03-19-2011, 02:09 PM
|
العضو المشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 71
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
|
|
مجموعة نصائح وتوجيهات مشايخنا الفضلاء فيما يخص الخلاف الواقع بين أهل السنة والجماعة
نصيحة العلامة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله لأهل اليمن
فضيلة العلامة د. ربيع بن هادي المدخلي : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله ومن اتبع هداه ، أما بعد : أيها الأحبة طلاب العلم - طلاب الشيخ مقبل في اليمن ؛ وفي كل مكان - : أشكروا الله - تبارك وتعالى - على ما أنعم به عليكم ؛ من معرفة مذهب السلف الصالح المستمد من كتاب الله ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
أحمدوا الله على هذا ؛ وعلى دعوتكم العظيمة التي أضاءت اليمن ، وبددت ظلمات الجهل والشرك والخرافات والرفض ؛ فأنتم - والله - في نعمة عظيمة يحسدكم الأعداء أشد الحسد ويتربصون بكم الدوائر ، ويحبون مثل هذا الخلاف ومثل هذه الفتنة ؛ فمن كان يحترم هذه الدعوة ومخلصًا لله فيها ؛ فليحاول أن يحافظ على هذه الدعوة ، وذلك بإجتماع الكلمة ونبذ الفرقة ؛ فإن الخلاف شر : ﴿ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ .
( الريح : القوة ) .
دعوتكم قوية ؛ لكن بهذا الخلاف ستضعف وتفشل ! والفتنة كما يقال : قال سفيان بن عيينة عن خلف بن حوشب : أنهم كانوا عند الفتن يتمثلون بهذه الأبيات :
الحربُ أول ما تكون فتيةً ... تسعى بزينتها لكل جهولٍ
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ... ولت عجوزًا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتنكرت ... مكروهة للشم والتقبيل
الحرب أول ما تكون - ما شاء الله - يزخرف الشيطان - وشياطين الإنس - للجهلاء ؛ فيقعون فيها ، فإذا اشتعلت وشب ضرامها تبين لهم بعدئذ العواقب الوخيمة لهذه الفتنة ، فالعاقل يدرك الفتن عند إقبالها ، والجاهل لا يعرف الفتنة إلا بعد إدبارها ، وأرجوا أن تكونوا - هنا وفي اليمن - جميعًا عقلاء ، ومن أفضل العقلاء ، أرجوا أن تكونوا على هذا المستوى العالي ، ما تتسارعون إلى الفتنة وتشعلونها ؛ وتصبون عليها البنزين - كما يُقال - ، النار تحتاج إلى ماء يطفئها ، أما البنزين فيشعلها - والله - الكلام ، والله بنزين ووقود هذه الفتنة .
فأنا أنصحكم : بحفظ ألسنتكم عن الخوض في هذه الفتنة ، وأن تتآخوا فيما بينكم - بارك الله فيكم - ، ومن حصل بينهم شيء من التنافر ؛ فعليهم أن يؤوبوا إلى الحق ، الشيخ يحيى من أفاضل الناس ، وعلى ثغر عظيم ، والشيخ عبد الرحمن من أفاضل الناس ، وعلى ثغر عظيم ، والدعوة السلفية تحتاج إلى أكثر وأكثر من هذا العدد ، تحتاج إلى مراكز ودعوات ودعاة وإلى آخره ، اليمن فيه أكثر من عشرين مليون ؛ فيحتاجون - والله - إلى مئات وألوف من الدعاة - بارك الله فيكم - .
الآن إثنان يتناحران - لا ينبغي ! - والسبب في هذا : هو تدخل أهل الفتن لإشعال نيران هذه الفتنة ، أدركوا هذا - بارك الله فيكم - .
وقد اتصل عليَّ الشيخ مقبل مرةً ، قال : بلغني أنك تقول في حلقاتنا حزبيون ! فقلت : أنا ما أذكر أني قلت هذا ؛ لكن أقول لك الآن : نعم ! أؤكد لك هذا .
فإن أهل الفتن يجعلون بطانة لكل شخصية مهمة ؛ فجعلوا للشيخ الألباني بطانة ، وللشيخ بن باز بطانة ، والرجال الأمراء بطانة ، وكل عالم جعلوا له بطانة ؛ ليتوصلوا إلى أهدافهم من خلال هذه البطانات ، فلا نأمن الدَّس .
