منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > مـــعـــــهـــــــد الـــــبـــــيــــضــــاء الــــــــعـــــلمي > منبر الدروس المسجلة وتفريغاتها (خاص بالأخوات)

آخر المشاركات حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 07-23-2012, 04:02 PM
سالكة سبيل السلف سالكة سبيل السلف غير متواجد حالياً
زائر
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,225
شكراً: 20
تم شكره 157 مرة في 107 مشاركة
Tefreegh تفريغ محاضرة فضل العلم للشيخ أسامة بن عثمان بن عطايا العتيبي حفظه الله

محاضرة
فَضْــلُ العِــلْمِ


لفضيلة الشيـــخ
أسامة بن عطايا العتيبـــي
- حَفِظَهُ اللهُ تَعَالى –

@
منـــابــــرالنـــور العلـمــيّــة





إنَّ الحَمدَ لله نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لهُ ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلـٰه إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُهُ ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)﴾[الأحزاب:70-71].
أمَّا بَعْد،
فَإنَّ أصْدَقَ الحَدِيثِ كتَابُ اللهِ وَخَيْرَ الهَدْيهَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّم، وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٍ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٍ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّار.
فإن الله -سبحانه وتعالى- وصف نفسه بالعلم وسمَّى نفسه العليــــم، ورفع منزلة أهل العلـــم ورفع ذكرهم ورفع من شأن حملة هذا العلم الذي امتدحه الله -عز وجل- وأثنى عليه وطلب من عباده أن يعلموه وأن يتعلموه .
العلم الذي طلبه الله - عز وجل - من عباده هو العلم النافع لهم والذي لأجله خلقهم، قال تعالى: ﴿
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[ الذاريات: 56]
قال تعالى : ليعبدون، فسرها معظم السلف إلا ليعرفون؛ يعني يعلمون من هو إلههم ويعملوا بهذا العلم، وفسر بعض السلف إلا ليعبدون أي ليوحدون، ومعلوم أن التوحيــــــدَ مبنيٌّ على العلم، بان الله -عز وجل-إله واحد لا شريك له .
فمن علم أن الله -عز وجل- هو الإله الواحـــــد وعمل بهذا العلم صحَّ أن يُطلق عليه لقب العالم بوحدانية الله، وإلا لو أن شخصا علم أو زعم أنه يعلم أن الله إله واحد ثم عبَدَ معه غيره، فهذا يصحُّ أن يقال إنه جاهــــــل بالله مع إدعائه المعرفة .
وهنا بعض العلماء فرقوا بين العلم والمعرفة؛ فالمعرفة قد لا تتبعها ما يقتضيها من العمل والإنقياد بخلاف العلم؛ فإنه يقود صاحبه لأجل أن يعمل بهذا العلم، عموما حتى المعرفة في الحقيقة لا تكون نافعة ولا مثمرة إلا مع العمل.

والعلم قد تنوعت أدلته من كتاب ربنا ومن سنّة نبينا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الدلالة على فضله وعظيم منزلته.
وكما ذركت لكم إن فضل العلم وشرفه يتبين من إتصافه الله -عز وجل- بهذا الأمر الشريف وحَثِّهِ عباده على تعلمه ورفع منزلة أهله فمن دلائل كتاب الله -جل وعلا- الدالة على فضل العلماء وعلو منزلتهم بما تعلموه من العلم وبما طبقوه ممّا علِمُوه وبما نفع الله بهم وبما نشر في الناس الحق والهدى عن طريقهم؛ فهم وسائل وأدوات سخرهم الله -عز وجل- لبيان دينه، والرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيَّن أن العلماء ورثة الأنبياء؛ فإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا ، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر .
ووظيفة الأنبياء والرسل-عَلَيهِمُ الصَلاَةُ وَ السَلاَم- هي أن يكونوا وسطاء بين الله وخلقه في التبليغ والبيان، وسطاء في البيان والهداية والتعليم، هذه وساطة الأنبياء ليست الوساطة بأن يتخذهوم معبودات وأن يشركوا بهم كما بين ذلك بتفصيل مُوَسع شيخ الإسلام -رحمه الله- في كتابه "الواســطة بين الله وخلقه" بيّن أن الواسطة التي يجب أن نعلمها وأن نعرفها هي أن الله -عز وجل- أرسل رسله واسطة بينه وبين خلقه ليبينوا للناس من هو إلههم وما يريد منهم وكيف يعبدوه وكيف ينقادوا له؛ ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾[سبأ:28]
قال تعالى : ﴿
إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾[ الشورى:48]، وقال تعالى : ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾[النور:54]، فالرسل واسطة في البيان والتبليغ لهذا الدين وللحق والهدى .
