منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-30-2012, 02:58 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي حوار مع الشَّيخ عُبــَـــيْد بن عبَد الله الجَابـــِري حفِظهُ الله تعَالى [ أجرى الحوار : الشَّيخ عز الدِّين رمضاني – رئيس التَّحرير لمجلَّة الإصلاح]

حوار مع الشَّيخ عُبــَـــيْد بن عبَد الله الجَابـــِري حفِظهُ الله تعَالى
أجرى الحوار :
الشَّيخ عز الدين رمضاني – رئيس التَّحرير لمجلَّة الإصلاح الجزائرية


بسم الله الرحمن الرحيم


هذا حوار تشرَّفت هيئة أسرة التَّحرير الإصلاح ، ممثَّلة في بعضَ أعضائها بعقده مع فضيلة الشَّيخ عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله ونصر به السُّنة وأهلها - في منزله بالمدينة النَّبوية صبيحة يوم الثلاثاء 27 ربيع الثَّاني 1433 هــــــ -
تضمَّن تعريفًا موجزًا بحياة الشَّيخ ونشأته العلميَّة ونبذة عن جهوده الدَّعويَّة وعلاقاته بالعلم والعلماء ، وأجوبة عن أسئلة مهمَّة في شكل نصائح وتوجيهات قدَّمها لمن يهمُّه أمر هذه الدَّعوة المباركة .
وهيئة المجلَّة إذ تنشر لأوَّل مرَّة مثل هذا الحوار على صفحات مجلَّتها بعد إذن الشَّيخ وموافقته على نشره ، تسدي للشَّيخ عظيم امتنانها وسرورها لقبوله الدَّعوة وتلبيته للطَّلب ، شاكرين له حسن ضيافته وكرمه ، آملين من الله أن يمدَّ في عمره وأن يبقيه ذخرًا وسندًا للدَّعوة السَّلفيَّة وناصرًا ومدافعًا عن السُّنَّة وأهلها .


