منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2022, 08:33 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي من قديم مقالاتي: الرد على القرضاوي في ترحمه على طاغوت النصارى البابا يوحنا بولس الثاني

من قديم مقالاتي: الرد على القرضاوي في ترحمه على طاغوت النصارى البابا يوحنا بولس الثاني

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:

فمن المقرر عند أهل السنة والجماعة أن من لم يدخل دين الإسلام ، فإنه كافر مشرك ..

ومن كبار أهل الشرك : اليهود والنصارى وأهل الأوثان والمجوس والملاحدة والباطنية وأشباههم من أهل الإشراك ..

وإن من المقرر شرعاً أن من عرف دين الإسلام فلم يدخل فيه فإن مات على ذلك فإنه خالد مخلد في النار ..

قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

وقال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}

وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

فهؤلاء المشركون مهما عملوا من خير فإنهم يوم القيامة يكون هباء منثوراً ..

قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً}


=================================


والترحم على الكفار حرام مقطوع به ..


قال الله سبحانه وتعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {113} وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ}

والاستغفار هو طلب المغفرة للمشرك ، والله لا يغفر للمشرك ولا يرحمه إذا مات على شركه..

قال النبي -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- : (("استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي. واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي )) . خرجه مسلم في صحيحه.

=================================


وذكر محاسن الكافر التي فعلها لنصرة دينه من الموبقات العظام ، ويخشى على صاحبه الردة عن الإسلام ..


وهذا سؤال وجّه إليّ عقب درسي في شرح سلّم الوصول حول الولاء والبراء وما يتعلق به من ذلك في مسالة التّعزية، فأذكر السؤال أولاً، ثمّ أذكر جوابي عليه، والله الموفق.

س: ما هو ضابط الولاء والبراء، وأوثق عرى الإيمان في التّعزية بمن يموت من الكفار(1)، وكذلك أرجو توجيه نصيحة على أهمية الأمر هذا في حياتنا؛ وخاصة ممّن ينادون بوحدة الأديان؟



الـجـواب:


أولا: من المقرر عند أهل السنة والجماعة أنه لا يجوز الاستغفار ولا الترحم على أهل الكفر والإشراك

قال تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالّذين آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ. وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ}(2) . فالاستغفار والترحم على أهل الإشراك هذا ممّا حرمه الله جلّ وعلا ونهى عنه.

فما فعله بعض من يسمّون بالدعاة أو بالمفكرين ممّن ترحّم على البابا يوحنا بولس طاغية النّصارى، وكبير دعاة الشّرّك في هذا الزمان، فهذا من الخطل في القول، والتخبط في العقيدة، ودلّ على ضعف الولاء والبراء، فإنّ الواجب البراءة من هؤلاء المشركين، وبغض ما هم عليه، وإظهار العداوة لهم؛ أي العداوة الدينية، فإنّه لا محبّة بيننا وبينهم دينية، بل لا بد أن نبغضهم، ونبغض ما هم عليه من الكفر والإشراك(3)، فالترحم على الكافرين من فعل المجرمين، بعد ما بيّن الله جلّ وعلا هذا الأمر بيانًا شافيًا كافيًا محكمًا في كتابه جلّ وعلا ، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ وهو أرحم الأمة طلب من ربه جلّ وعلا أن يستغفر لأمّه؛ وهي أمّ رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم، فلم يأذن له(4)؛ لأنه لا يُستغفر للمشركين، هذه هي المسألة الأوّلى؛ وهي حرمة الاستغفار والترحم على المشركين.


المسألة الثانية : إنّ المشرك إذا كان عمله خيرًا للإنسانية من حيث الإطعام، ومن حيث الدّواء، إذا خلا من قصد التّنصير والإفساد، هذا قد يشكر في الدّنيا على فعله، ويجازيه الله سبحانه وتعالى على عمله في الدّنيا بحيث لا يبقى له في الآخرة شيءٌ {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} ، وقال الله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

فجميع الأعمال التي يعملها المشرك من اليهود والنّصارى والبوذيين وأشباههم؛ مهما كانت هذه الأفعال من خير؛ إذا كانت خيرًا حقًّا، فإنّ الله عزّ وجلّ يجازيه بها في الدّنيا(5)، أمّا إذا مات فلا ينفعه ذلك وهو يوم القيامة خالدًا مخلّدًا في النّار(6)، لا رحمة عليه، ولا رحمه الله، ولا غفر له {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}.


المسألة الثّالثة: إذا كان هذا الكافر ممّا عمل أعمالاً حسنة في دينه هو، لكن هي عند أهل الإسلام من أعظم الشّرّ والفساد؛ فلا يجوز مدحه عليها، وإنّ مدَحه عليها يُخشى عليه الرّدّة من دين الإسلام؛ لأن الواجب أن نكره الكفر والفسوق والعصيان؛ أن نكره الكفر ونبغضه.



