالم، وهي التجرد التام للحق، وأن الشخص إنما ينصر دين الله، أما ما تعلق بشخصيته فإنه لا يشغل نفسه بذلك، إلا بقدر ما تستدعي الحاجة الملحة، ألف أحد تلامذته العاقين ألا وهو محمد بن موسى العامري كتاباً لفلف فيه وجمع فيه ما يحلو له من التلبيس على والدنا وعلينا، إنما هو على والدنا في الدرجة الأولى، فطُلب من شيخنا أن يرد عليه، فأقسم بالله أنه لن يرد عليه، وقال: يموت البيضاني ويموت كتابه، فمات الكتاب وبقي الرجل كالميت، يجمع الأموال ويهرع ورائها من مكان إلى آخر، أعني: البيضاني.
فعلى كل: هذه من صفاته العظيمة التجرد التام عن الهوى والحمد لله ما مات الشيخ إلا وقد انتشرت الدعوة، وكان الخصوم ينتظرون موته، من أجل أن ينالوا من الدعوة ومن طلابه، وجدوا أنهم ما أثرت مؤاذاتهم واتهامهم على شيخنا ودعوته التأثير الذي يريدون فانتظروا موته وبعد ذلك يسعون في الإفساد، فمات الشيخ رحمه الله، وحاول من حاول ولكن الله عز وجل سلم، وحفظ الدعوة، وبقيت منتشرة والإقبال عليها يزداد يوماً بعد يوم، والحمد لله حصل أن أبا الحسن أثار له في داخل الدعوة فتنة ولكن حفظ الله الدعوة وأضر أبو الحسن بنفسه والدعوة حفظها الله وبقيت، والحمد لله.
وفي مقامي هذا سأذكر بعض ما يتعلق بوالدنا وشيخنا العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي والشيخ العلامة الحجوري والشيخ عبد الرحمن العدني.
معلوم أن شيخنا ووالدنا الوادعي رحمه الله أوصى بوصية عرفت بالمشرق والمغرب وفي هذه الوصية أن أهل السنة إذا أشكل عليهم أمر أو اختلفوا في شيء من أمور الدعوة فليرجعوا إلى أشخاص ذكرهم بأسمائهم في وصيته ومنهم والدنا الشيخ محمد والشيخ يحيى والشيخ عبد الرحمن العدني
ونحب أن نذكر نبذة مختصرة لكل واحد منهم:
أما والدنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب حفظه الله فقد عرفته شيخاً وما قد طلبت العلم عرفته شيخا يدعو إلى الله و يواجه الفتن ويحذر من الضلالات والخرافات والشركيات وغير ذلك، فله في الدعوة عمر ودهر حفظه الله وهو سائر في نشر الدعوة إلى الله، فلي منذ أن دخلت في طلب العلم إلى الآن ما يربو على ستة وعشرين سنة، و كما سمعت أن الشيخ محمد حفظه الله كان قبلنا في الدعوة إلى الله، فلهذا هو أكبر منا سناً وعلماً.
والشيخ محمد بن عبد الوهاب حفظه الله عنده ثبات عظيم وصبر كبير واستمرارية في الخير في الدعوة إلى الله وعنده سير سديد وتمسك قويم بحمد الله رب العالمين وهذا الرجل من فضل الله عز وجل عليه أنه كلما جاءت فتنة لم يكن من ضحاياها، بل ينجو، ويسلم، بل ويحرص على أن يحذر إن كان ذلك مما يستدعيه الوقت والحال، فقد مرت وجاءت فتن كثيرة وهو بحمد الله يواجهها بعلم وحلم، فقد نجا وابتعد عن دعوة جهيمان وما دعا إليه إلى تلك الفتنة العظيمة في الشر من أن القحطاني هو المهدي، ومن السعي في التكفير، إلى آخر ما حصل منهم، كذلك جاءت الحزبية، فحذر منها، حزبية الإخوان المسلمين، وحزبية الانتخابات والديمقراطية ولم يكن ممن تنطلي عليه، ويقرب منها، أو يسير في شيء من فلكها، وجاءت الدعوة السرورية المنسوبة إلى محمد بن سرور الملقب بزين العابدين والحمد لله كان من المحذرين منها، وجاءت فتنة أبي الحسن كذلك أيضاً كان موقفه كما يعلمه كثير منكم، موقفاً عظيماً نافعاً لهذه الدعوة والحمد لله، وغير ذلك من الأمور، بل له خمسون مأخذا على السرورية، وخمسون مأخذا على حزب الإخوان، وخمسون مأخذا على جماعة التبليغ، وله رسالة «تحذير السلف من أهل البدع» وله عدة رسائل أجلها «القول المفيد» الذي يدرس عندنا هنا في دار الحديث بمعبر ويدرس في أماكن شتى من بلاد المسلمين، فقد نفع الله به كما سمعتم نفعاً عظيماً ولا يزال مستمراً على هذا الخير تعليماً ودعوة وتأليفا وتحقيقاً ولله الحمد والمنة.
نسأل الله أن يمن علينا وعليه وعلى جميع المسلمين بالثبات على الحق
هذا باختصار ما تعلق بوالدنا العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي حفظه الله
وننتقل إلى ذكر نبذة متعلقة بأخينا العلامة الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه اللهوهو خليفة والدنا وشيخنا مقبل بن هادي الوادعي
أخوناالشيخ يحيى حفظه الله اختاره الشيخ خليفة له وعينه والحمد لله الشيخ يحيى مقبل إقبالاً عظيماً على التعليم وعلى المحافظة على دار الحديث بدماج، وقد كان الطلاب في عهد الشيخ ما بين الألف و السبعمائة ثم كثروا وصاروا بالآلاف، ففي هذا الوقت صاروا أضعافاً ولله الحمد والمنة، والشيخ يحيى عنده همة عالية في التعليم، وهذا يعد من أسباب النجاح في التعليم، ونشر العلم، وإفادة الطلاب فهو مهتم في التعليم بدار الحديث وقائم بهذه الدار العظيمة، ولا شك أن ما يقوم به عبء ثقيل يعجز عنه عشرات الرجال، فنسأل الله أن يعينه على كل خير، فهو خليفة شيخنا والقائم بدار الحديث بدماج تعليماً وتربية ومحافظة إلى غير ذلك مما يحتاج إليه، ومعه إخوانه يتعاونون معه جزاهم الله خيراً ووفقهم الله.