******


1- من هو الشَّيخ عبيد ؟ :
الحمد لله ، وصلَّى وسلَّم على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أمَّا بعد :
فبادئ ذي بدء ، أقول ليست سيرتنا بالَّتي تَشْرئبُّ لها القلوب ، وتتهيَّأ لها الأسماع ، فأولئك الأئمَّة الَّذين عرف النَّاس عوامُّهم وخواصُّهم سابقتهم في الفضل ، والإمامة في الدِّين وجلالة القدر ، ومن مشائخ الإسلام عندنا في هذا العصر :
سماحة الوالد الإمام الأثري الفقيه الشَّيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وسماحة الإمام المحدِّث بلا منازع في هذا العصر الشَّيخ ناصر الدِّين رحمه الله ، وسماحة الإمام الفقيه المجتهد المحقِّق الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين رحمه الله ، فأنا أقول : هؤلاء شيوخ الإسلام في هذا العصر وإن اغتاض من اغتاض، واستشاط غضبًا من استشاط ، وهذا اعتراف منَّا لهم بجميل الفضل والإحسان علينا ، ولا ينكر هذا من يعرف قدرهم .
وثانيًا : ما عندى هو جهد الــمُقلٍّ ، ولكن ما دمتم طلبتموه وألححتم علينا فيه ، فلن نبخل به عليكم ولا على من وراءكم من إخوانكم وأبنائكم ، فأنتم ردؤنا ونحن ردؤكم إن شاء الله ، والجامع بيننا ليس النَّسب ولا الصِّهر وإنَّما هي السُّنَّة ، والمحبَّة في ذات الله سبحانه وتعالى ، فنحن معًا نوالي فيها ونعادي فيها ونحبُّ فيها ونمنع فيها ونعطي فيها ، ولاشيء عندنا غير ذلك .
أقول :
الإسم : عبيد بن عبد الله بن سليماني الحمداني الجابري .
الحمداني : قبيلة من بني جابر ، وبنو جابر بطن من بطون مسروح بن حرب ، ومساكننا في الأصل "وادي الفرع" و"الفقير" خاصَّة ، وهذه من أعمال المدينة النَّبويَّة ، وهي تقع على طريق مكَّة ، بينها وبين المدينة نحو مائة وخمسين كيلوا مترًا ، تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً ، ولدتُ في تلك البلدة الَّتي هي " الفقير " بـــــ " وادي الفرع " حسب ما يقال في عام سبعة وخمسين وثلاثمائة وألف 1357 هــــ ، وأمضيت هناك سنين ، ثمَّ انتقلت مع والدي رحمه الله إلى " مهد الذَّهب " في خمسة وستِّين وثلاثمائة وألف 1365 هـــــ .
وفي عام واحد وسبعين وثلاثمائة وألف تلقيَّت بداية التَّعليم في المدارس الحكوميَّة ، وأمضيت فيه ثلاث سنوات ، ثمَّ عدنا إلى بلدتنا " الفقير " بـــــ " وادي الفرع " وذلكم في شهر شوَّال على ما أظنُّ من عام ثلاثة وسبعين وثلاثمائة وألف ، واستوطنا المدينة على ما أظن في شهر محرَّم أو صفر من عام أربعة وسبعين وثلاثمائة وألف إلى هذه السَّاعة .
انقطعتُ عن التَّعليم لأمور شخصيَّة وعائليَّة بتقدير الله سبحانه وتعالى مدَّةٌ من الزَّمن ، ثمَّ بدأت التَّعليم من جديد في عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف ، وكان مستمرًّا .
بدءًا من دار الحديث المدنيَّة، فمعهد المدينة العلمي، فكليَّة الشَّريعة بالجامعة الإسلاميَّة، وتخرَّجت فيها أوَّل عام اثنين وتسعين وثلاثمائة وألف.
بعد ذلك بدأت العمل في وزارة المعارف أنذاك ، والآن مَسمَّاها وزارة التَّربية و التَّعليم ، وانتقلت إلى الجامعة في عام أربعة وأربعمائة وألف ، وبالتَّحديد في يوم الأحد الثَّامن والعشرين من ذي الحجَّة ، وعيِّنت مدرِّسًا في المعهد الثَّانوي ، وكنت قبل ذلك في مركز الدَّعوة بالمدينة ، وفي عام خمسة وأربعمائة وألف فُرغت للدِّراسات العليا ، فكان ولله الحمد أن حقَّق الله أمنيتي هناك ، فعُيِّنت في الماجستير – قسم التَّفسير - ، وأنا لا أزال مدرِّسا في المعهد الثَّانوي ، ولكن فُـــرِّغت للدِّراسة ، وفي الثَّاني عشر من ربيع الأوَّل عام تسعة وأربعمائة وألف حصلت على الماجستير في التَّفسير هذا ما يتعلَّق بالسِّيرة الاجتماعيَّة والعلميَّة .
2- الكتاب الَّذي حقَّقتموه والَّذي كان رسالة الماجستير هل هو كتاب التَّفسير من صحيح البخاري ؟
هو موضوع وليس تحقيقًا ، كان موضوع الرِّسالة " تفسير محمَّد بن كعب القُرطبي جمعًا ودراسة " جمعته من نحو عشرين كتابًا ، لأنَّ تفسيره لم يشمل القرآن كلَّه ، شمل بعض السُّور ، بل بعض السُّور فيها كلمة واحدة ، فاجتمع نحو أربعمائة وهي على ما أظنُّ تزيد أو تنقص قليلاً ، بها نلت الماجستير .
3- من هم الشيوخ الَّذين أخذت عنهم أو أدركتهم من المشايخ الكبار وأهل الحديث وغيرهم ؟
بالنَّسبة لدار الحديث المدنيَّة ، أكثر صحبة كانت للشَّيخ عمر ابن محمَّد فلاته رحمه الله ، كان هو مدير الدَّار آنذاك ، وكان يُعنى بي – جزاه الله خيرًا – ويهتَّم بأموري ، وكنت ذا علاقة طيِّبة معه .
وأمَّا المشايخ الَّذين تلقيَّت منهم الدُّروس بدار الحديث ، أذكر على سبيل المثال : الشَّيخ سيف الرَّحمن بن أحمد الدَّهلوي رحمه الله ، والشَّيخ عمَّار بن عبد الله المغربي رحمه الله ، والشَّيخ أحمد الجاوي رحمه الله ، والشًّيخ يوسف الهندي رحمه الله ، والشَّيخ حامد بن بكر كتبي والشَّيخ فلاته رحمه الله ، وغيرهم هذا بدار الحديث بالمدينة .
أمَّا في المعهد العلمي فكثير ، أذكر على سبيل المثال من الأساتذة : الشَّيخ عودة بن طارق الأحمد رحمه الله ، والشَّيخ خير الله ابن خليفة الحذيفي ، والشَّيخ عبد الرَّحمن بن عبد الله العجلان ، وهو إلى عهد قريب يعطي دروسًا في المسجد الحرام ، كذلك الشَّيخ محمَّد بن عبد الله العجلان وهو أخوه ، والشَّيخ عبد الله بن عبد العزيز الخضري رحمه الله ، وهذا وَفَدَ علينا من القصيم كان مدرسًا في بعض معاهد القصيم ، ثمَّ بعد ذلك انتقل إلى المدينة .
وفي الجامعة الإسلاميَّة على سبيل المثال : الشَّيخ أبو بكر الجزائري والشَّيخ عبد المحسن العبَّاد والشَّيخ حمَّاد ابن محمَّد الأنصاري رحمه الله ، وآخرون .
4- فضيلة الشَّيخ ؟ ... هل تذكرون من درس معكم من الطَّلبة يوم كنتم في الجامعة الإسلاميَّة وصاروا من أهل العلم ؟
نعم ، تزاملنا في المعهد العلمي حتَّى نهاية كليَّة الشَّريعة أنا والشَّيخ صالح بن سعد السّحيمي ، وكذلك أخوه الشَّيخ ذياب ابن سعد السّحيمي ، والشَّيخ ابن نصري القحطاني ، والشَّيخ صالح بن عبد الله المحيسن من أهل القصيم ، وهذا ليس في المعهد العلمي بل في الكليَّة ، هؤلاء الَّذين درسنا معهم مستمرِّين من المعهد العلمي إلى نهاية كليَّة الشَّريعة ، ثمَّ بعد ذلك انضاف إلينا آخرون ، وكثير منهم لا أذكر أسماءهم ، أذكر واحدًا اسمه حامد ابن مسعود التَّميمي لا أدري أخباره .
5- هل للشَّيخ ذكريات يحتفظ بها في المدينة النَّبويَّة وبالأخصُ في المسجد النَّبوي أو الجامعة الإسلاميَّة مثلاً ؟
ليس هناك شيء يلفت النَّظر ويثير الانتباه غير ما ذُكر ، لكن كنَّا – ولله الحمد – حريصين على التَّحصيل الدِّراسي ، وتخرَّجت – ولله الحمد – في كليَّة الشَّريعة بتقدير ممتاز ، والأوَّل على الدُّفعة ، الشَّيخ عبد المحسن وفَّقه – يذكر هذا - ، والَّذين زاملوني يذكرون هذا .
6- هل كان لفضيلتكم علاقة بالشَّيخ ابن باز رحمه الله وكيف كانت ؟