قال عليه الصلاة والسلام: ((ثلاث من كن فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواه، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)) (7) .

فالواجب على المسلم أن يكره الكفر، وأن يبغض الكفر، والله جلّ وعلا كرّه هذا إلينا شرعًا {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} ، {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً}، يعني محرمًا مبغوضًا.

فكيف يُمدح طاغية من الطغاة على ما عمله من فساد في دين الإسلام، وكم نصّر هذا الطاغوت بولس وأشباهه من المنصّرين؟! كم نصّروا من إخواننا المسلمين؟! كم أفسدوا في الفلبين؟! كم أفسدوا في أفريقيا؟! كم أفسدوا في تيمور؟! كم أفسدوا في أندونيسيا عمومًا؟! كم أفسدوا؟! كم خرّبوا؟! كم أبطلوا؟! كم ضلّلوا؟! كم أجرموا؟! كل هذا الإجرام ويقوم بعض الناس وهو يوسف القرضاوي ويثني على هذا الطاغوت(8) بسبب أعماله الكفرية الشّركية التي يمدحها عليها أهل دينه (9) .

هل القرضاوي صار من أهل دين النّصارى حتى يمدحه على تلك الأفعال؟!!

إنّ المسلم ليحزن حين يسمع من بعض من يتصدر للإفتاء، أو من يتكلم في الشّريعة، ويتكلم بهذا الكلام الكفري، والله إنّ هذا الرجل قد نطق بالكفر.

ولكن نحن نقول: لعل الأمر مشتبه عليه، لعل عنده من التلبيس، من الجهل، ما جعله يقول بهذا(10)، كما هو عند كثير من دعاة الإخوان المسلمين حين يدعون إلى تقارب الأديان، وإلى الملّة الإبراهيمية، وإلى محبّة اليهود والنّصارى، وقد قال بهذا جماعة من كبار الإخوان، كحسن البنّا(11)، وحسن الهضيبي، وعمر التّلمساني، ويوسف السّباعي(12)، وأبو الأعلى المودودي، وسيّد قطب(13)، وغير ذلك(14)، مع أن سيّد قطب يكفّر المسلمين الّذين يراهم على خلاف عقيدته [في الحاكمية] ؛ مع ذلك هو في باب الولاء والبراء مع اليهود والنّصارى ساقط، عداوته [عداوة] حرب، عداوته يعني خصام، [كما صرح بذلك في عدة مواطن في الظلال]

وكما صرّح بذلك عن نفسه يوسف القرضاوي، قال: نحن لا نقاتلهم لأنّهم يهود، لا نقاتلهم لأنّهم كفار، نقاتلهم من أجل الأرض، نقاتلهم لأنّهم اغتصبوا، هذا كلام يوسف القرضاوي(15) وأشباهه من الإخوان المسلمين، فهم لا يفقهون حقيقة الولاء والبراء، لا يفهمون حقيقة التّوحيد؛ لذلك يتخبّطون، ونحن لا نكفّرهم، حتى نبيّن لهم الحقيقة، نبيّن لهم منهج السلف، لأنّهم مغترون بأنفسهم، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حذّر من هؤلاء، علماء الضّلال في آخر الزّمان، عمومًا هذا الأمر الثّالث وهو أنه لا يجوز أن يُمدح النّصراني، أو يُذكر أنّ من فضائله ما قام به من تنصير وإفساد في الأرض، هذا من الغُبن والفجور، وهذا من الكفر، هذا الفعل من الكفر.



المسألة الرابعة : أنّ التّعزية ليس من أجل الميّت؛ إنما هي شرعت من أجل أهل الميّت، إنما هي من أجل أهل الميّت أو قوم الميّت، فباب التّعزية يختلف عن باب الترحم، أو عن باب الثّناء على الشخص الميّت(16)، التّعزية هي المواساة.


فنحن لمّا نعزّي أهل الميّت نواسيهم في فقيدهم، ونصبّرهم، وهذا فيه مقاصد شرعية، بالنّسبة لتعزية المسلم نخفف عنه المصيبة.


تعزية الكافر وقع فيها خلاف بين العلماء، أجازها أكثر العلماء، يجوز تعزية الكافر، التّعزية في الكافر، يعني أهل الكافر نعزيه، ومقصود هذه التّعزية يكون الدّعوة إلى الله(17) ، فإذا عزيته في المصيبة، وذكّرته بالموت؛ لأنّ الموت أعظم واعظ، وأعظم مذكّر، والموت له هيبة، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان جالسا ذات يوم فمرّت جنازة يهودي فقام(18)، فعلل هذا أنه قام من أجل الموت(19)، وعِظم الموت، لا من أجل الميّت، فالموت وهو قبض الروح، وهو فعل الملَك، هذا أمر عظيم يذكّر بأمر الآخرة، علمًا بأن القيام إلى الجنازة قد نُسخ في شريعتنا(20).