كذلك أيضاً الشيخ يحيى حفظه الله مقبل على التأليف فله مؤلفات كثيرة ونافعة وهي مبنية على الاعتماد على الكتاب والسنة وما عليه السلف على الدليل والبرهان وعلى الصحة والحمد لله فله ما بين رسائل وما بين شرح وتحقيق وتأليف ما يربو على خمسين كتاباً ورسالة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.
فلله الحمد والمنة دار الحديث بدماج عامرة بالعلم والتعليم والتأليف والبحث والتحقيق فهذا من فضل الله رب العالمين وهي تعد لا نظير لها في العالم وهي الأم لبقية دور الحديث في اليمن.
فهذا بعض ما تعلق بأخينا الشيخ يحيى حفظه الله وبارك فيه
ونأتي إلى نبذة مختصرة تتعلق بأخيناالشيخ الفاضل عبد الرحمن العدني حفظه الله
عبد الرحمن العدني جعله شيخنا الوادعي من المشايخ الذين يرجع إليهم عند حصول اختلاف أو أمر يهم الدعوة، وهو لا يزال والحمد لله على الخير وقد استمر في دار الحديث بدماج ودرس في العقيدة والفقه وله شروح طيبة لبعض المواضيع في الفقه وعنده علم غزير كما يعلم ذلك من يحضر دروسه في الفقه وفي غيرها وقد ذكره الشيخ يحيى حفظه الله في كتاب الطبقات وذكر أن عنده علماً واسعاً أو بهذا المعنى، والشيخ عبد الرحمن والشيخ يحيى ما جاءا إلى دماج إلا بعد أن انتقلت منها إلى ها هنا فلهذا لم نتزامل في طلب العلم عند والدنا الشيخ مقبل رحمه الله تعالى.
والشيخ عبد الرحمن ما يزال مستمراً في أموره ما يتعلق بالدعوة وما يتعلق بالتعليم وبالشروح والحمد لله رب العالمين، وهو من علماء أهل السنة بلا شك ولا ارتياب، ومما أحب أن أذكره أنه قبل مدة قصيرة تكلم في بعض المحاضرات ودعا إلى التمسك بالكتاب والسنة مع البعد عن الدعوات المشبوهة والدعوات الحزبية المغلفة بالجمعيات وبغيرها مما تغلف به الحزبيات فكان كلامه طيباً وكان مما قاله وحذر منه أن حذر من حزب الإخوان المسلمين الذين كان يسميهم شيخنا – وهو مصيب في ذلك – حزب الإخوان المفلسين، هم مفلسون خصوصاً في باب السياسة، وكذلك أيضاً حذر من السرورية، ومن المتعصبين لأبي الحسن الماربي، وحذر من أصحاب الجمعيات، لأنه قد عرف أن بعض أصحاب الجمعيات إنما جعلوا الجمعيات ستاراً للتحزيب كأصحاب جمعية الحكمة وأصحاب جمعية الإحسان هؤلاء ممن عرفوا أنهم جعلوا الجمعيات ستاراً للتحزيب كان شيخنا الوادعي يقول في هؤلاء: حزبيتهم مغلفة، ثم ظهرت المغلفة وأظهروا ما عندهم وصاروا ذيلاً لحزب الإخوان المسلمين فهذا البيان في مثل هذا الوقت طيب وينبغي أن يكرره ما بين الحين والآخر من أجل أن تحصل الفائدة أكثر لأنه لما حصل شيء من الخلاف ظن بعضهم أن الشيخ عبد الرحمن ما بقي عنده على ما كان عليه قبل الخلاف من حرص على الصفاء والنقاء في الدعوة وإبعاد الدعوة عن الشبه وعن الأمور الحزبية ونحن بحمد الله ما نعلم عنه إلا خيراً من سابق ومن لاحق، ولكن مثل هذا الكلام في مثل هذا الوقت يعد نافعاً ومنفراً لمن يريد أن يصطاد في الماء العكر كما يقال، وأنالشيخ عبد الرحمن ما صار على ما كان عليه من سابق وأنه وأنه بل بعضهم ظن أن الشيخ عبد الرحمن لما حصل شيء من الخلاف أنه سيرتمي بين حزب الإخوان أو بين السروريين أو كذا ولكن كل هذا لم يكن بل بحمد الله الاستمرارية في المحافظة على الدعوة فهذا من فضل الله وينبغي أن هذا الكلام يكرر ما بين الحين والآخر حسب الحاجة والداعي إلى ذلك ولا شك ولا ريب أن الذين يحاولون أن ينالوا من دعوتنا وأننا نسكت عنهم من أجل أن يقتربوا وأن ينالوا ويقتنصوا من دعوتنا
فالتحذير من الأحزاب ودعاة البدع ودعاة التحزب وأصحاب الجمعيات المتحزبين ما بين الحين والآخر هذا أمر مهم ونافع حسب الحاجة والداعي إلى ذلك
سمعتم هذه النبذة عن هؤلاء المشايخ الثلاثة وكما تعلمون أنه قد جرى شيء من الخلاف بين هؤلاء الثلاثة حفظهم الله لكن ينبغي أن يكون عندنا معرفة بأن ما قد يحصل بين عالم وعالم من أهل السنة أن هذا لا يكون ذريعة ولا باباً ولا مفتاحاً للطعن في علماء أهل السنة باعتبار أن فلان قد اختلف مع فلان أو فلان تكلم في فلان فمن ثبتت سنيته فهو باق على ذلك حتى يثبت خلافها من قبل من يرجع إليهم من أهل العلم، وإلا فيحصل ما بين الحين والآخر أن يختلف عالم وعالم، هذا ما هو غريب علينا ولا أمر غريب على المسلمين ولا على دعوتنا هذا يحصل كما سمعت ولهذا لابن تيمية كلام هنا قليل لكنه جيد رأيت أن أقرأه عليكم من أجل أننا تكون أفهامنا قريبة أو مأخوذة مما عند أهل العلم الكبار الذين يعدون مرجعية عظمى فيما يتعلق بالضوابط والتوجيه قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنة النبوية (4/271) هذا الكتاب عظيم جداً وفيه من الفوائد ما لا يحصى قال: «ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين
ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه بل في بره وكونه من أهل الجنة بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان وكلا هذين الطرفين فاسد»
وقال ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه «جامع العلوم والحكم» ص(477): «وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه ، مأجورا على اجتهاده فيه ، موضوعا عنه خطؤه فيه ، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة ؛ لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله ، بحيث أنه لو قاله غيره من أئمة الدين ، لما قبله ولا انتصر له ، ولا والى من وافقه ، ولا عادى من خالفه ، وهو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه ، وليس كذلك ، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق ، وإن أخطأ في اجتهاده ، وأما هذا التابع ، فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه ، وظهور كلمته ، وأن لا ينسب إلى الخطأ ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق ، فافهم هذا ، فإنه فهم عظيم ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم»
فكما سمعتم يحصل ما بين الحين والآخر بين عالم وعالم من أهل السنة شيء من الخلاف وحقيقة ما ينبغي أن يكون أن المسائل هذه ترد إلى العلماء، والعلماء ينصحون لبعضهم بعضاً وينظرون في القضايا وما قاله العلماء يصار عليه، أما أن يؤخذ بكلام هذا في هذا، وهذا في هذا، ويصير كلام المتكلم معمول به ويصار عليه دون الرجوع إلى أهل العلم أيش عندهم وكيف القضية وماذا يرون وهذا الحاصل فهذا مما يؤدي إلى ما حذر منه ابن تيمية، يعني أن يحصل تعصب للشخص وكأنه لا يخطئ ويحصل طعن في الآخر بما يكون فيه من تجاوز ومن ، ومن إلى آخره.
