حديث (سلمان منا آل البيت) ضعيف مرفوعا صحيح موقوفا على علي رضي الله عنه
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد كنت قبل نحو عشرين سنة خرجت الحديث، وعقبت به على بعض الناس في بعض المنتديات، ثم خرجت الحديث في تحقيقي لفتح المجيد-وهو مطبوع-، وتحقيقي لكتاب الفوائد-وهو تحت الطبع-
وهذه خلاصة التخريج:
رواه ابن سعد في الطبقات (4/ 83)، وابن جرير في تفسيره (21/ 133) والطبراني في المعجم الكبير (رقم6040)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (3/ 598)، وأبوالشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 205)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 79)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 408) وغيرهم عن عمرو بن عوف المزني، فيه كثير بن عبد الله المزني: أكثر المحدثين على تضعيفه جدا، بل منهم من نسبه إلى الكذب. وقوى أمره البخاري والترمذي.
وله شاهد من حديث زيد بن أبي أوفى؛ رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم2707)، والطبراني (5146)، وابن عدي في الكامل (3/ 206 - 207) وغيرهم وحكم الذهبي عليه في سير أعلام النبلاء(1/ 141) بأنه موضوع، وفي سنده مجاهيل وراو ضعيف.
وشاهدان من حديث الحسين بن علي-؛ رواه أبو يعلى في مسنده (رقم6772)، وأبوالشيخ في طبقات أصبهان (1/ 204).
ومن حديث أنس - رضي الله عنه -؛ رواه البزار في مسنده (رقم 2524) وفي سندهما: النضر بن حميد: متروك، وسعد بن طريف الإسكاف: رافضي متروك.
وقد صح موقوفا على علي - رضي الله عنه -
رواه عنه: ابن أبي شيبة في مصنفه (رقم 32330)، والطبراني (رقم6041)، وابن سعد في الطبقات (2/ 346، 4/ 85)، والخطيب في الموضح (2/ 291) وغيرهم من طرق عن علي - رضي الله عنه -. انظر: الضعيفة (رقم3704).
فهو أثر صحيح عن علي رضي الله عنه، وسلمان الفارسي كان مكاتباً أعانه النبي صلى الله عليه وسلم على الكتابة وعتق نفسه من الرق عند اليهودي، فصار عتيق النبي صلى الله عليه وسلم فهو من آل البيت باعتبار أن (مولى القوم من أنفسهم) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرجه البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه، وكما في حديث عائشة في الصحيحين: (إنما الولاء لمن أعتق).
وكذلك هو من آل البيت أيضا باعتبار أن آل البيت كل تقي من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
22/ 3 / 1445هـ