وزيارة قبور المشركين للتّذكّر(21)، وتبشيرهم بالنار أمر مشروع ؛ كما قال -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- : ((حيثما مررت بقبر كافر فبشّره بالنّار)) (22) .

فنحن لما نعزّي الكافر، يكون المقصد الأوّل في تعزية أهله الدّعوة إلى الإسلام، والتّذكير بالموت ، وأنّك ستموت فاعمل خيرًا فيما بقي من عمرك، حتى يكون دعاية له إلى الإسلام، أو دعوة له إلى الإسلام هذا من مقاصد تعزية الكافر.



ثانيا: يدخل في باب البرّ [وهذا خاص بغير المحاربين للدولة المسلمة] ، الّذي هو من أسباب أيضًا تأهيل الكافر للدّخول في الإسلام، فلمّا يرى من أخلاق المسلمين أنّه يواسي هذا الكافر في المصيبة، يساعده في هذه المصيبة، يكون داعيًا إليه ليعرف أنّ أخلاق المسلمين ليست مبنية على الغلظ والجفاء، والعداوة المطْلقة، العداوة الدينية أمرها هذا مقطوع، ومقطوع فيه لا شك فيه، الكلام على الأمر الدنيوي، فيكون من باب التّرغيب في الدخول في الإسلام.

هذا الأمر الثّاني؛ يعني يجتمع مع الأمر الأوّل في اشتراكه في الدّعوة، لكن يكون مقصوده تحسين صورة الإسلام، وبيان أنّه ليس دين الجفاء ودين العداوة المطْلقة، أنّ فيه سماحة، أنّ فيه يسرًا، لكن مضبوط بالشّرع.



الأمر الثّالث في تعزية الكفار؛ هذا يتعلق بسياسة الدّول الإسلامية أو الدّولة المسلمة؛ فيه يعني دفع للشّرّ، وجلب للخير لبلاد المسلمين ، فكما أنّهم يعزون في أمواتنا فنحن نقابل برّهم ببرّنا، لا نترحم عليهم، ولا ندعو له بالمغفرة ونحو ذلك؛ كما فعل القرضاوي وأشباهه، إنما نحن نعزّيهم فيه بمصيبتهم؛ يعن نخفّف المصيبة الواقعة عليهم، فهذا أيضًا فيه تحسين لصورة الدّولة المسلمة.


هذه الأسباب الثّلاثة تكون فيها مشروعية التّعزية، لكن دون ترحّم على الميّت، دون ذكر فضائله الكفرية، لو ذَكرْت فضائله الإنسانية التي لا علاقة لها بالتّنصير إن وجدت، أنا لا أعتقد أو لا أظنّ أنّ عند هذا الطاغوت بولس أي عمل خير(أي) عمل خير للإنسانية مطلقًا، إنما كان هدفه التنصير .

لكن بعض النّصارى من عامة الناس قد يفعلون هذا، يعني بعض الناس في الأردن ـ علمت ذلك من بعض الإخوة ـ أنّ أحد النّصارى شارك في بناء مسجد؛ دفع مالاً من ماله الحلال لبناء مسجد، مساعدة في بناء مسجد، يقبل هذا منه، فأقول: إن النّصارى قد يفعلون بعض الخير، ويجازيهم الله عزّ وجلّ على هذا في الدّنيا، ويوم القيامة خالدين مخلدين في النّار، فنحن إذا عزّينا في الكافر، يجوز لنا أن نذكر مثل هذا عند تسلية مصابه، مصاب أهله، أما أن يُذكر بالرحمة أوالمغفرة، أو يُذكر بفضائله للفساد، فهذا لا شك أنّه من المنكرات، والمحرّمات،ومما ينافي الولاء والبراء.


أنبّه أخيرًا: البابا بولس الثاني قد يكون عنده أشياء للإنسانية، أنا ما أنفي عنه هذا، لأني لست متابعًا لأحواله، لكن كان طاغوت النّصرانية في هذا الزّمان وكبيرهم، ويدّعي الألوهية، ويدّعي أشياء كثيرة، وهو نصراني خبيث دعا للشرك، وسبب للفتنة بين المسلمين في بلدان كثيرة، وسلّط النّصارى في تيمور وغيرها على المسلمين، فله جهوده الكبيرة في الفساد في الأرض والإجرام، نسأل الله جلّ وعلا أن يطهّر بلاد المسلمين والعالم أجمع من أهل الشّرّ و الفساد.


