الخلط بين الشخص صاحب الأخطاء الظاهرة وبين الشخص الذي تنسب له الأخطاء بهتانا وافتراء
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فمن صنيع أهل الأهواء والفتن تنزيل كلام بعض العلماء في أصحاب الأخطاء الظاهرة على المشايخ السلفيين المعروفين بنصرة السنة، والذين لا تعلم لهم أخطاء ظاهرة، بل يفتري عليه خصومه ما هو منه بريء، وإن وجدت أخطاء فهي مما لا يخلو منه عالم أو طالب علم مما لا يبيح التحذير منه، ولا يجيز الطعن فيه بسببه إلا على منهج الخوارج والمعتزلة ومن تشبه بهم من الحدادية.
ومن تلك الأقوال التي يلبس بها بعض أهل الفتن على أهل السنة كلام نفيس لشيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في الرد على أهل الباطل الواضح، وأهل المخالفات الظاهرة .
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى :-
"فتجد الإنسان يشيع الأباطيل والأكاذيب والافتراءات على الآخرين بالأعيان وبالعموم، وإذا وجهت له نصيحة أو نقد أو شيء قال: لماذا ما حذروني ولماذا ما نصحوني ولماذا ما بينوا لي، علل فاسدة، نحن نطلب من هؤلاء أن يتوبوا إلى الله وأن يرجعوا إلى الحق بكل أدب وتواضع، وأن يتركوا مثل هذه التعاليل، هب أن هذا أخطأ وما تكلم، وما نصحك، ارجع إلى الحق وبعدها عاتبه، أما تشيع في الناس وتتمادى في باطلك وفي أخطائك وتقول: لم يفعلوا وفعلوا، كلام فارغ، على المؤمن أن يرجع إلى الله -تبارك وتعالى- من النصيحة الخفية والواضحة،...، أنت تنشر أخطاءك في الكتب وفي الأشرطة و..و..إلى آخره، لو كنت تخفي أخطاءك وتعملها في الظلام بينك وبين الله واكتشفك هذا الإنسان ينصحك بينك وبينه، أما وأنت تنشر أقوالك وأفعالك في العالم، ثم يأتي واحد وينشر -يعني- يرد عليك، هذا ليس فيه شيء، بارك الله فيكم، اتركوا هذه التعللات من كثير من أهل الباطل الذين مردوا على الباطل والعناد.
📝 شريط بعنوان: لقاء مع الشيخ ربيع 1422هـ (منقول)
وهذا كان أيام المأربي الضال، الذي ظهرت أخطاؤه، بل ونصحه العلماء، وبينوا له تلك الأباطيل سرا وجهرا.
وهذه عادة شيخنا الشيخ ربيع المدخلي فيمن كان مع السلفيين ثم ظهر انحرافه، فإنه ينصحه ويبين له الحق، ويدينه بالأخطاء الطاهرة بالحجج الباهرة.
أما أن يعامل السلفي معاملة المخالفين لمنهج السلف، وتختلق له الأخطاء اختلاقا، ويكون القائم بهذه الأخطاء هم أهل الفتن والضلال، والذين لا يعرفون بعلم ولا أدب، بل معروفون بالفتن والشتغيب، ويعاونهم على ذلك بعض حديثي التوبة من بدعة المأربي والإخوان فهذا المنهج الجديد هو على طريقة الحدادية يسير، وبمنهج ابن سبأ يحتذي ويقتدي.
فمن أصول منهج السلف احترام مشايخ السنة، وحفظ كرامتهم، والتحذير ممن يحرش بينهم، والحرص على وأد الفتنة بينهم لا إشعالها وزيادة انتشارها.
ومن علامة الفتنة وأنها ليست نقية: كثرة الكذب والافتراءات ليتوصل بها للطعن في الشيخ السلفي، مع استغلال بعض الأخطاء وتضخيمها، والتفريق بين المتماثلات والجمع بين المتعاكسات اتباعا للهوى .
ومن علامة السنة وأنها تحذير في محله: أن تكون التحذيرات مبنية على الصدق والدليل والحجة، ولا يسلك فيها مسالك الهوى والعصبية.
فبعض الناس يرتكس في الضلالة وينادي على نفسه بالضلال ويطعن في مشايخ سلفيين معروفين بالسنة مستغلين خلافات بعض العلماء مع بعض، وهو يظن أنه يحرس السنة ويدافع عن نقائها وينتقد مخالفيها، وهو الضال المخالف المفتون {أَفَمَن زين له سوء عمله فرآه حسنا}.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
8/ 7/ 1438هـ