منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-13-2013, 12:35 AM
أبو عبد التواب السنغالي أبو عبد التواب السنغالي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 17
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي أصول، الحجوري، الحذيفي

الأصول السلفية
التي خالفها الحجوري
ومن معه

مقدمة

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد :

فكلما ضاقت نفس مريضة ذرعا بمنهج أهل السنة – منهج السلفية المبارك – ولم تستطع الصبر على القيود التي يتقيد بها المنهج السلفي، قامت تشاغب بين أهل السنة أنفسهم، تصيح وتتخبط كالمصروع، فيظن الظان أن الخلل من هذا المنهج السلفي، وما درى أن هذه المشاغبة إنما من هي هذه النفوس المريضة، كرجل مريض ممسوس يبقى المس فيه سنين وأعوام لا يعرفه أحد، فإذا جاء بين أهل القرآن، وعلم أنه لا يسمع إلا الآية والحديث والتلاوة والتفسير ونحوها، فإذا به يسقط مصروعا يطلب الخروج من هذا المكان، وليس في المكان عيب وإنما العيب في هذا المريض الذي لم يستطع تحمل هذا المكان.
ألا وإن من هؤلاء الحجوري بل هو أخبثهم منهجا، قام يشغب على علماء الدعوة السلفية، وعلى رأسهم شيخنا الشيخ ربيع، شأنه شأن سلفه محمود الحداد، الذي زوبع مدة من الزمن ثم لفظته الدعوة السلفية وانتهى أمره هو وأصحابه، وبقيت الدعوة السلفية نظيفة.
وللحجوري أصول منحرفة سار عليها، وسير عليها أتباعه، وهذه الأصول خارجه عن طريقة أهل العلم، فإليك بعض هذه الأصول التي خالفها يحي الحجوري:
الأصل الأول جمع الكلمة.
الأصل الثاني الولاء لعموم أهل السنة.
الأصل الثالث حفظ مكانة العلماء.
الأصل الرابع الثناء على الأئمة السالفين.
الأصل الخامس الحكمة في الدعوة إلى الله.
الأصل السادس ترك الحكم في الفتن والنوازل للعلماء.
الأصل السابع الاستقامة على السنة، والسلامة من كثرة الانحرافات الجزئية.
وهذه سبعة أصول ولعل الباقي سيأتي.
ولما كانت مخالفة هذه الأصول هي سبب انحرافه هو ومن معه، أحببت أن أبينها حتى يعلم القراء ما هي أسباب تحذير العلماء من الحجوري ومن معه.
وكل عاقل منصف يعلم أن تحذير العلماء من الحجوري وفالح الحربي - ومن كان على شاكلتهما – لهو دليل على أن أهل السنة منصفون لا يجاملون أحدا في دين الله تعالى ولو كان المرء - في أول الأمر - ينتسب إليهم، ولو كان الرجل يتزلف لأهل السنة بالردود على أهل البدع والحزبيات، فإنهم لا يرضون به حتى يستقيم على الجادة.
فإلى هذه الأصول.

الأصل الأول : جمع الكلمة

ذلك لأن الله أمر بالاجتماع والائتلاف ونهى عن التفرق والاختلاف، ولذلك حرم الله كل أسباب التشاحن والتباغض والتفرق، وأمر بكل أسباب الألفة والمحبة، وندب إلى إصلاح ذات البين وجعله من أفضل الأعمال والقرب، وأمر بلزوم الجماعة، وأخبر سبحانه – على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم - أن يده مع الجماعة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة وراء الأئمة – أبرارا كانوا أو فجارا ما لم يخرجهم فجورهم عن الإسلام – وأمر بالجهاد مع هؤلاء الأئمة، وأخبر أن الجهاد والحج ماضيان معهم إلى قيام الساعة، ونهى عن الخروج عليهم ونزع يد الطاعة عنهم، وكل هذا لما في جمع الكلمة من المصالح العظيمة التي تعود على الإسلام وأهله من القوة والترابط.
وهذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة سطره أئمتنا في كتب العقائد ليكون أصلا من أصول الإسلام، وخطا عريضا من خطوطه العريضة. وما قيل في حقهم "أهل السنة والجماعة" إلا لمراعاتهم لهذا الأصل العظيم، الذي زاغ عنه كثير من أهل البدع والضلال.
قال الطحاوي في "عقيدته":
(ونرى الجماعة حقا وصوابا، ونرى الفرقة زيغا وعذابا).
والشاهد من ذلك أن الفرقة زيغ عن الطريق، ولذلك فدعاتها منحرفون عن طريق أهل السنة والجماعة الذين يأمرون بجمع الكلمة.
ومن المؤسف له أن هذا الأصل لم يعول عليه الحجوري ولم يبال به. [1] فهانت عليه مفاصلة أهل السنة والجماعة كلهم إلا من وافقه، فبدع الأبرياء وحكم عليهم بالضلال ظلما وبغيا وعدوانا، وليس هناك أشد - في الفرقة - من ذلك.
فمن تنكب طريق أهل العلم، وضلل الأبرياء، بدون روية ولا تأني ولا تريث – دأب الراسخين من أهل العلم -، حارت عليه هذه المظالم والتضليلات، وعادت عليه هذه الأحكام الجائرة، وخرج هو من منهج أهل السنة والجماعة ولا كرامة.