انتهى الجواب، وهذا تعليق بعض طلابي القدامى على جوابي:


الحواشي



(1) نعم الكفار بجميع أشكالهم وأصنافهم ومسمياتهم، وسواء كانوا يهودًا أو نصارى، لا كما يزعم بعض من طمس الله بصرهم وبصائرهم بقوله:" نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجه آخر "، فيخالف النصوص المستفيضة في كتاب الله التي تحكم عليهم بأنهم كفرة وإن كانوا من اليهود والنصارى؛ من مثل قوله عزّ وجلّ:" لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ.... " [المائدة : 17]، وقوله:" لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [المائدة : 73]، وقوله: " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ " [التوبة : 30]، وغيرها كثير وكثير جدًا.


(2) سبب نزول الآيات هو ما أخرجه البخاري في "صحيحه"(3884) عن سعيد بن المُسيّب عن أبيه قال: أنّ أبا طالب لما حضرته الوفاة، دخل عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم، وعنده أبو جهل، فقال:" أي عم قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاجّ لك بها عند الله "، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملّة عبد المطلب. فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:" لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك "، فنزلت " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالّذين آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ "، ونزلت " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ".


(3) وهذا كلّه يجمعه قوله عزّ وجلّ: " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " [الممتحنة : 4]


(4) وذلك فيما رواه مسلم(976) وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلّى الله عليه وسلّم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال:" استأذنت ربي في ان أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت " .


قال النووي شارحا هذا الحديث:" فيه: جواز زيارة المشركين في الحياة، وقبورهم بعد الوفاة، لأنه إذا جازت زيارتهم بعد الوفاة، ففي الحياة أولى وقد قال الله تعالى:" وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً " . وفيه: النهي عن الاستغفار للكفار، قال عياض: سبب زيارته صلّى الله عليه وسلّم قبرها أنّه قصد قوة الموعظة والذكرى بمشاهدة قبرها، ويؤيده قوله صلّى الله عليه وسلّم :" فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت ".


واعلم أنّ ما يخالف هذا الحديث من إحياء الله لابوي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فكذب مختلق لا يصح نسبته إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم. فانظر" أدلة معتقد أبي حنيفة في أبوي الرسول صلّى الله عليه وسلّم " لعلي القاري، و" رفع الاستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار "(ص23 ـ 26) ففيه فوائد فرائد.


(5) وفي تقرير هذا المعنى جاءت الأحاديث الكثيرة، فقد روى مسلم(2808) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: " إنّ الله لا يظلم مؤمنا حسنة. يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة. وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا. حتى إذا أفضى إلى الآخرة. لم يكن له حسنة يجزى بها ".


قال النووي:" أجمع العلماء على أن الكافر الذي مات على كفره لا ثواب له في الآخرة، ولا يجازى فيها بشيء من عمله في الدنيا متقربا إلى الله، وصرح في هذا الحديث بأن يطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات، أي:بما فعله متقربا به إلى الله تعالى مما لا يفتقر صحته إلى النية، كصلة الرحم، والصدقة، والعتق، والضيافة، وتسهيل الخيرات، ونحوها ".


وقد ذكر العلامة الألباني هذا الحديث في "السلسلة الصحيحة"(53)، وقال معلقًا عقبه بما نصه:

" تلك هي القاعدة في هذه المسألة: أنّ الكافر يجازى على عمله الصالح شرعًا في الدنيا، فلا تنفعه حسناته في الآخرة، ولا يخفّف عنه العذاب بسببها، فضلاً أن ينجو منه...".

(6) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وكثيرة جدًا مثل:


1) ما أخرجه مسلم في "صحيحه"(214) عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين. فهل ذاك نافعه؟ قال صلّى الله عليه وسلّم: (( لا ينفعه. إنه لم يقل يوماً: ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين )) وهو في السلسلة الصحيحة (249).


2) ما جاء في"السلسلة الصحيحة"(2927) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلّى الله عليه وسلّم: هشام بن المغيرة كان يصل الرحم، ويقري الضيف، ويفك العناة، ويطعم الطعام، ولو أدرك أسلم؛ هل ذلك نافعه؟ قال صلّى الله عليه وسلّم:" لا، إنه كان يعطي للدنيا وذِكرها وحمدِها، ولم يقل يومًا قطُّ: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ".


3) وما جاء أيضًا في"السلسلة الصحيحة"(3022) عن ابن عمر رضي الله عنه قال : ذُكر حاتم عند النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال:" ذاك رجلٌ أراد أمرا فأدْرَكَهُ ". يعني: حاتماً الطائي.


