َ العَلَّامَةُ الشَّيخُ مُحَمَّدٌ نَاصِرُ الدِّين الأَلْبَانِيُّ – رَحِمَهُ اللهُ -:
أنا أقولُ شيئًا آخَرَ بالإضافَةِ إلى أنَّ التَّظاهُرَ ظاهِرَةٌ فيها تَقلِيدٌ لِلكُفَّارِ في أسالِيبِ استِنكارِهم لِبعضِ القوانِينِ الّتي تُفرَضُ عليهم مِنْ حُكّامِهم، أو إظهارٌ منهم لِرِضا بعضِ تلك الأحكامِ أو القراراتِ،أضيفُ إلى ذلك شيئاً آخَرَ ألَا وهو:
هذه التَّظاهُراتُ الأُروبِيةُ ثُمَّ التَّقلِيديَّةُ مِنَ المُسلِمينَ، ليستْ وَسِيلَةً شَرعِيَّةً لإصلاحِ الحُكمِ، وبالتَّالي إصلاحَ المـُجتَمَعِ،
ومِن هنا يُخطِئُ كُلُّ الجماعاتِ وكلُّ الأحزابِ الإسلامِيَّةِ الَّذينَ لا يَسلُكُونَ مَسلَكَ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم - في تَغييرِ المـُجتَمَعِ، لا يَكُونُ تَغييرُ المُجتَمَعِ في النِّظامِ الإسلامِيِّ بالهِتافاتِ، وبِالصَّيحاتِ، وبالتَّظاهُراتِ،
وإنّما يَكُونُ ذلك على الصَّبرِ على بَثِّ العِلمِ بينَ المُسلمِينَ، وتَربِيَتِهم على هذا الإسلامِ، حتّى تُؤتِي هذه التَّربيَّةُ أُكُلَها، ولو بعدَ زَمَنٍ بعيدٍ،
فالوسائِلُ التَّربوِيَّةُ في الشَّرِيعَةِ الإسلامِيَّةِ تَختَلِفُ كُلَّ الاختِلافِ عنِ الوسائِلِ التَّربوِيَّةِ في الدُّوَلِ الكافِرَةِ،
لهذا أقول باختصارٍ عنِ التَّظاهُراتِ الّتي تَقَعُ في بعضِ البلادِ الإسلامِيَّةِ:
أصلاً هذا خُرُوجٌ عن طريقِ الـمُسلِمِينَ، وتَشبُّهٌ بالكافِرينَ، وقد قال ربُّ العالَـمِينَ: "وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا".
المَصْدَر: من شريط فتاوى جدة رقم 12 .