منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > منبر الحديث الشريف وعلومه

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-19-2012, 05:42 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي " ما لا يسع المحدث جهله " للإمام أبو بكر يوسف بن القاسم ابن سوار الميانِجي -رحمه الله-

" ما لا يسع المحدث جهله " للإمام أبو بكر يوسف بن القاسم ابن سوار الميانِجي -رحمه الله-

قال أبو بكر يوسف بن القاسم ابن سوار الميانِجي (ت: 375هـ) :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي وفقنا لتوحيده، وفضلنا على كثير من عبيده، وشرفنا بتسبيحه وتحميده وتمجيده، وجعلنا ورثةً لصفوته، وخير خليقته، محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه وعِتْرَتِه.
أما بعدُ : - وفقنا الله وإياكم توفيقاً يوصلنا إلى رضوانه وجنته - ، فإني لما رأيتُ تشوقكم – أمدكم الله بتقواه – بعلمِ طريق الرواية، وتشوفكم لأسباب الدراية، بتمييز الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من السقيم، والحسن، والمشهور، والمفرد، والشاذ، والغريب، والمعضل، قادني ذلك من حرصكم إلى أن أذكر من ذلك زُبَداً يفتح لكم باب الطلب لهذا المعنى، وإن لم أكن أهلاً لهذا المعنى، وأُقَدِّمُ على ذلك ما يحضُ المبتدئ على طلب العلم، ويُرغب العالم بالزيادة،
فأقول مستمداً بعون الله تعالى ، ومستجلباً التوفيق منه لما يُرضيه، وأنا مع ذلك أسترشده وأستهديه، وهو نعم المولى ونعم النصير:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اطلبوا العلم كل اثنين وخميس، فإنه ميسرٌ لمن طلبه))[1] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم)) [2] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اطلبوا العلم ولو بالصين))[3] .
وروى أبو أُمامة -رضي الله عنه-، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خذوا العلم قبل أن يُفقد، فإن ذهاب العلم ذهاب حملته))[4] .
وروى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه-، أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل العبادة طلب العلم))[5] .
وروى أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه-، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((جالسوا العلماء، وزاحموهم بِرُكَبِكُم، فإن الله تعالى يُحيي القلوب الميتة بنور الحكمة، كما يُحيي الأرض بوابل السماء))[6] .
وروى ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا اجتمع العالم والعابد على الصراط قيل للعابد: ادخل الجنة تنعم بعبادتك، وقيل للعالم: قف هاهنا فاشفع لمن أحببتَ، فإنك لا تشفع لأحدٍ إلا شُفِّعْتَ، فقام مقام الأنبياء))[7] .
وأنشدني الفقيه الحافظ أبو الطاهر أحمد بن محمد السِّلَفِي لنفسه:

إن علم الحديث علمُ رجالٍ === تركوا الابتـداع للاتبـاعِ
فإذا الليـلُ جَنَّهُم كسوه === وإذا أصبحوا غدوا للسماعِ
فلهم في المـعاد خيرُ مقامٍ === شَرِكوا الأنبياء في الاتبـاعِ

