ما الفرقُ بين الشركِ الأصغر والشرك الأكبر ؟ للشيخ العلامة محمد آمان الجامي –رحمه الله تعالى-
ﭐلشيــــــــخ -رحمه الله- :
سألني سائل عن التفريق بين الشرك الأكبر و الشرك الأصغر، السائل يقول إن بعض الفضلاء يرون لا فرق بين الشركيين ﭐستدلالاً بقوله تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ﴾ و أن ذلك عام للشرك الأصغر و الأكبر ؟
ﭐلجـــــــــواب :
أقول لهذا السائل كما قلت قبل قليل راجع هؤلاء الفضلاء الذين تنقل كلامهم، أنت مخطىء في فهم كلامهم .
الشرك الأكبر كفر و كفر بواح، من أشرك بالله شركاً أكبر فلقي الله و هو يدعو له ندّاً مماثلاً مشابهاً في علمه و قدرته و علمه بالغيب لا يدخل الجنة، الجنة عليه حرام .
أما من لقي الله لا يشرك به شيئاً، لا يثبت له ندّاً مثيلاً لكن وقع أي الشرك الأكبر ينافي الإخلاص فينافي التوحيد فينافي الإسلام، الشرك الأصغر ينافي كمال التوحيد، وهل تجعل بين الذي يستغيث بالله، هل تجعل الذي يستغيث بالله تعالى معتقداً بأن المستغاث به قادر و عالم و نافع تجعل من يحلف بغير الله تعالى جرياً على العادة و على تقاليد قومه لا يعتقد في المحلوف به بأنه ينفعه أو يضره، لكن جرت العادة عندهم الحلف بغير الله، تجعل هذا كذاك ؟ لا، هذا لم يجعل لله ندّاً .
ثم أنت تفرق و الناس يفرقون بين الشرك الأصغر و الأكبر؛ لماذا سمّيت هذا الأكبر و هذا الأصغر ؟ إذن لابد من الفرق، قس على ذلك عندما سمع النبي -صلى الله عليه و سلم- من يحلف بأبيه ماذا قال له ؟ : (( إن الله ينهاكم أن تحلفوا بأبائكم )) هل حكم عليه بالكفر و عامله معاملة المرتد ؟ لا .
بـــــــالإجماع الشرك الأصغر ينافي كمال التوحيد و هو ذريعة إلى الشرك الأكبر، فلا ينافي أساس التوحيد و أساس الإخلاص .
الذي ندين الله به أن بينهما فرقاً و فرقاً كبيراً؛ الشرك الأصغر من قبيل الكبائر من مات على الشرك الأصغر كالذي مات على كبيرة من الكبائر الأخرى، شريطة أن لا يقترن بأمر ينقل الشرك الأصغر إلى الشرك الأكبر كما قلنا في الدروس الماضية بأن يعتقد في المحلوف به بأنه لو حلف يضره سرا في نفسه أو ماله أو أهله، يضره ضرراً خفيّاً لا يظلمه لكن يؤثر في عمره و في رزقه و يؤثر في أولاده و في ماله هذا ﭐنتقل الشرك الأصغر بهذه النية و بهذا الإعتقاد إلى الشرك الأكبر، أما إذا حلف جريا على العادة ﭐنتبه أنا أكرر هذا البلاغ لو حلف زيد ليس بمعتقد هذا الإعتقاد جريا على عادة قومه و بلده فهو الشرك الأصغر و هو لا يصل إلى الشرك الاكبر في أحكامه لا في الدنيا و لا في الآخرة إن شاء الله تعالى .