الأصل الثاني : الولاء لعموم أهل السنة

فمن أهم معالم التحزب الذميم هو الولاء والبراء الضيق، أي: أن يكون الولاء مقصورا على فكرة أو شخص أو نحو ذلك.
فإذا اتخذ الأتباع شخصا يوالون فيه ويعادون فيه، ويربطون مصيرهم بمصيره، يجعلونه هو الأصل وأما غيره فيقبل منه ما وافق هذا الأصل وإلا فكلامه مردود لا يقبل، فهذا من التحزب الذي ذمه الله لأن الله أوجب الموالاة لعموم المؤمنين بقدر تدينهم وطاعتهم.
قال شيخ الإسلام في "بغية المرتاد":
(وأما المؤمنون وولاة الأمور - من العلماء والأمراء ومن يدخل في ذلك من المشايخ والملوك - فلهم حقوق بحسب ما يقومون به من الدين، فيطاعون في طاعة الله ويجب له من النصيحة والمعاونة على البر والتقوى وغير ذلك ما هو من حقوقهم لعموم المؤمنين أيضا من المناصحة والموالاة وغيرها من الحقوق ما دل عليه الكتاب والسنة) ا.هـ
ولنضرب مثالا على ذلك حتى تتضح الصورة، فحسن البنا اتخذه الإخوان المسلمون أصلا فقبلوا منه الحزبية، والعمل السياسي والاعتراف بالنظم الديمقراطية والقوانين الوضعية، والعمل مع الأحزاب العلمانية - تحت ما يسمى بميثاق الشرف -، والتحالف معها أحيانا إذا رأوا الحاجة – حاجة الحزب -، وسعوا في تجميع أكبر عدد ممكن لتقوية حزبهم في عملهم السياسي، فتنازلوا عن الولاء والبراء في العقيدة الصحيحة والتوحيد حتى يجمعوا أكبر عدد ممكن من الناس، فاجتمعوا مع الصوفية والشيعة، وسعوا في التقريب بينهما وبين أهل السنة، وفتحوا الباب للاستحسانات فابتدعوا الأناشيد والرحلات وغيرهما ... إلخ.
ثم سعى الإخوان المسلمون في منهج الانتقاء من فتاوى العلماء بما يوافق هذا المنهج المبتدع، فاختاروا من كل عالم فتوى يرونها تخدم منهجهم الإخواني، فأخذوا فتوى جواز الانتخابات من بعض العلماء، فإذا قلت لهم: لكن هذا العالم نفسه حرم الأناشيد، قالوا:
قد أجازها الشيخ الفلاني، فإذا قلت لهم: ولكن هذا الشيخ الفلاني نفسه يحرم استعمال التمثيليات في الدعوة إلى الله، قالوا قد أجازها الشيخ الفلاني الآخر، فإذا قلت لهم: ولكن هذا الشيخ الفلاني نفسه يحرم الحزبية، قالوا قد أباحها الشيخ الفلاني الآخر، فإذا قلنا إن الشيخ الفلاني الآخر له فتوى في تحريم التقارب مع الشيعة، قالوا: لكن أجازه غيره، وهكذا ...
قال شيخ الإسلام رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى" (20/8):
(ومن نصب شخصا كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً) أ.هـ
وقال شيخ الإسلام - كما في "مجموع الفتاوى" (3/347) -:
(فمن جعل شخصا من الأشخاص - غير رسول الله - من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة، ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة كما يوجد ذلك في الطوائف من أتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك كان من أهل البدع والضلال والتفرق).
وقال رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى" (11/512):
(وليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته ويعادي على ذلك بل عليه أن يوالي كل من كان من أهل الإيمان، ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم ولا يخص أحدا بمزيد موالاة إلا إذا ظهر له مزيد إيمانه وتقواه فيقدم من قدم الله تعالى ورسوله عليه ويفضل من فضله الله ورسوله) أ.هـ