نعم ، الشَّيخ عبد العزيز كنتُ على اتِّصال به حين التحقت بالجامعة ، كان أوَّل عام التحقت به في الجامعة هو عام ثمانية وثمانين وثلاثمائة وألف ، كان نائبًا لرئيس الجامعة ، كنت على اتِّصال به وأزوره حتَّى تخرَّجت ، فلمَّا تخرَّجت وكان هو رئيس الجامعة الإسلاميَّة ، كان يعرفني ، لكن قويت العلاقة حينما انتقلت من التَّعليم إلى رئاسة البحوث العلميَّة – مركز الدَّعوة بالمدينة هناك قويت العلاقة ، وذلكم فيما أظنُّ أنَّه بمجرَّد ما باشرت العمل في المركز ، منتقلاً من التَّعليم إلى رئاسة البحوث العلميَّة والإفتاء والدَّعوة والإرشاد ، الشَّيخ رحمه الله كان هو الرئيس العام لإدارة البحوث العلميَّة والإفتاء والدَّعوة والإرشاد ، بُليت بالإدارة ، فكنت معاونًا للمدير في حضوره وأنوب عنه في غيابه ، فكان اتِّصالي بالشَّيخ كثيرًا جدًّا ، وكنت ضمن المستقبلين حينما يأتي لإدارة مجالس الجامعة ، فكان يعرفني كثيرًا ، وجزاه الله خيرًا يقرَّبني منه ، حتَّى بعدما انتقلت من مركز الدَّعوة إلى الجامعة الإسلاميَّة وأتيت فإذا ذهب النَّاس قال : اقترب منِّي - يا عبيد الله - هل عندك أخبار ؟ فكنت أحدِّثه بما جئت إليه من أجله ، أحدِّثه ببعض الأمور ، فيستجيب لا يردُّ لنا طلبًا رحمه الله ، ويوم كنت في مركز الدَّعوة ، تكون الاتِّصالات بينــي وبينه كثيرة جدًّا في الهاتف ، فأستشيره في بعض الأشياء ، وأبنــي على المحادثة الَّتي جرت بيني وبينه فأكتب للجهة المسؤولة ، فكانوا يلبُّون الطَّلب جزاهم الله خيرًا .
7- هل للشَّيخ من انطباع حول مجلَّة " الإصلاح " ؟ وهل من نصيحة يوجِّهها إلى إدارتها ومحرِّريها وقرَّائها ؟
أوَّلاً : أنا قراءتي قليلة في الصُّحف والمجلاَّت ، قليلة جدًّا ، لأنِّي مشغول بما تيسَّر من التَّحصيل العلمي وبالدَّعوة ، وإلقاء الدُّروس في المساجد ، هذا جانب .
وجانب آخر : ليس عندي شخص يداول معي ليلاً ونهارًا ، ليس عندي كاتب (1) ، وأحيانًا يكون عندي كاتب أقضي أنا وإيَّاه الوقت في مسائل علميَّة من الكتب ، ولكن – ولله الحمد – المجلَّة موثوقة عندي ومزكَّاة من المشائخ الموثوقين عندنا ، ومنهم الشَّيخ عبد الله بن عبد الرَّحيم البخاري حفظه الله وغيره (2) ، هذا من حيث المجلَّة ، وأنا على علم – والحمد لله – بمنهجها الحسن الجميل .
والَّذي أوصي به الاستمرار والجديَّة مع الحكمة ، الحكمة ضالَّة المؤمن أين ناشدها وجدها ، وكذلك الطَّرح الجيِّد العلمي المحض الَّذي من وقف عليه إن كان الله مريدًا له الخير قبل واهتدى ، ونفع أو انتفع ، وإن كان ممَّن غلبت عليه الشّقوة تقوم عليه الحجَّة ، فحسب تجربتنا :
المنصفون الَّذين يطالعون الرُّدود العلميَّة المحضة قسمان :
قسم فيه خير ويقبل ويفيد ويستفيد ، والقسم الآخر تقوم عليه الحجَّة ، لأنَّه بلغه الحقُّ وعرفه واستنكف عنه وأبي عنادًا ، نحن لا حيلة لنا في هؤلاء النَّاس ، نحن نبذل ما عندنا من النُّصح القائم على العلم وحسن الخطاب والرِّفق قدر الإمكان ، وإن كان كنَّا نشتدُّ حيث يستدعي الأمر الشِّدَّة ، وهذا هو هدي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، هذا من الحكمة ، حيث ينفع الرِّفق واللِّين نسلكه ، وحيث لا ينفع إلاَّ الشِّدَّة والقوَّة مع حكمة وحسن زجر ، بعيدًا عن السَّبِّ والشَّتم فنحن نسلكه ، وهذا وذاك كما أسلفت هو هدي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
والقرَّاء – أيضًا – أوصيهم بان يقرؤوا قراءة متبصِّر ، متشوِّف إلى الحقِّ ، متطلِّع إليه ، محبًا له ، وراغبًا فيما يوصله إليه ، فهذا هو الَّذي يُفيد من هذه المجلَّة الموثَّقة ومن غيرها .
أمَّا من أخذ عددًا من المجلَّة أو كتابًا أو رسالة صغيرة وليس همُّه إلاَّ المطالعة فقط ، فهذا لا يفيد ولا يستفيد ، لا ينفع ولا ينتفع .
8- عندنا وبالأخصِّ الشَّباب السَّلفي في الجزائر ، لاشكَّ أنَّكم تسمعون عنهم وعن أخبارهم ، وهم متواجدون بكثرة في المدينة وفي مكَّة وفي غيرهما ، واتِّصالاتهم عليكم كثيرة من الجزائر ، نرغب منكم أن تخصُّوهم بنصيحة وتوجيه ، وهل ترون أنَّ ما هم عليه الآن من الحرص على السُّؤال وطلب العلم يؤهِّلهم لمزيد من التَّحصيل ؟
أوَّل ما أوصــي به أبناءنا عندكم ، وفي كلِّ مكان أن يلتفُّوا حول فضلاء القُطر ، وعلمائهم والمشائخ الَّذين لهم صدق قدم وسبق عهد الدَّعوة إلى الله ، أوصيهم أن يوقِّرهم ويرتبطوا بهم ، ويلتفُّوا حولهم ، إن أمكن مواجهة ومشافهة فهذا أولى ، وإن لم يمكن فبالإتِّصال وبتتبُّع الأخبار ، فما جعل الله سبحانه وتعالى من أوتوا العلم في أيِّ قُطر إلاَّ نورًا وحصنًا ، نورًا يستنير به ويستضــئ به من أراد الله لهم الهداية ، وحصنًا للأمَّة من توارد الشُّبهات والشَّهوات ، فإذا انفصلت الأمَّة عن علمائها تكون هناك الهلكة إلاَّ ما رحم الله .
ونحن نعلم – كما تعلمون – أنَّ الشِّرك فشَا قبيل نوح صلَّى الله عليه وسلَّم حينما عبدت الأصنام الخمسة ، كلٌّ من يعوق ويغوث وود وسواع ونسر ، نُصبت تماثليهم أوَّلاً للذِّكرى ، فلمَّا هلك الصَّالحون والعلماء أوحى الشَّيطان إلى هؤلاء الجهلة أنَّ آباءكم ما صوَّروا هذه الصُّور إلاَّ ليعبدوها ، فعبدوها في الحديث الصَّحيح ما يؤكِّد هذا ، قال صلَّى الله عليه وسلَّم : " إنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ يَنْتَــزِعُهُ انْتِزَاعًا مِنْ صُدُورِ النَّاس ، ولَكِنْ بِمَوْتِ العُلَمَاءِ ، حتَّى إذَا لَـمْ يَبْقَ عَالِــمٌ ، أوْ قَالَ : لَــمْ يُبْقِ عَالــمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً فَسُئلُوا فَأفْتَوْا بغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَّلُّوا " ، وهذا أيضًا يؤكِّده الواقع ، فكلَّما التفَّ النَّاس حولَّ فضلائهم وإخوانهم الَّذين سبقوهم في الدَّعوة ولهم أيضًا خبرة كان التَّراصُّ والتَّلاحم والتَّعاضد والتَّناصر والوعي أقوى ، وما أحسن ما قاله أمير المؤمنين رابع الخلفاء الرَّاشدين ، رضي الله عنه وعنهم أجمعين : " النَّاس ثلاثة : عالم ربَّاني ، ومتعلِّم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كلِّ ناعق " همج رعاع كلُّ من تكلَّم تبعوه ، وظنُّوا أنَّ ما عنده الحقّ ، وما أكثرهم في هذا الزَّمان ، لماذا ؟ لأنَّ النَّاس عزفوا عن علمائهم ، وزهدوا فيهم ، بل تلقُّوا عن أهل الأهواء السُّخريَّة بأهل العلم ، وتلقيبهم بأشنع الألقاب وأبذئها ، من فحش الكلام ، ولهذا كانوا مصيدة ، إلاَّ ما رحم الله ، فما علا السُّويدان والقرضاوي وصالح المغامسي إلاَّ حين قلَّت رغبة النَّاس في العلم وأهله وزهدوا في العلم وأهله ، فأنا أوصــي الشَّباب وكذلك غيرهم بهذه الوصايا ، وحجَّة الله قائمة وغالبة ، مضت سنَّة الله سبحانه وتعالى أن يَحْيَـــي من حيَّ عن بيِّنة ، ويهلك من هلك عن بيِّنة ، وما أحسن ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " لا يزال النَّاس صالحين متماسكين ، ما أتاهم العلم عن أصحاب محمَّد وأكابرهم ، فإذا أتاهم العلم عن أصاغرهم هلكوا " الأصاغر : أهل الأهواء والجهَّال .
وابن سيرين رحمه الله يقول: " إنَّ هذا العلم دين، فانظروا عمَّن تأخذون دينكم "
وهذه الوصيَّة الغالية الجميلة الثَّمينة مصداقها من سنَّة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال عليه السَّلام : " الــمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ " .
9- سؤال متعلِّق بما يسمَّى بظاهرة الفتور ، والإعياء عن تحمُّل العلم الشَّرعي الموروث عن العلماء ، هذه الظَّاهرة الَّتي للأسف الشَّديد نالت حتَّى الخاصَّة من النَّاس كطلبة العلم المتخرِّجين من الجامعات الإسلاميَّة ، فنحن نعاني من هذا ، فنطلب من الشَّيخ هل له من نصيحة لهؤلاء أصلح الله أحوالهم وهداهم حتَّى يندمجوا مع إخوانهم السَّبَّاقين والعاملين في ميدان الدَّعوة إلى الله عزَّوجلَّ ؟
