رد الشيخ "عبد المالك الرمضاني" القديم
على الشيخ "عبد المالك الرمضاني" الجديد
(الحلقة الأولى)
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليه أتوكل وبه أستعين
قال-جل وعز-:{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (1).
عن أنس-رضي الله عنه- قال : كان رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله آمنا وبك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبهما كما يشاء (2).
قال ابن جرير-رحمه الله-: أولئك الذين أخذوا الضلالة وتركوا الهدى ، وأخذوا ما يوجب لهم عذاب الله يوم القيامة وتركوا ما يوجب لهم غفرانه ورضوانه . فاستغنى بذكر العذاب والمغفرة من ذكر السبب الذي يوجبهما لفهم سامعي ذلك لمعناه والمراد منه (3) اهــ
فمن الدعاة والأشياخ الذين كانوا على الهدى وضلوا السبيل الشيخ"عبد المالك الرمضاني" فقد ضل طريق الحق بعد أن كان يدافع عن علماء الدعوة السلفية ويرد على من ضلوا سواء السبيل، وما كتبه في كتبه من قبل لأكبر دليل، وقد ردّ الشيخ "الرمضاني" وبيّن عوار أهل البدع دعاة على أبواب جهنم منهم:
1-حجازي أبو إسحاق الحويني.
2-سفر الحوالي.
3-سلمان العودة.
4-ناصر العمر.
5-يوسف القرضاوي.
وغيرهم من الضُلال، وللأسف اليوم نرى الشيخ "عبد المالك الرمضاني" يخطو خطى القوم الذين كان يرد عليهم من قبل، بل ويقول بقولهم من رد الحق والتمادي في الباطل، والغمز في علم من أعلام السنة وهو"ربيع بن هادي"-حفظه الله-، ومن مغالطات ومؤخذات الشيخ "الرمضاني"-أصلح الله حاله وردّه إلى الحق المبين-.
1-احتضانه لرؤوس أهل البدع والدفاع عنهم بل والإستماتة على ذلك، وهذا هو الخذلان، ومن ذلك قوله للسائل الذي سأله:
المتصل: يا شيخ نود منكم نصيحة.يا شيخ كيف نتعامل مع إخواننا الذين مازالوا متأثرين بــ"علي حسن الحلبي" و "مشهور حسن أل سلمان". كيف نتعامل معهم يل شيخ.
الشيخ :متأثرين بمن ؟
المتصل : بـ"علي بن حسن الحلبي" و "مشهور حسن أل سلمان".
الشيخ :أي أنا من المتأثرين (انقطاع)
المتصل : نعم
الشيخ : أنا من المتأثرين بهم (4).
المتصل :اه...يا شيخ نحن بلغنا كلام الشيخ ربيع و الشيخ عبيد الجابري و الشيخ أحمد بازمول
الشيخ :طيب. هؤلاء و هل هؤلاء أنبياء.هؤلاء مشايخ جزاهم الله خير.علماء بارك الله فيهم.لكن نحن لا نتخذ علماؤنا كأحبار اليهود و النصارى.
هذا كلام الشيخ"عبد المالك الرمضاني" الجديد الذي يشبه فيه علماء السنة الذين كان ينقل كلامهم في كتبه بأحبار اليهود والنصارى أيها القارئ الحصيف اللّبيب، وللننظر إلى كلام الشيخ"عبد المالك الرمضاني" القديم وقبوله ونقله لكلام العلماء والعالم "ربيع بن هادي المدخلي" المبني على الحجة الدليل.
قال "الرمضاني" في كتابه"المدارك" ص: (182): فاحذروا ـ أي إخواننا! ـ من رد الحق تحاكماً إلى واقعكم أو اغتراراً بتجربتكم أو إرضاءً لنخالة أذهانكم! أوَ ليس قد حكم الله أن لا تمكين في الأرض ولا استخلاف ولا أمن ولا نصر إلا بأمة، وأي أمة؟! إنها أمة العبادة مع توحيد خالص فاقرأ كلاماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي قال: {وَعَدَ اللهُ الَّذِين ءامَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخلِفَنَّهُمْ في الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}.
وعلى كل حال لا أطيل في هذا، وإنما أحيلكم على كتاب لم تقع عيني على مثله في هذا الزمان، وهو بعنوان ( منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل) للدكتور ربيع بن هادي المدخلي، ولا تغترُّوا بمن حاول أن ينسج على عنوانه الماتع ما يضاهيه؛ فإنه لم يأت إلا بالباطل و بما يشبه خيوط العنكبوت.