الأنبياء عليهِم الصلاَة والسلاَم طائفة من البشر إختصهم الله -عز وجل- بخصائص وحدَّهُم بحدود ولهم أول ولهم آخِر، فأولهم من الأنبياء آدم عليه الصلاة والسلام كما قال -صلى الله عليه وسلم- عنه : ((نبِّيٌ مُكلم))، وأول الرسل نوح، وآخِر الأنبياء والمرسلين شخص واحد وهو محمد بن عبد الله -صلوات ربي وسلامه عليه- .
فيما مضى من الزمان قبل أن يأتي رسول بعد رسول سابق أو نبي بعد نبي سابق ماكان الناس يُتركوا هملا، بل كان هناك ممن هم من أتباع الأنبياء من يقوم بوظيفتهم في البيان والبلاغ، لكن الأنبياء قوم مصطفَوْن إختارهم الله -عز وجل- لحمل الرسالة وأرسل إليهم جبريل -عليه السلام- ليبلغهم كلام الله -عز وجل- فلذلك اختُصَّ الأنبياء بمزيد الشرف، أما غيرهم ومن هو على منهجهم من العلماء فهم إنما يصرُفوا وفعلوا منزلتهم بمقدار تبليغهم وبمقدار تأسِّيهم بالنبي الذي هم يتبعونه، ونحن أمّةٌ هي خير الأمم وخاتم الأمم، أمّةُ محمّد -صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ- فعلى علمائها عبء أكبر وحِملٌ أثقل ممن سبقهمن لأن أولائك لم تسلم كتبهم من التحريف والتبديل، ولم يكتب لكتاب من كتب الأنبياء التي أنزلها الله عليهم من الحفظ، لم يُكتب لها من الحفظ ما كُتِبَ للقرآن، فكل تلك الكتب أو خاصة ما آشتهر منها وما عُرِف كالتوراة والإنجيل والزبور كلها قد حرفت وبدلت وحصل فيها ما حصل من الإدخال والتغيير والتحريف، أما كتابنا الكريم فمحفوظ من الزيادة والنقصان، لكن مع هذا الأمر العظيم الذي اختُصَّ به كتابنا واختص به ديننا إلا أن لا نبي يأتي فيما بعد لينسخ دين محمّد -صلى الله عليه وسلم- أو ليحيي شيء من الدين لا، إنما يأتي بعدُ فقط العلماء؛ ويبعث الله -عز وجل- على رأس كل مئة سنة لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها؛ لذلك ورد في الحديث الضعيف الذي لا يصح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-؛ لكن له شيء من صحة المعنى أنه قال: ((
علماء أمتى كأنبياء بني إسرائيل))؛ فبنو إسرائيل كان يُرسل إليهم الأنبياء ليجددوا لهم الدين ويُحيُوا ما اندرس من التوراة؛ لأن التوراة التي أنزلها الله على موسى -عليه السلام- قد تعرضت بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- للتبديل والتحريف؛ ولأن الله -عز وجل- اختص شريعة موسى بأنها ستكون شريعة لأمم كثيرين من بني إسرائيل؛ خاتمهم عيسى -عليهم السلام-.
فهذه التوراة كانت تحتاج إلى تجديد والعلماء ماكانوا يستطعون حفظ التوراة من التحريف والتبديل؛ وإنما كانوا يبلغون ويبينون ويرثون أنبيائهم في التعليم والتربية؛ لكن ماكانوا يستطعون أن يُبقُوا التوراة محفوظة من التحريف؛ فكان من حكمة رب العالمين أن يرسل إلى بني إسرائيل أنبياء يُحيُون التوراة لأن الله يوحي إليهم ولا يُعلِّمون الناس إلا التوراة الخالية من التحريف فكان الأنبياء يجددون التوراة وآخِرُ من جدد التوراة هو عيسى عليه السلام ﴿مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾[الصف:6]
فعيسى عليه السلام الله أعطاه الإنجيـــل ﴿
وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ﴾[المائدة:46]؛ ولكن أتاه أيضا التوراة، التوراة كتاب الشريعة الذي يعمل به أتباع الديانة الموسوية ومن يأتي بعده من الأنبياء حتى عيسى -عليه السلام- يقررون أحكام التوراة إلا بعض الأحكام التي نسخها الله وخفف فيها عن بني إسرائيل فكان الإنجيل هو الكتاب الذي فيه بعض التخفيفات وبعض الأحكام الجديدة إضافة إلى كونه كتابا للأذكار والأدعية والتبشير بالتوبة فهذا الإنجيل اسمه البِشارة، ومعنى كلمة الإنجيل هو البِشارة .
