منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 05-11-2016, 08:56 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي هل القول بأن صفتَي السمع والبصر ذاتيتان مشابه للأشاعرة كما زعمه بعض أهل الضلال؟

هل القول بأن صفتَي السمع والبصر ذاتيتان مشابه للأشاعرة كما زعمه بعض أهل الضلال؟



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:



فقد اطلعت على مقال كتبه بعض أهل الفتن والضلال يزعم فيه أن الشيخ عبيد بن عبدالله الجابري حفظه الله وافق الأشاعرة لكونه قرر أن صفة السمع وصفة البصر من الصفات الذاتية لله عز وجل.



وهذا باطل من وجوه:



الوجه الأول:أن صفة البصر وصفة السمع لله عز وجل من الصفات الذاتية لله عز وجل التي لا تنفك عن الله عز وجل، فهي قائمة بالله أزلاً وأبداً، كصفة اليدين، وصفة القدمين، وصفة العينين، ولا يتعلق وجود الصفة بمشيئة الله، ولا يمكن أن يوصف الله بعدمهما في أي لحظة من اللحظات.



فالله عز وجل يدرك ويرى المُبْصَرات فيبصر بعينيه عز وجل، وهما ذاتيتان أزليتان أبديتان.



وسمع الله بسمعه الذاتي القائم بذاته عز وجل، فهو يسمع ويدرك المسموعات بسمعه الذاتي .



ولكن هل نثبت لله أذنين يسمع بهما كما نثبت لله عينين يبصر بهما؟



لم أر في كلام السلف إثبات الأذنين لله عز وجل، وإنما ورد ذكر "الأذَن" بفتح الذال أي: الاستماع، استدلالا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أذنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنبي يتغنَّى بالقرآن يجهر به" متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.



وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أنه قال في هذه الآية {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} - إلى قوله - {إن الله كان سميعا بصيرا} [النساء: 58] رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه وأصبعه الدعاء على عينه. رواه أبو داود وغيره بسند صحيح.



والصحيح أننا لا نثبت لله صفة الأذنين، ولا ننفيهما عن الله عز وجل بل نقف على ما ورد في النصوص ونقول بما فهمه السلف رحمهم الله.

الوجه الثاني:أن الشيخ عبيداً حفظه الله لم ينف سماع الله عز وجل للأصوات أو إبصاره للمبصرات بمشيئته، وإنما تكلم كلاماً إجمالياً بأنه لم يعلم تفصيلاً في الصفة حيث قال: «لا أعلم أحدًا فَصَّلَ في السمع, فقال هو ذاتيَّة باعتبار وفعليّة باعتبار، وكذلك البصر؛ لا أعلم أحدًا فَصّلَ هذا التفصيل» ، فوقف حيث يعلم، وقد قال سعيد بن جبير رحمه الله: «قد أحسن من انتهى إلى ما سمع».
ووقوفه في قضية مخصوصةوهي: هل يقال فيها ذاتية فقط أم ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار؟.
ومعلوم أن إثبات ذاتية الصفة لا ينفي ما ورد للصفة من صفات، فالقول بأن صفة اليد ذاتية لا يعني أن الله لا يفعل أفعالا بيده، كالقبض والبسط وخلق آدم بيده، وكتابة التوراة بيده.
فالله يسمع صوت نفسه بسمعه، ويسمع أصوات المخلوقات بسمعه، ولا ينافي هذا كون صفة السمع ذاتية، كما أنه لم ينافي أن صفة اليد ذاتية.

فلا يقال إن الشيخ عبيدا حفظه الله نفى سمع الله للأصوات بمشيئته ورؤيته تعالى للمرئيات بمشيئته.

الوجه الثالث:أن سمع الله للأصوات واستماعه لما شاء منها يكون بسمع الله الذاتي، كما أن إبصار الله ورؤيته للمرئيات يكون ببصر الله عز وجل الذاتي، وذلك بعينيه عز وجل.
والسمع للمسموعات، والبصر للمبصرات فيه أمر زائد على إثبات أصل الصفة، وهو تعلق مشيئة الله بوجود تلك المسموعات ووجود تلك المبصرات.
فتعلق السمع والبصر بالمشيئة ليس بالنسبة لأصل الإدراك وأصل القدرة على السماع للمسموعات أو القدرة على الرؤية للمرئيات، فهذا ملازم للذات لا ينفك عنه أبداً ولم ينفك عنه أزلا، وإنما بتعلقه بوجود المسموع أو المرئي بمشيئة الله تعالى.