(7) متفق عليه.


(8) فقد جاء في "برنامج الشريعة والحياة" التي بثته قناة الجزيرة القطرية بالتاريخ النصراني 3/4/2005م عن القرضاوي ما نصه:


" فقد جرت عاداتنا في هذا البرنامج أن نتحدث عن أعلام العلماء من المسلمين حينما ينتقلون من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة، ونحن اليوم على غير هذه العادة نتحدث عن عَلم ولكن ليس من أعلام المسلمين، ولكنه عَلم أعلام المسيحية؛ وهو الحَبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يُشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية.

لقد توفي بالأمس، وتناقلت الدنيا خبر هذه الوفاة، ومن حقنا أو من واجبنا!!! أن نقدم العزاء إلى الأمة المسيحية وإلى أحبار المسيحية في الفاتيكان وغير الفاتيكان من أنحاء العالم، وبعضهم أصدقاء لنا، لاقيناهم في أكثر من مؤتمر وأكثر من ندوة وأكثر من حوار، نقدم لهؤلاء العزاء في وفاة هذا الحَبر الأعظم الذي يختاره المسيحيون عادة اختيارا حرا، نحن المسلمين نحلم بمثل هذا؛ أن يستطيع علماء الأمة أن يختاروا يعني شيخهم الأكبر أو إمامهم الأكبر اختيارا حرا وليس بتعيين من دولة من الدول أو حكومة من الحكومات، نقدم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تذكر وتشكر له، ربما يعني بعض المسلمين يقول: أنه لم يعتذر عن الحروب الصليبية وما جرى فيها من مآسي للمسلمين كما اعتذر لليهود، وبعضهم يأخذ عليه بعض أشياء، ولكن مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته وكان له مواقف سياسية يعني تُسجل له في حسناته مثل موقفه ضد الحروب بصفة عامة.


فكان الرجل رجل سلام وداعية سلام، ووقف ضد الحرب على العراق، ووقف أيضا ضد إقامة الجدار العازل في الأرض الفلسطينية وأدان اليهود في ذلك، وله مواقف مثل هذه يعني تُذكر فتشكر.. لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه!!! بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلّف من عمل صالح أو أثر طيب، ونقدم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيرا " !!!.


قلت: يا ليت أنّ هذا الكلام أو بعض بعضه قلته يا قرضاوي في حقّ العلماء الربانيين الذين ذبّوا عن دين الإسلام، وشريعة خير الأنام محمّد عليه أفضل الصّلاة وأتمّ السّلام،كأمثال العلامة الألباني، والعلامة ابن باز، والعلامة العثيمين، والعلامة الوادعي رحمهم الله، ولكن كما قال آخرهم:" أحسن الله عزاءنا فيك يا قرضاوي".


(9) أقول لعلّ هذا نابع من كثرة إطلاق القرضاوي لفظ (الأُخُوة) على النصارى الكفرة المحادّين لله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، فقد قال هداه الله للصواب والإذعان للحقّ:" فكل القضايا بيننا مشتركه فنحن أبناء وطن واحد، مصيرنا واحد, أمتنا واحدة، أنا أقول عنهم: إخواننا المسيحيين، البعض ينكر علي هذا كيف أقول إخواننا المسيحيين " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " نعم نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجه آخر "، ويقول:" إن بعض ما نراه من التعصب لدى بعض المسلمين قد يكون رد فعل لتعصب آخر من إخوانهم ومواطنيهم من غير المسلمين " ويقول:" إذا كان الإخوة المسيحيون يتأذون من هذا المصطلح, فليغير أو يحذف "، ويقول: " ومما لا أنساه في هذا المؤتمر: أن أحد إخواننا الأقباط تكلم في هذا المؤتمر ".


قال هذا وغيره كثير في كتبه ولقاءاته مثل:" الخصائص العامة للإسلام "(ص90ـ 92) و"ملامح المجتمع المسلم" (ص 138ـ 139)، وما بثّته قناة الجزيرة القطرية في برنامجها "الشريعة والحياة"، وقد كانت الحلقة بعنوان:"غير المسلمين في ظل الشريعة الإسلامية" بتاريخ 12/10/ 1997م بالنصراني.


(10) نعم وهكذا هم أهل السنّة السّنيّة، كما يقول عنهم شيخ الإسلام رحمه الله:" أهل السنة أعلم الخلق بالحقّ، وأرحم الخلق بالخلق "، فلا يكفّرون إلا من قامت عليه الحجة وبانت له المحجة، ويعذرون بالجهل حتى من يُشار إليهم بالبنان أنّهم من العلماء والمفكرين، فما بالكم بالحكام الذين يدندن حولهم المكفرون بأنّهم على قدر من العلم بحيث أنّ الحجة مقامة عليهم بداهة، فاعتبروا بالقرضاوي وجهله في أخص وأهم مسائل الولاء والبراء يا أولي الألباب.