فالأنبياء كانوا يُحيُون التوراة مع ما يُوحى إليهم من بعض الأحكام خُصَّ بها أولئك القوم، لكن بعد وفاة محمد -عليه الصلاة والسلام- لا يوجد نبي ينسخ حكمًا شرعيًا يأتي بعده إلا عيسى -عليه السلام- يأتي آخر الزمان؛ ولكنه لا يأتي ليبدل شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- بل يكون حاكما بها، وحتى لا يتوهم الناس عند نزوله أنه ناسخ لدين محمد -صلى الله عليه وسلم- لا يكون هو إمامًا للمسلمين بل يكون الإمام المهدي؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم-: ((وإمامكم منكم)) فهو وإن كان عاملا بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو نبي؛ لكن الإمام يكون من ذرية محمد -صلى الله عليه وسلم- من آل البيت وهو المهدي؛ لأجل ألا يتوهم ناس أن عيسى -عليه السلام- جاء ناسخا لشريعة محمد -عليه الصلاة والسلام- .
المقصود من ذلك أن العلماء هم ورثة الأنبياء، والله -عز وجل- قد حفظ كتابه الكريم –القرآن- من التحريف والتبديل؛ وسخر له الحفظة وسخر له العلماء
الحفظة؛ ليلقنوا الناس القرآن الكريم ويحفظوهم إياه، والعلماء ليفقهوا الناس في معناه، فحفظ الله القرآن لفظًا ومعنىً؛ لفظًا بتلقينه الأجيال جيلاً بعد جيل، ومعنىً بأن يكون العلماء هم الشارحون لكتاب الله بالسنّة وبكلام الصحابة والتابعين، بكلام السلف يشرحون القرآن ويبينون للناس الحق فيه، ، ينفون عن القرآن التحريف، والتأويل الباطل، وآنتحال المبطلين، يحمل هذا العلم وهو علم القرآن والسنّة من كل خلف عُدُولُه، ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل المبطلين، وتأويل الجاهلين، وآنتحال المبطلين، كما قال -صلى الله عليه وسلم- .
إذا العلماء ورثة الأنبياء وهذا شرف عظيـــــم خصَّ الله به هؤلاء العلماء والله -جل وعلا- قد أشهدهم على أمر مشهود فقال تعالى : ﴿
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:18]
ومن شرف العلماء وعظيم منزلتهم أن الله أمر بطاعتهم فقال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء:59]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : ﴿
أُوْلِي الأَمْرِ ﴾ أصحاب الأمر وذووه وهو الذين يأمرون الناس وذلك يشترك فيه أهل اليد والقدرة وأهل العلم والكلام فلهذا -يعني الكلام الشرعي- فلهذا كان أولوا الأمر صنفين : العلماء والأمراء، فإذا صلحوا صلح الناس وإذا فسدوا فسد الناس.
وقال رحمه الله : وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون يسوسون الناس في دينهم؛ ثم بعد ذلك تفرقت الأمور؛ فصار أمراء الحرب يسوسون الناس في أمر الدنيا والدين الظاهر، وشيوخ العلم يسوسون الناس فيما يرجع إليهم من العلم والدين؛ وهؤلاء هم أولوا الأمر وتجب طاعتهم فيما يأمرون به؛ من طاعة الله التي هم أولوا أمرها .
ومن دلائل فضائل العلم أن الله أمر بالرجوع إليهم قال –تعالى- : ﴿
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾[النحل:43]
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله-: "وعموم هذه الآية فيه مدح أهل العلم وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث وفي ضمنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم حيث أمر بسؤالهم وأن بذلك يخرج الجاهل من التبعة ".
ومن فضائل أهل العلم أن الله _عز وجل_ نفى التسوية بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون فقال تعالى : ﴿
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَاب﴾[الزمر:9]، ومن دلائل فضائلهم أنهم أهل الفهم عن الله، قال تعالى : ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾[العنكبوت:43] .
ومن دلائل فضلهم أنهم أهل خشية الله ﴿
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾[فاطر:28] والعلم هو خشية الله وتقواه، فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية؛ وأوجبت له خشية الله الإنكفاف عن المعاصي والإستعداد للقاء من يخشاه، وهــــذا دليل على فضيــــــــلة؛ العلم فإنه داعٍ إلى خشية الله .