فنحن طلاب علم – رحم الله والدنا وشيخنا الوادعي- قال في رسالته «هذه دعوتنا» في أحد بنودها قال:«إنا نقبل التوجيه والنصح ونحن طلبة علم نعلم ونجهل ونصيب ونخطئ» هذا شيء لا ينبغي أن نتغافل عنه أننا نصيب ونخطئ فيما نتكلم فيما نجتهد فيما نقرر والعصمة لأنبياء الله ولرسله، ولاشك أن الشخص بقدر ما يتحرى يصيب، فلهذا إصابة علماء أهل السنة كثيرة وأخطائهم قليلة لكن لا يسلمون من الأخطاء خصوصاً في المسائل التي فيها اجتهاد وكلام الشخص في الآخر خصوصاً في علماء أهل السنة هذا يكون فيه اجتهاد في أمور في كلمات في قضايا قد تفهم على غير أمرها أو تعالج بغير علاجها إلى غير ذلك
فأنصح لنفسي أولا ولإخواني ثانياً أن يكون عندنا غيرة على علماء أهل السنة، ومن غيرتنا عليهم أننا نصون ألسنتنا فلا نطعن فيهم، ولا نطلق ألسنتنا وما هو حاصل من العالم في العالم الآخر، ومن هذا في ذاك لا نجعله دليلا لنا على أننا نطعن، نقول هذا مرده إلى العلماء، ينظرون في هذه القضايا وما رأوه يوجهونا به، هذه القضايا أكبر من حجم الطلاب، وفي نفس الوقت لا يحسن الطلاب فهمها على الوجه السديد، ولا ينبغي أن يشغلوا بها، وكذلك أيضاً أنه ما بين الحين والآخر يحصل شيء من الخلاف ولهذا رحم الله ابن الوزير حينما قال:
وجدال أهل العلم ليس بضائري ما بين غالبهم إلى مغلوب
يحصل الجدال ويحصل الخلاف هذا ما هو أمر غريب، فما يسهل علينا أن نحطم دعوتنا من أجل أنه حصل شيء من الخلاف.
فكما سمعتم نوطن أنفسنا على أننا ما نسلم وأنه في أوساطنا من يحاول يثير الفتن، ومن يحاول كذا، فما سنسلم، فمن لم يكن موطناً نفسه فيحطم دعوته ويحطم أخوته مع إخوانه ويدخل في أمور لا تكون من صالحه ولا من صالح دعوته.
والحمد لله أن كثيراً من أهل السنة صار عندهم قبول لما يوجه إليه المشايخ من البعد عن الخوض في هذا الخلاف وما يوجه إليه المشايخ من صيانة الألسن وعدم الطعن في المشايخ هؤلاء الذين ذكرناهم، والمطلوب بقاء الأمور على ما كانت عليه قبل الخلاف وهذا الذي هو حاصل أمر على سبيل الإصلاح بإذن الله رب العالمين حتى لو لم يصطلح فلان مع فلان لا يعني أننا نضيع دعوتنا وأننا ندخل في شيء ما أذن لنا ولا دعينا إليه. فمتى كان طلاب العلم راجعين إلى العلماء فاعلم أنهم على خير وسداد ومتى كان من طلاب العلم من يتكلم حسب ما يندفع إليه ويهواه فهذا يضر بنفسه أولاً فأنصح له على أنه يحرص على ما هو نافع ويحرص على الآداب والأمور الطيبة والدعوة بحمد الله رب العالمين فيرى على خير ولله الحمد والمنة
فلهذا كما سمعتم نصون ألسنتنا ومن وجدناه ممن تأثر له بشريط بملزمة بكذا من وجدناه يطعن نقول له ما نرضى لك بهذا ونخشى أن يأتي العالم هذا الذي طعنت فيه يوم القيامة وأن يحاججك بما تقوله فيه فماذا أنت قائل وماذا ستقول وكما تسمعون وكما ترون أن العلماء هؤلاء الذين ذكرناهم على السنة وقائمين بالسنة دعوة إليها وعملا بها ودفاعا عنها وتحذيرا من الفتن ومن الحزبية أيش نزيد نقول فيهم حزبيين وإلا أهل بدع أو كذا إلى آخره
فهذا الكلام لن يكون سديداً أبداًَ فالشخص يصون لسانه وينتبه على نفسه ويذكر أن كلا سيلقى ربه وأن الشخص مسئول عما يقوله فليسدد ويقارب ويحرص على ما هو نافع ويقبل التوجيهات من أهل العلم توجيهات المشايخ فيما يتعلق بالبعد عن المهاترات وعن الجدال وعن الخلاف اقبل هذا فهذا من صالحك ونافع لك بحمد الله رب العالمين.