أمّا أهل البدع فلا يتورّعون عن تضليل أهل السنّة، بل تكفيرهم بأدنى الشُّبه، بل استباحة دمائهم وأعراضهم، والتاريخ خير شاهد.


(11) فقد قال أمام لجنة التحقيق البريطانية الأمريكية لبحث القضية الفلسطينية ما نصه:


" ... والناحية التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية، لأن هذه النقطة قد لا تكون مفهومة في العالم الغربي، ولهذا فإني أحب أن أوضحها باختصار، فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية ، لأن القرآن الكريم حضّ على مصافاتهم ومصادقتهم، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية، وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقا...". "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ"(1/409 ـ 410).


وقال:" وليست حركة الإخوان موجهة ضد أي عقيدة من العقائد أو دين من الأديان أو طائفة من الطوائف، إذ أنّ الشعور الذي يهيمن على نفوس القائمين بها أنّ القواعد الأساسية للرسالات جميعا قد أصبحت مهددة الآن بالإلحادية، وعلى الرجال المؤمنين بهذه الأديان أن يتكاتفوا ويوجهوا جهودهم إلى إنقاذ الإنسانية من هذا الخطر، ولا يكره الإخوان المسلمون الأجانب النزلاء في البلاد العربية والإسلامية، ولا يضمرون لهم سوء، حتى اليهود المواطنين لم يكن بيننا وبينهم إلا العلائق الطيبة ". " قافلة الإخوان" للسيسي (1/311).


غيره كثير،فانظر"العواصم ممّا في كتب سيّد قطب من القواصم" للعلامة ربيع المدخلي، و"القطبية هي الفتنة فاعرفوها" لأبي إبراهيم العدناني(ص59)، و"الطريق إلى الجماعة الأم" (ص172 ـ 173).


(12) فقد قال، ولبئس ما قال:" فليس الإسلام دينا معاديا للنصرانية حتى يكون النص عليه عداء لها، بل هو معترف بها ومقدس لسيدنا المسيح عليه السّلام، بل هو الدين الوحيد من أديان العالم الذي يعترف بالمسيحية وينزه رسولها الكريم وأمه البتول، وقد أمر القرآن الكريم أتباعه أن يؤمنوا بالأنبياء جميعا ومنهم عيسى عليه السّلام ، فأين العداء وأين الخصام بين الإسلام والمسيحية ؟!


أو ليس النص على أن الإسلام دين الدولة الرسمي يتضمن أنّ المسيحية دين رسمي للدولة باعتبار الإسلام معترفا بها ومحترما لها ؟


وأما توهم الانتقاص من المسيحيين، والامتياز للمسلمين، فأين الامتياز؟


أم في الحقوق المدنية والتساوي في الواجبات؟ والإسلام لا يفرق بين مسلم ومسيحي فيها، ولا يعطي للمسلم في الدولة حقا أكثر من المسيحي، والدستور سينص على تساوي المواطنين جميعا في الحقوق والواجبات؟

إني سأضع أمام القراء وأمام أبناء الشعب جميعا نص المادة المقترحة في هذا الشأن ليروا بعد ذلك أي خوف منها وأي غبن يلحق المسيحية فيها.

1) الإسلام دين الدولة .

2) الأديان السماوية محترمة ومقدسة.

3) الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية.

4) المواطنون متساوون في الحقوق لا يحال بين مواطن وبين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة.

إنّي أسأل المنصفين جميعا وخاصة أبناء الطوائف الشقيقة: إذا كانت المادة التي تنص أن دين الدولة الإسلام هي التي تتضمن هذه الضمانات كلها، فأين الخوف، وأين الغبن؟ وأين الامتياز للمسلمين؟ وأين الانتقاص لغيرهم؟

فانظر"مصطفى السّباعي رجل فكرة وقائد دعوة"(93 ـ 98)، و"العواصم ممّا في كتب سيّد قطب من القواصم" للعلامة ربيع المدخلي.

(13) فقد قال: " ولا بد للإسلام أن يحكم، لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معا مزيجا كاملا يتضمن أهدافهما جميعا ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال ". " معركة الإسلام والرأسمالية"(ص 61).


