أقمتم الدنيا على (الكلباني) وتركتم من أباحوا الغناء والموسيقى في فضائيات الإنشاد الفاسدة
أقمتم الدنيا على (الكلباني) وتركتم من أباحوا الغناء والموسيقى في فضائيات الإنشاد الفاسدة
( 1 )
لا شك أن ما نشره القارىء " عادل الكلباني " من فتوى باطلة في موقعه وذيله بتاريخ يوم السبت 7 / 7 /1431هـ وسماه : " تشيد البناء في إثبات حل الغناء " .. .. ..
قول متهالك من أصله وفصله .
قال تعالى : " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ " . سورة الإسراء ، الآية 64 .
وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن صوت إبليس المذكور في هذه الآية هو الغناء واللهو واللعب .
وقال تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَم يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " سورة لقمان ، الآية 6 ـ 7 .
وعبد الله بن مسعود " رضي الله عنه " وهو يسئل عن هذه الآية : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ " فقال عبد الله : " الغناء والله الذي لا إله إلا هو ، ويرددها ثلاث مرات ، وأخرج الحديث من طريق أخرى وهو صحيح عن ابن مسعود .
وعن ابن عباس : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ " قال : الغناء ، ثُمَّ رواه بسند آخر قال فيه : الغناء وأشباهه ، وبسند ثالث وقال : الغناء ونحوه وأخرجه من طريق مقسم عن ابن عباس وقال : الغناء والاستماع له .
وعن جابر " رضي الله عنه " ، في قوله تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ " قال : هو الغناء والاستماع له .
قال " النبي صلى الله عليه وسلم " : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم ـ يعنِي: الفقير ـ لحاجة فيقولوا ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ) . رواه البخاري في صحيحه معلقاً مجزوماً به .
قال الإمام " ابن القيم " ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه " إغاثة اللهفان " 1 / 414 : ( ولا ينبغي لمن شم رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ذلك فأقل ما فيه أنه من شعار الفساق وشاربي الخمور ) .
لكن ما الســـر في هذا الهجوم الحزبي على " الكلباني " ... حيث بدأه :
عبدالعزيز الفوزان في برنامج "الجواب الكافي" على قناة المجد
ثم " ناصر العمر " على قناة الأسرة في برنامج "يسألونك " .
ثم رد يوسف الأحمد على قناة الأسرة في برنامج " يسألونك " .
ثم رد " خالد المصلح " على قناة دليل في برنامج " فتوى " الأربعاء 11 / 7 / 1431 هـ .
ثم مداخلة لـ " محمد المنجد " مع المفتي ... في " ساعة حوار " ،على فضائية " المجد " .
ثم برنامج : البيان التالي ... والموضوع المعنون تحت اسم : " سطوة العولمة على الفتوى المحلية " ... تقديم : عبدالعزيز قاسم ... وكان ضيف الحلقة : عبدالعزيز الفوزان ... وذلك في يوم الجمعة 27 / 7 / 1431 هـ ـ 9 / 7 / 2010 م .
لقد حذر السلف ، وائمة الإسلام من الأناشيد ، كالإمام أحمد رحمه الله لما سئل : ما تقول في أهل القصائد ؟ فقال : بدعة لا يجالسون .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله : خلفت شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به عن القرآن ! .
قال شيخ الإسلام ابن تيمة معقبا : " وهذا من كمال معرفة الشافعي وعلمه بالدين فإن القلب إذا تعود سماع القصائد والأبيات وألتذ بها حصل له نفور عن سماع القرآن والآيات فيستغني بسماع الشيطان عن سماع الرحمن ؟ ... ثم قال : " والذين حضروا السماع المحدث الذي جعله الشافعي جملة من إحداث الزنادقة لم يكونوا مجتمعين مع مردان ونسوان ولا مصلصلات وشبابات وكانت أشعارهم مزهدات مرققات " .
فكيف بالذين هجموا على " الكلباني " ولهم اليد الطولى وقياداتهم ومفكريهم " صحوتهم المزعومة " في إصدار الفتاوى بالموافقة إلى الاستماع إلى الأناشيد .
بل هم الذين زعموا في سابق أمرهم أن الأناشيد من أساليب الدعوة أو من أسباب التوبة أو أنه بديل عن الغناء المحرم .
مع الأخذ في الاعتبار أن الأناشيد في أصلها من وضع الصوفية ، والصوفية أول ما بدأوا به الغناء ، فبدأوا بمثل بما بدأ به أهل هذا الزمان .
فقال الصوفية عن الأناشيد إنَّها قصائد مرققة للقلوب تبعث الهمم ، وتحثها على العمل للآخرة ثُمَّ أضافوا إليها التلحين من أصحاب الأصوات الجميلة ثُمَّ أضافوا بدعة التجمع على التلحين ، ثُمَّ أضافوا بدعة الضرب بالقضيب ، ثُمَّ أضافوا بدعة الرقص ، ثُمَّ أضافوا بدعة الدوران ، ثُمَّ أن يكون الملحنين مردًا ، وما زال الشيطان يغريهم بالزيادة حتى أباح لهم المحرمات .
|