فأما رؤية الله للمرئيات فالله يرى نفسه، وهذه رؤية أزلية أبدية ودائمة، ورؤية الله لأفعاله المتعلقة بالمشيئة كالنزول والاستواء والمجيء، وكذلك رؤيته للمخلوقات فهذا يتعلق بمشيئة الله لأنها إنما توجد بمشيئة الله {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين}.
فالتجدد في صفة الرؤية يكون من حيث تجدد المرئي، وهذا يكون بمشيئة الله.
وكذلك سمع الله للمسموعات، فالله يسمع كلام نفسه، أزلاً وأبداً ودائما متى تكلم الله فالله يسمع صوت نفسه، وكذلك يسمع أصوات المخلوقات والتي لا تكون إلا بمشيئته تعالى.

الوجه الرابع:أن الله عز وجل يسمع جميع الأصوات، ولا يمكن أن يغيب عن سمعه صوت أبداً، ويرى جميع المرئيات ببصره لا يغيب عنه مرئي.
وما ورد من نفي نظر الله للكفار أو لبعض العصاة فلا يراد بذلك أنه لا يراه، وإنما لا ينظر إليه نظرا مقروناً بالرحمة، وإنما رؤية مقرونة بالغضب، ويعبر عن هذا النوع من النظر بأنه «لا ينظر نظر رحمة وينظر نظر عذاب وغضب».

وما ورد من أحاديث فيها الاستعاذة من دعاء لا يسمع ليس معناه نفي السماع للصوت، وإنما هو نفي سماع الإجابة.

الوجه الخامس:أن الأشاعرة وغيرهم من أهل البدع قد يوافقون أهل السنة في بعض عقائدهم، ولا يكون ذلك ذماً لمن يثبت عقيدة السلف لأن الأشاعرة أو غيرهم من المبتدعة يثبتون تلك العقيدة.
فإثبات الأشاعرة لصفة السمع وصفة البصر وصفة القدرة وصفة الإرادة لا يحملنا على نفي تلك الصفات، أو أن يلحقنا العيب بسبب إثباتها.
فلا عيب أبدا على من أثبت لله صفة السمع وصفة البصر وأثبت أنهما صفتان ذاتيتان على ما سبق توضيحه.
ولكن العيب إذا وافقنا الأشاعرة فيما حرفوه من معاني تلك الصفات التي زعموا إثباتها ، وهذا يتبين بـ:

الوجه السادس:أن الأشاعرة وإن أثبتوا صفة السمع وصفة البصر إلا أنهم يردون ذلك إلى العلم، ويزعمون أن ذلك كان في الأزل ولا يتجدد لله سماع ولا إبصار، ولا يثبتون صفة العينين لله عز وجل، وإن أثبت بعض متقدميهم ذلك فهو إما مع تفويض المعنى، أو وضع قيود مخالفة للشرع.
وجميع ما أحدثه الأشاعرة في صفة السمع وصفة البصر لم يقل به الشيخ عبيد حفظه الله لا منطوقاً ولا مفهوماً، فكيف يفتري ذلك المفتري عليه أنه وافق الأشاعرة؟!!

الوجه السابع:جعل النجار من المعيب على الأشاعرة قولهم بأن صفتي السمع والبصر أزليتان، «ولا يثبتون تجددا, وإنما يثبتون تعلقا» وهذا خلط من النجار، وسوء فهم لعقيدة الأشاعرة في ذلك.
فوصف السمع والبصر بالأزلية حق لا عيب فيه على الأشاعرة، وكذلك إثبات التعلق حق، والتفريق بين التعلق والتجدد في هذا الموضع لا وجه له، لأن التعلق يدخل فيه التجدد، ولكن الباطل في كلام الأشاعرة هو جعلهم التعلق راجعاً للمخلوقات لا إلى الصفة، وعدم إثباتهم حقيقة الصفة، مع أن السماع: تعلّق سمع الله بالأصوات الموجودة وقت وجودها، والإبصار: تعلق الرؤية بالمرئيات وقت وجودها.
فهنا تعلق بالصفة، وتعلق بما تدركه الصفة من مسموع أو مرئي.
فالتجدد في فعل الله السمع والبصر، متعلق بوجود المسموع والمرئي.
وكذلك من باطل الأشاعرة هو تسويتهم بين السمع والبصر في التعريف وإرجاع ذلك إلى العلم حيث قال البيجوري -كما نقله النجار نفسه-:
عن البصر: «وهو صفة أزلية قائمة بذاته تعالى تتعلق بالموجودات الذوات وغيرها».

