منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-22-2010, 03:04 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي مقال الشيخ الفاضل أحمد با زمول"تنبيه الصائل بأن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل" وتعليق الشيخ عبدالله البخاري وتعليقي عليه

قال الشيخ الفاضل الدكتور السلفي أحمد بن عمر با زمول حفظه الله:


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

أما بعد

فالملاحظ على بعض طلاب العلم أنهم يقعون في الخطأ ومخالفة الصواب، وهذا لا عيب فيه إذا رجعوا للحق ووافقوه، ولم يتمادوا في باطلهم، إذ من طبيعة البشر الخطأ إلا من عصمه الله من الأنبياء والرسل فعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ". رواه الترمذي وابن ماجه.

فالراجعون إلى الحق نقول لهم جزاكم الله خيراً وأصلح الله حالنا وحالكم

ولكن العيب كل العيب أنه إذا تبين له الخطأ يصر على خطئه وباطله، ويدافع عنه وينافح، ويرد النصوص الشرعية، ويرد منهج السلف الصالح؛ لأجل إصراره على موقفه.

فإلى هؤلاء المصرين على باطلهم أكتب هذه المقالة رجاء أن ينفعني الله وإياهم بها وأقول لهم ولنفسي .

قد قال عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}

قال العلامة السعدي :" { وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، الذين أقوالهم صدق، وأعمالهم، وأحوالهم لا تكون إلا صدقاً خلية من الكسل والفتور، سالمة من المقاصد السيئة، مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة".

وقال عز وجل {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

قال العلامة السعدي بعد بيانه لأوامر الله التي سبقت هذه الآية :" لما أمر تعالى بهذه الأوامر الحسنة، ووصى بالوصايا المستحسنة، وكان لا بد من وقوع تقصير من المؤمن بذلك، أمر الله تعالى بالتوبة، فقال: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ } لأن المؤمن يدعوه إيمانه إلى التوبة ثم علق على ذلك الفلاح، فقال: { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } فلا سبيل إلى الفلاح إلا بالتوبة، وهي الرجوع مما يكرهه الله، ظاهراً وباطناً، إلى: ما يحبه ظاهراً وباطناً، ودل هذا، أن كل مؤمن محتاج إلى التوبة، لأن الله خاطب المؤمنين جميعاً، وفيه الحث على الإخلاص بالتوبة في قوله: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ } أي: لا لمقصد غير وجهه، من سلامة من آفات الدنيا، أو رياء وسمعة، أو نحو ذلك من المقاصد الفاسدة" انتهى.

وعن عَمْرِو بن الْعَاصِ أَنَّهُ سمع رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال :"إذا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وإذا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ". متفق عليه .


وقد اشتملت هذه النصوص على مسائل عظيمة، ومن أهمها مسألتان :

المسألة الأولى: أن العبد المسلم غير معصوم من الخطأ تعمداً كان أو سهواً وغفلة.

والمسألة الثانية: أن على العبد المسلم أن يتوب إلى الله ويرجع للحق إذا تبين له خطؤه.

والرجوع إلى الحق دأب السلف الصالح، وحال العلماء الأتقياء:

قال ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما :" قَدِمَ عُيَيْنَةُ بن حِصْنِ بن حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ على ابن أَخِيهِ الْحُرِّ بن قَيْسٍ وكان من النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ وكان الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أو شُبَّانًا فقال عُيَيْنَةُ لابن أَخِيهِ يا ابن أَخِي لك وَجْهٌ عِنْدَ هذا الْأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لي عليه قال سَأَسْتَأْذِنُ لك عليه قال ابن عَبَّاسٍ فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ له عُمَرُ فلما دخل عليه قال هِيْ يا بن الْخَطَّابِ فَوَاللَّهِ ما تُعْطِينَا الْجَزْلَ ولا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ فَغَضِبَ عُمَرُ حتى هَمَّ بِهِ فقال له الْحُرُّ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قال لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عن الْجَاهِلِينَ} وَإِنَّ هذا من الْجَاهِلِينَ والله ما جَاوَزَهَا عُمَرُ حين تَلَاهَا عليه وكان وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ" أخرجه البخاري

قال ابن تيمية :" كان عمر بن الخطاب وقافاً عند كتاب الله وكان أبو بكر الصديق يبين له أشياء تخالف ما يقع له كما بين له يوم الحديبية ويوم موت النبي ويوم قتال مانعي الزكاة وغير ذلك وكان عمر بن الخطاب يشاور الصحابة فتارة يرجع إليهم وتارة يرجعون إليه ... وربما يرى رأياً فيذكر له حديث عن النبي فيعمل به ويدع رأيه وكان يأخذ بعض السنة عمن هو دونه في قضايا متعددة وكان يقول القول فيقال له أصبت فيقول والله ما يدرى عمر أصاب الحق أم أخطأه" انتهى.

