فائدة نحوية حول بقاء حرف العلة في الفعل المضارع المجزوم الذي آخره حرف علة
فائدة نحوية حول بقاء حرف العلة في الفعل المضارع المجزوم الذي آخره حرف علة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فدراسة النحو مفيدة، ولا يكون المتعلم راسخا في العلم حتى يكون عنده إدراك للعلوم الشرعية التي تؤهله لذلك ومن ذلك دراسة النحو الذي يفهم به النصوص الشرعية، ويقدر على استنباط الأحكام والفوائد والعلوم منها.
ولست بصدد كتابة أحكام الاجتهاد أو الفتوى، ولكن أردت التنبيه على خطأ وقع فيه أحد متعالمي موقع كل الخلفيين.
فالفعل المضارع المعتل الآخر مثل "يسعى، يدعو، يمشي" إذا سبق بأداة جزم مثل "لم" فإنه يجزم بحذف حرف العلة، فيقال: "لم يسعَ"، "لم يدعُ"، "لم يمشِ".
هذا مما يدرسه المبتدئون، حتى طلاب الابتدائية أو المرحلة الإعدادية"المتوسطة".
ولكن طلاب الجامعات لا سيما الشرعية، وكذلك من يدرس الألفية وشروحها فهذا لا يخفى عليه أن ثمة معلومات أخرى حول الفعل المضارع المعتل الآخر المجزوم، وأنه قد يعامل معاملة الفعل الصحيح فلا يحذف آخره.
وهنا يستبين طالب العلم السطحي أو المتعالم من طالب العلم الراسخ.
وهذا أيضاً حتى لا يأتي متعالم ويستدرك على كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجهله في اللغة والنحو!
ومن أمثلة ذلك:
قال تعالى: {إنه من يتقي ويصبر} على قراءة سبعية.
وفي الحديث المتفق عليه: "من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها.." الحديث ، وقع في رواية الأصيلي وابن عساكر: "فليصلّي".
ووردت عدة أحاديث فيها نحو ذلك، وأما في الشعر فكثير.
قال أبو البقاء العكبري في اللباب في علل البناء والإعراب(2/ 108) : "فصل.
وَيجوز إبْقَاء حُرُوف المدّ فِي الْفِعْل المجزوم كَقَوْل الشَّاعِر:
(هجوتَ زبّانَ ثمَّ جئتَ معتذرً ... من هجوِ زبّانَ لم تهجو وَلم تدعِ)
فَلم يحذف الْوَاو وَمن الْألف قَول الآخر:
(إِذا العجوزُ غضبتْ فطلّقِ ... وَلَا تَرَضّاها وَلَا تملّقِ)
وَقَالَ آخر:
(وتَضْحَكُ مني شيخةٌ عَبْشَميَّةٌ ... كأنْ لم تَرَى قبْلي أَسِيرًا يَمَانِيا)
وَمن الْيَاء:
(ألمْ يأتيكَ والأنباءُ تَنْمي ... بِمَا لاقت لَبونُ بني زيادِ)
ووجْهُ ذَلِك أنَّه أخرجَ الأفعالَ على الأَصْل وَجعل الْجَزْم فِي الحركات المستحقّة فِي الأَصْل، وَقَالَ قوم لامات هَذِه الْأَفْعَال محذوفةٌ بِالْجَزْمِ والحروف الْمَوْجُودَة الْآن ناشئةَِ عَن إشباع الحركات فأمَّا فَاعل يَأْتِيك فِي الْبَيْت الْأَخير فَقيل هُوَ مُضْمر دلَّ عَلَيْهِ مَا قبله وَقيل فَاعله بِمَا لاقت وَالْبَاء زَائِدَة" انتهى كلامه.
فبقاء حرف العلة في آخر الفعل المضارع المجزوم من المسائل المشهورة التي تكلم عنها النحاة، واختلفوا فيها.
فزعم الزاعم تعليقا على قولي: "كما أنه لم ينافي" بأنه "خطأ نحوي" ثم عدلها ذلك المتعالم إلى : "-كذا! وهو خطأ-" للتنقيص من غيره من طلبة العلم ضرب من التعالم ومن سوء الأدب في التعامل مع المسائل الخلافية.
لذلك على طالب العلم الصادق أن لا يتعجل بتخطئة ما يرد في الأحاديث الصحيحة، أو في كلام أهل العلم لمخالفته ما درسه دراسة غير معمقة أو محررة وموسعة.
وهذا هو الرد الرابع على ذلك المتعالم الذي تكلم في صفات الله عز وجل بتعالم، وطعن في علماء السنة لعدم فهمه عقيدة السلف في الأسماء والصفات فهما صحيحاً.
سائلا الله تعالى له الهداية والصلاح، وأن يوفقه للتوبة مما وقع فيه من مخالفة منهج السلف في عقيدتهم وأخلاقهم.
وأن يتعلم أدب التعامل مع العلماء وطلبة العلم، وأن يطبق ذلك حقيقة لا تصنعاً ومخادعة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
8/ شعبان/ 1437 هـ
التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 05-15-2016 الساعة 05:24 PM
|