لي على كلام "الرمضاني" وقفات:
1- قال-هداه الله-: فاحذروا ـ أي إخواننا! ـ من رد الحق.
الشيخ"الرمضاني" يحذّر من التخلف عن اتباع الحق! وما حال الشيخ "الرمضاني" اليوم وما موقفه من أهل البدع ورد كلام أهل العلم فيهم؟ أم أنه ممن قال فيهم رب العزة-جل وعز-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3)}( 5)
قال القرطبي-رحمه الله-: استفهام على جهة الإنكار والتوبيخ، على أن يقول الإنسان عن نفسه من الخير ما لا يفعله. أما في الماضي فيكون كذباً، وأما في المستقبل فيكون خلفاً، وكلاهما مذموم ( 6).
وعن أبي وائل قال قيل لأسامة لو أتيت فلانا فكلمته قال إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه ، ولا أقول لرجل أن كان علي أميرا إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قالوا وما سمعته يقول: قال : سمعته يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهى ، عن المنكر قال : كنت آمركم بالمعروف ، ولا آتيه وأنهاكم ، عن المنكر وآتيه (7).
فبماذا نفسر ردّك لجرح العلماء لمشايخ الشام الجرح المفسر القائم على دلائل وبراهين؟ وعلى أي محمل نحمله يا شيخ"عبد المالك" ؟؟؟.
فأنت تعلم علم اليقين أن أهل السنة والجماعة لا يعذروا بعضهم بعضاً فما اختلفوا فيه كما يفعل الإخوان المفلسون و"الحلبي" مع حزبه اليوم!
2-الشيخ "الرمضاني" ينقل عن الإمام الألباني-رحمه الله- مقولته المعروفة المشهورة (حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر: الشيخ ربيع) فماذا قال "الرمضاني" معلقاً على هذه الكلمة .
قال: وهذه شهادة من متخصِّص .
فأقول: وهل يقال على من شهد له الإمام الألباني بالسلفية ولازال العلماء يثنون عليه خيراً ما قلته في ردّك على سؤال السائل (وهل هؤلاء أنبياء) ؟
أقول: هم ليسوا بأنبياء يا "عبد المالك الرمضاني" وليسوا بمعصومين، لكنهم ورثة الأنبياء حفظ الله-جل وعز- بهم الدين وسخرهم لرد كيد الكائدين، ولحمايته من ضلال المضلين وبدع المبتدعين، وإذا تكلموا تكلموا بالدليل وبينوا ضلال المضل من كتبه ومما يقول، وهذه كافية لتبين ما أنت فيه اليوم من اتباعك للهوى وقلبك لجلدك الأول إلى جلد جديد، والله المستعان.
ولله ذر بندار بن الحسين: حيث قال: صحبة اهل البدع تورث الاعراض عن الحق (8).
يتبع بأمر الله- جل وعز-
12 ذو القعدة 1434
أبو المقداد ربيع بن علي اللّيبي
________________________
1-آل عمران: 8.
2-قلت: أخرجه الإمام أحمد في (مسنده)، (3/112)، والإمام الترمذي في (الجامع) برقم: (2140 ) باب : (ما جاء لا يرد القدر إلا الدعاء )، والإمام ابن ماجه في (سننه) برقم : (3834) باب: ( دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قال العالم الألباني-رحمه الله-: صحيح. (1685) "صحيح الجامع".
3-" جامع البيان"(3/330).
4-قال النبي-صلى الله عليه وعلى آه وسلم-: ( المرء مع من أحب) أخرجه الإمام البخاري برقم: (6170) باب: (علامة حب الله عز وجل).
قال حنبل بن إسحاق سمعت أبا عبد الله ، يقول: أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ، ولا يخالطهم ، ولا يأنس بهم. "الإبانة الكبرى" (2/475).
والعجب أن "الشيخ الرمضاني" يقول: (أنا من المتأثرين بهم)!.
5-الصف 2 - 3.
6-"الجامع لأحكام القرآن"(20/437).
7-أخرجه الإمام البخاري برقم: (3267) باب: (صفة النار وأنها مخلوقة).
8-"سير أعلام النبلاء"(16/109).