وقال عمر بن الخطاب في رسالته إلى أبي موسى الأشعري في القضاء وآدابه :" لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق فإن الحق قديم وإن الحق لا يبطله شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل".

قال عبد الرحمن بن عمر يقول قلت لأبي يوسف في المسجد الحرام : واختصم إليك رجلان في امرأة ليس بينهما بينة كيف القول في ذلك أو كيف تقضي ؟

قال : أنظر فإذا رأيت أنها لأحدهما دفعتها إليه .

قلت : فإنك دفعتها إليه فبات معها فلما كان الغد رأيت أنها للآخر .

قال : آخذها فأدفعها إلى الآخر .

قلت : فإنك رددتها إلى الآخر فلما كان الغد رأيت أنها للأول .

قال : أردها إليه إذا رأيت ذلك .

قلت: فما حجتك في ذلك قال كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري قال :" فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل".

قلت له : يا معتوه وهذا هكذا الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل هو أن يقضي الحاكم بالرأي ثم يتبين له ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيرجع إليه.

وأما قولك هذا فهو الرجوع من الباطل إلى الباطل" انتهى.

وكان أهل العلم يعتبرون الرجوع عن الباطل إلى الحق دليل على ديانة الرجل:

قال حذيفة :" بحسب المرء من العلم أن يخشى الله عزوجل وبحسبه من الكذب أن يقول استغفر الله وأتوب إليه ثم يعود".

وقال مسروق :" بحسب الرجل من العلم أن يخشى الله عز وجل، وبحسب الرجل من الجهل أن يعجب بعلمه".

وقال الحافظ أبو نصر ومما يدل على ديانة نعيم - هو: ابن حماد المروزي - وأمانته رجوعه إلى الحق لما نبه على سهوه وأوقف على غلطه فلم يستنكف عن قبول الصواب إذ الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل والمتمادي في الباطل لم يزدد من الصواب إلا بعداً" انتهى.
وهذا ابن تيمية على جلالة قدره وعظيم منزلته بين أهل العلم وطلابه: يرجع إلى الحق ويصرح بأنه كان يفتي بخلاف الحق حيث قال :" فإن قيل فقد روي في الحديث إن كان جامداً فألقوها وما حولها وكلوا سمنكم وإن كان مائعاً فلا تقربوه رواه أبو داود وغيره.

قيل: هذه الزيادة هي التي اعتمد عليها من فرق بين المائع والجامد واعتقدوا أنها ثابتة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا في ذلك مجتهدين قائلين بمبلغ علمهم واجتهادهم وقد ضعف محمد بن يحيى الذهلي حديث الزهري وصحح هذه الزيادة لكن قد تبين لغيرهم أن هذه الزيادة وقعت خطأ في الحديث ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا هو الذي تبين لنا ولغيرنا ونحن جازمون بأن هذه الزيادة ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك رجعنا عن الإفتاء بها بعد أن كنا نفتي بها أولاً فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل" انتهى.

والمحبة التامة تستلزم ترك الباطل، والعمل بالحق، والملامة على مخالفة الحق أمر محمود؛ لأن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" المحبة التامة مستلزمة لموافقة المحبوب في محبوبه ومكروهه وولايته وعداوته فمن المعلوم أن من أحب الله المحبة الواجبة فلا بد أن يبغض أعداءه ولا بد أن يحب ما يحبه من جهادهم كما قال تعالى {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص}.

والمحب التام لا يؤثر فيه لوم اللائم وعذل العاذل بل ذلك يغريه بملازمة المحبة كما قد أكثر الشعراء في ذلك وهؤلاء هم أهل الملام المحمود وهم الذين لا يخافون من يلومهم على ما يحب الله ويرضاه من جهاد أعدائه فإن الملام على ذلك كثير .

وأما الملام على فعل ما يكرهه الله أو ترك ما أحبه فهو لوم بحق وليس من ذلك المحمود الصبر على هذا الملام بل الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.