وروى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا لعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كان عنده علمٌ فليُظهره، فإن كاتم العلم يومئذٍ ككاتم ما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم))[8] .
وروى جابر بن عبد الله أيضاً، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يوزن حِبرُ العلماء ودم الشهداء، فيَرجحُ ثواب حِبر العلماء على ثواب دم الشهداء، ومن زار عالماً فكأنما زارني، ومن صافح عالماً فكأنما صافحني، ويُقال للعالم: اشفع في تلامذتك ولو بلغ عددهم نجوم السماء، ومن تعلم مسألة واحدة قَلَّده الله تعالى يوم القيامة ألف قِلادة من نور، وغََفَر له ألف ذنب، وبنى له مدينةً من ذهب ))[9] .
وروى ابن عمر وأسامة بن زيد -رضي الله عنهما-، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين))[10] .
فأحسنوا -رحمكم الله تعالى- تلقي ما يَرِدُ عليكم من سير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيدوها، فإن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قيدوا العلم))، قيل: يا رسول الله وما تقييده؟ قال: ((الكتاب))[11] .
وشكى إليه رجلٌ قلة الحفظ، فقال: ((استعن بيمينك))
[12].
وروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعا: ((أول ما خلق الله جل ثناؤه القلم، وأمره أن يكتب ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة))
[13].
فقيدوا -رحمكم الله تعالى- العلم بالكتاب، يرتفع عنكم الارتياب.
واعلموا أن للتحديث مراتب في الإبلاغ والأداء ، اختلف العلماء في أعلاها، فقال قومٌ: أعلاها قراءةُ العالم على السامع، وقال بعضهم: بل قراءة المتعلم على العالم أفضل ، وحُكيَ ذلك عن مالك وأبي حنيفة والحسن بن عُمارة، وابن جُريج وغيرهم... ، وعُلل ذلك بأن السامع أربطُ جأشاً وأوعى قلباً.
ثم اختلف العلماء من أهل الشأن في لفظ "حدثنا " و " أخبرنا "، هل هما بمعنى واحد أو بمعنيين مختلفينِ ؟
فذهب أكثر العلماء إلى أنه لا فرق بين قول المحدث : حدثنا ، وقوله: أخبرنا.
وذهب آخرون إلى أن قوله: " حدثنا " دالٌ على أنه سمعه من لفظ مُحَدِّثِه، وأن قوله: "أخبرنا " دالٌ على أنه سمعه بقراءته أو بقراءة غير الشيخ.
وقد رَوَيْنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((حدثنا وأخبرنا سواءٌ))
[14] .
هذا، مع أنه لا فرق عند العرب بين قول القائل: "حدثني فلان " أو " أخبرني فلان "، وقد قال بعض العلماء: الفرق بينهما من التعمق، وأظنه لم يقع له هذا الحديث الذي أوردناه، ولو وقع له لكان إنكاره أشد من هذا. فهذه طرقٌ من الإبلاغ.
واختار بعض العلماء في الإجازة أن يقول: " أنبأنا "، وفي المناولة: أن يقول: "أخبرنا مناولةً ".

فأما المناولة فإنها معمول بها ومعولٌ عليها، لم تزل العلماء يأخذون بها قديماً وحديثاً، في كتب الفقه والحديث وغير ذلك.
وطريقها: أن يأخذ الشيخ الكتاب الذي صح سماعه فيه، فيُناوله تلميذه، ويقول له: حدث بما في هذا الكتاب عني.
وكذلك إذا أتى الطالب إلى العالم بكتاب يعلم أنه سماعه من شيخه وحديثه الذي لا يَشكُ فيه، فيقول له: أروي عنك ما في هذا الكتاب ؟ فيقول: نعم، فللطالب أن يرويه عنه، وهذا أيضاً مأخذ من مآخذ العلم.
وقد روى القعنبيُّ عن مالك -رحمه الله-، أنه قال: رأيتُ ابن شهاب يؤتى بالكتاب، فيُقال له: نأخذ عنك هذا ؟ فيقول: نعم.
وقد رُويَ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال لأصحابه في كِبَرِه:((إني قد بلِهْتُ، وإن إقراري لكم كقرائتكم عليَّ)).

وأما الإجازة فإنها طريقٌ من الإبلاغ أيضاً، معمولٌ بها قديماً وحديثاً، وهو أن يكتب العالم خطه، أو يُكْتَب عنه بأمره، أو يَتلفظ بذلك لطالبه، فيقول: إني قد أجزتُ لفلان بن فلان أن يروي عني ما يصح عنده من كذا وكذا، فيَخُصَّ أو يَعُمَّ، وذلك في القوة كالمناولة وهو مذهب مالك -رحمه الله- وأبي حنيفة والحسن بن عُمارة وابن جُريج وغيرهم من العلماء... .
والدليل على صحة ما ذهبوا إليه في المناولة والإجازة: ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن جحش، وبعث معه ثمانيةً من المهاجرين وكتب لهم كتاباً، وأمرهُ أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه، فمضى لِمَا أمرهُ، فامتثل أمره، وعَمِلَ بمضمونه.
فهذا وما أشبهه من كُتُب رسول الله صلى الله عليه وسلم حُجة في المناولة والإجازة.
وقد اختُلف في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل يجوز روايته بالمعنى، أو لا يجوز إلا بحكايةِ لفظه صلى الله عليه وسلم ؟
فقال قوم: يجوز بالمعنى، وقال آخرون: لا يجوز إلا بحكاية لفظه صلى الله عليه وسلم، ولم يُختَلَف في أن حكايتَهُ لفظاً ومعنى أحسنُ وأصوب.