وقال عن السمع: «وهو صفة أزلية قائمة بذاته تعالى تتعلق بالموجودات: الأصوات، وغيرها كالذوات».
فجعل السمع متعلقا بالموجودات ومنها الذوات التي ليست أصواتاً، كما جعل البصر متعلقا بالموجودات ولم يقصره على المرئيات، وهذا مصير منهم إلى رده للعلم وإن زعموا التفريق، لكن هذه حقيقة إثبات الأشاعرة وهو رد صفتي السمع والبصر إلى العلم.

الوجه الثامن:أن القول بأن صفة السمع قديمة النوع حادثة الآحاد وقول ذلك في البصر بأنه قديم النوع حادث الآحاد لم أره لأحد من العلماء بهذا اللفظ، وإنما يذكرون ذلك في صفة الكلام، ولم يذكروا ذلك في السمع والبصر.
وبينهما فرق ظاهر.
فالمراد بقدم النوع إثبات صفة الكلام في الأزل دون تحديد فرد من أفراد الكلام، مع إثبات تجدد الكلام.
وكلام الله يتعاقب يعقب بعضه بعضاً.
وهذا التعاقب لا يقال في البصر دائما، وإنما يكون التعاقب في ذلك حين تعلقه بالمرئيات المتجددة، أما ما لا يتجدد وهو صفات الله الذاتية كرؤية الله لنوره الذاتي أو ليديه أو قدميه فهذا أزلي لا يقال إنه قديم النوع.

وأما سمع الله فهو أزلي ومتعلق بالمسموعات ومنها سمع الله لكلامه وهو متجدد، ومنها سمع الله لكلام خلقه وهذا بعد إيجاد أصواتهم، فممكن بهذا الاعتبار مقاربة صفة السمع من صفة الكلام من حيث قدم النوع، وتجدد الآحاد، وتعلق ذلك بالمشيئة.
والله أعلم.


==============

فظهر مما سبق مدى الغلو والتنطع الذي وقع فيه ذلك المفتري، وقد أصبح ذلك من عادته؛ كتابة مقالات يرد بها على بعض المشايخ ليبين للناس بزعمه ضعف التأصيل العلمي عندهم، وهو يتضمن قوة التأصيل عنده!! وهذا من الباطل الظاهر.
فهو رجل ضعيف في التأصيل بل عنده أصول وقواعد باطلة في باب صفات الله عز وجل، وفي باب المجمل والمفصل في كلام الناس، وفي باب ذكر حسنات وسيئات أهل البدع، وفي باب الهجر والتبديع والتجريح والتعديل، وعنده إسراف في نقد أهل السنة، وتساهل شديد في تعديل من يعظمه ويعتزي إليه، مع إظهار للحرص على الإنصاف والعدل، والتظاهر بحسن الخلق، وما ذاك إلا مكر منه وخداع.

فطريقته في كتابة المقالات لصد الناس عن الاستفادة من مشايخ سلفيين معروفين مع ثنائه على منحرفين ضالين يدل على أنه صاحب هوى وفتنة.

ولولا ضيق الوقت لتوسعت في الرد عليه، ولبينت أصوله الباطلة، وقواعده البدعية بالتفصيل، لكن يكفي أن ذاك المفتري من مؤيدي بعض رؤوس الخوارج في ليبيا، ويلمع لبعض أنصار داعش ممن يتظاهرون بأنهم ليسوا مع داعش مثل الصادق الغرياني.

فيجب الحذر منه ومن مكره وكيده بأهل السنة.


==============

الخاتمة

هذا المقال كتبته دفاعا عن العقيدة السلفية، وتوضيحاً لهذه القضية المهمة، ثم إنصافا للشيخ عبيد الجابري من تعديات بعض أهل الأهواء.
والشيخ عبيد الجابري من مشايخ السنة المشهورين، وهو بشر يخطئ ويصيب، فما أخطأ فيه يرد عليه خطؤه بالطريقة الشرعية، وما أصاب فيه لا يجوز أن ينتقد فيه، ولا أن يجعل صوابة موضعاً للنقد، فمن انتقده في صوابة وجب ردع المعتدي.

وقد يحصل بين مشايخ السنة خلاف وسوء تفاهم ولا يمنعني هذا من الدفاع بالحق عن الشيخ عبيد الجابري حفظه الله لأبين للسلفيين أن أصحاب المنهج الواحد، والذين ينتمون إلى المنهج السلفي لا يجوز لهم تضخيم هذه الخلافات، ولا جعلها سبباً لتفريق السلفيين، ولا ترك أخي المسلم إذا ظلم أن أدفع عنه الظلم، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يُسْلِمه.

أسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
4/ شعبان/ 1437 هـ
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:18 PM.


powered by vbulletin