وبهذا يحصل الفرق بين الملامية الذين يفعلون ما يحبه الله ورسوله ولا يخافون لومة لائم في ذلك وبين الملامية الذين يفعلون ما يبغضه الله ورسوله ويصبرون على الملام في ذلك" انتهى.

ولزوم الباطل من الصفات المذمومة عند أهل العلم :

قال ابن قيم الجوزية:" كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بد أن يقول على الله غير الحق في فتواه وحكمه في خبره وإلزامه؛ لأن أحكام الرب سبحانه كثيراً ما تأتي على خلاف أغراض الناس، ولا سيما أهل الرياسة والذين يتبعون الشبهات، فإنهم لا تتم لهم أغراضهم إلا بمخالفة الحق ودفعه كثيراً فإذا كان العالم والحاكم محبين للرياسة متبعين للشهوات لم يتم لما ذلك إلا بدفع ما يضاده من الحق، ولا سيما إذا قامت له شبهة فتتفق الشبهة والشهوة ويثور الهوى فيخفى الصواب وينطمس وجه الحق وإن كان الحق ظاهراً لا خفاء به، ولا شبة فيه، أقدم على مخالفته! وقال: لي مخرج بالتوبة!
وفى هؤلاء وأشباههم قال تعالى {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات}، وقال تعالى فيهم أيضاً {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتيهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون}، فأخبر سبحانه أنهم أخذوا العرض الأدنى مع علمهم بتحريمه عليهم وقالوا سيغفر لنا وإن عرض لهم عرض آخر أخذوه فهم مصرون على ذلك وذلك هو الحامل لهم على أن يقولوا على الله غير الحق فيقولون هذا حكمه وشرعه ودينه وهم يعلمون أن دينه وشرعه وحكمه خلاف ذلك أو لا يعلمون أن ذلك دينه وشرعه وحكمه! فتارة يقولون على الله مالا يعلمون، وتارة يقولون عليه ما يعلمون بطلانه" انتهى.

وقال ابن حجر الهيتمي :" لَمَّا كانت أَنْدِيَةُ التَّحْقِيقِ بِأَعْيَانِ الْأَفَاضِلِ لم تَزَلْ حَافِلَةً وَمَغَانِيهَا بِغَوَانِي الْفَضَائِلِ آهِلَةً كان الرُّجُوعُ إلَى الْحَقِّ خَيْرًا من التَّمَادِي في الْبَاطِلِ وَالتَّحَلِّي بِحِلْيَةِ أَهْلِ الصِّدْقِ خَيْرًا من التَّحَلِّي بِكُلِّ وَصْفٍ زَائِلٍ وَجِدَالٍ ليس تَحْتَهُ من طَائِلٍ وَتَفَيْهُقٍ بِمَا لَا يُجْدِي من التَّلْفِيقَاتِ وَتَمَشْدُقٍ بِمَا لَا يَصِحُّ من الْعِبَارَاتِ" انتهى.

وجاء في مناهل العرفان :" إنما العار الجارح لكرامة البشر أن يجمد الإنسان فلا يجتهد وهو أهل للاجتهاد أو يجمد المجتهد على رأيه وإن كان عظيماً بعد أن يستعلن له خطؤه مع أن الرجوع إلى الحق فضيلة والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل والكمال المطلق لله وحده" انتهى.

ومن ضنائن العلم الرجوع إلى الحق، قال عبد الله بن بريدة :" من ضنائن العلم الرجوع إلى الحق".
ومن الأسباب المؤدية إلى البعد عن الحق والوقوع في العصبية صعوبة الرجوع إلى الحق لقوله بخلافه كما ذكره الشوكاني

ثم شرحه الشوكاني بقوله :" صعوبة الرجوع إلى الحق الذي قال بخلافه

ومن آفات التعصب الماحقة لبركة العلم أن يكون طالب العلم قد قال بقول في مسألة كما يصدر ممن يفتي أو يصنف أو يناظر غيره ويشتهر ذلك القول عنه فإنه قد يصعب عليه الرجوع عنه إلى ما يخالفه وإن علم أنه الحق وتبين له فساد ما قاله

ولا سبب لهذا الاستصعاب إلا تأثير الدنيا على الدين فإنه قد يسول له الشيطان أو النفس الأمارة أن ذلك ينقصه ويحط من رتبته ويخدش في تحقيقه ويغض من رئاسته.