بابٌ في اللحن إذا رواه الشيخ

ذهب ناسٌ من أهل العلم إلى أن المُحَدِث إذا روى لفظاً ملحوناً لم يَجُز للسامع أن يرويه عنه إلا كما سمعه وإن كان ملحوناًً، واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم: ((نَضَّر الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها، وأداها كما سمعها))
[15] .
وقال آخرون: بل على السامع أن يرويه مُعْرَباً إذا كان عالماً بالعربية؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفصح العرب، وقد نزهه الله -عز وجل- عن اللحن. واستحسن هذا القول بعض أهل الحديث.
وكان الشيخ أبو الحسن عليُ بن إبراهيم القطان يكتب الحديث على ما سمعه ملحوناً، ويكتب على حاشية كتابه: " كذا وقع في الرواية، والصواب كذا وكذا ".
وصوًّب بعض المشايخ هذا، وأستحسِنُه وبه أخذ.

باب من يُروى عنه ومن لا يُروى عنه

سُئل سعيد -رضي الله عنه- عمن يُترك حديثه، فقال : من روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون فأكثر: تُرك حديثه، ومن اتُهم بالكذب تُرك حديثه، وإذا أكثر التخليط والغلط تُرك حديثه، وإذا روى ما أُجمع عليه أنه غلطٌ تُرك حديثه، وما كان غير ذلك فارْوِ عنه.
وقال ابن شهاب: هذا العلم أدب الله أدب به نبيه صلى الله عليه وسلم، وأدب النبي صلى الله عليه وسلم به أمته، وهو أمانة الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ليؤديه على ما أُديَ إليه، فمن سمع علماً فليجعله أمامه حُجة فيما بينه وبين الله تعالى.
وقد جاء أن الأنبياء تُوقفُ وتُسأل: هل بلَغَتْ ما بُلغ إليها؟
والعلماء ورثة الأنبياء، فليحذر المبلِغُ على نفسه.
وليُعلَم أنه قد قيل: السنة تقضي على الكتاب، وقال أيوب السَّختِياني: إذا حُدِّث الرجلُ سنةً، فقال: دعنا من هذا وأجِبْنا من القرآن، فاعلم أنه ضال.
قال الأوزاعي: وذلك أن السنة جاءت قاضيةً على الكتاب، ولم يجئ الكتاب قاضياً على السنة.
قلت: وقد قال الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُواْ}، وقد قال -عز وجل-: {وَلِتُبَيِّنَ للنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}، فهذا يَعضدُ ما قال الأوزاعي -رحمه الله تعالى-.
هذا ما يتعلق بفضل العلم وطرق أدائه.
ثم نرجع إلى ذكر (الصحيح) وغيره فنقول: الصحيح من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراتب:
1- أصحها وأعلاها: ما اتفق على تخريجه الشيخان البخاري ومسلم رضي الله عنهما وصحيحيهما.
2- ويتلوه كل ما انفرد به كلُّ واحد منهما.
3- ويتلوه ما كان على شرطهما وإن لم يخرجاه في صحيحيهما؛ لعلةٍ وقعت لهما.
4- ثم دون ذلك في الصحة ما كان إسنادهُ حسناً.