وهذا الذي ذكرناه عن الإخوان المسلمين يعيشه الحجوري وأتباعه حرفا حرفا، فهو يمتحن الناس في تحزيب الآخرين، وكأنها من أصول الدين التي أجمعت عليها الأمة، دون النظر إلى أنها مسألة قد خالفه فيها العلماء الراسخون من أهل السنة وغلطوه وهم أعلم وأكبر منه، فالحجوري يمتحن الآخرين بهذه الطرق التي يسيرون عليها، ويجعلها ميزاناً يزن بها الناس، ليعرف من معه ممن ليس كذلك، وأتباعه يوافقونه في كل شيء، في الوقت الذي يخالفون المشايخ الكبار: فالحجوري قد اختلف مع الشيخ ربيع، والشيخ أحمد النجمي، والشيخ عبيد، والشيخ الوصابي، والشيخ محمد بن هادي، والشيخ محمد الإمام، والشيخ عبد العزيز البرعي، والشيخ عبد الله البخاري، والشيخ فركوس الجزائري، والشيخ محمد سعيد رسلان المصري، والشيخ عبد الله مرعي، والشيخ عبد الرحمن مرعي وغيرهم من المشايخ وهم كثير، فوقف الأتباع مع الحجوري، وتركوا هؤلاء المشايخ كلهم، وهان عليهم مخالفة الدعوة السلفية كلها من أجل الحجوري، وفي هؤلاء المشايخ والعلماء من هو في سن والد الحجوري، وفيهم من هو أكبر منه بعدد من السنين، وفيهم من سبقه بالطلب، وفيهم من هو قرينه وزميله، وأكثرهم أعلم منه.
والحجوري قد حذر من بعض الإخوة فحذر أتباعه معه، وحزب قدرا كبيرا من طلبة العلم الأفاضل – المعروفين بسلفيتهم - فحزبهم أصحابه ولم يخالفوه، وأفتى بهجرهم فقالوا: "سمعا وطاعة"، وحذر من "الجامعة الإسلامية" فحذروا معه، واختلف مع الشيخ عبيد الجابري في موضوع الجامعة فوقفوا مع الحجوري، واختلف الحجوري مع الوصابي فوقفوا مع الحجوري ضد شيخه، واختلف مع الشيخ محمد بن هادي فوافقوا الحجوري وتكلموا في الشيخ محمد، ثم أثنى عليه فسحبوا كل المقالات في حقه، واختلف الحجوري مع الشيخ عبد الله البخاري فاختلفوا مع البخاري تبعا لشيخهم، واتهم العلماء بأنهم يمكرون بدار الحديث بدماج فتابعوه، واتهمهم أنهم يتآمرون على الدعوة السلفية فصدقوه، وأفتى بكثير من الفتاوى الخاطئة، فداهنوه، ودافعوا عنه بكل ما أوتوا، وصدرت قصائد في الحجوري تنضح غلوا فسكتوا ولم يتكلموا، وأساء الحجوري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكتوا، ثم أساء إلى الصحابة فوقفوا مع الحجوري تجلدا في الباطل، وهان عليهم ما درسوه من تعظيم رسول الله وتعظيم أصحابه، ورأى في أول الأمر أن قتال الرافضة فتنة فقالوا بقوله، ثم رأى أنه من الجهاد فذهبوا إلى أنه من الجهاد، ثم سكت وتوقف عن ذلك فتوقفوا كذلك. وغير الحجوري من معالم دماج التي عرفناها،ومع هذا هو يقول: دماج لم تتغير، وهم ساكتون.
والخلاصة أن الحجوري لا يختلف مع أحد المشايخ، ولا يقول بقول ولا يتكلم بكلمة إلا وموقف أتباعه محسوم معروف، فلا تسأل عن موقفهم حينئذ لأنهم مربوطون بالحجوري سواء كان على الحق أو الباطل، وموقفهم هو الوقوف مع الحجوري والتعصب له، لأن العلماء يصيبون ويخطئون، وأما الحجوري فلا يقول إلا حقا.
بل نستطيع أن نجزم بمواقفهم حتى في المستقبل، ونحن لا نعلم الغيب، ولكن لما عرفناه من تعصب أعمى لهذا الرجل.
فالحجاورة لهم عدة مخالفات لكل واحد من المشايخ، وليس لهم مخالفة واحدة للحجوري نفسه، كما أن الإخوان المسلمين لهم مخالفات كثيرة لكل واحد من العلماء، وليس لهم مخالفة واحدة لحسن البنا، فحسن البنا هو الأصل وإنما يؤخذ من كلام غيره ما وافق الأصل، والحجوريون كذلك، فالحجوري هو الأصل، وإنما يؤخذ من كلام المشايخ ما وافق هذا الأصل. نسأل الله السلامة والعافية.
ويحتج الحجوريون دائما بوصية شيخنا - الشيخ مقبل رحمه الله - في الحجوري وبقائه في المركز وأنهم لا يرضون بنزوله من على الكرسي، والاحتجاج بالوصية على هذه الأعمال المتقدمة هي حجة من لا يفقه شيئا من الكتاب ولا من السنة، ولا عرف السلفية. [2]
