الحلقة الأولى من بعض الملاحظات التكميلية على كتاب الشيخ عبدالمجيد جمعة حفظه الله :"تهافت التهافت"(2)

[أسامة بن عطايا العتيبي]

الحلقة الثانية من بعض الملاحظات التكميلية على كتاب الشيخ عبدالمجيد جمعة حفظه الله :"تهافت التهافت"(2)

الملاحظة الثانية: قضية ظنه أنهم يتهمونه ببتر كلام القرافي.

ذكر الشيخ عبدالمجيد جمعة حفظه الله(ص/9) ما يتعلق بنقله عن القرافي، حيث ظن أن إدارة الموقع تصفه ببتر كلام القرافي، والواقع أن كلامهم فيه إلباس، ولكن المراد من الكلام واضح وقد يحتاج إلى تأمل.

وهذا نص كلامهم : (٦ ـ الاستشهادُ بنقولٍ في غيرِ موضعِها واستعمالها على عكس المراد منها، أو أخذُ بعضٍ ممَّا فيها وإهمالُ وبترُ ما لا يخدم الكاتبَ منها، ومِنْ أمثلةِ ذلك:
أ/ نقَلَ الكاتبُ المُعترِضُ عن القرافيِّ في «الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام» (٢٤٩) قوله: «ومتى كان الاستفتاء في واقعةٍ عظيمةٍ، تتعلَّقُ بمَهَامِّ الدِّين أو مصالحِ المسلمين، ولها تعلُّقٌ بوُلاةِ الأمُور؛ فيَحسُنُ مِنَ المُفْتي الإِسهابُ في القولِ، وكثرةُ البيانِ، والمُبالغةُ في إِيضاح الحقِّ بالعبارات السَّريعةِ الفَهْم، والتَّهويلُ على الجُناة، والحضُّ على المبادرةِ لتحصيلِ المصالح ودرءِ المفاسد»، فاستلَّ مِنْ كلام القرافيِّ: الإسهابَ والكثرة والمبالغة، وأَغفلَ أهمَّ ما في كلامه وهو قوله: «الحضُّ على المبادرة») انتهى المراد من كلامهم.

أقول: فالشيخ جمعة حفظه الله فهم من كلامهم -كما ظهر لي- أنهم يتهمونه ببتر كلام القرافي، وأنه أسقط منه عبارة (الحض إلى المبادرة) لذلك قال عنهم: (أن هذا كذب صريح مفضوح، وكأن الله أعمى بصرهم وبصيرتهم فقد ذكرت كلام القرافي كاملا في "تهاوي التهاوي") ثم ذكر لفظه بنفس اللفظ الذي ذكرته هذه الإدارة بالنص!!

ثم قال الشيخ جمعة : (فبعد البتر لكلامي وتحريفه إلى الكذب علي عيانا).

التعليق

يتضح لي أن الشيخ عبدالمجيد جمعة حفظه الله لم يفهم مرادهم في هذا، ومرادهم أن الشيخ جمعة ذكر كلام القرافي في بداية كتابه ليبين سبب إسهابه وإطنابه في الجواب، فهم ذكروا أن الشيخ جمعة طبق ذلك حقا، ولكنه -حسب زعمهم- لم يطبق كلام القرافي في هذه الجزئية: (الحض على المبادرة) بسبب تأخر جواب الشيخ جمعة على اعتراضهم وعدم مبادرته لجوابهم..

فهم يجعلون تأخير الرد على الإدارة خلاف كلام القرافي (الحض على المبادرة)، وجعلوا ذلك من توظيف كلام القرافي في غير موضعه!! وقرنوا ذلك بقضية البتر المزعومة فيما يتعلق بكلام ابن حزم ..

فهذه الإدارة ارتكبت عدة جهالات وتخبطات وإلزامات بما لا يلزم، مع دعوى باطلة لبتر كلام ابن حزم-وسيأتي بإذن الله بيانها في وقت لاحق-..

فقولهم: (فاستلَّ مِنْ كلام القرافيِّ: الإسهابَ والكثرة والمبالغة، وأَغفلَ أهمَّ ما في كلامه) موهم للبتر، وهذا الذي فهمه من كلامهم الشيخ جمعة حفظه الله..

وكان الأولى بهم -حسب دعواهم- أن يعبروا بتعبير يفهم منه أنه لم يطبق كلام القرافي في هذه الجزئية بدل التعبير بعبارات موهمه قد تفهم على غير المراد وهذا بسبب شدة التشدق بالكلام والتفاصح بغير فصاحة منهم ..

فالخلاصة أن الإدارة لا تتهم الشيخ جمعة ببتر كلام القرافي، بل هم نقلوه عنه (كاملا)، وهو في رده عليهم نقله كما نقلوه أيضا (كاملا)، وإنما اتهموه بعدم تطبيق جزء منه وكأنهم جعلوا ذلك كأنه بتر معنوي، ولكنه خطأ وباطل وغير لازم..

فقضية عدم المبادرة قضية نسبية حسب الحال، والرد المفصل تعترضه أمور تؤخره تجعله معذورا في عدم المبادرة التي قد تؤدي إلى عدم انضباط الرد..

ولكن للأسف رد الإدارة مليء بالمغالطات والباطل، ومبني على الغل والحقد وشهوة الرد، وليس لتقرير الحق بالصدق والعدل والأدب..

والله المستعان

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
4/ 5/ 1444هـ