وبالنسبة لي أنا لإخواني المشايخ إن شاء الله بإذن الله أننا ما نرى إلا أنهم على خير وما يحصل من خطأ يحتاج إلى تناصح هذا الذي ينبغي أن يحرص عليه التناصح التشاور والحمد لله هذا حاصل التناصح يحصل ما بين الحين والآخر والحمد لله
ونسأل الله الثبات والتوفيق من عنده ونطلب منكم أن تدعو لمشايخ السنة بالتوفيق والسداد وصلاح الحال
فمن كان محباً لهذه الدعوة ولانتشارها أكثر وثباتها فإنه عندما يسمع شيء من الخلاف يكون سعيه هكذا أنه يحرص على ما ينفع من قبله هو يكون حريصا على ما يشارك في النفع لا يشارك في أمر لا يخدم الدعوة ولا تصلح به الأمور.
أسأل الله بمنه وكرمه وفضله وإحسانه أن يوفقنا جميعاً إلى كل خير وأن يدفع عنا كل ضير ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نص محاضرة ألقيت في دار الحديث بمعبر حرسها الله
يوم الأربعاء 16 صفر 1430هـ )) منقول من موقع الشيخ حفظه الله ورعاه
و قال شيخنا الفاضل المفضال الدكتور عبدالله البخاري حفظه الله ووفقه في ( وجوب الإجتماع والإئتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف )
(( إن المرء يتقي الله في أقواله وأفعاله سيسأل يوم القيامة عما نطق وفعل (( ستكتب شهادتهم ويسألون )) فأعد ، أعد لهذا السؤال جوابا ينجيك لا تقول قال فلان : هاه ، هاه لا أدري هذا ليس بحجة انتبه ، سمعت الناس يقولون قولا فقلته ما ينفع خاصة في ظلمك لإخوانك انتبه فتكاتفوا وتآلفوا على الحق وبالحق وتكون بينكم الشفقة والمودة والرحمة .
نعم في الحفاظ على هذا الجسد المبارك وهذه الدعوة المباركة لا تمزقوها بأيدكم، وانتبه من الهماز المشاء بالنميم يأتي إلى الأستاذ فلان ويظهر له المحبة والتعظيم ولكن يعلم أن هذا الاستاذ سماع أذنه كالبوق لكل من يأتي وهو لا يقف على هذا، بل يبني بعد سماعه هذا أحكاما : جاءني ، نقل إلي ثقة هكذا كما قلنا أولا.
وقلت بعض الأخوة لا يرضى أن يكون صدوقا يهم ، يريد الثقة غير الثقة ما يمكن ،السلف يوجد عندهم صدوق، ضعيف ، صدوق يغلط وصدوق يهم، أما الآن خلاص كلنا ثقة ثقة ثقة طبقة واحدة ما فيه طبقتين، درجة واحدة في الجرح و درجة واحدة في التعديل ...
بس على من ؟؟!!
على أخيك الذي هو منك وفيك ومعك قلبا و قالبا زمنا ودهرا هو معك والله ما يجوز هذا ، مايجوز.
ياأخي عشرة هذه يعني عندنا هنا يقولون العامة أنا بيني وبينك عيش وملح، أي أكلنا في إناء واحد سوية في إناء واحد، هذا يسمى عيش وملح كناية عن ماذا ؟ إطعام بعضنا بعضا، وأكلنا سوية في إناء واحد، ما تنتهي هذه المحبة و الصداقة التي كانت لله وفي الله هكذا لا حرمة لها، فيجب أن نتعامل و أن نكون على قدر المسؤولية و أن نتقي الله في أنفسنا يا إخوة، ولا تكون بوقا لهذا الهماز المشاء بالنميم.
مرة جاء شاب هكذا، تعرف المتملقين كثير، المتملقون كثير الذين يندسون في صفوف السلفيين وهم ليسوا منهم و لكنه مريض عنده شهوة النقل والكلام قالوا قلنا، كتبوا كتبنا، يريد أن يتقرب ويتزلف إلى فلان وإذا ما وجه ظهر الكذب، وربما يقول يا شيخ سامحني أنا ما أقصد، أنا ما أردت، ما ينفع حينها الندامة وقد أفسد العباد و البلاد.
جاء رجل إلى شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله، قال يا شيخ: فلان يقول أيضا، ينقل عن سلمان أو سفر أحد من هؤلاء الحزبية، يعني يقول فيك كذا و كذا، تعرفون ماذا قال الشيخ ؟ هم متحزبة، الكلام منقول عن رجل مخالف للسنة قال الشيخ :أنظر هذا أدب تحتاجونه و نحتاجه جميعا،
ما يصيركم طلابكم الصغار هنا وهناك مملكة، مدينة:اليمن، الحجاز، الأردن، أي مكان يسيرون الناس .
قال الشيخ:أنت الشيطان لم يجد من يرسل إلي إلا أنت لتنقل هذا الكلام، كأن الشيطان استعمله، شوف الجواب هذا، عرفتم ما معنى الجواب ؟ فهمتموه، الشيخ يقول لما نقل الولد هذا الكلام التفت إليه الشيخ :أنت الآن الشيطان، لم يجد في الدنيا أحدا يرسله إلي إلا أنت، تنقل هذا الكلام، أنا سألتك؟ : قطع لسانه، أليس الشيخ بهذا الجواب قطع لسانه وغلق الباب وأدب السامعين.
شيخنا الشيخ محمد أمان الجامي الإمام العلم رحمه الله، كذلك في درس مرة، وجاء طالب، قال عندي شيء .
قال: ماذا؟
قال: فلان يقول كذا وكذا، ينقل أيضا عن سفر وسلمان أو ما أدرى عن هؤلاء.
قال : آش .
