منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2014, 12:42 PM
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 331
شكراً: 21
تم شكره 44 مرة في 37 مشاركة
افتراضي نصيحة للشيخ -عبد المالك الرمضاني- بأن يعتق نفسه ولا يوبقها

نصيحة للشيخ -عبد المالك الرمضاني-
بأن يعتق نفسه ولا يوبقها
بسم الله الرحمن الرحيم
قال-جل وعز-:{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16)}([1]).
قال أبو جعفر الطبري ابن جرير-رحمه الله-: والذي هو أولى عندي بتأويل الآية ما روينا عن ابن عباس وابن مسعود من تأويلهما قوله:{اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى} أخذوا الضلالة وتركوا الهدى اهــ([2])
وقال -رحمه الله-: أولئك الذين أخذوا الضلالة وتركوا الهدى ، وأخذوا ما يوجب لهم عذاب الله يوم القيامة وتركوا ما يوجب لهم غفرانه ورضوانه اهــ([3])
وقال-جل وعز-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) }([4]).
قال القرطبي-رحمه الله-: ولما كان العذاب تابعاً للضلالة وكانت المغفرة تابعة للهدى الذي طرحوه دخلا في تجوز الشراء اهــ([5])
وقد أخرج الإمام مسلم (223) من حديث أبي مالك الأشعري-رضي الله عنه-: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن ( أو تملأ ) ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها).
قال النووي-رحمه الله-:(فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) فمعناه: كل إنسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها أي يهلكها والله أعلم اهــ([6])
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: فالمؤمن لا بد أن يحب الحسنات ولا بد أن يبغض السيئات ولا بد أن يسره فعل الحسنة ويسوءه فعل السيئة ومتى قدر أن في بعض الأمور ليس كذلك كان ناقص الإيمان والمؤمن قد تصدر منه السيئة فيتوب منها أو يأتي بحسنات تمحوها أو يبتلى ببلاء يكفرها عنه ولكن لا بد أن يكون كارها لها ؛ فإن الله أخبر أنه حبب إلى المؤمنين الإيمان وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان فمن لم يكره الثلاثة لم يكن منهم اهــ([7])
وقال الحافظ بن رجب-رحمه الله-:المعنى قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله وخاب من دساها بالمعاصي فالطاعة تزكي النفس وتطهرها فترتفع بها والمعاصي تُدسِّي النفس وتقمعها فتنخفض وتصير كالذي يدس في التراب.
ودل الحديث على أن كل إنسان إما ساع في هلاك نفسه أو في فكاكها فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله وأعتقها من عذابه ومن سعى في معصية الله تعالى فقد باع نفسه بالهوان وأوبقها بالآثام الموجبة لغضب الله وعقابه اهــ([8])
وقال ابن دقيق العيد -رحمه الله-: معناه : أن كل إنسان يسعى لنفسه فمنهم من يبيعها لله بطاعته له فيعتقها من العذاب كما قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ }([9]) ومن يبيعها للشيطان والهوى باتباعها فيوبقها أي يهلكها اللّهم وفقنا للعمل بطاعتك وجنبنا أن نوبق أنفسنا بمخالفتك اهــ([10])
وقال العلامة المناوي-رحمه الله-: فإن عمل خيراً وجد خيراً فيكون معتقها من النار، وإن عمل شراً استحق شراً فيكون موبقها اهــ([11])
وقال العلامة ابن عثيمين-رحمه الله-:فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي يهلكها بحسب عمله فإن عمل بطاعة الله واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه أي حررها من رق الشيطان اهــ([12])
فإن المؤمن الكيس الفطن المدرك يسعى لإنقاذ نفسه وذويه من النار وكل ما يقرّب إليها من أقوال أو أفعال، قال-جل وعز-:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)}([13]).
ومن الناس من يسعى في الدخول إليها من حيث يدري أو لا يدري-عياذاً بالله- ولله ذر من قال:
إن كنت تدري فتلك مصيبة...وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
ومن السعي إليها عياذاً بالله ما أخبر به النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في حديث الإفتراق أنه قال: (...تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا ومن هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي)([14]).
فأهل الأهواء داخلون تحت هذه النصوص دخولاً أولياً، الذين لازالوا بعد نصح الناصحين مصرين على اتبّاع الباطل والهوى-عياذاً بالله- .
ومن السعي في الدخول إليها أي-النار- من يأوي المحدثين المبتدعين في دين الله رب العالمين وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بلعن الله والملائكة والناس أجمعين لمن كان هذا حاله-عياذا بالله-: فعن (علي -رضي الله عنه- قال ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة ، عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا من أحدث فيها حدثا ، أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ، ولا عدل)([15]).
وعن أبي الطفيل-رضي اله عنه- قال: (سئل علي أخصكم رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بشيء فقال ما خصنا رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بشيء لم يعم به الناس كافة إلا ما كان في قراب سيفي هذا قال فأخرج صحيفة مكتوب فيها لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من سرق منار الأرض ولعن الله من لعن والده ولعن الله من آوى محدثا)([16]).
قال ابن بطال-رحمه الله-: دل الحديث على أن من أَحْدَثَ مُحْدَثاً أو آوى مُحْدِثاً في غير المدينة، أنه غير متوعد بمثل ما توعد به من فعل ذلك بالمدينة، وإن كان قد علم أن من آوى أهل المعاصي أنه يشاركهم في الإثم فإن من رضى فعل قوم وعملهم التحق بهم، ولكن خصت المدينة بالذكر لشرفها لكونها مهبط الوحي وموطن الرسول عليه الصلاة والسلام، ومنها انتشر الدين في أقطار الأرض فكان لها بذلك مزيد فضل على غيرها. اهــ([17])
وقال الحافظ بن حجر-رحمه الله-: الـمُحْدِث والـمُؤوِى للمُحَدِث في الإثم سواء. والمراد بالحدث والمُحَدِث الظلم والظالم على ما قيل، أو ما هو أعم من ذلك.
قال عياض: واستدل بهذا على أن الحدث في المدينة من الكبائر، والمراد بلعنة الملائكة والناس المبالغة في الإبعاد عن رحمة الله. قال: والمراد باللعن هنا العذاب الذي يستحقه على ذنبه في أول الأمر، وليس هو كلعن الكافر اهــ([18])
وقال الحافظ ابن القيم-رحمه الله وهو يعد الكبائر: ومنها أن يحدث حدثا في الإسلام أو يؤوى محدثا وينصره ويعينه وفي الصحيحين : (من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا) ومن أعظم الحدث تعطيل كتاب الله وسنة رسوله وإحداث ما خالفهما ونصر من أحدث ذلك والذب عنه ومعاداة من دعا إلى كتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم- اهـ([19])
وقال العلامة المُناوي-رحمه الله-: (ولعن الله من آوى) أي ضم إليه وحمى (محدثا) بكسر الدال أي جانيا بأن يحول بينه وبين خصمه ويمنعه القود وبفتحها وهو الأمر المبتدع ومعنى الإيواء التقرير عليه والرضى به اهــ([20])
فيا من تسكن مدينة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ألا ترتعد فرائصك ويقشعر بدنك ويخاف قلبك وأنت تقرأ في هذه النصوص وفي فقهها؟ كيف بك وأنت توالي أهل البدع وتحتضنهم وتدافع عنهم، بل وتصر على ذلك كلّه بعد نصح الناصحين لك؟!.
أما تخاف من لعنة القوي الجبار والنبي المختار والملائكة الذين يسبحون بالليل والنهار؟
أما تخاف من يوم يجمع الله فيه الناس للحساب والجزاء؟ فمن عمل خيراً فخيراً ومن عمل شراً فشراً؟.
أتّق الله ولا تجعل نفسك وعقلك ودينك مرتعاً للشيطان وحزبه من الإنس والجان، وحاسب نفسك قبل لا ينفع لا "الحلبي" ولا " المأربي" ولا "مشهور" ولا غيرهم ممن ضلوا سواء السبيل، فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا .
والله أسأل أن يوفقك للرجوع إلى الحق المبين وترك المبتدعين الضالين
وأن يهدي قلبك لاتباع سنة النبي الأمين وسبيل المؤمنين
والحمد لله رب العالمين
29 صفر 1435 هجري