لاشكَّ هذه الظَّاهرة موجودة في كلِّ مكان ، ونحن في الحقيقة نقول يجب على هؤلاء أن يسهموا مع من سبقهم ، ويقوُّوا من على شاكلتهم حتَّى ينضمُّوا إلى ركب الدَّعوة إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة ، لأنَّ هذا الفتور يعقبه مع طول الزَّمن وتقادم العهد تفكُّك وتمزُّق لشمل الدُّعاة إلى الله عزَّوجلَّ ، ولا يسلم إلاَّ من سلمه الله .
فنحن في الحقيقة نعتب عليهم حينما يتفرَّغون لأمور الدُّنيا وينسون ما تحملُّوه من العلم ، ثمَّ هو جناية عليهم هم ، لأنَّهم ينسون ما تحملُّوه من العلم في الشَّرع وغيره ، وفي العقيدة والمنهج ، وفي جميع الفقه في دين الله ، فيصبحون كالعوامِّ ، وقد وصل الأمر أيضًا بالكثير منهم إلى أنَّهم لا يفرِّقون ولا يميِّزون ، فقد يرُوج عليهم باطل في قالب حقٍّ ، وبدعة في قالب سنَّة ، ومنكر في قالب معروف ، وهذا باب خطير جدًّا ، قطعُ الطَّريق وسدُّه يكون بالالتفاف بإخوانهم الَّذين سبقوهم ، والَّذين عاصروهم ، والتَّكاتف في ميدان الدَّعوة إلى الله بما يتيسَّر لهم ، وحبَّذَا لو أنَّ كلَّ خرِّيج تعيَّن في مسجد ، وينشر خلاله الدَّعوة إلى الله عزَّوجلَّ ، يذكرون أنَّ الشَّيخ ابن عثيمين رحمه الله لَمَّا توفيَّ شيخه ابن السَّعدي رحمه الله أوَّل ما بدأ بواحد ، وأحيانًا يغيب الطَّالب ، ثمَّ وصل العدد إلى الثَّلاثة فكان يعطي الثَّلاثة مثل ما يعطي المئات من العلم ، ثمَّ بعد ذلك وصل طلاَّبه إلى المئات ، والآن ولله الحمد طلاَّبه متفرِّقون في العالم الإسلامي دعاةً ، الكثير منهم دعاة إلى الله عزَّوجلَّ على بصيرة .
10– هل أنتم الآن راضون حاليًا ومتفائلون مستقبلاً عن حال الدَّعوة السَّلفيَّة في ربوع العالم الإسلامي خاصَّة مع قيام ما يسمَّى الآن بالثَّورات السِّياسية فيها ؟
نحن نطمع ونخاف من ذلك ، نجمع بين الخوف والطَّمع فلا نيأس من رَوْح الله ، ويمكن نتضجَّر ممَّا تعجُّ به السَّاحة من شبهات وتقليب الحقائق ، وظهور رجال ليسوا أهلاً للدَّعوة لجهلهم بالشَّرع ، ولكن أمران :
الأمر الأوَّل : الإيمان الجازم بأنَّ الله سبحانه وتعالى لا يضيع هذه السُّنَّة ، ولا يضيع الدَّعوة السَّلفيَّة ، لأنَّها هي دين الله ، الَّذي جاء به النَّبيُّون والمرسلون ، بدءًا من نوح وختمًا بمحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم على الجميع .
وممَّا يؤكِّد هذا في القلوب قوله صلَّى الله عليه وسلَّم : " لا تَزَالُ طَائِفَةٌ منْ أُمَّتــي عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأتِــيَ أمْرُ اللهِ تَعَالَى "
وثانيًا : يسلينا حينما نرى تهافت النَّاس على ما يلقي في السَّاحة من الباطل والمنكر من شهوات وشبهات ، يسلِّينا قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ " [ المائدة: 105 ] ، ونتسلَّى كذلك ونقرع به أسماع من يحبُّنا في ذات الله ، ويحبُّ سماع نصائحنا وآرائنا وإن كانت قليلة بأقوال أهل العلم ، وبأقوال الأئمَّة ، من ذلكم قول الفضيل بن عياض رحمه الله : " عليك بطرق الهدى ولا يضرُّك قلَّة السَّالكين ، وإيَّاك وطرق الضَّلالة ولا تغتـــرَّ بكثرة الهالكين " وما أحسن ما قاله أبو عثمان النَّيسابوري رحمه الله : " من أمَّر السُّنَّة على نفسه قولاً وعملاً نطق بالحكمة ، ومن أمرَّ الهوى على نفسه قولاً وعملاً نطق بالبدعة " ، وقد عُرف بالاستقراء والنَّظر إنَّ من تجرَّد للسُّنَّة وخالطت بشاشتها قلبه وأحبَّ أهلها لا تضرُّه الأهواء ، ولا يضرُّه ما يحاك لأهل الإسلام من المكائد ، من الشُّبهات حول أهل الإسلام ، لأنَّه تجرَّد للسُّنَّة ، وأمَّا من تجرَّد للأشخاص وامتلأ قلبه بهم فرأى أنَّهم هم أهله وخاصَّته فهذا تغلب عاطفته عقله فينحرف وراء من كان مقرَّبًا إليه ويُلبس عليه أنَّه لا يخطئُ ، مبررِّين بمبرِّرات من بينها كثرة جهوده ، فكيف تُهدر جهوده ، هذا من إفرازات قاعدة المعذرة والتَّعاون " نتعاون فيما اتَّفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه " راجت بينهم ، مع أنَّهم يبغضون القاعدة ، لكن هذا منها وراجع عليه ، ولعلَّه يشير إلى هذا الانقسام قوله صلَّى الله عليه وسلَّم : " تُعرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرْضِ الحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فأيُّــمَا قَلْب أنْكَرَهَا نُكِتَ فيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاء ، وأيُّــمَا قَلْبٍ أشْرِبَهَا نُكِتَ فيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاء ، حَتَّى تَعُودَ [ يعني القلوب ] عَلَى مِثْلِ الصَّفَا لاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ، وعَلَى مثلِ الكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ " ، والمقصود أنَّ المسلم يلزم ما عرف من السُّنَّة ، ويدع عنه ما يروج في العامَّة من الخلط والخبط وغير ذلك من الغثاء والخبث ، فلم يجعل الله عزَّوجلَّ طريقًا إلى النَّجاة من الفتن إلاَّ الاعتصام بكتابه وسنَّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم ، وهدي الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعده صلَّى الله عليه وسلَّم .
11- فضيلة الشَّيخ ! .... تعرفون – بارك الله فيكم – أنَّ خصوم الدَّعوة السَّلفيَّة ، خاصَّة في هذا الزَّمان كُثر في نظركم مَنْ أخطرُهم ؟
أوَّلاً : الصِّراع بين الحقِّ والباطل هذا من عهد النُّبوَّة ، والنَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان بين المشركين في مكَّة ، ثمَّ بعد ذلك كان حوله المنافقون في المدينة ، عبد الله بن أُبَي بن سلول رأس النِّفاق وعصابته ، وممَّا ووجِه به صلَّى الله عليه وسلَّم وهو منه بريء ، قول ذي الخويصرة التَّميمي أخزاه الله ، حين اعترض على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في قسم الغنائم ، قال : اعدل يا محمَّد ؟ واللهِ إنَّها قسمة ما أريد بها وجه الله ، فلمَّا قال عمر رضي الله عنه : دعني أَضرب عنقه يا رسول الله ؟ قال: دعه، فإنَّ له أصحابا يحقر أحدكم صَلاتَهُ مع صَلاَته وصيامه مع صيامه، يَمْــــرقُونَ منَ الدِّين كَمَا يَمْــــرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّميَّةِ " ، فحدث بعده السَّبئيَّة أتباع عبد الله بن سبأ بن وهب الرَّاسبــي اليمني اليهودي الَّذي أسلم نفاقًا وكيدًا لأهل الإسلام ، فما انتهي أمرهم حتَّى قتلوا الخليفة الرَّاشد عثمان بن عفَّان رضي الله عنه ، ثمَّ خرجت الخوارج ، وجاءت بعد ذلك الأهواء من قدريَّة ومرجئة ومجبرة إلى غير ذلك .
وفي هذا الزَّمن أخطر التجمُّعات خصومةً لأهل السُّنَّة جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التَّبليغ ، وجميع الجماعات الدَّعويَّة الحديثة كلُّها خصوم للسَّلفيَّة ، كلُّها أعداء للسُّنَّة ، لأنَّها ضالَّة مُضلَّة ، ويكفي شاهدًا على ضلالها أنَّها مؤسَّسة على أقوال البشر وتأصيلاتهم ، فهي أفكار ، لك ، أن تسمِّي كلَّ نحلة فِكرًا ، سواء كانت تبليغيَّة أو إخوانيَّة أو غيرها ، ممَّا تفرَّع عنهم ، أو مستقلَّة ، فكلُّ خصم للدَّعوة السَّلفيَّة فلم يؤسِّسها أحد من البشر ، هي من عند الله ، جاء بها النَّبيُّون والرُّسل كما تقدَّمتُ ، وأتباعهم وأصحابهم دعاة إليها .