وهذا تخيل مختل وتسويل باطل فإن الرجوع إلى الحق يوجب له من الجلالة والنبالة وحسن الثناء ما لا يكون في تصميمه على الباطل بل ليس في التصميم على الباطل إلا محض النقص له والإزراء عليه والاستصغار لشأنه فإن منهج الحق واضح المنار يفهمه أهل العلم ويعرفون براهينه ولا سيما عند المناظرة فإذا زاغ عنه زائغ تعصباً لقول قد قاله أو رأي رآه

فإنه لا محالة بكون عند من يطلع على ذلك من أهل العلم أحد رجلين

إما متعصب مجادل مكابر إن كان له من الفهم والعلم ما يدرك به الحق ويتميز به الصواب

أو جاهل فاسد الفهم باطل التصور إن لم يكن له من العلم ما يتوصل به إلى معرفة بطلان ما صمم عليه وجادل عنه وكلا هذين المطعنين فيه غاية الشين.

وكثيراً ما تجد الرجلين المنصفين من أهل العلم قد تباريا في مسألة وتعارضا في بحث فبحث كل واحد منهما عن أدلة ما ذهب إليه فجاءا بالمتردية والنطيحة على علم منه بأن الحق في الجانب الآخر وأن ما جاء به لا يسمن ولا يغني من جوع .

وهذا نوع من التعصب دقيق جداً يقع فيه كثير من أهل الإنصاف ولا سيما إذا كان بمحضر من الناس وأنه لا يرجع المبطل إلى الحق إلا في أندر الأحوال وغالب وقوع هذا في مجالس الدرس ومجامع أهل العلم" انتهى.

وبوب الخطيب البغدادي في الكفاية باباً عنون له بقوله :" باب فيمن رجع عن حديث غلط فيه وكان الغالب على روايته الصحة أن ذلك لا يضره :
قد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا عن عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وعبد الله بن الزبير الحميدي
الحكم في من غلط في رواية حديث وبين له غلطه فلم يرجع عنه وأقام على رواية ذلك الحديث أنه لا يكتب عنه وإن هو رجع قبل منه وجازت روايته وهذا القول مذهب شعبة بن الحجاج أيضاً

وأورد فيه عن شعبة فيمن يترك حديثه قوله :" ... ومن يخطئ في حديث مجتمع عليه فيقيم على غلطه فلا يرجع ... وليس يكفيه في الرجوع أن يمسك عن رواية ذلك الحديث في المستقبل حسب بل يجب عليه أن يظهر للناس أنه كان قد أخطأ فيه وقد رجع عنه".

وأورد فيه عن هارون قال:" كان يزيد بن هارون يقول في مجلسه الأعظم غير مرة حديث كذا وكذا أخطأت فيه".

وأورد فيه عن العلاء بن الحسين قال ثنا سفيان بن عيينة حديثاً في القرآن فقال له عبد الله بن يزيد ليس كما هو حدثت يا أبا محمد قال وما علمك يا قصير قال فسكت عنه هنية ثم قام إلى سفيان فقال يا أبا محمد أنت معلمنا وسيدنا فإن كنت أوهمت فلا تؤاخذني قال فسكت سفيان هنية ثم قال يا أبا عبد الرحمن قال لبيك وسعديك قال الحديث كما حدثت أنت وأنا أوهمت".

وأورد عن يحيى بن معين أنه قال: حضرت نعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ كتاباً من تصنيفه قال فقرأ منه ساعة ثم قال ثنا ابن المبارك عن ابن عون فحدث عن ابن المبارك عن ابن عون أحاديث !

قال يحيى: فقلت له ليس هذا عن ابن المبارك فغضب !! وقال: ترد عليَّ ؟؟

قلت: إي والله أريد زينك ! فأبى أن يرجع !

قال فلما رأيته هكذا لا يرجع قلت لا والله ما سمعت أنت هذا عن ابن المبارك ولا سمعها ابن المبارك من ابن عون قط فغضب وغضب كل من كان عنده من أصحاب الحديث

وقام نعيم فدخل البيت فأخرج صحائف فجعل يقول وهى بيده أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس بأمير المؤمنين في الحديث نعم يا أبا زكريا غلطت وكانت صحائف فغلطت فجعلت اكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون وإنما روى هذه الأحاديث عن ابن عون غير ابن المبارك فرجع عنها".