يا إخوة ! : أن يكون هناك ولو اثنان أو ثلاثة في كل جبهة - إثنان ... ثلاثة - من أهل الفتن مدسوسين ، أهل دماج شرفاء فضلاء وهم أهل سنة ، وإخوانكم في الجنوب شرفاء وأهل سنة ، لكن لا نأمن أن يكون هناك من هو مدسوس من قِبَلِ الأعداء ، ولو كان عددهم قليلاً ، ولا نستبعد ، ولا يستبعد هذا إلا من لا يعرف تأريخ الإسلام .
فاندس المنافقون في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - والعدد قليل ! في غزوة أُحُد إنفصل عبد الله بن أُبَي بثلاثمائة من ألف ! دماج بما فيها : خمسة آلاف ستة آلاف تسلم كلها ! ما فيها دس ؟ فيهم مدسوسون - والله - يؤججون ويشعلون نار الفتنة ، وفي الجنوب - أيضًا - أناس مدسوسون ، خليهم إثنين ثلاثة ، ما نحكم على إخواننا كلهم - بارك الله فيكم - .
قد يكون فيهم مدسوسون من " الإخوان " ، من جماعة " أبي الحسن " - من غيرهم - من جماعة " الحكمة " ، من غيرهم - بارك الله فيكم - ؛ فتنبهوا لهذه الأشياء . في جيش علي بن أبي طالب كان فيه أناس مدسوسون - بارك الله فيكم - ، أشعلوا نار الفتنة ، وصارعوا بين الإخوة ، بين علي - رضي الله عنه - ومعه مجموعة من الصحابة من جهة ، وبين الزبير - بارك الله فيك - وطلحة من جهة أخرى . عرفتم ؟ في ذلك العهد الزاهر ! في أول الدعوة السلفية ! كيف الآن نأمن أن يدس الأعداء في صفوفنا من يفرقونا - بارك الله فيكم - !؟
يا إخوتاه ! : الذي يحب هذه الدعوة ويحترمها ، ويريد لها الظهور ويريد لها النجاح ؛ فعليه أن يلزم الصمت ، وأن ينصح من يتكلم ، ولا يجاري هذه الفتنة ، إخوانكم والشيخ يحيى من أفاضل العلماء ، ولهم ميزات - والله - لا توجد الآن في الدنيا ، يدرسون لا للشهادات ، ويدرِّسون لا لأجل الأموال ، يعني الآن في الإمارات ، في المملكة الأستاذ يمكن تعبان يتقاضى عشرين ألف ، ثلاثين ألفًا ، وهؤلاء لا يتقاضون أي شي لا من الحكومة ولا من غيرها ، يدرسون لله ويعلِّمون لوجه الله - سبحانه وتعالى - ، فهذه - والله - ميزة لكم ، وميزة لدعوتكم ، فأحترموا هذه النعمة ، واحرصوا على أن تبقى قوية - بارك الله فيكم - ، ونحن سنطلب من مشايخ اليمن أن يجتهدوا ويجدُّوا في إطفاء هذه الفتنة ، وأوجه رجائي للأطراف جميعًا ، للشيخ يحيى وللشيخ عبد الرحمن ومن معهما ممن حصل بينهم خلاف ، أوجه لهم رجائي مع رجائكم : أن يسكتوا عن الكلام في بعضهم البعض ، وأن يحذفوا مقالاتهم من المواقع الفضائية " الإنترنت " ، أن يحذفوا كل المقالات ، وأن يكفوا ألسنتهم ، وأن يحرقوا النشرات التي تبودلت ، وأن تعود الأمور إلى مجاريها ، وعلى الأقل الخطوة الأولى - الآن - السكوت من الأطراف كلها ، وإبعاد هذه المقالات الموجودة التي تؤجج نيران الفتن في المواقع ، في موقع الشِّحر وموقع الشيخ يحيى ، وغيرها من المواقع ، أرجوا أن يتحقق هذا الأمل وهذا المطلب - بارك الله فيكم - .
والحمد لله هناك علماء عقلاء ساعين في إطفاء هذه الفتنة ، وما ينبغي للصغار أن يتصارعوا وأن يتناحروا ، هذا ينحاز لهذا وهذا ينحاز هذه طريقة أهل البدع - يا إخوة ! - الذين ما عندهم عقول وما عندهم تمييز ، ولا عندهم مبادئ ولا عندهم أصول ، أنتم عندكم مبادئ وعندكم أصول تستندون إليها خاصة في مواجهة هذه الفتن - بارك الله فيكم - .
أنا أوصيكم : بتقوى الله - عز وجل - ، والإخلاص لله - عز وجل - ، والجد في إطفاء هذه الفتنة .
أولاً : بعدم الخوض فيها .