الحواشي:
(1): لأنَّ الشَّيخ فاقد البصر، عوَّضه الله بحبيبتيه الجنَّة
(2): وكان الشَّيخ البخاري حاضرًا في المجلس.

المصدر: العدد الثَّلاثون من مجلَّة الإصلاح السَّلفية – الجزائر

يُتبع إن شاء الله مع باقــي الحوار .... وفيه أسئلة منهجيَّة مهمَّة .

التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الجزائري ; 08-30-2012 الساعة 07:01 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-30-2012, 04:37 PM
أبو الحسن الليبي أبو الحسن الليبي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: ليبيا بنغازي
المشاركات: 127
شكراً: 0
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
افتراضي

بارك الله في علم الشيخ ونغع به المسلمين في كل مكان
ولم اكن اعلم أن الشيخ فاقد البصر، ولكن مع فقده البصر نغع الله به
ولكن ماذا فعلنا نحن لهذا المنهج القويم
__________________
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -
" يجب على المسلم أن يكون عزيزاً عفيفاً ورعاً صداقاً يتحرى الصدق ويكون من الصادقين الشرفاء وليحذر من أهل الكذب التافهين الرويبضات ؛ فإنه في زمان فشى فيه الكذب وإشاعة الأكاذيب ، حيث ينطبق على كثير من أهله قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق: سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ؛ يتكلم في أمر العامة "
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-30-2012, 05:06 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي

حفظ الله الشيخ العلامة العزيز أبا عبد العزيز عبيد بن عبد الله الجابري .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-30-2012, 07:49 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

بارك الله فيكم.
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-31-2012, 02:14 PM
أبو عبيدة إبراهيم الأثري أبو عبيدة إبراهيم الأثري غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 390
شكراً: 1
تم شكره 24 مرة في 21 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسن الليبي مشاهدة المشاركة
بارك الله في علم الشيخ ونغع به المسلمين في كل مكان
ولم اكن اعلم أن الشيخ فاقد البصر، ولكن مع فقده البصر نغع الله به
ولكن ماذا فعلنا نحن لهذا المنهج القويم
أخي ألا غيرت حرف الغين إلى الفاء لأنك لم تلاحظ أين تضع إصبعك في الكتابة ولأنهما بجنب بعض فقد أخطأت في الكتابة وفقك الله ، حتى لا يتم تحريف المعنى وقصدك ، ونحن جميعاً نخطئ في الكتابة ، نبهناك فقط لأن الخطأ كان في دعاءك للشيخ حفظه الله .
الشيخ عبيد حفظه الله فاقد للبصر وكذلك الشيخ صالح السحيمي حفظه الله وسماحة المفتي حفظه الله وغيرهم كثير من العلماء والمشايخ

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيدة إبراهيم الأثري ; 09-01-2012 الساعة 01:11 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-31-2012, 02:16 PM
أبو عبيدة إبراهيم الأثري أبو عبيدة إبراهيم الأثري غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 390
شكراً: 1
تم شكره 24 مرة في 21 مشاركة
افتراضي

أخي سفيان وفقك الله ، هل إستأذنت في نشر الحوار من إدارة المجلة ؟؟؟ قبل كتابته على حاسوبك ورفعه إلى الشابكة ، لأن معلوماتي تقول أن الإدارة لا ترفع مواضيعها على الشابكة مباشرة بل عند صدور العد الذي يلي العدد الموجود في السوق وحتى يتسنى لهم تسويق جميع الأعداد ، بعملك هذا ربما سوف تسبب لهم مشكل في التسويق وتزهد الاخوة في شراء المجلة ؟؟؟ والله أعلم
وفقك الله

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيدة إبراهيم الأثري ; 09-01-2012 الساعة 01:09 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-31-2012, 10:46 PM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 407
شكراً: 12
تم شكره 14 مرة في 13 مشاركة
افتراضي

بارك الله في الشيخ العلامة عبيد الجابري , و جزى الله مشايخنا كلّ خير.



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبيدة إبراهيم الأثري مشاهدة المشاركة
أخي ألا غيرت حرف الغين إلى الفاء لأنك لم تلاحظ أين تضع إصبرك في الكتابة ولأنهما بجنب بعض فقد أخطأت في الكتابة وفقك الله ، حتى لا يتم تحريف المعنى وقصدك ، ونحن جميعاً نخطئ في الكتابة ، نبهنك فقط لأن الخطأ كان في دعاءك للشيخ حفظه الله .


سؤال لأبي عبيدة الحبيب :

ما هو الإصبر ؟؟؟!!!!
ومن أين أتيت بفعل :

بــهَّــنَ ؟؟؟!!!!!

(ابتسامة) محبّك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-01-2012, 01:13 PM
أبو عبيدة إبراهيم الأثري أبو عبيدة إبراهيم الأثري غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 390
شكراً: 1
تم شكره 24 مرة في 21 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن العكرمي مشاهدة المشاركة
بارك الله في الشيخ العلامة عبيد الجابري , و جزى الله مشايخنا كلّ خير.







سؤال لأبي عبيدة الحبيب :

ما هو الإصبر ؟؟؟!!!!
ومن أين أتيت بفعل :

بــهَّــنَ ؟؟؟!!!!!

(ابتسامة) محبّك
بارك الله فيك أبا عبد الرحمن والحمد لله أنك لم تلاحظ باقي الكلمات وما وقع فيهن من تحريف ( إبتسامة) أحبك الذي أحببتنا فيه
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-04-2012, 04:40 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي

بارك الله فيكم جميعًا
بخصوص استشكال الأخ إبراهيم وفقه الله سأتصل إن شاء الله بالإدارة واستئذن في رفع مقالات المجلَّة ، والله الموفق .
هذا سؤال كان منسقًا في الموضوع أعلاه ، لم أضعه بسبب الذهول والنسيان !!
****
- هل لكم أن تذكروا لنا بعض الشُّيوخ الَّذين تأثَّرتم بهم في حياتكم العلميَّة سواء من المتقدِّمين أو من المتأخِّرين ؟
والله ؟ أكثر من تأثَّرنا بهم الشَّيخ حمَّاد بن محمَّد الأنصاري رحمه الله ، والشَّيخ عبد المحسن وفَّقه الله .

التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الجزائري ; 09-04-2012 الساعة 06:54 PM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-05-2012, 12:22 AM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي تتمة الحوار : حوار مع الشَّيخ عُبــَـــيْد بن عبَد الله الجَابـــِري حفِظهُ الله تعَالى - أجرى الحوار : الشَّيخ عز الدِّين رمضاني

13- الانحراف عن منهج السَّلف، لاشكَّ أنَّه آفة خطيرة وله معالم وسمات، هل للشَّيخ أن يذكر لنا أبرزها وأخطرها ؟
أقول، يعني أُتِــيَ النَّاس من بابين – حسب نظري – ودخل عليهم الانحراف منهما:
أحدهما : سوء الفهم ، وهذا سببه الجهل بشرع الله ، قد يكون الرَّجل مثقَّفًا ثقافة عاليَّة في علوم أخرى غير علم الشَّرع ، لكنَّه في علم الشَّرع جاهل ينصِّب نفسه للدَّعوة على غير بصيرة ، فيقع في تحريف نصوص ، ويقع في أمور لا تمتُّ للدِّين بصلة ، يظنُّها ميدانًا للدَّعوة ، فينجرف وراءه من ينجرف من النَّاس .
والثَّاني: سوء القصد، وهذا مسلك أهل الأهواء أهل البدع، هذا خلاصة الأسباب، ثمَّ يتفرَّع عن هذا، إذا قلنا ما أسباب الجهل مثلاً ؟
أسباب الجهل عدم اهتمام المربِّين بالعلم الشَّرعي ، من آباء وأمَّهات ووزارات تعليم إلاَّ ما رحم الله ، لا يهتَّمون بالعلم الشَّرعي عامَّة ولا بعلم التَّوحيد خاصَّة ، فتنشأ أجيال جاهلة تكون مصيدة لأهل الأهواء ، تذبح ثمينة لهم وغالية ، ومنها سكوت كثير ممَّن أوتوا نصيبًا من العلم الشَّرعي وترك الميدان خاليًا يكتفون بواحد أو اثنين ، قِلَّة ، وهم ينظرون كالمتفرِّج ، فهذا الجهل من اثنين أو ثلاثة أو عشرة بين ملايين النَّاس هذا يثمر لكن الثَّمرة قليلة ، وكان الواجب عليهم أن يتكاتفوا مع إخوانهم ، ولو بالمال في طبع كتب ، في بناء المساجد في حضِّ النَّاس على أخذ العلم من هؤلاء العلماء ونقلهم بسيَّارات .
ربَّما حَمَل على من يَتصدى للرُّدود بالحجَّة والبرهان سرًّا وعلنًا ، وهذا يفُّتُّ في العَضُد ، فيعني حتَّى من أوتوا علمًا - إلاَّ من رحم الله – يقلِّدون هذا المخدِّر المزهِّد في الرُّدود على أهل الأهواء ، هذا خلاف ما عليه السَّلف الصَّالح ، فإنَّ السَّلف يردُّ بعضهم على بعض ، يردُّ صاحب السُّنَّة الخطأ على أخيه ، على صاحب سنَّة آخر ، يردُّ عليه ، لا هذا خطأ ، هذا مخالف للدَّليل ويُبيِّن ، فالأسباب كثيرة أذكر هذه على سبيل المثال لا على سبيل الحصر .
14- سؤال تابع لما سبق من خلال ما ذكرتم بارك الله فيكم ، كيف يمكن أن نحصِّن الشَّباب السَّلفي من خطر أهل الأهواء وتلبيساتهم ؟
أقول : إذ التفَّ الشَّباب السَّلفي حول إخوانهم من أهل الدَّعوة إلى الله على بصيرة ، تحصينهم بالعلم ، والرَّبط بأهل العلم السَّابقين والأئمَّة ، لكن هي المشكلة إذا كانوا متفرِّقين ، أو كلُّ شباب يتَّبع شخصًا يظنُّونه هو الدَّاعي إلى الله ، وهذا من أقوي أسباب التَّثبيط ، وتنفير العزائم ، وفتح الباب أمام الأهواء ، ونصحيتــي وهي مكرَّرة أن يلتفَّ الشَّباب السَّلفي حول الدُّعاة إلى الله على بصيرة ، ويتحصَّنوا بالعلم ، بصغار المسائل قبل كبارها ، وعلى هؤلاء المربِّين المعلِّمين أن يبدؤوا أبناءهم ، طلاَّبهم ، تلاميذتهم ، بالتَّربية على صغار المسائل من أصول الدِّين ، ثمَّ يتدرَّجون ، يصبح النَّاشيء قد تأسَّس على أساس متين من الفقه في دين الله .
15- هناك شبهة يرِّوجها البعض في التَّفريق بين العقيدة والمنهج، وأنَّ كلمة "منهج"، لم ترد على ألسنة العلماء، ويكفي أن نعرف عن الشَّخص عقيدته دون النَّظر إلى منهجه، ما هو تعليقكم ؟
الدَّعوة إلى الله على بصيرة سبيلها الفقه في دين الله ، علمًا وتعليمًا ، قال صلَّى الله عليه وسلَّم : " مَنْ يُرِد الله بِه خَيْرًا يُفَقْهُ في الدِّينِ " فالسَّبيل الَّذي تنال به السَّعادة التَّامَّة العامَّة في الدُّنيا والآخرة هو الفقه في دين الله ، ومفهومه أنَّ من لا يريد الله به خيرًا لا يفقِّهه في الدِّين ، والفقه في الدِّين يقوم على ترسيخ العقيدة وترسيخ المنهج ، منهج محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم الَّذي جاء به من عند الله ، فالحاصل أنَّ هذين متلازمان ، لا تنفكُّ العقيدة عن المنهج ، ولا ينفكُّ المنهج عن العقيدة ، فالخوارج لــمَّا اختلَّ منهجهم اختلَّت عقيدتهم ، فاستحلُّوا دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم في الدُّنيا ، لأنَّهم يكفِّرون بالكبيرة ، وأمضوا الوعيد ، قالوا بإمضاء الوعيد على من مات مرتكبًا الكبيرة ، وألغوا الوعد ، أهل السُّنَّة – ولله الحمد – جمعوا بين هذا وهذا ، حذَّروا من الفسق ، من الكبائر والصَّغائر ، ويذكرون الوعد ترغيبًا والوعيد ترهيبًا ، وهكذا ، كلُّ من اختلَّ منهجه اختلَّت عقيدته ، فالإسلام عقيدة ومنهج ، الإسلام هو تربية على أحكام الله ، على مراضي الله ، والبعد عن مساخطه ومغاضبه ، هذا الَّذي يجب أن يعتقده المرء ، ويسلم له قولاً وعملاً واعتقادًا ، كما عرف أهل السُّنَّة الإيمان أنَّه : قول باللِّسان واعتقاد بالقلب وعمل الجوارح ، يزيد بالطَّاعة وينقص بالمعصية ، والمنهج الطَّريق الَّذي تقرَّر به أحكام الله ، العلميَّة وهي العقائد وأصول الدِّين ، والعمليَّة .
فمن قال: إنَّ المنهج مُحدث يردُّ عليه من النَّاحية اللُّغوية ومن النَّاحية الشَّرعيَّة، فالمنهج في اللُّغة هو الطَّريق، فإن كان واضحًا مستقيمًا، قيل: هذا منهج حسن جميل سديد سليم، وإن كان ذا عوج والتواء، قيل: إنَّه مُعوجٌّ وليس سديد.
والدَّليل على أنَّ المنهج لا تنفكُّ عنه الدَّعوة إلى الله على بصيرة قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً}[المائدة:48]
قال ابن عباس رضي الله عنهما كما هو في صحيح البخاري: " سبيلاً وسنَّةً "