هكذا قاله، اسكت قال له: أنا سألتك، أجب؟
قال إن سألتك تكلم، لاتبلغونا أي شيىء عن هؤلاء،
ما أريد أن أسمع وأزيد، إني سامحت الجميع لوجه الله تعالى، خلوه يتكلم في عرضي ماأريد أن أسمع، وأنا مسامح لوجه الله، هذه تربية أو ليست تربية هذه؟ يوجد في بعض البلدان و الأماكن هذه ؟؟؟
ما يوجد إلا عندهم نزر يسير، لأن العلم ليس فقط كلام، إنما هو سمة و هدى و تعلم وتعليم و تأديب.
ابن سيرين الإمام العلم الثقة رحمه الله يقول (كانوا يتعلمون الأدب والهدي كما يتعلمون العلم).
جاء في ترجمة أحمد رحمه الله، يحضر في مجلسه خمسة آلاف، الذين يكتبون العلم عن أحمد خمسة مائة والبقية ينظرون الى هدية وسمته ويتأدبون بأدابه.
أنظر إلى آثار أحمد إلى يومنا، هذا الخير الذي كنا فيه في باب الاعتقاد السنة لله أولا ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم، الفضل أن علم الناس الخير، ثم ثبات الإمام أحمد في مسألة خلق القران، هذه الفتنة ما كانت قبل أحمد ما تكلم فيها أحد، ماكانت توجد ثم وجدت، فتصدى لها الإمام أحمد وتعذب في الله، علم تعليم وشفقة وبيان وتأديب و مراعاة المصالح والمفاسد وغير ذلك، فاحرصوا يا إخوان، اتقوا الله في أنفسكم، خافوا الله، دعوا حظوظ النفس، اتركوا نزعات الشيطان، استعيذوا بالله من الشيطان الرجيم لتكون قلوبكم صافية نقية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو عند مسلم (( إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي )).
أما هكذا يبقى واحد أنت قلت وأنا قلت ولم .. بالفتحة و الهمزة والضمة إيش هذا، كل عام نأتي نسمع مشاكل جديدة، ما لكم والذين خارج بلدكم . إيش لكم شغل في المشاكل التي خارج بلدكم، أنتم عندكم مشاكلكم .
أسركم وبلدكم وبيئتكم فيها مشاكل لو اشتغلتم بها تكفيكم تصحيحا، كم الذين يعبدون القبور عندكم و يتقربون إلى الأولياء الصالحين ويعبدون الأحجار والأشجار، الشرك صباحا و مساء، في كثير من القرى العقود والتمائم وغير ذلك، لو اشتغلت بتصحيح اعتقاد الناس والله ما تجد كلاما من هنا و هناك لزيد وعمرو و خالد.
اشتغل أولا بتصحيح نفسك و عقيدتك، تعلم السنة الحقيقية من أهلها، ما يأتيك فلان من الناس من هنا وهناك ويكتب لك رسالة ويوصيك لابد أن تنشر بين الناس، والله اعلم هي حق أم باطل، ولو قرأ من قرأ وأذن من أذن كل من جاءك من أي مكان تقرأ أنت خلاص كل واحد، لو إنسان كان في بيت الله الحرام أطهر بقعة على الأرض و يدرس في بيت الله الحرام هل معنى كل من درس في بيت الله الحرام خلاص يقبل كلامه، العلماء الموجودين يدرسون من زمن معروف أي الناس كانوا يقصدون الحرمين أو غير الحرمين، هذا في الحرمين فكيف بغير الحرمين، انتبهوا بارك الله فيكم، اشتغلوا بأنفسكم، لا تشغلوا أنفسكم إن اشتغلتم بهذه الأمور شغلتم، أنا أتكلم انتبه وأزيد و أعيد حتى لا يبنى على كلامي قصور و علاني، أتكلم بين الأخوة السلفيين، فيه عبارة أفصح قولوا حتى أقول ؟؟
أهل السنة السلفيين، أهل السلفية المحضة، ما أقول واضحة هذا ما ينفع هذا الاستخدام ليس سلفيا واضح، غير واضح هذا ما هو صحيح، محض، هذا هو الصحيح، صاحب ولاء لهذه العقيدة و لهذا المنهج النبوي السليم يوجد أفصح من هذا التعبير؟
ما أظن يوجد أفصح من هذا التعبير كونوا على قلب رجل واحد اتقوا الله في أنفسكم، والله إن بعض المشاكل التي استمعت إليها سواء في هذه السنة أو في السنة الماضية لا تستحق أن تذكر، عيب، عيب أن تخرج من الناس، والله يدل على سخف وقلة عقل، ما أقول قلة الدين، يدل على السخف وقلة العقل و قلة الإدراك، ما أقول كل، بعض المشاكل التي استمعت إليها من خلال سنتين هاتين تبحث تريد شيء، ما فيه شيء، ظنون حظوظ النفس، درس عندي ثم تركني و ذهب إلى فلان، إيش هذا ؟استعباد هذا؟ هذه عبودية جديدة.
العلماء كانوا يجلسون يطلبون عند هذا ويطلبون عند هذا ، الرحلة في طلب العلم لأي شيء كانت، عيب هذا الكلام ، عيب غلط من يفعل هذا، ويظن هذا الظن، لا يستحق أن يعلم الناس، ينبغي هو أن يتعلم ما الذي يجوز له و ما الذي لا يجوز .
