مثال على مكابرة محمد النزال الظاهرة، وكلامه المخالف للواقع
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد نقل محمد النزال في بعض كتاباته كلاما فيه وصف باطل لبعض الصحابة رضي الله عنهم، فنصحته بالتوبة من هذا النقل، وأن العالم مهما علا كعبه فإنه لا يقر على خطئه..
فلم يتب ولم يتراجع، بل أرسل صوتية لبعض الإخوة يزعم أن كلام شيخ الإسلام كان عن الفعل لا عن الفاعل!!
ولا أدري لماذا هذا الاستغفال والاستهبال الذي يرتكبه هذا النزال لتبرير ما أخطأ فيه، وتكبرا عن الرجوع إلى الحق؟!!
وسأسرد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والذي وقع فيه الخطأ حتى يتبين لكل قارئ أن الكلام كان عن الفاعل وليس عن الفعل فقط..
قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم(ص/ 196) : "وأما قول بعض قريش والأنصار في الذهيبة التي بعث بها علي من اليمن: أيعطي صناديد أهل نجد ويدعنا؟ فمن هذا الباب أيضا إنما سألوا على هذا الوجه.
وها هنا جوابان آخران:
الجواب الأول: أن بعض أولئك القائلين قد كان منافقا يجوز قتله مثل الذي سمعه ابن مسعود يقول في غنائم حنين: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله وكان في ضمن قريش والأنصار منافقون كثيرون فما ذكر من كلمة لا مخرج لها فإنما صدرت من منافق والرجل الذي ذكر عنه أبو سعيد أنه قال: "كنا أحق بهذا من هؤلاء" ولم يسمه منافقا والله أعلم.
الجواب الثاني: أن الاعتراض قد يكون ذنبا ومعصية يخاف على صاحبه النفاق وإن لم يكن نفاقا مثل قوله تعالى: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ} ومثل مراجعتهم له في فسخ الحج إلى العمرة وإبطائهم عن الحل وكذلك كراهتهم للحل عام الحديبية وكراهتهم للصلح ومراجعة من راجع منهم فإن من فعل ذلك فقد أذنب ذنبا كان عليه أن يسغفر الله منه كما أن الذين رفعوا أصواتهم فوق صوته أذنبوا ذنبا تابوا منه وقد قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} .
قال سهل بن حنيف: "اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لفعلت".
فهذه أمور صدرت عن شهوة وعجلة لا عن شك في الدين كما صدر عن حاطب التجسس لقريش مع أنها ذنوب ومعاص يجب على صاحبها أن يتوب وهي بمنزلة عصيان أمر النبي صلى الله عليه وسلم". انتهى..
موضع النقد قوله: (فهذه أمور صدرت عن شهوة وعجلة لا عن شك في الدين..) كان الأولى أن يقال كانت عن غيرة واجتهاد ونحو ذلك من العبارات التي تليق بجناب الصحابة رضي الله عنهم..
ومحمد النزال يزعم أن الكلام عن الفعل مع أن الكلام واضح أنه يتكلم عن فعلهم بالخصوص، بل جاء بكاف التشبيه حيث قال: (كما صدر عن حاطب التجسس لقريش..) فهل هذا يقال إنه كلام عن الفعل وليس الفاعل؟!!
عموما أنصح محمد النزال بالتوبة، وترك الجدال بالباطل، والبعد عن جلساء السوء الذين يمرضونه وقد أمرضوه حقيقة، لكن من باب الحرص على هدايته ورجوعه للحق أنصحه وأكتب هذا المقال علانية عله يتوب وللحق يؤوب..
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
17/ 11/ 1445هـ