يا قوم: أروني أين كتب الشيخ في وصيته أن تتابعوا الحجوري في الباطل وتتجلدوا له، وأين كتب الشيخ أن تتعصبوا له ولو فاصل جميع العلماء وبقي وحده ؟ [3]
وقال رحمه الله - كما في "مجموع الفتاوى" (11/512) -:
(وليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته ويعادي على ذلك بل عليه أن يوالي كل من كان من أهل الإيمان، ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم ولا يخص أحدا بمزيد موالاة إلا إذا ظهر له مزيد إيمانه وتقواه فيقدم من قدم الله تعالى ورسوله عليه ويفضل من فضله الله ورسوله) أ.هـ
وقال رحمه الله (18/320):
(وحب الغلاة لشيوخهم وأئمتهم مثل من يوالى شيخاً أو إماماً وينفر عن نظيره وهما متقاربان أو متساويان في الرتبة فهذا من جنس أهل الكتاب الذين آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض وحال الرافضة الذين يوالون بعض الصحابة ويعادون بعضهم وحال أهل العصبية من المنتسبين إلى فقه وزهد الذين يوالون الشيوخ والأئمة دون البعض وإنما المؤمن من يوالي جميع أهل الإيمان) أ.هـ
وكل من انتقد يحي الحجوري أخرجوا له أخطاء، والتي لها سنوات مسكوت عنها، بعضها قديمة - ربما كان بعضها من الخلاف السائغ – وبعضها ربما تراجع عنها صاحبها، وبعضها وقع الحجوري في نظيرها بل ما هو أشد من ذلك، وبعضها ليس في انتقادها أي وجه من الحق، سوى التشغيب على أهل العلم. كل ذلك حتى لا يفكر أحد في أن يرد على الحجوري، فإذا سولت له نفسه بذلك كانت فضايح الحجوري وأتباعه جاهزة، وتبقى الفضايح مستورة ما دام صاحبها ساكتا.
فهل هؤلاء أصحاب دين، يخافون الله تعالى ؟!.
ومن ذلك أن الشيخ عبيدا أجاز الانتخابات لبعض الإخوة في بعض البلدان – في العراق أو في غيرها - وكانت فتواه مشهورة في تلك الأيام، ولم يتعقبه الحجوري بشيء، ثم نزل إلى اليمن الزيارة الأولى لدماج، وفي دماج استقبله الحجوري وأهل دماج، وفي أحد المجالس وجه الحجوري للشيخ عبيد سؤالاً عن فتواه في الانتخابات، وقد سمع السؤال من كان حاضراً في مكتبة دماج - من رفقة الشيخ عبيد وغيرهم -، فأجاب الشيخ عبيد وبين حجته في ذلك، وأن الأصل فيها المنع، وإنما أجازها لما يخشاه بعض الناس من الضرر على أنفسهم من جهة الروافض أو غيرهم، وسكت الحجوري.
وبعد أن حصل الخلاف بينهما في مسألة "الجامعة الإسلامية" رد الحجوري عليه بأدب في أول الأمر - كما يظهر من رده المسمى "التنبيه السديد" - حيث قال في أول "التنبيه السديد": (فقد قرأت كلمة لفضيلة الشيخ الوالد عبيد الجابري - وفقنا الله وإياه - ...).
ثم رد عليه الشيخ ردا علميا افتضح الحجوري بعدها، وبعدها ثار الحجوري على الشيخ بثورة مليئة بالسب والشتم.
ثم وصلته فتوى جديدة للجابري في الانتخابات - على التفصيل السابق - فوجد بغيته وعقب عليها الحجوري وشنع وأزبد وأرعد، - ووالله ما أراد بها وجه الله - ولكنه أراد الحط من قدر الشيخ.
وبعد مدة نقلت الفضائية اليمنية كلاما مسموعا للحجوري في مدح الرئيس اليمني السابق – علي عبد الله صالح –، والعجيب أن الحجوري ذكر أن جل الناس في اليمن يحبون الرئيس اليمني كذا قال، ويقول: "صحيح أن الرئيس يرى الانتخابات لكنه كذا وكذا"، وبدأ يهون من سلوك الرئيس اليمني للانتخابات، وقد سمعته بنفسي بصوت مسجل مع أحد الإخوة.
وأنا أقول للحجوري: أئمة العلماء في هذا العصر يجتهدون ثم تشنع عليهم على الملأ، وغيرهم تلتمس لهم عذرا، أكان الرئيس اليمني السابق أحق بهذا الاعتذار أم علماؤنا يا يحي الحجوري ؟!