كما الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي _رحمه الله_ : "من فضائل العلماء أنهم أبصر الناس بالشر ومداخله وبالخير وطُرُقه " قال تعالى : ﴿
قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾[النحل:27]، وقال -سبحانه- في قصة قارون: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ ﴾[القصص:80]، وقال –تعالى-: ﴿ لولا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ﴾[المائدة:63] .
ومن فضائل العلم والعلماء أن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء ورثوا العلم وهو ميراثهم، كما قال صلى الله عليه وسلم : ((
فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافـــــرٍ)) .
ومن فضائل العلم والعلماء أن العلماء هم المبلغون عن الأنبياء ولهم نصيب من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لمن ينقل العلم عنه، قال عليه الصلاة والسلام : ((
نضَّر الله امْرُئ سَمِع مقالتي فحَفِظها ووعَاها وأدَّاها فرُبّ حامل فقهٍ غير فقيه، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه)) وقال -صلى الله عليه وسلم-:(( تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ)) .
ومن فضائل العلم والعلماء أن الخيريّة تحصل بطلب العلم والتفقه في الدين، قال صلى الله عليه وسلم : ((من يُرِدِ الله به خيرًا يفقهه في الدين)) .
قال الأمام الآجُرِّي _رحمه الله_ : " فلما أراد الله تعالى بهم خيراً فقَّهَهُم في الدين وعلَّمَهُم الكتاب والحكمة وصاروا سراجاً للعباد ومناراً للبلاد "

وقال شيخ الإسلام _رحمه الله_ : " وكل أمّة قبل مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهموطبعا هذا الكلام من شيخ الإسلامإنما هو يتناول علماء تلك الأمم التي حرفوا وبدلوا وغيروا وهذا وصف أكثر علماء الأمم السابقة إلا من هداه الله ووفقه .
ومن فضل العلم والعلماء أن العلم إذا قُبِض فقد حان هلاك الناس؛ فإذا قبض العلماء ورفع العلم وتنسخ العلم هبط الجهل وخيَّم، وإذا وُجِدَ الجهل في مكان تدمر وفسد وباض فيه الشيطان وفرّخَ، وتعلمون قصة قوم نوح كيف دخل الشرك فيهم عن طريق موت العلماء وآنتشار الجهل والجهلاء وقال -عليه الصلاة والسلام- : ((
إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) فحيث ماوجِد الجهل ووجدت الفتن ووجِد الإضطراب ووجِد الخلل وحيثما كثُرَ العلم ووجِد العلماء قلّ الشر وقلة الفتن والإضطرابات، وأنتم تعرفون ما حل ببلادكم من الفتن وما قصد من كان يحكم بلادكم من تجهيل الناس وإبعادهم عن العلماء وعن العلم الشرعيّ ماتعلمون فلذلك كثُرتِ الفتن وكثر الإضطراب ولا نجاة لأحد ولا نجاة للمسلمين إلا بالتمسك بشرع رب العالمين، ومن ذلك طلب العلم الشرعي والرجوع إلى أهل العلم كما قال -سبحانه وتعالى- : ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء:83]؛ فلذلك إذا وُجِد العلماء وأُرجِع إليهِمُ الأمرُ فإنهم يرشدون الناس إلى مافيه خيرهم وسعادتهم، وتلك الآية من فهمها وتأملها عرف مصداق ذلك ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[النساء:83]
وقد قال ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-: " أتدرون ما ذهاب العلم ؟ قلنا : لا، قال : ذهاب العلماء "
وقال سعيد بن جبير : " لما سئل ما علامة هلاك الناس ؟ قال : إذا هلك علماءهم "
فكيف إذا كانوا في بلد لا علماء فيه.
وقال الإمام أحمد -رحمه الله- : " إن الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب لأن الرجل يحتاج الى الطعام والشراب في اليوم مرتين أو ثلاتة والعلم يحتاج إليه في أي وقت" .

