الله ربنا الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة، وآخر أهل النار خروجا منها.
رجل يؤتى به يوم القيامة، فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارها، فتعرض عليه صغار ذنوبه، فيقال: عملت يوم كذا وكذا؛ كذا وكذا، وعملت يوم كذا وكذا؛ كذا وكذا، فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر، وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه، فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة.
فيقول: رب، قد عملت أشياء لا أراها ها هنا".
قال أبو ذر رضي الله عنه: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه،
رواه مسلم في صحيحه(1/ 177رقم190).
فسبحان الله ما أكرم الله!
فهذا الرجل لما رأى سيئاته -الصغائر- تبدَّل لحسنات، طمع في عرض الكبائر لتبدل حسنات!
أخي الكريم: هذا حديث عظيم يدل على عظيم رحمة الله وكرمه وإحسانه، وواسع مغفرته، وحتى لا يقنط المسلم من رحمة ربه، ولكن هذا الرجل قد لقي من المشقة والعذاب ما لقي حتى وصل إلى هذه المكرمة، فلا تفرط في جنب الله، ولا تعرض نفسك للعقوبة بركوب المعاصي والسيئات، فالسلامة والعافية لا يعدلها شيء، وأن تكون فيمن يدخل الجنة بدون عذاب خير لك من أن تدخلها بعد عذاب وصِعاب.
والله أعلم
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
24/ 5/ 1437 هـ