ثانيًا : من عنده عقل ورأي ؛ فليدلي برأيه في إطفاء هذه الفتنة بالسكوت - بارك الله فيك - ، وتحقيق هذه المطالب التي نطلبها من إخواننا في اليمن .
أولاً : السكوت ما أحد يتكلم في أخيه ؛ لأنهم ليسوا أهل بدع ، - والله - لو كان أحد الطرفين مبتدعًا لرفعنا صوتنا عليه وبينا بدعته ، لكن ليس فيهم مبتدع ، ليس فيهم داعية إلى بدعة ، ليس فيهم شيء ، فيهم أغراض شخصية - والله أعلم - أشعلها كما قلت هؤلاء المدسوسون من هنا ومن هناك ؛ ولو كان عددهم قليل - بارك الله فيكم - كلهم سلفيون ، وكلهم أفاضل ، وكلهم - إن شاء الله - مجاهدون - بارك الله فيكم - .
والشيطان ما يفرح بشيء مثل الخلاف ، ما يفرح بشيء مثل الخلاف : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِينًا ﴾ .
فأرجوكم يا إخوة ! : إذا كان بينكم خلافات ؛ فتصافحوا الآن - من الآن - وأن تعاهدوا الله أنكم ما تسهمون في هذه الفتنة إلا بمايطفئها ويقضي عليها ، هذا واجبهم يا إخوة .
هل تظنون أن هناك بدع موجودة يتصارعون عليها ؟! هذا مبتدع - وهذا - أبدًا ، يعني قد كتب بعض الناس أشياء رأينا أنها غلط - بارك الله فيكم - ، فلا ننجرف وننجر وراء قيل وقال وما شاكل ذلك ؛ فنخسر هذه الدعوة العظيمة التي ميزكم الله - تبارك وتعالى - بها ، أحمدوا الله على هذه النعمة ، واشكروه ، وحافظوا على هذه النعمة ، ودوركم في هذا هو الجد في إطفاء هذه الفتنة .
أولاً : أنتم هنا في المملكة ما أحد يختلف مع أحد ، وإخوانكم في اليمن ، نرجوا من المشايخ الكبار أن يسعوا في إطفاء هذه الفتنة ، نرجوا من أطراف الخلاف أن يسكتوا ، وأن ينهوا هذا الكلام المتبادل في المواقع الذي يشمت بكم الأعداء وبدعوتكم وبدعوتنا جميعًا ، والحمد لله هذه دعوة الجميع ، ويفرحهم - والله ما يفرحون بشيء - مثل هذا الصراع الداخلي ، هم لا يستطيعون أن يشقوا الصفوف ، لا يستطيعون إلا بالدس فقط ، بدس بعض المجرمين - بارك الله فيكم - ، أما أن يأتوا ويفرقوا هكذا ويضربوا الدعوة السلفية لا يستطيعون ، لكن لما يكون الضرب من الداخل هذا والله أخطر شيء .
فأنا يا إخوة : أعيد وأكرر رجائي للجميع بالجد في إطفاء هذه الفتنة ، والتآخي والتلاحم فيما بينكم - هنا وفي اليمن - ، ومن سبق إلى أخيه منه إساءة ؛ فليتحلل من أخيه ، ولا يمنعه الحياء ولا غيره من أن يتحلل ، فإنه والله لمن الشرف العظيم ومن التواضع ومن الأدلة والبرهنة على أن هذا الذي وقع في الخطأ أنه محب للحق ، وأنه سلفي حقًا وحقيقةً .
أسأل الله أن ينهي هذه الفتنة ، وتضرعوا إلى الله بالدعاء أن ينهي هذه الفتنة ، وساهموا يا إخوة وأسهموا في إطفائها بما ذكرت لكم ، سدد الله خطاكم وبارك فيكم ، وألَّف بين قلوب الجميع ، إن ربنا لسميع الدعاء .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم - الله يبارك فيكم ويحفظنا وإياكم -
قال أحد الحضور : هل يوجد من عنده إشكال ؟
الشيخ : ولا إشكال وخوض ولا سؤال ، أطفئوا لا أسئلة ولا أجوبة الآن خلوا هدفكم وشغلكم وغايتكم هو إطفاء هذه الفتنة بس ، الكلام يؤججها ، لا تتكلموا - بارك الله فيكم - ، ولا تتعصبوا لا لهذا الطرف ولا لذاك الطرف ، كلهم إخوانكم ، كلهم على عقيدة واحدة ومنهج واحد ولله الحمد ، ولهم آثار كبيرة ولله الحمد في نصرة هذه الدعوة ونشرها ، وفق الله الجميع .