إذًا المنهج مع هذه الدَّعوة مع هذا الدِّين حين أنزله الله عزَّوجلَّ أوَّل ما أنزله على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، وجاء به إليهم وحيه ، وابن تيمية رحمه الله له كتاب سمَّاه " منهاج السُّنَّة " ، لكن أحيانًا يكون لمن يتوخَّى فيه الصَّلاح ، لمن يتوخَّى فيه الدَّعوة ، يخالط من أهل الأهواء ، ومن لا فقه عندهم في دين الله ، فتنطلق على لسانه عبارات فيَضِلَّ ويُضلَّ .
16- ما تعليقكم على من وصف الدُّعاة أهل السُّنَّة والأثر بأنَّهم غلاة ومتشدِّدون وغير ذلك من الألقاب ؟
أنا أسلفت فيما أسلفت وصيَّة الفضيل بن عياض رحمه الله فتَّذكروها وذكِّروا بها ، هذا أوَّلاً
ثانيًا: الصَّبر، فما انفكَّ أهل الأهواء عن حرب أهل السُّنَّة، بالسَّيف إن استطاعوا، وإلاَّ
بكلمات الفحش والبذاءة، ووصفهم ممَّا يعلم الله أنَّهم منه أبرياء، براءة الذِّئب من دم يوسف صلَّى الله عليه وسلَّم، والصَّابوني رحمه الله يذكر في كتابه " عقيدة السَّلف أصحاب أهل الحديث " : " أنَّ من علامات أهل البدع وقيعتهم في أهل الأثر "
ونقول لمسنا هذا ، فما يفرح أهل الأهواء بشيء فرحهم بالألقاب البذيئة الوقحة الفاحشة المفحشة ، ذلك لأنَّهم يجدون فيها التَّنفير ، ومن ثمَّ اصطياد من قلَّ فقهه في دين الله ، هذا ليس بخفي ، نحن نربِّــي أبناءنا وأهلينا وننشر بين إخواننا سنَّة محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم ، كما جاءت في الكتاب الكريم وجاءت بها السُّنَّة الصَّحيحة ودعا إليها الأئمَّة ، فَنِعْمَ الغلوُّ هذا ، يسمُّونه غلوًّا ، وأنتم تعلمون – بارك الله فيكم – أنَّه ليس بأيدنا سلطان ، بأيدينا البيان ، فمن رزقه الله البيان من معدنه الصَّافي ، وهو الكتاب والسُّنَّة وعلى فهم السَّلف الصَّالح ، نفعت دعوته ولو بعد حين ، أحيانًا لا تظهر إلاَّ بعد موته بسنين .
والمقصود الصَّبر والمصابرة ، وردُّ الشُّبه والمحدثات بالدَّليل الشَّرعي الَّذي يقبله المنصف ومن علم الله فيه خيرًا وسبق في علمه أنَّه من أهل الهدى ، وتقوم به الحجَّة على المخالف ، هذه هي مهمَّتنا ، يقول تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ سورة آل عمران ] ونتذكَّر قوله تعالى : { وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِعَنْ ضَلَالَتِهِمْ } [ النمل :81] ، وقوله تعالى : { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [ البقرة :272 ] ، وقوله تعالى : { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } [ القصص :56 ]، هذه هداية التَّوفيق والقبول حجبها الله عزَّوجلَّ عنَّا ، هي إليه ، لا يملكها أحد من خلقه ، لا مَلَك مقرَّب ولا نبيٌّ مرسل ولا من دونهما من صالحي عباد الله والدُّعاة إلى الله ، هذه هداية القبول ، وأمَّا هداية الإرشاد فيؤتيها الله سبحانه وتعالى من كان عنده علم وفقه في دين الله وحسن دعوة إلى الله على بصيرة ، وهذه ذكرها في قوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ سورة الشورى ] ، تهدي يعني تبيِّن وتَدلَّ ، فإذا تذكَّرنا أنَّ من قبلنا ابتلى ، ابتلى النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وابتلى الدُّعاة إلى الله على بصيرة بعده ، قال صلَّى الله عليه وسلَّم : " يُبْتَلَى المــرْءُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ ، فأشَدُّ النَّاسِ بلاءً الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْــثَلُ فَالأَمْـــثَلُ " ، وهذه – ولله الحمد – ما سمعنا بها ، وصف دعاة السُّنَّة والأثر بأنَّهم غلاة إلاَّ من المنحرفين وأذنابهم ، يسمُّون الرُّدود غلوًّا ، ويسمُّونهم جرح المجروحين غلوًّا ، والجرح والتَّعديل من دين الله ، من الدَّعوة إلى الله عزَّوجلَّ ، هو من طرق الدَّعوة إلى الله ، ، ومن نظر في كتب التَّراجم نظرة مسترسل عرف ذلك ، ومقصدهم ما ذكرتم أنَّهم ينفِّرون من أهل السُّنَّة ، وكذلك فتح الباب للمبتدعة حتَّى لا يُــرَد عليهم ولا يقبل أهل السُّنَّة قول أهل العلم في أهل الأهواء ، لكن يأبــى الله سبحانه وتعالى إلاَّ أن يتمَّ نوره ، ويقيم حجَّته ، وعلينا أن لا نعجل ، وأن نستمرَّ في دعوتنا ، عليك بطرق الهدى ولا يضرَّك قلَّة السَّالكين ، وإيَّاك وطرق الضَّلالة ولا تغترَّ بكثرة الهالكين
17- هل من نصيحة موجزة توجِّهها – فضيلة الشَّيخ – إلى بقايا التَّكفير والإرهاب الَّتى لا تزال تمارس شيئًا من نشاطها ، إمَّا عن طريق الفكر ، وإمَّا عن طريق العمل المسلَّح ، هل من نصيحة تسدونها إليهم ؟
هؤلاء خوارج ، سلفهم أوَّلاً ذو الخويصرة التَّميمي ، ثمَّ السَّبئيَّة ثمَّ أهل النَّهروان ، وليس لهم من إمام هو سلف لهم ، ما يروي عن الحسن البصري وغيره هم رجعوا عنه ، تبيَّن الحقُّ ، فإن كانوا يعقلون فليرجعوا ، هذا أمر .
والأمر الآخر : هم يستحلُّون دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم ، والشَّيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله يكفِّرهم في غير ما موطن ، كفَّر هؤلاء الخوارج ، وأنا أميل إلى هذا ، لكن لم أجْرُؤ عليه حتَّى السَّاعة .
المقصود : المتَّفق عليه أنَّهم على ضلال ، وأنَّ نهجهم فاسد ومسلكهم باطل ، فإذا أرادوا السَّلامة لأنفسهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم فليعودوا إلى مذهب السَّلف الصَّالح ، لأنَّ السَّلف الصَّالح هم كلُّ من مضي بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على أثره ، وأساسهم الصَّحابة ، ثمَّ أيضًا أئمَّة التَّابعين مثل سعيد ابن المسيِّب وعروة بن الزُّبير وأبي العالية الرِّياحي وعامر الشَّعبي ، ومن بعدهم مثل الإمام مالك والشَّافعي وأحمد ومن بعدهم من الأئمَّة ، ليسوا هم على ما عليه هؤلاء ، ولكن إذا غلبت الشِّقوة واستسلم المرء للبدع فلا حيلة ، نحن ليست عندنا حيلة نردُّ بها هؤلاء ، إلاَّ النَّصائح .