يا إخوان سمعتم وصية شيخنا إليكم، شيخنا الشيخ ربيع قبل أيام، و الله إن هذا الرجل حريص عليكم أكثر من حرصكم على أنفسكم و مشفق على دعوتكم أكتر من إشفاقكم أنتم عليها لو كنتم تعقلون، كلمة الشيخ قبل أيام واضحة جلية في التآخي و التآزر وفي نبذ الفرقة و الاختلاف والتواد والتحاب. )) انتهى
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-24-2011, 08:15 PM
أبوأنس بن سلة بشير أبوأنس بن سلة بشير غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 71
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي


هنا كلمة نزلتها في منتديات اهل الحديث السلفية ضمن موضوع ( ثناء العلامة الإمام ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - على مشايخ الجزائر و على رأسهم الشيخ فركوس) أحببت ان أضفها في مقالنا هذا بالله التوفيق
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وصحبه ومن أتبعه بإحسان إلى يوم الدين
فالحمد لله الذي جمعنا على دينه والمحبة فيه فهذا شيء طيب ونعمة عظيمة أن نتحاب في الله ونتآخى على نصرة دينه ودفاع عن أوليائه
والحمد لله الذي منا علينا بهذا المنهج السلفي الصفي النقي والذي من أصوله أنه يفرق بين العالم المجتهد وبين العامي ويفرق بين الرجل علت منزلته في الدين وبين من هو دونه ويفرق بين صاحب العبادة والصلاح والطاعة لله عز وجل ومن له السبق في الخيرات وبين من هو دون ذلك وبناء على هذه القاعدة تقرر في الشرع (( الإمساك عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم )) لأن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لهم من الدرجة والمنزلة والعلو في القدر ورسوخ القدم في الدين ما لا يمكن لأحد من بعدهم أن يبلغ هذا الفضل ولهذا اغتفرت زلاتهم
بناء على هذا الأصل أن الرجل الذي علت درجته في الدين وله السبق في الخير والفضل تغتفر زلته ولربما حصل هذا الخطأ من غيره فيحاسب على خطئه
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع فتاوى ابن تيمية (1/ 390):
قَالَ تَعَالَى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } فَإِنَّ السَّابِقِينَ هُمْ الَّذِينَ أَسْلَمُوا قَبْلَ الْحُدَيْبِيَةِ كَاَلَّذِينَ بَايَعُوهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } كَانُوا أَكْثَرَ مَنْ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَكُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " { لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } " وَكَانَ فِيهِمْ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بلتعة وَكَانَتْ لَهُ سَيِّئَاتٌ مَعْرُوفَةٌ مِثْلُ مُكَاتَبَتِهِ لِلْمُشْرِكِينَ بِأَخْبَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِسَاءَتِهِ إلَى مَمَالِيكِهِ وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ { أَنَّ مَمْلُوكَهُ جَاءَ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : وَاَللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا بُدَّ أَنْ يَدْخُلَ حَاطِبٌ النَّارَ . فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَبْت . إنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا والحديبية } " . وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ { لَمَّا كَتَبَ إلَى الْمُشْرِكِينَ يُخْبِرُهُمْ بِمَسِيرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَيْهِمْ أَرْسَلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرَ إلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَ مَعَهَا الْكِتَابُ فَأَتَيَا بِهَا فَقَالَ : مَا هَذَا يَا حَاطِبُ فَقَالَ : وَاَللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلْت ذَلِكَ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي وَلَا رَضِيت بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ وَلَكِنْ كُنْت امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ لَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ مَنْ مَعَك مِنْ أَصْحَابِك لَهُمْ بِمَكَّةَ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهَالِيَهُمْ فَأَحْبَبْت إذْ فَاتَنِي ذَلِكَ أَنْ أَتَّخِذَ فِيهِمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيك أَنَّ اللَّهَ قَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ قَدْ غَفَرْت لَكُمْ } . وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانُ أَنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِهَؤُلَاءِ السَّابِقِينَ - كَأَهْلِ بَدْرٍ وَالْحُدَيْبِيَةِ - مِنْ الذُّنُوبِ الْعَظِيمَةِ بِفَضْلِ سَابِقَتِهِمْ وَإِيمَانِهِمْ وَجِهَادِهِمْ ؛ مَا لَا يَجُوزُ لِأَحَدِ أَنْ يُعَاقِبَهُمْ بِهَا كَمَا لَمْ تَجِبْ مُعَاقَبَةُ حَاطِبٍ مِمَّا كَانَ مِنْهُ . وَهَذَا مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ مَا جَرَى بَيْنَ عَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَنَحْوِهِمْ : فَإِنَّهُ إمَّا أَنْ يَكُونَ اجْتِهَادًا لَا ذَنْبَ فِيهِ فَلَا كَلَامَ . فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " { إذَا اجْتَهَدَ الْحَاكِمُ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ } " . وَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ذَنْبٌ فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ هَؤُلَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَغَفَرَ لَهُمْ مَا فَعَلُوهُ ؛ فَلَا يَضُرُّهُمْ مَا وَقَعَ مِنْهُمْ مَنْ الذُّنُوبِ إنْ كَانَ قَدْ وَقَعَ ذَنْبٌ ؛ بَلْ إنْ وَقَعَ مِنْ أَحَدِهِمْ ذَنْبٌ كَانَ اللَّهُ مَحَاهُ بِسَبَبِ قَدْ وَقَعَ مِنْ الْأَسْبَابِ الَّتِي يُمَحِّصُ اللَّهُ بِهَا الذُّنُوبَ ، مِثْلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ تَابَ فَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَوْ كَانَ لَهُ حَسَنَاتٌ تَمْحُو السَّيِّئَاتِ أَوْ يَكُونَ قَدْ كَفَّرَ عَنْهُ بِبَلَاءِ ابْتَلَاهُ بِهِ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " { مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا غَمٍّ وَلَا حَزَنٍ وَلَا أَذًى إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ مِنْ خَطَايَاهُ } ")) انتهى
ولهذا لما تكلم في الحافظ ابن حجر رحمه الله قال العلماء إنه صاحب فتح الباري ولا هجرة بعد الفتح ، تأليف مثل هذا الكتاب وغيره من كتبه القيمة العظيمة النفيسة في أبوابها المحتاج إليها إن مثل هذا العمل الصالح تغتفر معه زلته