أنا قلت للشيخ مقبل في مناسبة غير هذه : كان جاء تهديد من دول الخليج أننا سنسعى للتفرقة بين الشيخ ربيع والشيخ مقبل ، بلغني هذا الكلام فاتصلت على الشيخ مقبل ، فقلت : بلغني أنه هناك من يريد أن يفرق بيننا وبينكم ، قال لي : لو تناطحت الجبال لا يضرنا هذا شيء ، ولا يكون شيء من هذا .
فأنا أريد لكم مثل هذا ، مثل هذا الجبل الذي يقول مثل هذا الكلام ! الذي يرخي أذنه للكلام - والله - يدخل في الفتنة ، يدخل في الفتنة - بارك الله فيكم - ، الذي يرسل لكم بكلام من اليمن أنه كذا وكذا وكذا ـ قولوا له : يا أخي نرجوا أن تكف لسانك في اليمن وهنا ، - بارك الله فيكم - وفق الله الجميع .
إذا أردتم الصواب والطريق الصحيح لحل هذه المشكلة ، هذا في رأيي هو الطريق السديد لإنهاء هذه الخلافات وإطفاء هذه الفتنة ، والمشايخ - إن شاء الله - يبذلون جهودهم في إطفائها - إن شاء الله - .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
إذا كان عندكم أسئلة في غير هذه المسائل ، خلوا حتى لا يُساء فيما بينكم بهذه الأشياء ، وأفشوا السلام بينكم قلبا وقالبًا ، والتراحم والتعاطف - بارك الله فيكم - .)) انتهى منقول من شبكة الإمام الأجري
وقال حفظه الله ورعاه في نصحته الموجهة إلى السَّلفيين في الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه .
أما بعد :
فقد طلب مني بعض الأحبَّة والإخوة من الجزائر توجيه نصيحة إلى المشايخ الدعاة والشباب السَّلفي في الجزائر تحثهم على التَّمسك بالكتاب والسنة ومنهج السَّلف الصالح ،وتحثهم على المحبة في الله والتآخي فيه، فرأيتُ أن أوجه إليهم هذه النصيحة راجياً من الله تعالى أن ينفعهم جميعاً بها فأقول :
هذه النصيحة مستلَّة من نصيحة واسعة وجَّهتها لطلاب الجامعة الإسلامية في وقت سابق أخذت منها الآن ما أرى أنَّه مناسب لتلافي ما يجري بين بعض الأحبَّة في الجزائر .
أسأل الله أن يُوفِّق الجميع لقبول النُّصح من أخيهم ومحبهم في الله مع أملي القويّ في أن يحذفوا مقالاتهم جميعاً من كل المواقع ,وأن يفتحوا صفحات جديدة للتآخي بينهم والتعاون على البر والتقوى وعلى نشر الدعوة السلفية في أحسن صورها .
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (*) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلَّم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة في النار .
إنَّ الواجب علينا جميعاً -أيها الإخوة والأحبة- أن نتَّبع كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلَّم ،وأن نعتصم بكتاب الله وسنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ،وأن نعضَّ على ذلك بالنواجذ ، كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ـ لما وعظ موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، فطلبوا منه أن يُوجِّه لهم نصيحة قالوا : ( يا رسول الله كأنها موعظة مُوَدِّعٍ فأوصنا ، قال : أوصيكم بتقوى الله ـ انتبهوا لهذا ـ والسمع والطاعة ،وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسُنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )
فهذه الموعظة تشمل الوصية بتقوى الله ، تقوى الله التي لابد منها وأحقُّ الناس بها العلماء الصَّادقون الصَّالحون قال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )
فاتقوا الله عزَّ وجلَّ ، لتصلوا إلى هذه المرتبة، وتعلموا لتصلوا إلى هذه المرتبة ،لأنَّ الذي يعلم العقائد الصَّحيحة ، والمناهج الصحيحة ، والأحكام والآداب والأخلاق النابعة من كتاب الله وسنة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم هذا هو الذي يخشى الله عزَّ وجلَّ حقَّ خشيته .