(14) من أمثال:


1) الغزالي، حيث قال:" إنّ هناك أسسًا لجمع المنتسبين إلى الأديان في صعيد واحد، وهي تجمع بين اليهودي والنصراني والمسلم على أنّهم إخوة سواء بسواء.... ومع ذلك التاريخ السابق، فإننا نحب أن نمد أيدينا، وأن نفتح آذاننا وقلوبنا إلى كل دعوة تؤاخي بين الأديان وتقرب بينها، وتنزع من قلوب أتباعها أسباب الشقاق. إننا نقبل مرحبين كل وحدة توجه قوى المتدينين إلى البناء لا الهدم، وتذكرهم بنسبهم السماوي الكريم، وتصرفهم إلى تكريس الجهود لمحاربة الإلحاد والفساد.... إننا نستريح من صميم قلوبنا إلى قيام اتحاد بين الصليب والهلال....". "من هنا نعلم"(ص53 ـ 66)، وانظر "كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها" للعلامة ربيع المدخلي.

2) الترابي، حيث قال:" إنّ الوحدة الوطنية، تشكل واحدة من أكبر همومنا، وإننا في الجبهة الإسلامية نتوصل إليها بالإسلام على أصول الملة الإبراهيمية، التي تجمعنا مع المسحيين بتراث التاريخ الديني المشترك، وبرصيد تاريخي من المعتقدات والأخلاق وإننا لا نريد الدين عصبية عداء ولكن وشيجة إخاء في الله الواحد " . "مجلة المجتمع الكويتية" الإخوانية (العدد:736 ) في 8/10/1985م .


(15) كما في حديثه لجريدة الراية القطرية (عدد:4696) بتاريخ 24 شعبان 1415هـ.


(16) وقد أولعت فرقة الإخوان المسلمين ببدعة فرعونية؛ ألا وهي تأبين الميت، فلعل فعل القرضاوي هذا من جرّاء تأثره بهذه البدعة.


وقد سئل الإمام العلامة ابن باز عن أصل التأبين، ودليل مشروعيته، فأجاب بما نصّه:


" أولا: الأصل فيها أنها عادة فرعونية، كانت لدى الفراعنة قبل الإسلام، ثم انتشرت عنهم وسرت في غيرهم ، وهي بدعة منكرة لا أصل لها في الإسلام، ويردّها ما ثبت من قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".

ثانيا: تأبين الميت ورثاؤه على الطريقة الموجودة اليوم من الاجتماع لذلك والغلو في الثناء عليه لا يجوز؛ لما رواه أحمد وابن ماجة وصححه الحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال:" نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن المراثي، ولما في ذكر أوصاف الميت من الفخر غالبا وتجديد اللوعة وتهييج الحزن.



وأما مجرد الثناء عليه عند ذكره، أو مرور جنازته أو للتعريف به بذكر أعماله الجليلة ونحو ذلك مما يشبه رثاء بعض الصحابة لقتلى أحد وغيرهم فجائز؛ لما ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرًا؛ فقال صلّى الله عليه وسلّم:" وجبت "، ثم مروا بأخرى، فأثنوا عليها شرا؛ فقال صلّى الله عليه وسلّم: "وجبت "، فقال عمر رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال صلّى الله عليه وسلّم:" هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض ". "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة"(13/398 ـ 400).

(17) نعم الأصل في زيارتهم، وعيادة مرضاهم، ونحو ذلك، أن يكون المقصد فيه الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وقد وُجّه سؤال لاللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حول تعزية الكافر القريب، فكان الجواب بما نصه:


" إذا كان قصده من التعزية أن يرغبهم في الإسلام فإنه يجوز ذلك، وهذا من مقاصد الشريعة، وهكذا إذا كان في ذلك دفع أذاهم عنه، أو عن المسلمين؛ لأن المصالح العامة الإسلامية تغتفر فيها المضار الجزئية.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس

عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.


"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء"(9/132).


* وقد سئل العلامة محمد بن صالح العثيمين عن حكم تعزية الكافر، فأجاب بما نصّه:


" المسألة الثانية: تعزية الكافر إذا مات له من يعزى به من قريب أو صديق. وفي هذا خلاف بين العلماء فمن العلماء من قال: إنّ تعزيتهم حرام، ومنهم من قال: إنها جائزة. ومنهم من فصّل في ذلك فقال: إن كان في ذلك مصلحة كرجاء إسلامهم، وكف شرهم الذي لا يمكن إلا بتعزيتهم، فهو جائز وإلا كان حراماً.


والراجح أنّه إن كان يفهم من تعزيتهم إعزازهم وإكرامهم كانت حراماً، وإلا فينظر في المصلحة. "مجموع فتاوى ابن عثيمين"(2/304).


* وقد أورد العلامة الألباني حديث وفاة أبي طالب، وأمره عليًا بدفنه، ثم علّق عليه بقوله:


" ومن الملاحظ في هذا الحديث أن البّنيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يُعزِّ علياً بوفاة أبيه المشرك، فلعله يصلح دليلاً لعدم شرعية تعزية المسلم بوفاة قريبه الكافر، فهو من باب أولى دليل على عدم جواز تعزية الكفار بأمواتهم أصلاً ". "أحكام الجنائز وبدعها"(ص169).


