التحذير من الصعفوق المتعالم المدعو "أبو بكر عبد الله أبو بلال السوداني"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد أرسل أحد الإخوة الفضلاء مقالا لشخص مجهول عندي يقال له "أبو بكر عبدالله أبو بلال" بعنوان: "تنبيه العقلاء على بعض المسالك الخطيرة في التنفير من العلماء"، فلما قرأته وجدت فيه عدة أباطيل، وجملة من التأصيلات الباطلة، ووجدت فيه ما يدينه أساسا.
فمن ضمن كلامه أن له كتابة حول "أصل فتنة الصعافقة"، ومن ضمن المقال يدافع عن الدكتور عبدالله البخاري ويروج له، وكذلك يحط من قدر أخينا الشيخ عبدالله الأحمد حفظه الله.
كما فعل صنوه في الصعفقة أسعد السوداني الملقب زورا بالأثري.
1- وهذا المتعالم يتكلم فيما لا يحسنه، وأقول له: بأي صفة تتكلم وتؤصل لهذه الأمور، وتنبه الناس وأنت لست أهلا لذلك، ولست مرجعا يرجع إليه يا زول؟!
قال المتعالم أبو بكر عبدالله أبو بلال السوداني: "فياحبذا لوبينت لنا ترجمة الشيخ عبدالله الأحمد ودراسته وتدريسه للعلم الشرعي إن وجد أوذكرت لنا مؤلفاته أو مقالاته في غير فتنة الصعافقة إن وجدت أو ذكرت لنا تزكيات أهل العلم له بأنه من المشايخ الكبار الذين لايتقدم عليهم ويرجع إليهم في مثل هذه الأمور العظيمة حتى نعرف منزلته الحقيقية ولانبخسه حقه ولانرفعه فوق منزلته".
فهل أنت يا صعفوق من المشايخ الكبار الذين لايتقدم عليهم ويرجع إليهم في مثل هذه الأمور العظيمة؟!
فأنت أحق بأن توجه لنفسك كلامك هذا: فإذا تبيّن ذلك فينبغي علينا ألا نغتر بهذه الأسماء والكتابات التي فيها اللمز والغمز في العلماء الأكابر وألا نرفع أهلها لمنزلة العلماء أو كبار المشايخ حتى يثبت لهم ذلك.
2- ما يتعلق بموضوع الدكتور عبدالله البخاري لا أخوض فيه من ناحية التحذير وعدمه حتى لا يستغل ذلك في الشكوى في المحاكم، لكن من الناحية العلمية قد رددت عليه في جملة كبيرة من أخطائه في تحقيقه لأصول السنة لابن أبي زمنين..
وأنت جعلت الدكتور البخاري في سياق واحد مع الشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ محمد بن هادي والشيخ فركوس والشيخ سليمان الرحيلي وهذا عبث وضلال منك وجهل عظيم بأقدار الناس.
فأنت يا زول ترفع الدكتور البخاري فوق منزلته، وتنفخ فيه، وتقلد بعض المشايخ في رفعه فوق منزلته..
فالشيخ أحمد بازمول قال عنه الشيخ أحمد النجمي إنه علامة، وقال عنه الشيخ ربيع إنه عالم، ومع ذلك لم تشفع له هذه التزكيات عند الصعافقة، وشوهوا سمعته في العالم، وصاروا يعاملونه كما يعاملون أهل البدع، فأي سلفية عند هؤلاء الصعافقة؟!
فلو قلتُ لك يا زول: الشيخ أحمد بازمول علامة، وممن يرجع إليه في هذه القضايا، وهو من الشيوخ الأفاضل في منزلة الشيخ ربيع والشيخ عبيد فهل ستقبل أنت هذا الكلام أيها المتعالم؟!
3- قال الجاهل المتعالم أبو بكر عبدالله أبو بلال السوداني: [من المسالك الخطيرة نقل كلام الأصاغر في التنفير والطعن في الأكابر، ولا أعني بالأصاغر أهل البدع وإنما أعني بالأصاغر العوام وطلاب العلم الذين هم صغار في علمهم ومنزلتهم بالنسبة للعلماء الأكابر، فلو فتح هذا الباب لتجرأ هؤلاء على أهل العلم الأكابر، فإذا تبين خطورة هذا المسلك فإنّ احتجاجك بكلام الأحمد ووضعك له مع العلامة محمد بن هادي والعلامة سليمان الرحيلي في سياق واحد قد يفهم منه الإخوة أن الأحمد في منزلة واحدة مع هؤلاء العلماء أو في منزلة قريبة منها، وأنه يقبل كلامه في العلماء كالشيخ ربيع والشيخ عبدالله البخاري، وهذا من الخلل في مسألة تنزيل الناس منازلهم واعتبار مقاماتهم]
كلامك هذا فيه عدة مخالفات لمنهج السلف:
المخالفة المنهجية الأولى في كلامك هذا: أنك تجعل من دون العلماء الأكابر من الأصاغر، وهذا جهل وضلال.