ومع هذا كله ما سكت أئمتنا عن الأخطاء وغفلوا عنها وداهنوا أصحابها بل بينوها ووضحوها بالعلم والعدل نصحا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم
ولأن أئمتنا علموا وأيقنوا بأن هؤلاء العمالقة الجهابذة الفضلاء الأتقياء الشرفاء محتاجين لهذا الميزان والعدل وهم أهل لذلك
وعليه فلما أراد أن يطبق هذا المنهج ممن ليس منهم وفي منزلتهم ومكانتهم في الدين والإمامة من أصحاب الحزبية الإخوانية القطبية لمحافظة على رموزهم ورؤسائهم شهروا بهم وكشفوا تلبيسهم وبينوا الفرق بين الإمام في الدين وبين الحزبي المبتدع الضال المضل الهالك
نعم هذا لا يعني أن نسكت عن الأخطاء والزلات ، وحبذا لو نقف ـ ولا بد ـ في هذا الباب عند وقوف الأئمة فهم أهل النقد والميزان لا نتقدم ولا نتأخر عنهم نتكلم إذا تكلموا ونسكت إذا سكتوا فهم أعلم بمصالح الدين وما يفسده وأغير منا عليه
فإذا رأينا خطأ ما وقع فيه كائنا من كان نبينه ونوضحه بالحجج والبراهين والأدلة العلمية السلفية إما بالتصريح أو التلميح ولكل مقام مقال ويكون بالعبارات اللينة اللطيفة الدالة على الأخلاق السامية والآداب الرفيعة التي كان عليها نبينا صلى الله عليه وسلم وسار عليه أئمة السنة والجماعة إلى يومنا هذا ، لأن الرد على المخطئ والمخالف ما هو إلا نصيحة ودعوة إلى الله { قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا من اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} الآية ، فهذه الآية الكريمة كافية شافية لمن كان يدعو إلى الله
ولينظر هذا الذي يريد أن يرد على المخطئ الفارق السني بينه وبين الذي يريد أن يرد عليه هذا شيء مهم كثير من الشباب السلفي غفل عنه وأيضا لا بد أن يراعي منزلة الرجل الراد عليه في الأمة وقومه ومكانته العلمية التي هو عليها
ولا بد أيضا من استعمال الألفاظ اللينة المناسبة للمقام والداعية لقبول النصيحة وهذا منهج سار عليه أئمتنا مثال ذلك لو تصفحت كتاب ( التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل للعلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله ) لوجدته يوصف الكوثري في رده عليه بالعلامة الكوثري وبأنه عنده معرفة وتيقظ بعلم الرجال وأكبر من ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة المخالف من أهل الشرك والضلال لا تخفى عليكم إن شاء الله سيرته العطرة عليه الصلاة والسلام في هذا الباب من استعمال اللين والرفق والحكمة والصبر والنصيحة والتأليف ولو بمال الدنيا فأين نحن من هذا المنهج الطيب القيم المبني على العلم والعدل والرحمة والحكمة والصفاء والنقاء والإخلاص والإيثار
والله يا أخوة أني لما تتبعت ما يجري في الساحة بين الشباب السلفي كأني في كواليس المخابرات الأمريكية لا بين طلبة العلم السلفي ، أين هي النزاهة والمروءة والأخلاق النبوية السنية !! أين هو الرد العلمي الرزين القوي المتين بحججه وأدلته ، والله يا إخوان رأيت بعض الردود على مشايخ السنة ما ظفرت بالدليل واحدا من الكتاب ولا من السنة ولا نقل كلام الأئمة في تقرير الحق ،فهذه النوعية على منهج من يسيروا بارك الله فيكم ؟! وأي سبيل يتبعوا ؟!
جاء في فن الحوار لأبي عبدالله فيصل الحاشدي تقديم العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله باختصار وزيادة :
يالله كم للكلمة الطيبة من أثر في النفوس وكم لها من وقع في القلوب فكم من مودة استجلبت بها وكم من عداوة وئدة بسببها
انظر رحمك الله ورعاك وأصلح بالك إلى قول الله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام عندما بعثه إلى فرعون {اذهب إلى فرعون إنه طغى فقل هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} النازعات 17 ـ 19
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (3/ 132):
((تأمل امتثال موسى لما أمر به كيف قال لفرعون: {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} فأخرج الكلام معه مخرج السؤال والعرض لا مخرج الأمر وقال: {إِلَى أَنْ تَزَكَّى} ولم يقل إلى أن أزكيك فنسب الفعل إليه هو وذكر لفظ التزكي دون غيره لما فيه من البركة والخير والنماء ثم قال {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ} أكون كالدليل بين يديك الذي يسير أمامك وقال {إِلَى رَبِّكَ} استدعاء لإيمانه بربه الذي خلقه ورزقه ورباه بنعمه صغيرا ويافعا وكبيرا وكذلك قول إبراهيم الخليل لأبيه {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً} فابتدأ خطابه بذكر أبوته الدالة على توقيره ولم يسمه باسمه ثم اخرج الكلام معه مخرج السؤال فقال: {لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً} ولم يقل لا تعبد ثم قال: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ} فلم يقل له جاهل لا علم عندك بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على هذا المعنى فقال: {جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ} ثم قال: {فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً} هذا ومثل قول موسى لفرعون: {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ} ثم قال: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً} فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه وقال: (يمسك) فذكر لفظ المس الذي هو ألطف من غيره ثم نكر العذاب ثم ذكر الرحمن ولم يقل الجبار ولا القهار فأي خطاب ألطف وألين من هذا. ونظير هذا خطاب صاحب يس لقومه حيث قال: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ونظير ذلك قول نوح لقومه: {يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّى} .
وكذلك سائر خطاب الأنبياء لأمتهم في القرآن إذا تأملته وجدته ألين خطاب وألطفه بل خطاب الله لعباده وألطف خطاب وألينه كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} الآيات وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} وتأمل ما في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} من اللطف الذي سلب العقول وقوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ} على أحد التأويلين أي نترككم فلا ننصحكم ولا ندعوكم ونعرض عنكم إذا أعرضتم أنتم وأسرفتم وتأمل لطف خطاب نذر الجن لقومهم وقولهم {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} . )) انتهى
شرح الكوكب المنير (3/ 12)تقي الدين أبو البقاء الفتوحي رحمه الله :
(( اعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَخْلُو الْخَصْمُ فِي الْجَدَلِ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي طَبَقَةِ خَصْمِهِ ، أَوْ أَعْلَى أَوْ أَدْوَنَ فَإِنْ كَانَ فِي طَبَقَتِهِ : كَانَ قَوْلُهُ لَهُ : الْحَقُّ فِي هَذَا كَذَا دُونَ كَذَا مِنْ قِبَلِ كَيْتَ وَكَيْتَ ، وَلِأَجْلِ كَذَا وَعَلَى الْآخَرِ : أَنْ يَتَحَرَّى لَهُ الْمُوَازَنَةَ فِي الْخِطَابِ .