وأورد فيه عن ابن عمار أنه قال رددت على المعافى بن عمران حرفاً في الحديث فسكت فلما كان من الغد جلس في مجلسه من قبل أن يحدث وقال إن الحديث كما قال الغلام قال وكنت حينئذ غلاماً أمرد ما في لحيتي طاقة

وأورد فيه عن السهمي أنه قال :" سألت أبا الحسن الدارقطني عمن يكون كثير أخطأ قال إن نبهوه عليه ورجع عنه فلا يسقط وإن لم يرجع سقط" انتهى.

وجاء في معجم الأدباء :" ... وذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الذهبي وذكره في أخبار النحويين الواسطيين أنه توفي في سنه اثنتين وعشرين وأربعمائة فذاكرته بما قاله الجوزي فقال الرجوع إلى الحق خير من التمادي على الباطل الذي ذكره الجوزي هو الحق أنا وهم" انتهى.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ..
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-22-2010, 03:18 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

وهذا تعليق الشيخ الفاضل الدكتور عبد الله عبد الرحيم البخاري


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فشكر الله لأخينا الفاضل الشيخ الدكتور أحمد بن عمر بازمول حفظه الله، مقاله الموفَّق المسدَّد، ونسأل الله له ولنا المزيد من فضله.

وإنَّ مما لا شكَ فيه ما قرره وفقه الله من أنَّ الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل؛ لأنَّ التَّمادي في الباطل دليلٌ على الخذلان، وأنَّ المرء قد مُكر به، كما قال الإمام ابن القيم في (الفوائد):" والخذلان أن يكلك الله إلى نفسك".

و أسباب تمادي المرء في الباطل بعد بيانه له عديدة منها:
1/ حبُّ السًّلطة والتَّصدر. قال العلامة الشاطبي رحمه الله في (الاعتصام):" آخر الأشياء نزولاً من قلوب الصَّالحين: حبُّ السُّلطة والتَّصدر".
قال إبراهيم بن أدهم: " مَا صَدق َاللهَ عَبدٌ أَحَبَّ الشُّهرة "
قال الحافظ الذهبي معلِّقا: قلت: عَلاَمَة ُالمُخلِصِ الذي قد يُحِبُّ شُهرَةً، ولا يشعرُ بها، أنّه إذا عُوتب في ذلك لا يَحْرَدُ ولا يُبَرِّئُ نفسَهُ، بل يعترف ويقول: رحمَ الله من أهدى إليَّ عُيوبي، ولا يَكُنْ مُعْجباً بنفسِه؛ لا يشعرُ بعيوبها، بل لا يشعر أنّه لا يشعر، فإنّ هذا داءٌ مزمنٌ
[ سير أعلام النبلاء للذهبي 7/393 ]

و أنشد ابن عبدالبر في (جامع بيان العلم)(1/رقم 975):
"حبُّ الرئاسـة داءٌ يحلــق الدنيا ويجعل الحبَّ حرباً للمحبينا
يفري الحلاقيم والأرحام يقطــعها فلا مروءة يبقها و لا ديـنا
مَنْ دان بالجهل أو قبل الرسوخ فما تَلفـيه إلاَّ عـدواً للمحقينا
يشنا العلوم ويقلي أهلها حســداً ضاهى بذلك أعداءَ النبيينا"

وقال أبو نعــيم :" والله ما هلك مَنْ هلكَ إلاَّ بحبِّ الرِّئاسة" (جامع بيان العلم)(1/ص 570).

2/ الاستكبار و الإباء عن قبول الحقِّ؛ قال الإمام سفيان بن عيينة:" ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر، وإنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه وإذا رأى الشر اجتنبه" (الحلية)(8/339).

وقال الإمام ابن القيم في (الفوائد)(ص 155):" من علامات السعادة والفلاح: أنَّ العبد كُلَّما زيدَ في عِلْمِه زِيْدَ في تواضعهِ ورَحْمَتِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عملهِ زِيدَ في خَوْفِهِ وحذَرِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عمرهِ نَقَصَ مِنْ حِرْصِهِ، وكُلَّما زِيدَ في مالهِ زِيْدَ في سَخَائِهِ وبذلهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وَجَاهِهِ زيدَ في قُرْبِهِ مِنَ النَّاسِ وقضاءِ حوائجهم والتَّواضع لهم.