وهذا مقام عظيم ـ مقام الإحسان ـ أن تعبد الله كأنَّك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، هذا مقام الإحسان ، أن يكون عند الإنسان إحساس قوي بأن الله يراه ،وأنَّ الله يسمع كل ما يقول ، ويسمع نبضات قلبك وخلجات نفسك ، وما تُحدِّث به نفسك ،ويرى حركاتك وسكناتك ،فالذي يُعَظِّمُ الله حقَّ تعظيمه -ويُدرك أنه يسمع كل ما يقول ويعلم كل ما يتحدث به ، ويُحدِّث به نفسه ،وأنَّ لله نعالى كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون- تحصل عنده ملكة التقوى التي يجتنب بها المعاصي والشرك والبدع والخرافات ، ويحصل له مقام الإحسان لأنه يراقب الله ويستشعر بأن الله يراه ،ولا يخفى من أمره على الله قليل ولا كثير ،ولا مثقال ذرة ،هذا الإحساس وهذا الشعور النبيل يدفعه ـ إن شاء الله ـ إلى تقوى الله تعالى ،ولا يصل إلى هذا إلا من تَعَلَّمَ العقائد الصحيحة والأحكام الصحيحة من الحلال والحرام ،وتَعَرَّفَ الأوامر والنواهي والوعد والوعيد من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام فهؤلاء الذين استحقوا الثناء من الله تبارك وتعالى فقال فيهم : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )
وقال سبحانه : ( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )
فاحرصوا أن تكونوا من هذا الطراز بأن تجمعوا بين العلم والعمل ،اجمعوا بين العلم والعمل ، وذلك هو ثمرة العلم وثمرة تقوى الله تبارك وتعالى ومراقبته .
فعليكم إخواني الكرام بتحصيل الإيمان الصَّادق الخالص ،والعلم النافع ، والعمل الصالح
قال تعالى : ( والعصر إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) فالإيمان الصادق إنما يقوم على العلم ،وعمل الصالحات ,ولا ينبثق إلا من العلم .والدعوة إلى الله لا يَنْطَلِقُ بها إلا أهل العلم ، والصَّبر على الأذى ـ بارك الله فيكم
ـ مطلوب ممَّن عَلِمَ وعَلَّم ودعَا إلى الله تبارك وتعالى ،فكونوا من هؤلاء الذين يعلمون ويعملون بهذا العلم ويَدْعُونَ إلى هذا العلم والإيمان ،ويصبرون على الأذى في سبيل إيصال هذا الحق والخير إلى الناس .
فلا بُدَّ أن يواجه المسلم المؤمن الدَّاعي إلى الله من الأذى ما لا يخطر بباله وما لا يرتقبه ،ولا يستغرب المؤمن ذلك ،فإنَّه قد أُوذِي في سبيل الله وفي سبيل الدعوة إلى الله خير خلق الله وهم الأنبياء والرسل الكرام عليهم الصَّلاة والسلام .
فهم قد أوذوا أكثر منَّا ،وابتلوا بعداوة أشد الأعداء أكثر منَّا " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصَّالحون ثم الأمثل فالأمثل "
فمن تمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ودعا إلى ذلك لا بُدَّ أن يُؤْذَى ، فوطِّنوا أنفسكم على الصَّبر واصبروا بارك الله فيكم .
والله تعالى يقول : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )
والله تعالى أمر رسولَه صلَّى الله عليه وسلَّم أن يتأسى بأولي العزم من الرسل ، أن يصبر في ميدان الدعوة والجهاد كما صبر أولوا العزم فقال تعالى ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ )
ولنا في رسول الله وفي أنبياء الله جميعا أسوة حسنة ،فالرسول أُمر أن يقتدي بمن قبله من الأنبياء وأن يهتدي بهداهم ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )
ونحن مأمورون بأن نهتدي برسول الله وأن نتأسى به عليه الصلاة والسلام كما قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا )
أسوة حسنة شاملة في كل شأن من الشؤون التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلَّم ،أسوة في عقيدته ، فنعتقد ما كان يعتقده ، أسوة في عبادته فنعبد الله مخلصين له الدين متبعين لما جاء به هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ،أسوة في الأخلاق العظيمة التي قد يفقدها كثير من الدعاة إلى الله تبارك وتعالى ،ويفقدها كثير من الشباب ،وينسى كثيراً منها أو كلَّها بعضُ الشباب .
الله جل شأنه مدح رسوله عليه الصلاة والسلام المدح والثناء العاطر فقال سبحانه : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
فالداعي إلى الله ، وطالب العلم والمُوَجِّه يحتاج الجميع إلى أن يتأسوا برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في عقيدته ومنهجه وأخلاقه .. ،فإذا تكاملت هذه الأمور في الداعية إلى الله أو قارب فيها الكمال نجحت دعوته ـ إن شاء الله ـ وقدَّمَها للناس في أجمل صورها وأفضلها ـ بارك الله فيكم ـ .