والحمد لله ، لــمَّا حصل ما حصل في قطركم نفع الله بأشرطة العلماء وطلاَّب العلم ، نزل أناس كثر من هؤلاء ، تركوا مواقعهم في الجبال والغابات والشِّعاب وانضمُّوا إلى جماعة المسلمين في البلد ، وهذا أيضًا لو كانت البقيَّة عاقلة لأفادت من هذا ، ولله الحمد .
فنسأل الله أن يعجِّل هداية من كان فيه خير منهم ، ويردَّه إلى الصَّواب ردًّا جميلاً ، ومن ليس فيه خير نسأل الله أن يعجِّل بهلاكه ويكفينا شرَّه بما شاء .
18- بارك الله فيك شيخنا، شيخنا هل من نصيحة لأهل بلدنا وولاة الأمور عندنا.
نحن أوَّلاً وأعني أهل السُّنَّة ونحن منهم ولا فخر، أنَّنا لا نقرُّ أحدًا على معصيته، سواء كان حاكمًا أو محكومًا.
وثانيًا : نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة
وثالثًا: إن كانت المعصية من وليِّ الأمر في نفسه أو من غيره مقرًّا لها ، فأهل السُّنَّة لهم أربعة أوصاف :
الموقف الأوَّل : التَّرغيب في الطَّاعات والتَّحذير من المعاصي وبيان خطرها وفشوها في البلد ، وفق الدَّليل الشَّرعي دون مَسَاس بكرامة الآخرين ، فلو أنَّ الدَّاعي قال في شارع كذا بجوار بيت كذا ، فهذه فضيحة وليس نصيحة ، بل بعض الدُّعاة يصدر من أفواههم ما هو إشاعة للفاحشة ، يذكرون أماكن الدَّعارة ، أماكن الخمَّارات فمن كان غافلاً عنها عرفها ، والعقلاء لا يرضون هذا .
الثَّاني : بعض ما يصدر من وليِّ الأمر من معصية ، سواء منه فعلاً أو إقرارًا ، يبغضونها عليه عَلَنًا ، ولا يظهرون الشَّناعة عليه ، ولا يشيعون خطأه ولا يشهرون به في المحافل ، سواء كانت إعلاميَّة كالتَّلفزة والصَّحافة والإذاعة ، أو علمية كالخطب والمحاضرات والنَّدوات .
الموقف الثَّالث : أنَّهم يدعون النَّاس إلى جمع الكلمة على من ولاَّه الله أمرهم من المسلمين ، ويشدِّدون في عدم الخروج عليه ، فهم يصلَّون خلف من ولاَّهم الله أمرهم أو نوَّابهم أبرارًا كانوا فجَّارًا ، فيعتقدون أنَّ من خصائصه الجهاد ، ومن خصائصه الحجّ ، ومن خصائصه إقامة الجمعة ، مهما يكن حاله
الموقف الرَّابع: النَّصيحة له سرًّا، مشافهة وفي سرِّية، حتَّى عن أقرب النَّاس إليه إن أمكن، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بيَدِهِ فَإِنْ قَبِلَ منْهُ فَذَاكَ وَإلاَّ كانَ قَدْ أدَّى الَّذي عَلَيْهِ لَهُ "
أوَّلاً : أنَّ ما يسلكه بعض من ينتسبون إلى الدَّعوة من التَّشهير بأخطاء الحاكم والتَّشنيع عليه علنًا ، هذا خطأ ، وليس من السُّنَّة في شيء ، بل هو مسلك أهل الأهواء ، ويسميِّهم العلماء القدامى ، الخوارج القعديَّة أو القاعديَّة .
ثانيًا : النَّصيحة سرًّا
ثالثًا: براءة الذِّمَّة بالنَّصيحة على هذا الوجه الَّذي جاء به الحديث، وأنَّه لا وجه آخر ولا سبيل آخر يسلكه النَّاصح، إذ لو كان سبيل آخر لبيَّنه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
19- جزاكم الله خيرًا شيخنا نفع بكم، هل من نصيحة توجِّهونها إلى بعض الأخوات في الجزائر لتشجيعهنَّ على طلب العلم ، وما هي السُّبل للإسهام والمشاركة في الدَّعوة إلى الله عزَّوجلَّ لأنَّهنَّ " شَقَائِقَ الرِّجَالِ " كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم ؟
المرأة عليها أوَّلاً أن تتعلَّم، تجتهد في تحصيل ما يتيسَّر لها من العلم، وإن كان المتيسَّر لها أقل ممَّا يتيسَّر للرِّجال، لكنَّها تستعين بالله وتسلك ما يتيسَّر لها من السُّبل النَّافعة في تحصيل العلم الشَّرعي، والفقه في دين الله.
الثَّاني : أن تقتصر دعوتها على بنات جنسها ، ولا تعرض نفسها لمخاصمة الرِّجال ، ومناطحتهم بالكلام في الصَّحافة أو الأنترنت أو في غير ذلك ، تقصر مهمَّتها على بنات جنسها ، وقد عرفنَّا أنَّ بعض الرِّجال إذا عرضت امرأة نفسها للخصومة ، أقذع فيها بالكلام الفاحش ، ولربَّما تعرَّض لعرضها ، خدش بكرامتها ، وهذا كثير من أهل الأهواء ومن المتفحِّشين .
نصيحتي لبناتنا أن لا يُنْشِئْنَ نوادي في النَّت ، أو نوادي نسائيَّة ، أنا أقول : ثبت عندي أنَّها غير مأمونة ، فلرَّبما دخلت امرأة مريضة داعية إلى فجور أو بدعة ولربَّما دخل رجل مريض القلب بكنية امرأة ، تقصر دعوتها على بنات جنسها فيما يقدِّرها الله سبحانه وتعالى عليه ، ولا تحاول أن تسلك مسالك الرِّجال ، ومن هنا ما علم أنَّ امرأة من الصَّحابيَّات الفاضلات ومن أمَّهات المؤمنين ولا مَن بعدهن من التَّابعيات الخيِّرات أنَّهن يسافرن ويرحلن من أجل الدَّعوة ، أنا ما علمت هذا ، هل تعلمون به شائخ ؟ أنا حتَّى السَّاعة لا أعلم ، ولهذا أنا لا أنصح بناتنا في الجزائر وفي غيرها أن يتجوَّلن للدَّعوة .
نعم ، إذ زارت أقارب لها في مكان في منطقة وجلست في بيت واحدة أو في المسجد يأتيها بنات جنسها ويتعلَّمن منها هذا لابأس ، أمَّا أنَّها تشدُّ الرِّحال كما يشدُّ الرَّجل فلا ، نعم لو سافرت برفقة زوجها إلى مكان الدَّعوة ، فهو يكون مع الرِّجال وهي مع النِّساء ، هذا لا مانع منه ، أمَّا تذهب هي بنفسها راحلة إلى الدَّعوة مستقلَّة ، هذا لا أعلم له نظيرًا في عهد الأئمَّة والسَّلفيَّات من النِّساء .

أحسن الله إليك شيخنا وبارك الله فيكم، وبارك الله في عمركم وجهودكم.
جزاكم الله خيرًا ، شكَّارون ، وجمعنا الله في دار كرامته كما جمعنا على طاعته ، وهيَّأ الله لنا من يكمل الرُّشد من أمرنا وأعاننا على ما ننشر به الدَّعوة على الله إلى بصيرة ..

المصدر: العدد الثَّلاثون من مجلَّة الإصلاح السَّلفية – الجزائر

التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الجزائري ; 09-05-2012 الساعة 02:31 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:38 PM.


powered by vbulletin