وعلامات الشَّقاوة: أنَّه كُلَّما زيدَ في عِلْمِهِ زيدَ في كِبْرِهِ وتِيْهِهِ، وكُلَّما زيدَ في عَمَلِهِ زيدَ في فَخْرِهِ واحتقارِهِ للنَّاسِ وحسن ظنِّه بنفسهِ، وكُلَّما زيدَ في عُمرهِ زيدَ في حرصهِ، وكُلَّما زيدَ في مالهِ زيدَ في بُخْلِهِ وإمْسَاكهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وجَاهِهِ زيدَ في كِبْرِه وتِيْهِهِ، وهذه الأمورُ ابتلاءٌ مِنَ الله وامتحانٌ يبْتلي بها عبَادهُ فيَسْعدُ بها أقوامٌ ويَشْقَى بها أقوامٌ".
قال أبوالدرداء رضي الله عنه :" علامة الجهلِ ثلاثة: العجبُ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وأنْ ينهى عن شيءٍ ويأتيه"

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:" الإعجاب آفة الألباب".
وقال غيره:" إعجاب المرء بنفسه دليلٌ على ضعف عقله"
وقالوا:" لا ترى المعجب إلاَّ طالباً للرئاسة".
ينظر: (جامع بيان العلم)(1/570-571).

والمرء لا بدَّ أن يدرك تمام الإدراك أنَّ الله مطلعٌ عليه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف شاء سبحانه، أسند ابن أبي حاتم في (الزهد)(ص 49) عن الحسن رحمه الله قوله: (إنَّ القلب لأشد طيرورة من الريشة في يومٍ عاصفٍ).

ختم الله لنا ولكم بخير، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

وكتب

عبدالله بن عبدالرحيم البخاري

3/ ذي الحجة/ 1429هـ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-22-2010, 03:22 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

وهذا تعليق آخر للشيخ الفاضل الدكتور عبد الله عبد الرحيم البخاري



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

فالله أسأل أن ينفعنا جميعاً بما كتبه الأخ المفضال الشيخ الدكتور أحمد بازمول وفقه الله، للحاجة الماسَّة إلى تجلية الأمر، مما سبب الخلط في كثير من مسائل الرَّد على الخطأ ممن كان!! وهنا أُنبِّه على أمر مهم:

ألا وهو:

أنَّ الرَّد على الخطأ الذي ظهر وانتشر وذاع أمرٌ لابدَّ منه- على الكفاية-؛ صيانةً للحقِّ ونصحاً لعامَّة الأمة، وقد يكون المردود عليه من فضلاء أهل السُّنَّة، لكن بيان الحقِّ بدليله آكد وأوجب لمن كان قادراً عليه، و ينبغي للرادِّ أنْ يستوعب ويتحرَّى السُّنة في ذلك، قال الإمام السجزيُ في رسالته (الرد على من أنكر الحرف والصوت)(ص 235):
" وليكن قصد مَنْ تكلَّم في السُّنَّة اتِّباعها وقبولها لا مغالبة الخصوم، فإنَّه يُعانُ بذلك عليهم، وإذا أراد المغالبة رُبَّما غلبَ".

و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (درء تعارض العقل والنقل)(6/210-211):" الرَّدُّ على أهل الباطل لا يكون مستوعباً إلا إذا اتُّبعت السُّنَّة من كل الوجوه، وإلا فمن وافق السنَّة من وجه وخالفها من وجه طمع فيه خصومه من الوجه الذي خالف فيه السنة، واحتجوا عليه ما وافقهم عليه من تلك المقدمات المخالفة للسنة.

وقد تدبَّرت عامة ما يحتج به أهل الباطل على مَنْ هو أقرب إلى الحق منهم، فوجدته إنما تكون حجة الباطل قوية لما تركوه من الحقِّ الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه، فيكون ما تركوه من ذلك الحقِّ من أعظم حجة المبطل عليهم...".

فالله أسأل بمنِّه وكرمه أن يجعلنا من دعاة الحقِّ وأنصاره، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

وكتب
عبدالله بن عبدالرحيم البخاري

4/ ذي الحجة/ 1429ه
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-22-2010, 03:25 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

وهذا تعليق الشيخ الفاضل جمال بن فريحان الحارثي



السلام عليكم ورحمة الله

أشكر الشيخ الدكتور أحمد بن عمر بازمول على هذا المقال الذي كلنا بحاجة إليه في كل لحظة

وهو أنيس وونيس من غرر به الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء؛ أن يتمادى في باطله أو قل في غلطه وزلَلِهِ أو مخالفته لمنهج السلف حيث اشتمل على نصوص من الكتاب والسنة ومن أقوال أهل العلم المعتبرين.