فَذَلِكَ أَسْلَمُ لِلْقُلُوبِ ، وَأَبْقَى لِشَغْلِهَا عَنْ تَرْتِيبِ النَّظَرِ فَإِنَّ التَّطْفِيفَ فِي الْخِطَابِ يُعْمِي الْقَلْبَ عَنْ فَهْمِ السُّؤَالِ وَالْجَوَابِ .
وَإِنْ كَانَ أَعْلَى فَلْيَتَحَرَّ ، وَيَجْتَنِبَ الْقَوْلَ لَهُ : هَذَا خَطَأٌ ، أَوْ غَلَطٌ ، أَوْ لَيْسَ كَمَا تَقُولُ ، بَلْ يَكُونُ قَوْلُهُ لَهُ : أَرَأَيْت إنْ قَالَ قَائِلٌ يَلْزَمُ عَلَى مَا ذَكَرْت كَذَا ؟ وَإِنْ اعْتَرَضَ عَلَى مَا ذَكَرْت مُعْتَرِضٌ بِكَذَا .
فَإِنَّ نُفُوسَ الْكِرَامِ الرُّؤَسَاءِ الْمُقَدَّمِينَ تَأْبَى خُشُونَةَ الْكَلَامِ ؛ إذْ لَا عَادَةَ لَهُمْ بِذَلِكَ ، وَإِذَا نَفَرَتْ النُّفُوسُ عَمِيَتْ الْقُلُوبُ ، وَجَمَدَتْ الْخَوَاطِرُ وَانْسَدَّتْ أَبْوَابُ الْفَوَائِدِ ، فَحَرُمَتْ كُلُّ الْفَوَائِدِ ، بِسَفَهِ السَّفِيهِ ، وَتَقْصِيرِ الْجَاهِلِ فِي حُقُوقِ الصُّدُورِ ، وَقَدْ أَدَّبَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْبِيَاءَهُ فِي خِطَابِهِمْ لِلرُّؤَسَاءِ مِنْ أَعْدَائِهِ ، فَقَالَ لِمُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَقِّ فِرْعَوْنَ { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا } .
سَمِعْت بَعْضَ الْمَشَايِخِ فِي عُلُومِ الْقُرْآنِ ، يَقُولُ : صِفَةُ هَذَا الْقَوْلِ اللَّيِّنِ فِي قَوْله تَعَالَى { اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَلْ لَك إلَى أَنْ تَزَكَّى } وَمَا ذَاكَ إلَّا مُرَاعَاةً لِقَلْبِهِ ، حَتَّى لَا يَنْصَرِفَ بِالْقَوْلِ الْخَشِنِ عَنْ فَهْمِ الْخِطَابِ ، فَكَيْفَ بِرَئِيسٍ تَقَدَّمَ فِي الْعِلْمِ تَطْلُبُ فَوَائِدَهُ ، وَتَرْجُو الْخَيْرَ فِي إيرَادِهِ ، وَمَا تَسْنَحُ لَهُ خَوَاطِرُهُ ؟ فَأَحْرَى بِنَا أَنْ نُذَلِّلَ لَهُ الْعِبَارَةَ ، وَنُوَطِّئَ لَهُ جَانِبَ الْجَدَلِ ، لِتَنْهَالَ فَوَائِدُهُ انْهِيَالًا وَفِي الْجُمْلَةِ وَالتَّفْصِيلِ : الْأَدَبُ مِعْيَارُ الْعُقُولِ وَمُعَامَلَةُ الْكِرَامِ ، وَسُوءُ الْأَدَبِ مَقْطَعَةٌ لِلْخَيْرِ وَمَدْمَغَةٌ لِلْجَاهِلِ ، فَلَا تَتَأَخَّرُ إهَانَتُهُ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إلَّا هِجْرَانُهُ وَحِرْمَانُهُ ، وَأَمَّا الْأَدْوَنُ فَيُكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَطِيفٍ ، إلَّا أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لَهُ ، إذَا أَتَى بِالْخَطَإِ : هَذَا خَطَأٌ .
وَهَذَا غَلَطٌ مِنْ قِبَلِ كَذَا لِيَذُوقَ مَرَارَةَ سُلُوكِ الْخَطَإِ فَيَجْتَنِبَهُ ، وَحَلَاوَةَ الصَّوَابِ فَيَتْبَعَهُ .
وَرِيَاضَةُ هَذَا وَاجِبَةٌ عَلَى الْعُلَمَاءِ ، وَتَرْكُهُ سُدًى مَضَرَّةٌ لَهُ ، فَإِنْ عُوِّدَ الْإِكْرَامَ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ الْأَعْلَى طَبَقَةً : أَخْلَدَ إلَى خَطَئِهِ ، وَلَمْ يُزِغْهُ عَنْ الْغَلَطِ وَازِعٌ ، وَمَقَامُ التَّعْلِيمِ وَالتَّأْدِيبِ تَارَةً بِالْعُنْفِ ، وَتَارَةً بِاللُّطْفِ ، وَسُلُوكُ أَحَدِهِمَا يُفَوِّتُ فَائِدَةَ الْآخَرِ ، قَالَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - { وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ } وَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ : إنَّهُ السَّائِلُ فِي الْعُلُومِ دُونَ سُؤَالِ الْمَالِ ، وَقِيلَ : هُوَ عَامٌّ فِيهِمَا ، وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ . )) انتهى
ولقد أجاد من قال وأحسن
بالله لفظك هذا سال من عسل ....... أم قد صببت على أفواهنا العسلا ؟!
أم المعاني اللواتي قد أتيت بها ....... بها الدراري والياقوت متصلا ؟!
وما أجمل ما قاله يحيى بن معاذ رحمه الله ( أحسن شيء كلام رقيق يستخرج من بحر عميق على لسان رجل رفيق )
وفي الأخير نسأل الله الكريم أن يصلح حالنا وحال إخواننا وأن نكون من الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه والحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
النصيحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 PM.


powered by vbulletin