الأصل الثالث : حفظ مكانة العلماء

فمكانة العلماء في الشريعة الإسلامية عظيمة، رفع الله منازلهم وأعلى مقامهم، وأخلد ذكرهم في آيات كثيرة - في مواضع مختلفة وبأساليب متنوعة - تتلى إلى يوم القيامة، ذلك لما لهم من أثر عظيم في حراسة الدين، وتبليغه صافيا نقيا.
وحفظ مكانة علماء أهل السنة هي من أصول أهل السنة، ولذلك قال سلفنا الصالح: (علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر).
ومن هز من مكانة العلماء في النفوس فقد جنى على الشريعة جناية عظيمة، بل جنى على الأمة كلها جناية لا يعلم بقدرها إلا الله تعالى، فكيف بمن سعى في إسقاطهم واحدا تلو الآخر، وسحب بساط الثقة من تحت أرجلهم ؟! بل كيف بمن افترى عليهم وقذفهم بما هم برآء منه ؟!
ويؤسفني أن أقول: إن أهل الضلال – بجميع طوائفهم – من الفرق الضالة والمضهاب الفكرية المنحرفة وغيرهم كلهم يشتركون في رمي أهل العلم عن قوس واحدة لأنهم حملة الشريعة وحراسها، مع اختلافهم في أنواع التهم والافتراءات، فما بين قائل بأن العلماء عملاء للسلاطين، وقائل آخر: بأنهم لا يفقهون من الواقع شيئا، وقائل ثالث: بأنهم مرجئة، وقائل رابع: بأنهم يكفرون مخالفيهم – كما يقول الصوفية والشيعة -، وقائل: غير ذلك.
ولقد وافقهم الحجوري برميه للعلماء بشتى التهم، إلا أنه يرميهم باسم الدفاع عن الحق كما فعل محمود الحداد الخبيث، الذي لم يسلم منه العلماء في عصره، حتى "هيئة كبار العلماء" لم يسلموا منه لما أفتوا بالاستعانة بالكفار في أزمة الخليج الثانية، [4]، فغمزهم الحداد في "حاشية الحث على حفظ العلم" (ص 19). بل ذكر أنهم علماء سوء، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، وأنهم عبيد السلطة، ويحرمون الحلال بأمر السلطة، ويحللون الحرام بأمر السلطة، وفتاواهم حاضرة حضور الدينار والدرهم والجاه والمنصب، كذا قال – عامله الله بما يستحق -، وقد خرج الكتاب في ذروة أزمة الخليج. [5]
ولقد رمى الحجوري كثيرا من علماء أهل السنة بالتحزب والركة في العلم، والمجاملة في الباطل، والانغماس في الأمور النفاقية – كما سمعته بنفسي نسأل الله السلامة والعافية -، ورمى بعضهم بالتخريف، ومضادة أمر الله، وادعى أنه يخاف على بعضهم من الردة، وتبعه على ذلك طلبته المقلدون له، فانفصل الحجوري - بطلابه - عن العلماء، وأخذ لنفسه طريقا غير طريقهم، وسلك جادة أخرى غير جادتهم.
ونحن لا نقبل من الحجوري أن يقول لنا: "لا يشترط أن يكون معي أحد"، فنقول له: "نعم لا يشترط أن يكون معك أحد، ولكن هذا إذا كنت على الحق، فإن الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك" كما قال ابن مسعود، لكن هذا إذا كنت على الحق فقط، وأما إذا كنت على الباطل كان انفرادك علامة على باطلك. [6]