(18) أحاديث القيام للجنازة كثيرة، وبعضها في الصحيحين، كحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: مرت جنازة فقام لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقمنا معه، فقلنا: يا رسول الله إنّها يهودية، فقال:" إنّ الموت فزع فإذا رأيتم الجنازة فقوموا ". متفق عليه.


(19) هذا بعض التعليلات التي عُلّل بها القيام للجنازة كما مرّ معك من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه المتفق عليه:" إنّ الموت فزع فإذا رأيتم الجنازة فقوموا ". وهناك بعض التعليلات ومنها:

1) أنّ سبب القيام كان للملائكة، وذلك لم رواه النسائي(1929) بإسناد صحيح عن أنس رضي الله عنه أنّ جنازة مرت برسول الله فقام، فقيل: إنها جنازة يهودي، فقال:" إنما قمنا للملائكة".


2) أن سبب القيام للجنازة هو كونها نفسًا، وذلك للحديث المتفق عليه، فعن سهل بن حنيف وقيس بن سعد قالا: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرت به جنازة فقام، فقيل له إنها جنازة يهودي. فقال:" أليست نفسا؟". وانظر غير مأمور"تهذيب السنن" ( 4/313).


(20) هذا هو الحق في هذه المسألة؛ وهو أنّ القيام للجنازة نسخ بنوعيه؛ وهما:


1) قيام الجالس إذا مرت به.

2) قيام المشيّع لها عند انتهائها إلى القبر حتى توضع على الأرض.
وقد ساق العلامة الألباني في كتابه العُجاب "أحكام الجنائز وبدعها"، الأدلة المتوافرة على نسخ القيام للجنازة، فانظرها(ص100 ـ 101).


(21) قال العلامة الألباني في الفقرة(118) من كتابه النافع الماتع "أحكام الجنائز": " ويجوز زيارة قبر من مات على غير الإسلام للعبرة فقط "، ثم ذكر حديثين فيهما زيارة الرسول صلّى الله عليه وسلّم قبر أمّه.


(22) فقد اخرج ابن ماجة(1573) عن ابن عمر رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّ أبي كان يصل الرحم، وكان وكان، فأين هو؟ قال:" في النار ". فكأنّه وجد من ذلك فقال: يا رسول الله! فأين أبوك، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار "، قال: فأسلم الأعرابي بعد وقال: لقد كلفني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تعبًا؛ ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار.


وقد خرج العلامة الألباني هذا الحديث من وجه آخر في "السلسلة الصحيحة"(18)، وقال عقبه رحمه الله:

" وفي هذا الحديث فائدة هامّة أغفلتها عامة كتب الفقه، ألا وهي مشروعية تبشير الكافر بالنار إذا مرّ بقبره، ولا يخفى ما في هذا التشريع من إيقاظ المؤمن، وتذكيره بخطورة جرم هذا الكافر، حيث ارتكب ذنبًا عظيمًا تهون ذنوب الدنيا كلّها تجاهه ولو اجتمعت، وهو الكفر بالله عزّ وجلّ والإشراك به، الذي أبان الله تعالى عن شدّة مقته إياه حين استثناه من المغفرة فقال:" إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ "، ولهذا قال صلّى الله عليه وسلّم:" أكبر الكبائر أن تجعل لله ندًّا وقد خلقك " متفق عليه.


وإنّ الجهل بهذه الفائدة ممّا أدى ببعض المسلمين إلى الوقوع في خلاف ما اراد الشارع الحكيم منها؛ فإننا نعلم أنّ كثيرا من المسلمين يأتون بلاد الكفر لقضاء بعض المصالح الخاصة أو العامة، فلا يكتفون بذلك، حتى يقصدوا زيارة بعض قبور من يسمّونهم بعظماء الرجال من الكفار! ويضعون على قبورهم الأزهار والأكاليل، ويقفون أمامهم خاشعين محزونين؛ مما يُشعر برضاهم عنهم، وعدم مقتهم إياهم؛ مع أنّ الأسوة الحسنة بالأنبياء عليهم السّلام تقضي خلاف ذلك؛ كما في هذا الحديث الصحيح، واسمع قول الله عزّ وجلّ:" قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً " الآية.

هذا موقفهم منهم وهم أحياء، فكيف وهم أموات؟! ".



وصلِّ اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم


كتبه: د. أسامة بن عطايا العتيبي
3/ 3/ 1426هـ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 AM.


powered by vbulletin