فالعلماء على مراتب منهم العالم الكبير، ومنهم من هو دونه وهو عالم كبير أيضا، ومنهم من هو عالم ولا يقال له كبير، ومنهم من هو طالب علم كبير، ومنهم من هو دون ذلك، كما يعرفه أهل العلم..
فالعلماء على مراتب، وطلاب العلم على مراتب..
فوصفك لمن دون الأكابر بأنهم أصاغر جهل وضلال..
وعلى كلامك أنت من الأصاغر فاسكت يا صغير..
المخالفة المنهجية الثانية في كلامك هذا: وصفك لأهل العلم الذين دون العلماء الأكابر بالأصاغر بدعة ردية، ووصف خبيث قبيح لعلماء السنة ودعاتها الأفاضل الذي يوصفون بالعلم والفضل ولم يبلغوا مرتبة الأكابر..
فما أقبح الجهل وما أقبح حال الجهال!
المخالفة المنهجية الثالثة في كلامك هذا: جعلك ذكر العالم في سياق الأكابر يقتضي التسوية، وهذا جهل عريض.
فحروف العطف لا تعني التسوية إلا إذا دلت القرينة على ذلك.
فخطؤك المنهجي هذا بناء على خطئك اللغوي ..
المخالفة المنهجية الرابعة في كلامك هذا: زعمك أن العالم أو طالب العلم الكبير لا يقبل كلامه في العالم الكبير لكونه دونه في المرتبة!!
وهذا من أساسيات جهل الصعافقة وضلالهم، وهذا من أصول المتعصبة للمذاهب، وهو الاحتجاج بالمنزلة لرد الكلام الحق..
فأنت أيها الجاهل لما تأتي لشخص مالكي يقلد خليلاً فيسدل يديه في القيام ولا يضع اليمني على اليسرى، فتحاجه بالنص، فيأتي لك بكلام خليل أو بنقل ابن القاسم عن مالك في المدونة، ولا يقبل كلامك المقرون بالدليل ، فهل سيصبح على حق لكونك لم تبلغ درجة خليل ولا ابن القاسم ولا مالك؟!!
يا فرحة الصوفية والأشعرية والإخوانية بك!
ولما تأتي ترد على الترابي أو القرضاوي أو غيرهما بكلام طالب علم جاء بالأدلة على ضلال القرضاوي وبالشواهد من الكتب والأشرطة فاحتج عليك بفارق المنزلة عند من تنصحه بينك وبين القرضاوي والترابي فماذا ستقول له يا صعفوق؟!!
طبعا لو كان عندك عقل ستقول له: ليست العبرة بالعمر، ولا درجة الدراسة (دكتوراه ماجستير ليسانس ووو) ولا بالمؤلفات، ولا بكثرة الخطب والمحاضرات، بل العبرة بالدليل والحجة والبرهان..
فلو أصغر طالب علم جاء بالأدلة والبراهين على خطئي في مسألة فإني والله أرجع للحق وأنا صاغر ، ولا أنكر عليه تنبيهه ونصيحته..
فتربية الشباب على التعصب وأن المسألة بالعمر والمؤلفات والمصنفات أشبه بتربية الصوفية والحزبية لو كنت تعقل يا هذا..
لكنك للأسف مصاب بداء الصعفقة شفاك الله وهداك..
وفي الختام:
أما كلامك عن ابن عطايا فلم يخرج عن كلام الحلبية والمآربة والصعافقة حذو القذة بالقذة..
فلستَ يا هذا بصاحب دليل، ولا صاحب اتباع للسنة، بل أنت متعصب متحزب لهواك..
فإذا تبت من الأخطاء المنهجية الكثيرة في مقالك، وأصلحت من نفسك فبعد ذلك تكلم عن ابن عطايا ، أما وأنت غارق في الجهل والحزبية فلا فائدة من طلب أدلتك لتفنيدها، فأمثالك غاية ما عندهم أن يشغل المسجل ليشتغل الشريط الذي يردده الصعافقة كالببغاوات دون فهم ولا وعي ولا خوف من الله أن يعذبهم بذنبهم هذا وفسقهم وضلالهم..
فأنا أحذرك يا عبدالله من أن تكون منطويا على فسق أو بدعة، فالتعالم كبيرة، والكذب كبيرة، والظلم كبيرة، والتأصيلات الباطلة منهج أهل البدع..
فاحذر من المفسقات والبدع إني لك ناصح يا زول..
والله الموفق
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
26/ 2/ 1440 هـ