وإذا خلت من هذه الأمور من هذه الأخلاق التي منها الصبر ومنها الحكمة ومنها الرفق ومنها اللِّين ومنها أمور ضرورية تتطلبها دعوة الرسل عليهم الصَّلاة والسلام فلا بُدَّ أن نستكملها، وقد يغفل عنها كثير من الناس .
وذلك يضر بالدعوة السلفية ويضر بأهلها إذا أغفلها وقدَّم إلى الناس ما يكرهونه ويستبشعونه ويستفظعونه من الشدة والغلظة والطَيش ... ،فإنَّ هذه أمور مبغوضة في أمور الدنيا فضلا عن أمور الدِّين فلا بُدَّ للداعي إلى الله أن يتحلَّى بالأخلاق الكريمة العالية ومنها رفقه في دعوته الناس إلى الله عزَّ وجلَّ .
أناس يُوَفَّقُون للعقيدة والمنهج ,لكن في سلوكهم يضيعون العقيدة ويضيعون المنهج ،يكون معهم الحق ولكن سلوكهم وأسلوبهم في الدعوة يُؤثِّرُ عليها ويَضُرُّها !
فاحذروا من مخالفة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم في عقيدته وفي منهجه وأخلاقه وفي حكمته في دعوته .
أعقلوا كيف كان يدعو الناس عليه الصلاة والسلام واستلهموا هذه التوجيهات النَّبوية إلى الحكمة إلى الصبر إلى الحلم إلى الصَّفح إلى العفو إلى اللِّين إلى الرِّفق إلى أمور أخرى إلى جانب هذه استوعبوها ـ يا إخواني ـ واعلموا أنَّها لا بُدَّ منها في دعوتنا للنَّاس ،لا تأخذ جانبا من الإسلام وتهمل الجوانب الأخرى ,أو جانبا من جوانب طريق الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وتهمل جوانب أخرى ،فإنَّ ذلك يَضُرُّ بدين الله عزَّ وجلَّ ،ويضر بالدعوة وأهلها .
والله ما انتشرت الدَّعوة السلفية في هذا العصر القريب وفي غيره إلا على أيدي أناس علماء حكماء حُلماء يتمسَّكُون بمنهج الرسول عليه الصلاة والسلام ، ويطبقونه قدر الاستطاعة فنفع الله بهم ،وانتشرت الدعوة السَّلفية في أقطار الدنيا بأخلاقهم وعلمهم وحكمتهم ،وفي هذه الأيام نرى أنَّ الدعوة السلفية تتراجع وتتقلَّص! لأنها فقدت حِكمة هؤلاء وحكمة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قبل كل شيء وحلمه و رحمته وأخلاقه ورفقه ولينه صلَّى الله عليه وسلَّم .
ففي الصحيحين من حديث عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : " دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكُمْ ! قَالَتْ عَائِشَةُ فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ . قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْلًا يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُلْتُ : "وَعَلَيْكُمْ " .
في هذا الحديث تربية من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عظيمة على الحكمة والرِّفق واللِّين والحلم والصَّفح ،تلكم الأمور العظيمة التي هي من ضرورات الدَّعوة إلى الله تبارك وتعالى ،ومن العوامل التي تجذب الناس إلى الدَّعوة الصَّحيحة فيدخل الناس -إن شاء الله- في دين الله أفواجاً .
فعليكم من الآن أن تدركوا ماذا يترتَّب على إهمال هذه الضرورية من المفاسد !!
نحن والله نجاهد ونناظر ونكتب وننصح بالحكمة وندعوا النَّاس بذلك إلى الله عزَّ وجلَّ ,وبعض الناس لا يريد أن نقول : حكمة ولين ورفق ـ لمَّا رأينا أن الشِّدَّة أهلكت الدَّعوة السَّلفية ومزَّقت أهلها ـ فماذا نصنع ؟ !
هل عندما نرى النيران تشتعل نأتي ونَصُبُّ عليها البنزين لنزيدها اشتعالاً ؟! أو نأتي بالأسباب الواقية التي تُطفئُ هذه الحرائق والفتن ؟
فهذا واجب الجميع اليوم -وأقولها من قبل اليوم- لمَّا رأيت الدَّمَار ،لمَّا رأيت هذا البلاء أقول : عليكم بالرفق -بارك الله فيكم- ,عليكم باللِّين ، عليكم بالتَّآخي ، عليكم بالتَّراحم .