كما أشكر الشيخ الدكتور عبد الله البخاري على مشاركته بالمقال المسطر أعلاه ـ وذلك تتميما للفائدة التي جاء بها الشيخ بازمول ـ فقد وفى وكفى وفقه الله.


والشكر موصول للأخ الفاضل سفيان الجزائري على وضع رابط مقال الشيخ السلفي أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المعنون أيضا: "الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل" فألفيته بحثا مفيداً وافياً فأوصي بقراءته الإخوة ايضا بجانب مقالات المشايخ هنا.

http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=331605

وأرى أن لو تبرع أحد الإخوة بجمع هذه البحوث في ملف وورد ووضعها هنا ليتسنى للجميع الاستفادة منها وحفظها عندهم في مكتباتهم فإنها تراث لأجيال قادمة، لأن الجمع من أمهات الكتب ليس بالسهل على الباحث فهو بهذا الجمع قد أتى بعصارة جهده وفكره ووقته فلا تذهب هذه البحوث هباءً منثورا .

ولقد أثرت في نفسي كلمة ألقاها على سمعي العالم المحقق الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عندما قدمت له كتابي الموسوم بـ: "لم الدر النثور ..." فنظر فيه فقال: (يعجبني هذا الجمع .. هل هذه النسخة لي ؟؟..)

فعلمت من تلك الجملة: أن البحث وجمع المتناثر له فوائد عند العلماء فكيف بمن هو دونهم، مع العلم أنه لا يجهل تلك النصوص رحمه الله، ولكن تقريبها بين يدي الناظر هو المهم والأهم، فيحصل بذلك الجمع؛ توفيرُ الوقت ، وتوفيرُ الجهد، وايضا وجود التوثيق لمن لم يكن عنده المرجع.

وفق الله الجميع لكل خير


والسلام عليكم

أخوكم
أبو فريحان

الثلاثاء 23/1/1430هـ

التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 07-23-2010 الساعة 10:26 AM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-22-2010, 03:27 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فجزى الله أخي المفضال الشيخ أحمد بن عمر بازمول خيراً على ما كتبه في هذا المقال الماتع، الذي جلى فيه هذه القضية، ونصح لمن خالف منهج السلف أن يثوب إلى رشده، وأن يعود إلى الحق والهدى، فهذا شرف له في الدنيا، وفضيلة في الدين، وفلاح ونجاح في الآخرة ..

وكانت هذه النصيحة النيرة قبل سنتين، وهي موجهة في الأصل إلى بعض من كان مع السلفيين، يناصرهم ويدافع عن منهجهم، ويدعو إلى عقيدتهم مع هنات وهنات، ولكن عظم بلاؤه، وكثر فساده، وزاد في السفول، وزاد انحرافه عن منهج السلف حتى انسلخ منه والله المستعان ..


فالذي كان بالأمس يدعو إلى المنهج السلفي الواحد الذي لا يكون الحق سواه أصبح يخلط بين المناهج والمذاهب، ولا يرى منهج السلف إلا طريقة ومذهباً من تلك المذاهب يعتري أهلها ما يعتري أهل المذاهب الأخرى من الغلو والشطط فلم يعد لمنهج السلف ما كان يصفه به في السابق من انحصار الهدى والحق فيه ..

فكان هذا من أوجه انسلاخ المذكور المنصوح في أصل المقال عن منهج السلف..

والذي كان بالأمس ينكر على أهل وحدة الأديان، أو حوار الأديان -على قدم المساواة-، وينكر على أهل الديمقراطية والإنسانية ودعاة الحرية أصبح من الممجدين لتلك الدعايات بصور ملتوية مختلفة متلونة ، مع عناده بعد نصحه، وإصراره على باطله بكل وقاحة وصفاقة..

وهذا كان أيضاً من أوجه انسلاخه عن منهج السلف ..


والذي كان بالأمس يطعن في جماعة من القطبيين والسروريين(كمحمد حسان والحويني) ويحذر منهم، وينذر الشباب بخطرهم أصبح يرتمي في أحضانهم، ويمجدهم، ويرفع من خسيستهم، بل يفضلهم على السلفيين، ويرد بكل قسوة على من يخالفه في هذا الموضوع ويعلن توبته من منهجه القديم في هذه القضية وأمثالها ..