___________________________________
[1]- البقرة: (16)
[2]-"جامع البيان في تفسير القرآن"(1/329).
[3]-"المصدر السابق"(3/67).
[4]- البقرة:175.
[5]-" الجامع لأحكام القرآن"(3/51).
[6]-"شرح النووي على مسلم"(3/102).
[7]-"مجمع الفتاوى"(7/51).
[8]-" جامع العلوم والحكم"(1/220).
[9]- التوبة:111.
[10]-"شرح الأربعين النووية"(1/86).
[11]-"فيض القدير"(4/385).
[12]-"شرح الأربعين النووية"شريط (23)، وأنظر ط/الثريا ص: (254).
[13]- التحريم: 6.
[14]-أخرجه الإمام الترمذي في "الجامع" برقم: (2641) .
قال الحافظ العراقي-رحمه الله-: حديث افتراق الأمة فيه الناجي منهم واحدة قالوا ومن هم قال أهل السنة والجماعة الحديث رواه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو وحسنه: ( يفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي) ولأبي داود من حديث معاوية وابن ماجة من حديث عوف وأنس بن مالك وهي الجماعة وأسانيدها جياد. " تخريج أحاديث إحياء علوم الدين "(4/1878).
وقال أبو منصور البغدادي-رحمه الله-: للحديث الوارد في افتراق الأمة أسانيد كثيرة وقد رواه عن النبي جماعة من الصحابة كأنس بن مالك وأبي هريرة وأبي الدرداء وجابر وأبي سعيد الخدري وأبي بن كعب وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وغيرهم، وقد روي عن الخلفاء الراشدين أنهم ذكروا افتراق الأمة بعدهم فرقاً وذكروا أن الفرقة الناجية منها فرقة واحدة وسائرها على الضلال في الدنيا والبوار في الآخرة."الفَرق بين الفِرق"(ص:25).
وقد بسط العلامة المحدث الألباني تخريجه في"سلسلة الأحاديث الصحيحة" فلتراجع حديث رقم:( 204).
[15]-أخرجه الإمام البخاري برقم: (1870) باب: (باب حرم المدينة).
[16]-أخرجه الإمام مسلم برقم: (1978) باب: (تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله).
[17]-"فتح الباري"(13/281).
[18]-"فتح الباري"(4/84).
[19]-" إعلام الموقعين"(4/405).
[20]-"فيض القدير" (6/351).

التعديل الأخير تم بواسطة أبو المقداد ربيع بن علي بن عبد الله الليبي ; 01-05-2014 الساعة 03:04 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 PM.


powered by vbulletin