الآن هذه الشِّدَّة توجَّهَتْ إلى أهل السنَّة أنفسهم ! تركوا أهل البدع والضَّلال واتَّجهُوا إلى أهل السنَّة بهذه الشِّدَّة المهلكة ! وتخللها ظلم وأحكام باطلة ظالمة !!
فإيَّاكم ثمَّ إيَّاكم أن تسلكوا هذا المسلك الذي يهلككم ويهلك الدعوة السلفية ويهلك أهلها .
أدعُ إلى الله عزَّ شأنه بكل ما تستطيع ،بالحجة والبرهان في كل مكان : قال الله تعالى ،قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ،واسْتَعِنْ بعد ذلك وقبله بالله ثمَّ بكلام أئمة الهدى الذين يُسلِّم بإمامتهم ومنزلتهم في الإسلام أهلُ السنَّة وأهلُ البدع !
خذوا هذا ،وأنا أُوصِي نفسي وإخواني في الجزائر وغيرها بـتقوى الله تعالى والتمسُّك بكتاب الله وبسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم ثم بالدعوة إلى الله بـ : قال الله تعالى ،قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ،قال فلان من الأئمة الذين يحترمهم المَدْعُوُون والذين لهم منزلتهم عندهم ،ولهم مكانتهم ،وما يستطيعون الطَّعن فيهم ولا في كلامهم .
ففي الجزائر وغيرها من بلاد إفريقيا تقول : قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله قال الإمام مالك رحمه الله ,قال الإمام ابن زيد القيرواني رحمه الله وغيرهم ... يسمعون ويُسلِّمُون لك .
فأهل العقائد الفاسدة لما تأتيهم بكتاب الله تعالى وسنَّة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم وتأتي بكلام العلماء الذين لهم منزلة في نفوسهم يمشون معك وينقادون لك . فإذا ذكرتَ العلماء المحترمين -عندهم- قَبِلُوا منك الحقَّ واحترموه فهذه من الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى .
- أقول : هذا نوع من التنبيه إلى سلوك طريق الحكمة في دعوة الناس إلى الله تبارك وتعالى .
ومنها -كذلك- ألاَّ تَسُبَّ جماعتهم ورؤوسهم . قال تعالى : ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ )
فليس من الحكمة -ابتداءً- في دعوتك النَّاس أن تطعن في شيوخهم !
( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ )
فإذا سببتَ الشيخ الفلاني أو قلت عنه بأنَّه ضال –وهم متعلقون به!- نفروا ومن دعوتك وتأثم ، لأنَّك قد نفَّرتَ النَّاسَ عن الحقِّ !
والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم لما أرسل معاذاً وأباَ موسى رضي الله عنهما إلى اليمن قال لهما : ( يَسِراَ ولا تعسرا وبشِّراَ ولا تُنَفِّراَ ) .
فهذه من الطرق التي فيها التيسير وفيها التبشير ،وليس فيها تنفير ولا تعسير .
فتعلموا يا إخواني هذه الطرق فإنَّ القصدَ هدايةُ الناس ،والقصدَ إيصالُ الحق إلى قلوب الناس ،استخدم كل ما تستطيع من وسيلة شرعية ،المهم أن تصل إلى الغاية بالوسيلة الشريفة خلافاً لأهل البدع الذين يستعملون الكذب واللَّفَّ والدوران والمناورات هذه ليست من المنهج السلفي .
نحن أهل صدق وأهل حق ونعرض في أي مدى الصور التي يقبل فيها الناس الحقَّ وتُؤَثِّر في نفوسهم بارك الله فيكم .
فاستخدموا -يا إخوتي- العلم النافع والحجة القاطعة والحكمة النَّافعة في دعوتكم ,وعليكم بكل الأخلاق الجميلة النبيلة التي حثَّ عليها كتاب ربنا الكريم وحثَّ عليها رسول الهدى صلَّى الله عليه وسلَّم ،فإنَّها عوامل نصرٍ وعوامل نجاح ،والصَّحابة رضوان الله عليهم ما نشروا الإسلام ودخل في القلوب إلا بحكمتهم وعلمهم أكثر من السيوف ،والذي يدخل في الإسلام تحت السيف قد لا يثبت ! والذي يدخل الإسلام ـ يدخله عن طريق العلم والحجة والبرهان- هذا الذي يثبت إيمانه ،فعليكم بهذه الطرق الطيبة وعليكم بالجد في العلم وعليكم بالجِدِّ في الدعوة إلى الله .