وقال الإمام الآجرّي -رحمه الله- : " فما ظنكم رحمكم بطريق فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء، فإن لم يكن فيه ضياء وإلا تحيروا، فقيّض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم فسلكوه على السلامة والعافية ثم جاءت طبقات من الناس لا بد لهم من السلوك فيه فسلكوا فبينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح فبقَوا في الظلمة فما ظنكم بهم ؟ "
هكذا أهل العلم في الناس لا يعلم كثير من الناس كيف تُؤدى الفرائض ولا كيف تجتنب المحارم ولا كيف يعبدون الله؛ إلا بتعليم العلماء لهم؛ فإذا مات العلماء تحيّر الناس واضطربوا واختلفوا ورفع كل جاهل (عطرته ...)خاصة إذا كان من أدعياء العلم، وخاصة من ابتلي بداء حب الشهرة، وحب التصدر، وحب الرفعة في الأرض والعلو فيها، لا سيما إذا كان تاريخه السابق حافلًا بذلك؛ فنجد كثيرًا من الشباب يكون على منهج التكفير أو الإخوان ويكون متصدرًا عند أولئك، ثم يمُنُّ الله عليه بالهداية؛ فيدخل في منهج السلف فيأتيه الشيطان من قِبَل ماكان عليه سابقًا من حب التصدر والرياسة؛ فيستعجل في طلب العلم؛ لا يأخذ العلم من أصوله، ولا يأخذ العلم بروية وتأني، فالعلم إذا أخذته كله بسرعة ذهب كله أيضا بسرعة أو بعضه ذهب أو كثير منه يذهب؛ لذلك العلم يحتاج إلى تأنّي، وثبات، وصبر، وتعب، واجتهاد في تحصيله، وتكرارًا لحفظه وفهمه وتدبره، وثنْيِ الركب عند العلماء والجلوس عندهم، والاستفسار عما يشكل عليه، والتأدب بآدابهم، والتخلق بأخلاقهم، ومع الأدب والخُلُق الحسن، مع التوكل على الله -عز وجل-، مع الإنابة إلى الله، مع التذلل بين يدي الله، مع التواضع واللين وحُسن المعشَر.
فطالب العلم كلما ازداد علماً كلما عرف مقدار جهله، ومن ازداد علماً بجهل نفسه وازداد علمًا بضعفه وتقصيره كلما ازداد تواضعًا لعباد الله، فالعلم يهدي إلى التواضع يهدي إلى حسن الخلق يهدي إلى البر؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم- عن الصدق:
إنه يهدي الى البر والبر يهدي إلى الجنة وإن الكذب فجور وإن الفجور يهدي إلى النار.
فلذلك عباد الله لا تستعجلوا في طلب العلم، اطلبوا العلم عند أهله واسلكوا الطرق الصحيحة في طلب العلم، وإياكم والمشاكل التي تكون بين الأقران والتنافس الذي يدفع صاحبه إلى الإساءة إلى أخيه وإلى ظلم نفسه وظلم غيره، فالإنسان لابد أن يفهم أن العلم عبادة، وأنه بهذا يتقرب إلى الله، فليُحسن القربى وليتأدب بالأدب الشرعي، وليعرف طريقة الإسلام، الطريقة الشرعية في التعليم والتربية والتأديب فيسلكها حتى يحصل على ثمرتها بإذن الله –تعالى-.
لذلك كان من صفات أهل العلم الأتقياء أنهم يعملون بعلمهم، وأنهم يرجون وجه الله، وأنهم يحرصون على تطبيق السُنّة، ولا يلتفتون إلى الناس فيمايقولون؛ وهذه علامة الإخلاص أن يستوي عندك المادحون والذامون، يستوون؛ أنت تعمل لله أثنَوا أو لم يثنُوا، ذَمُّوا أو لم يَذُمُّوا، إذا عملت العمل الصحيح الموافق للشرع فلا يضرك الناس، أما إذا التفت إلى الناس وترى ما يقولون هل يمدحوك أو يذموك فهذه علامة ضعف الإخلاص أو عدم الإخلاص .