الأصل الرابع : الثناء على الأئمة السالفين

ومن حفظ مكانة العلماء الثناء على الأئمة السابقين، وترك التعرض لهم بسوء - كما هو دأب الحدادية الذين لا يذكرون الأئمة بخير -، فيتطاولون على شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم وشارح الطحاوية وعلى النووي وعلى الحافظ ابن حجر، وعلى غيرهم.[7]
ولما كان هذا الشيء أصلا مهما - لا يستغنى عنه - أفردنا له بابا مستقلا غير الأصل السابق، ولاسيما أن المسلم قد يثني على الأئمة السابقين لكنه يشنع بقوة على المعاصرين، أو العكس فيسكت عن المعاصرين ويشنع على السابقين، فاحتجنا إلى أن نفرق بين الأمرين.
قال تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا).
وقال الطحاوي في "عقيدته":
(وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين، أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل) ا.هـ
وقال شيخ الإسلام في "منهاج السنة":
(وإذا قال المؤمن: "ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان". يقصد كل من سبقه من قرون الأمة بالإيمان، وإن كان قد أخطأ في تأويل تأوله فخالف السنة، أو أذنب ذنبا، فإنه من إخوانه الذين سبقوه بالإيمان فيدخل في العموم) ا.هـ
وقال شيخ الإسلام كما في "الفتاوى الكبرى":
(وليس لأحد أن يتبع زلات العلماء، كما ليس له أن يتكلم في أهل العلم والإيمان إلا بما هم له أهل، فإن الله تعالى عفا للمؤمنين عما أخطئوا، كما قال تعالى: "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" قال الله: "قد فعلت".
وأمرنا أن ... نستغفر لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، فنقول: "ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان" الآية، وهذا أمر واجب على المسلمين في كل ما كان يشبه هذا من الأمور، وتعظم أمر الله تعالى بالطاعة لله ورسوله، وترعى حقوق المسلمين لا سيما أهل العلم منهم كما أمر الله ورسوله. ومن عدل عن هذه الطريق، فقد عدل عن اتباع الحجة إلى اتباع الهوى في التقليد، وأذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فهو من الظالمين، ومن عظم حرمات الله، وأحسن إلى عباد الله كان من أولياء الله المتقين، والله سبحانه أعلم) ا.هـ
أخونا يحي الحجوري كثير الانتقاد على الأئمة المتقدمين في دروسه وكتبه، سريع التعقبات عليهم، لا ترى في كلامه التماسا للأعذار، ولا بحثا عن مخرج لاجتهادات العلماء، وإنما تجد منه عبارات قوية، ونفس غال، فالقاعدة الأصولية التي قعدها الإمام الشافعي رحمه الله - وهي "ترك الإستفصال في مقام الإحتمال ينزل منزلة العموم من المقال" – قال عنها: "بولوا عليها"، والشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي ليس بقوي في علم الحديث، والقراءة في "فتح الباري" خير من القراءة في "فتاوى اللجنة الدائمة" لأن الحافظ يذكر الأدلة على مسألته، أما "اللجنة الدائمة" فهي عبارة عن قولهم: "حلال حرام". بدون ذكر الدليل، وأيضا "فتاوى اللجنة الدائمة" عزف الناس عنها وأصبحوا يحتاجون لمثل كتب علي الحلبي ومشهور حسن سلمان.
وغير هؤلاء ممن تعرض لهم، وإني لأقرأ بعض ما تكتبه المواقع عن فضائح الحجوري، فأقول في نفسي: "سلط الله عليك من يتتبع فضائحك لأنك تعرضت لجانب العلماء".