وكان هذا أيضاً من أسباب انسلاخه من منهج السلف بعد أن نوصح ونوصح ولكنه عاند وأصر ..

والذي زعم أنه لن يعادي الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، وكان يعلن حربه على أعداء الشيخ ربيع من الحزبيين، وكان يمتحن الحزبيين بالشيخ ربيع، أصبح اليوم يمتحن السلفيين بالشيخ ربيع، ويصف الشيخ ربيعاً بأنه من غلاة الإقصاء والتجريح، وأنه حدادي -هكذا قال لبعض الناس فض الله فاه-، وفتح المجال لحزبه للطعن في الشيخ ربيع تلميحاً أو تصريحاً، ويتترس غالباً بشبهة شيطانية وطاغوت من الطواغيت الحادثة ألا وهي إلزام الغلاة بالغلو!! تماماً كما كان يفعل المأربي في فجوره وضلاله وردوده على الشيخ ربيع حفظه الله وكسر شوكة عدوه ...

فكان هذا من أسباب انسلاخ المذكور من منهج السلف ..

وهناك أمور عديدة ظاهرة في انسلاخ المذكور عن منهج السلف، ولزوم التصريح بأنه ليس سلفياً بل يلحق بمن سبقه من أهل البدع والانحراف كالمأربي والمغراوي ومحمد حسان وأبي إسحاق الحويني وعبدالرحمن عبدالخالق..


قال الله جل وعلا: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف/175-178]

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-22-2010, 03:44 PM
أبو عاصم محمد المصري أبو عاصم محمد المصري غير متواجد حالياً
مشرف مكتبة منابر النور العلمية

[email protected]

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: مصر -الاسكندرية
المشاركات: 421
شكراً: 6
تم شكره 30 مرة في 26 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى أبو عاصم محمد المصري
افتراضي

بارك الله في الجميع
وحفظ الأحبة
وسأجمع هذه المقالات كلها في ملف واحد
وأضعها في بحثي
الرجوع إلي الحق خير من التمادي في الباطل
صفحات مشرقة من حياة سلفنا الصالحين
بتقديم ومراجعة فضيلة الشيخ الوالد
حسن بن عبد الوهاب البنا
حفظه الله
وهو الآن قيد الطبع
يسر الله خروجه
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-22-2010, 09:03 PM
أبو البراء الليبي أبو البراء الليبي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 63
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

حفظ الله مشايخنا
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-23-2010, 01:37 PM
أبو زيد رياض الجزائري أبو زيد رياض الجزائري غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 55
شكراً: 58
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
وهناك أمور عديدة ظاهرة في انسلاخ المذكور عن منهج السلف، ولزوم التصريح بأنه ليس سلفياً بل يلحق بمن سبقه من أهل البدع والانحراف كالمأربي والمغراوي ومحمد حسان وأبي إسحاق الحويني وعبدالرحمن عبدالخالق..
جزاك الله خيرا شيخنا أبا عمر و أخبرني أخ فاضل - جزائري يدرس في ذمار و هو الآن في مكة - أن العلامة ربيع حامل لواء الجرح و التعديل في هذا الزمان قال بأن الحلبي من أخس أهل البدع كان هذا ليلة الجمعة.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-09-2010, 08:29 PM
أبو الغريب السلفي أبو الغريب السلفي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 150
شكراً: 2
تم شكره 10 مرة في 9 مشاركة
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا وبارك الله فيكم جميعا مشائخنا السلفيين...
وأشهد الله أني أحبكم فيه
وليس لي إلا أن أقول كما قال الأول:
أحب الصالحين ولست منهم***لعلي أن أنال بهم شفاعة

ودعواتك لنا شيخنا بالتوفيق للخير والثبات على السنة

أبنكم أبو الغريب السلفي اليماني
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-25-2010, 01:03 PM
أبو عبد الرحمن حسني السطائفي أبو عبد الرحمن حسني السطائفي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الجزائر - -''مدينة سطيف'' -أعمرها الله بالتوحيد
المشاركات: 58
شكراً: 6
تم شكره 8 مرة في 8 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو عبد الرحمن حسني السطائفي إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى أبو عبد الرحمن حسني السطائفي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن حسني السطائفي
افتراضي

بارك الله في مشايحنا الكرام
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 PM.


powered by vbulletin