لذلك -بارك الله فيكم- طالب العلم هو نور للناس يبين لهم الطريق، فعليه أن يكون مضيئًا لقلبه بهذا النور أما الذي يظلم قلبه فكيف يهدي الناس ؟
لذلك لا يؤخذ العلم عن ذوي القلوب المريضة المظلمة أو المريضة؛ لأن هناك قلوب مضيئة، وهناك قلوب مظلمة، وهناك قلوب فيها ضعف ونور يسير؛ فالقلب المضيء هو قلب العالم التقيّ، والقلب المظلم هو قلب الكافر والمنافق، والقلب الذي فيه إضاءة لكن فيه ضعف هو قلب العاصي والفاسق؛ من عنده بدعة؛ فالمبتدع يذنب قلبه ويشبه ماعليه أهل النفاق، وكلما غلظت بدعته غلظ حجابه وعظمت ظلمته، فلا يؤخذ العلم إلا عن أهل النور الذين ينيرون الطريق؛ فلذلك لا يؤخذ العلم عن الفساق، ولا يؤخذ عن أهل البدع، ولا يؤخذ عن الكفرة والزنادقة والمنافقين، العلم الشرعي الذي يراد به النجاة والذي يراد به الوصول إلى مرضاة الله -عز وجل-:
﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[البقرة:257]؛ أولئك هم أهل النور العلماء، وأهل الظلمة؛ هم الكفار والمنافقون والزنادقة، والذين عندهم ذبدبة أو فسق ومعاصي فلا يؤخذ عنهم العلم لأن هؤلاء يخلطون الخير بالشر؛ فربما أمروا الناس بالشر ونهوهم عن الخير فيقع الناس في الحيرة ويقع الناس في الظلمة، وصاحب الباطل لابد أن يدل على باطله، وصاحب البدعة لابد أن يدل على بدعته؛ عادةً هذا الأصل في الناس؛ لأنه يظن أنه هو الحق؛ إذا كان مبتدعًا يظن أن بدعته هي الحق؛ لذلك يدعوا الناس إليها غالبًا، خاصة إذا كان داعية، له وعظ، له تعليم.
فلذلك -بارك الله فيكم- أنه ينقذ صاحبه من النار، ينير له الطريق إلى الجنة، والعلماء هكذا دورهم في الناس؛ هداية الخلق ونفعهم وبيان الحق لهم .
وهؤلاء العلماء قد ذكر الله -عز وجل- شيئًا من أوصافهم أو ذكر أوصافهم فيما سبق من النصوص التي سُقتُها؛ فهم أهل فقه في الدين، أهل علم بالشريعة، هم أولوا الألباب، هم أولوا العقول السليمة، هم أهل الصدق، أهل التقوى، أهل الحكمة، كما قال –تعالى- : ﴿
وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾[البقرة:269]، كذلك أولوا العلم كما قال تعالى : ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾[الزمر:9] ذكر الله _عز وجل_ من صفات العلماء الخشية، ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾[فاطر:28] ذكر الله -عز وجل- من صفات العلماء التقوى ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾[البقرة:282]، فالعلماء أهل تقوى أهل خوف من الله أهل هداية أهل ثبات ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾[إبراهيم:27].
العلماء هم أهل الخير والصلاح ((من يُرِدُ اللهُ بِـهِ خَيراًيُفقِّهُهُ في الدين)) فهؤلاء العلماء ما يعلمون من خير يعملون به وما يعلمون من شر ينتهون عنه، فكذلك يأمرون الناس بالخير وينهونهم عن الشر، هذه صفة العالم أن يكون تقياً نقياً، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- : ((يحمل هذا العلم من كل خَلَفٍ عُدُوله))؛ فمن صفات العلماء أن يكونوا عُدولا، والعدل؛ هو المَسلم العاقل البالغ السالم من المفسقات والبدع وخوارم المروءة؛ فهذا هو العدل الذي يظهر منه الإستقامة والعمل بالعلم؛ فهذا هو العالم الرباني، الذي يؤخذ عنه العلم والذي يُنصح به ويُرجع إليه، فهؤلاء العلماء هم الذين أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بتوقيرهم واحترامهم، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((البركة مع أكابركم))، وقال -عليه الصلاة والسلام- : ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه))
والعلماء حقهم أن يحترموا وأن يُجلوا وأن يُكرموا وأن يرجع إليهم؛ لا سيما الأكابر في هذا الزمان الذين تميزوا بكِبر العلم وكبَر السن، نعم إن صغير السن إذا كان عالمًا ورعًا تقيا لا يكون من الأصاغر، لكن النوابغ في الشباب قلّة بخلاف من يكون كبيرًا قد جرب الدنيا وصارت عنده معرفة بأحوال الناس وتطبيق عملي لما تعلمه وكذلك شابت لحيته في الإسلام فله حقان؛ حق كبر السن، وحق العلم الشرعي، فهو أولى من الشاب العالم؛ لذلك يقول صلى الله عليه وسلم :
(( إن من أشراطها أن يلتمس العلم عند الأصاغر))؛ والأصاغر في الأصل هم أهل البدع، لكن أيضا العلم ينبغي أن يكون في الكبار الذين هم أهل العلم الذين طال زمنهم في العلم والتعليم وهداية الناس وبيان الحق لهم، كما نص على ذلك غير واحد من أهل العلم، فالعالم الكبير في السن له فضيلة على العالم الشاب وفي كل خير.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:21 PM.


powered by vbulletin