الأصل الخامس : الحكمة في الدعوة إلى الله

يقول الشيخ ربيع حفظه الله في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى" في الرد على فالح:
(ولقد تعبت كثيرا وكثيرا - هنا وهناك - من معالجة آثار كلام من لا ينظر في العواقب، ولا يراعي المصالح والمفاسد، ولا يستخدم الرفق والحكمة، تلكم الأمور العظيمة، والأصول العظيمة التي يجب مراعاتها، ولا تقوم الدعوة إلا بها) ا.هـ
أقول:
انتهت فتنة أبي الحسن قبل قرابة عشر سنين تقريبا، وفصل العلماء فيها - ولله الحمد والمنة فهو صاحب الفضل سبحانه -، ثم ذهبت إلى دماج أنا وأهلي وأولادي، فعرفت الحجوري مدة من الزمن في دماج، وعرفت أساليبه في معالجة الأمور، والحق أنني صدمت به ولم أكن أتوقع ذلك منه، فقد رأيت من الحجوري ما يلي:
1 ـ استعمال بعض الألفاظ في الدروس والمحاضرات لا تليق، وربما تسجل في الأشرطة، وقد حدثني كثير من العوام أن أقاربهم يسمعون مثل هذا فيستغربون لها.
2 ـ كان قاسيا على الإخوة، - من طلبة العلم - في دماج، شديدا لا يرحم، وربما أحرج بعض الإخوة بالاعتذار أمام الطلبة – وهم عدة آلاف -.
3 ـ ناقشته مرة في مسألة فقهية فرأيته ضيق الصدر، مطلع على الخلاف في المسائل الفقهية المشهورة لا يتعمق فيما وراء ذلك، فقررت أنني لا أناقشه مرة أخرى.
وبعد أيام تكلم في الدرس - بعد صلاة الظهر - عن وزير التربية والتعليم – وكان الوزير في ذلك الوقت عبد السلام الجوفي – فقال الحجوري: (الليلة – إن شاء الله تعالى – سنتكلم عن وزير التربية والتعليم. ما اسمه يا إخوة ؟!) فقالوا له: (عبد السلام الجوفي) فقال: (عبد السلام الجوفي تربية بريطانيا – أو قال أمريكا -). كذا قال.
وبعد صلاة العصر – من اليوم نفسه - قال لي الأخ أبو عبد الله البيضاني: (هل كنت حاضرا في درس الظهر) فقلت له: (نعم): فقال لي: (ما رأيك بهذا الكلام؟) فقلت له: (أقسم بالله أنه مخالف لطريقة السلف). فقال: (سنذهب نحن وأنت ومعنا فلان وفلان وسنناصحه). فقلت له: (لقد دخلت عليه قبل أيام وناقشته في مسألة فقهية فضاق صدره !! اذهبوا انتم). فذهبوا وناقشوه في موضوع تسمية الرجل وأنه لا حاجة من ذلك، قالوا له: "وإذا كان عندك ملاحظات على أمور في التربية والتعليم فتكلم عنها دون تسمية ولا تعرض لأحد".
وأخبرني الإخوة أنه قبل منهم ذلك على مضض، وأخرج الشريطين وهما بعنوان: "اقتضاء الصراط المستقيم" فيما أذكر الآن.
وبعد مدة من الزمن نزل الحجوري صنعاء وجاءه وزير التربية والتعليم والتقى به، فرجع الحجوري إلى دماج يثني عليه.
ونزل الحجوري عندنا – مدينة عدن – فأكرمه أهل عدن بحسب قدرتهم، فأكرمهم الحجوري بأن قال لهم في محاضرة – في ملعب القلوعة - حضرها عدة آلاف: "لم أر نساء مبنطلات إلا في بريطانيا وعدن" كذا قال - كأنه جاء يتتبع البناطيل -، وكذب والله الذي لا إله إلا هو، والبناطيل ربما تلبسه بعض النساء في عدن – وربما غير عدن من المحافظات اليمنية – تحت العابايات، لا تخرج به في الشارع أبدا.
وقد كرهه بعض الإخوة السلفيين - بعد كلامه هذا - وصرحوا لي بذلك.
وقد ربى طلبته على هذه الحماقة، فقد رجع بعض طلبته من دماج إلى أبين وصلوا صلاة الجماعة مع العوام بالنعال في المساجد، والله وحده هو العالم كم جنوا على دعوة قامت بفضل الله ثم يجهود الصادقين. [8]
وفي منطقة لحج قام أحد الإخوة - في خطبة العيد - يحذر الدولة من مركز الفيوش.
وذهب بعض تلامذته – وهو حسين الحطيبي – إلى تنزانيا مدة أربعين يوما، فأكرمه أهل تنزانيا كرما كبيرا، فعاد فألف لهم رسالة: "أربعون يوما في تنزانيا" ذكر فيها مشاهداته في تنزانيا، وذكر فيها الفساد الأخلاقي وما عليه بعض الفتيات في تنزانيا، فهذا شكرهم وثناؤهم.
وكلمني أحد الأخوة – له أقارب في تنزانيا - أن أهل تنزانيا عرفوا بالرسالة فقالوا: "هؤلاء لا يرجعون إلينا مطلقا".
وذهب لنا أبو عمرو عبد الكريم الحجوري إلى الهند فعاد إلى اليمن وقد بدع وضلل مجموعة من المشايخ السلفيين في الهند، وناقشه الشيخ ربيع في بيته في مكة لأنه أعرف بهم وبالسلفيين في الهند [9] – ولاسيما وقد مكث الشيخ ربيع في الهند مدة ليست بالقصيرة – لكن العلامة أبو عمرو الحجوري لم يقتنع بذلك، بل ناقشه بإصرار وعناد كما أخبرني أخونا الشيخ هاني الذي كان حاضرا في المجلس، وخرج ولم يغير موقفه من التبديع، لأن الأوامر لم تأت من أمير المؤمنين يحي الحجوري فأوامره هي التي تغير المواقف فقط.
وذهب لنا أخ من - أصحاب الحجوري - إلى الإمارات فعاد إلى اليمن وقد ألف لنا رسالة في التحذير من الشيخ عبد الباري.
هذه هي الحكمة عند هؤلاء، وهذه هي ثمارهم، وهذه هي دعوتهم في مشارق الأرض ومغاربها جناية على الدعوة السلفية وتشتيت لأهلها وتحذير من دعاتها، من أندونيسيا إلى تنزانيا إلى المكسيك إلى أسبانيا إلى أمريكا الجنوبية، إلى كل مكان، يذهبون ليطحنوا الدعوة السلفية ويحذروا من دعاتها الصادقين، وحتى ليلتف الناس حول الحجوري فقط دون غيره.