ثم أنبهكم -يا إخواني ويا أبنائي - إلى التَّآخي بين أهل السنَّة السَّلفيين جميعا بُثُّوا فيما بينكم روح المودة والأخوة ،وحققوا ما نَبَّهَنا إليه رسول الله عليه الصلاة والسلام ،بأن المؤمنين كالبنيان يشد بعضه بعضا ، والمؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .
كونوا هكذا يا إخوتي ،وابتعدوا عن عوامل الفرقة فإنَّها والله شر خطير وداءٌ وَبِيل ,واجتنبوا الأسباب التي تُؤدِّي إلى الإحنِ والبغضاء والفرقة والتنافر . ابتعدوا عن هذه الأشياء .
فاحرصوا -بارك الله فيكم- على الأخوَّة . وإذا حصل بينكم شيء من النُّفرَة فتناسوا الماضي ,وأخرجوا صفحات بيضاء جديدة الآن ،وأنا أقول لإخواني السلفيين جميعاً : الذي يُقَصِّرُ ما نسقطه ونهلكه ! ,بل الذي يُخطِئ منَّا نعالجه باللُّطف والحكمة ,ونُوَجِّه له المحبة والمودة ... ،حتى يَؤُوبَ ،وإن بقي فيه ضعف ما نستعجل عليه ,وإلا -واللهِ- ما يبقى أحد !
وأنا أعلم أنَّكم لستم بمعصومين وليس العلماء بمعصومين أيضاً فقد يخطئون ,اللهم إلاَّ إذا دخل في رفض أو في اعتزال ،أو في تجهُّم ،أو في قدرٍ أو في إرجاء أو في تحزُّب من الحزبيات الموجودة -عياذاً بالله من ذلك كلِّه - .
وأمَّا السَّلفي الذي يوالي السَّلفيين ويُحِبُّ المنهج السَّلفي ,ويكره التحزُّب ويكره البدع وأهلها ،ثم قد يضعف في بعض النِّقاط فمثل هذا نترفَّق به ما نتركه ،بل ننصحه وننصحه وننتشله ونصبر عليه ونعالجه -بارك الله فيكم -.
أما من أخطأ فنسرع إلى إهلاكه ! بهذا الأسلوب لا يبقى معنا أحد !
فأنا أوصيكم -يا أخواني- وأُرَكِّز عليكم : اتركوا الفُرْقَة ،عليكم بالتآخي ، عليكم بالتناصر على الحق ،عليكم بنشر هذه الدعوة على وجهها الصَّحيح ، وصورتها الجميلة ، لا على الصور المُشَوَّهَة .
قَدِّمُوا الدَّعوة السَّلفية المباركة كما قلت لكم بـ : قال الله تعالى ،قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ،قال الشافعي ،قال أحمد ،قال البخاري ،قال مسلم قال أئمة الإسلام وستجدون أكثر النَّاس يُقْبِلُون على دعوتكم ،استخدموا هذه الطرق ،التي تجذب النَّاسَ إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وإلى منهج السَّلف الصَّالح ،والعقائد الصَّحيحة والمنهج الصحيح .
وختاماً أرجو من الجميع أن يأخذوا بهذه النصيحة القائمة على التوجيهات الربانية والنبوية . قال تعالى : ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا )
وأطلب منهم التآخي والتعاون على البرِّ والتقوى وألاَّ يُفسحوا المجال للشيطان ليفسد ما بينهم ويفرِّق كلمتهم .
وأؤكد على حذف جميع مقالاتهم التي صدرت منهم وهي تنطوي على أسباب الفرقة والبغضاء والشحناء .
سدَّد الله خُطَى الجميع على الحقِّ ووفقنا وإيَّاهم لما يحب ويرضى ووقانا وإيَّاهم مكائد الشيطان إنَّ ربنا لسميع الدعاء .
كما أسأله تبارك وتعالى أن يجعلنا من الدعاة المخلصين ،ومن العلماء العاملين ،وأن يجنبنا وإيَّاكم كيد الشيطان وكيد شياطين الجن والإنس ،وأسأله تبارك وتعالى أن يؤلف بين قلوبكم وأن يجمع كلمتكم على الحق وأن ينفع بكم أينما حللتم وأينما رحلتم وذهبتم ،أسأل الله أن يُحقَّق ذلك إنَّ ربنا لسميع الدعاء .والحمد لله رب العالمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتب أخوكم في الله والداعي لكم بالخير ربيع بن هادي بن عمير المدخلي
5 رجب 1431من هجرة المصطفى صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)) انتهى منقول من شبكة الأمين السلفية لفضيلة الشيخ أبو بكر يوسف لعويسي حفظه الله
|