الأصل السادس : ترك الحكم في الفتن والنوازل للعلماء

قال الله تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم).
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في "تفسيره":
(هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق. وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم - أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة -، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك. وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه، ولهذا قال: "لعلمه الذين يستنبطونه منهم" أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولى من هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيقدم عليه الإنسان، أم لا فيحجم عنه) ا.هـ
وعندما جاءت الفتنة هيج الحجوري طلابه على الردود، والاشتغال بهذه الفتنة، والفصل في أمرها دون الرجوع إلى أهل العلم الذين وكلت لهم هذه القضية وغيرها، ولما نصحهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب بترك هذا لأهل العلم والاشتغال بما هو أنفع لهم، رد عليه الحجوري وشحعهم على الردود.
قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى" في الرد على فالح:
(فإن كثيرا من الشباب إذا خاضوا في الفتنة جرفتهم أو مزقتهم، وقد حصل هذا، فالأسلم لهم البعد عنها وعدم الخوض فيها، والحفاظ على عقيدتهم وأخوتهم في الله وأن يدعو العلاج للعلماء).

الأصل السابع :الاستقامة على السنة، والسلامة من كثرة الانحرافات الجزئية

فكثرة الأخطاء – في الجزئيات – تخرج الشخص عن دائرة أهل السنة، وتلحقه بأهل البدع، كما لو أخطأ في أصل عظيم - كما قرر ذلك الشاطبي رحمه الله في "الاعتصام" -.
قال الشاطبي في "الاعتصام":
(هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين، وقاعدة من قواعد الشريعة، لا في جزئي من الجزئيات، إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعا، وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية، لأن الكليات تقتضي عددا من الجزئيات غير قليل، وشاذها في الغالب أن لا يختص بمحل دون محل ولا بباب دون باب ...
ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات) ا.هـ
أي: ويلحق بمخالفة الكليات الانحراف في كثير من الجزئيات، ونقول هذا مع أن الحجوري وقع في كثرة الكليات لا الجزئيات، وفي كثير من أمور العقيدة لا فيما دونها، كالخطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكلام على الصحابة بذكر شيء من ذنوبهم في سياق الكلام على أنهم غير معصومين – كما فعل في "أحكام الجمعة" – وأنهم وقعوا في الإرجاء وأكد ذلك في "تبيين الكذب والمين" وأن من الصحابة من شارك في قتل عثمان بن عفان، وفسر الآية: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها) بأن أصحاب بدر عصوا الله مرتين فسلط الله عليهم مصيبة، وغيرها.
ونلاحظ أن كثيرا من هذه الأصول – التي خالفها الحجوري – شبيهة بالأصول التي خالفها الحدادية بل ربما زاد عليها، فكل ما وقع فيه فالح الحربي من الغلو وقع فيه يحي الحجوري.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.

كتبه : أبو عمار علي الحذيفي
29 جمادى الأولى 1434 هـ
____________________________
[1] ومن الأمور المهمة التي ينبه عليها أن الاجتماع مأمور به إذا كان على الحق والطريق المستقيم.
[2] فيجب العمل بالوصية حتى لو غير الرجل الدعوة، وغير معالمها، سبحان الله !! يا قوم أين عقولكم ؟!
[3] إن سبب تزكية الشيخ السابقة هو ظنه أن هذا الرجل سيسير على طريقته، ويقود المركز على ما قاده به الشيخ في السنوات السابقة، فهذه هي علة الوصية، فلما تغير الحجوري وجب عليكم أن تعرفوا أن الوصية لا تتنزل عليه.
[4] وذلك لحماية أرض المملكة العربية السعودية من جيوش البعثيين في ذلك الوقت بعد أن احتلوا الكويت وجيشوا الجيوش على حدود المملكة.
[5] راجع تعليق الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي على كلام الحداد المتهافت في "مجموع كتب وفتاوى ورسائل الشيخ ربيع" (9/464 - 465).
[6] قال شيخنا الشيخ مقبل رحمه الله لصهره محمد موسى البيضاني - وهو من أصحاب الجمعيات -: "أنتم اليوم وحدكم ليس معكم أحد" فقال البيضاني: "النبي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد" فقال له الشيخ: "الأنبياء على الحق - يا محمد - وأنتم على الباطل".
[7] انظر ما كتبه الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حول دعوة الحدادية في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" وقد ناقشهم في رسائل كثيرة تجدها في المجلد التاسع.
[8] وفي عهد شيخنا كان الإخوة يتركون الصلاة بالنعال في دماج في يوم الجمعة - بأمر شيخنا رحمه الله - لأن بعض العوام يحضرون معنا دون سائر الأيام.
[9] بل والله في العالم كله كما جربته حفظه الله.


رابط المقال بصيغة ورد من هنا : http://www.m-sobolalhoda.net/salafi/...1&d=1365583708

منقول من سحاب
__________________
بتوحيد ربنا بأفعالنا، ننجوا من شوائب الشرك *وبتوحيد متابعة نبينا ننجوا من أدران البدع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 PM.


powered by vbulletin