1- وصفة الصحيح: أن يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابيٌ زائلٌ عنه اسم الجهالة، وأن يرويَ عنه باتفاق عدلان، ثم يتداوله أهل العلم بالقبول، وهو بمنزلة الشهادة على الشهادة، حكاه الحاكم أبو عبد الله.
فأما الذي شَرَطَهُ الشيخان في صحيحيهما فهو أنهما لا يُدخلان في كتابيهما إلا ما صح عندهما، وذلك ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم اثنان من الصحابة فصاعداً، وما نقله عن كل واحدٍ من الصحابة أربعةٌ من التابعين فأكثر، وأن يكون عن كل واحد من التابعين أكثر من أربعة.
ورُوي عن مسلم أنه قال: لم أُدخل في كتابي هذا إلا ما أجمعوا على صحته، يعني أئمة الحديث، كمالك والثوري وشعبة وأحمد بن حنبل وابن مهدي، وغيرهم -رضي الله عنهم-.
والذي اشتمل عليه كتاب البخاري من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبعة آلاف حديث وستمائة ونيفٌ، اختارها من ألف ألف حديث وستمائة ألف حديث ونيف.
ووُلِدَ البخاري -رحمه الله- يوم الجمعة بعد الصلاة، لثلاث عشرةَ خلين من شوال، سنة أربع وتسعين ومئة، وتوفي -رحمه الله تعالى- يوم السبت مستهَلَّ شوال، سنة ست وخمسين ومئتين بسمرقند، بقرية يُقال لها: خَرْتَـنْك، ودُفن بها، وكانت مدة حياته اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوماً، ولم يترك عَقِباً.
وكان مسلم من أصحابه، ولم يثبت معه في المحنة التي امتُحنَ بها سواه.
وتوفي مسلم بن الحجاج -رحمه الله تعالى- عشية يوم الأحد، ودُفن يوم الإثنين لخمسٍ بَقِينَ من رجب، سنة إحدى وستين ومئتين، ولم يُعْقِب.
واشتمل كتابه على ثمانية آلاف حديث، واشتمل الكتابان على ألف حديث ومئتي حديثٍ من الأحكام، فروت عائشة -رضي الله عنها- من جملة الكتابين مئتين ونيفاً وسبعين حديثاً، لم يَخرج عن الأحكام منها إلا يسير.
قال الحاكم أبو عبد الله: فحُمل عنها رُبع الشريعة.
وقد رَوَيْنا بإسنادنا عن بقي بن مَخْلَد -رضي الله عنه-، أن عائشة -رضي الله عنها- روت ألفين ومئتي حديثٍ وعشرة أحاديث.
والذين رووا الأُلوف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة :
أبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعائشة، -رضي الله عنهم أجمعين-.
وتوفي أبو داود سليمان بن الأشعث لأربع عشرة ليلةً بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومئتين.
ولنرجع إلى بقية التقسيم فنقول:
2- وأما الحسن: فهو ما عُرف مخرجه واشتهر رجاله بالرواية، فإنه يَحْسُن الاحتجاج به، وإن اختُلف في كمال حفظ رواته وعدالتهم.
3- وأما المشهور: فهو ما اشتهر عند العلماء، واستفاض بينهم بالنقل، وتُلقيَ بالقبول ولم يُرَدَّ؛ لأمورٍ اعتضد بها من عمل أئمة الصحابة، وموافقة الأحاديث الصحيحة.
4- وأما الفرد: فهو ما تفرد به وأثبته بعض الثقات عن شيخه، دون سائر الرواة عن ذلك الشيخ،
وقد حكى شيخنا المازَِرِي -رحمه الله- في كتابه " المُعْلِم بفوائد مسلم " أن زيادة العدل مقبولة. وذكره أبو عبد الله الحاكم في كتابه.
5- وأما الغريب: فهو ما شذ طريقه، ولم يُعرف راويه بكثرة الرواية.
6- وأما الشاذ: فهو أن يرويه راوٍ معروف، لكنه لا يُوافقه على روايته المعروفون.
7- وأما المسند: فهو ما اتصل سنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رواته عدولاً.
8- وأما المرسل: فهو ما أرسله التابعي، وهو أن يروي المحدث حديثاً بإسناد متصل إلى التابعي، فيقول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
9- وأما الموقوف: فهو ما أُوقفَ على صحابي حكاه نقلاً عن الصحابة.
ومثاله ما رُوي عن المغيرة بن شعبة قال: ((كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرعون بابه بالأظافير))
[16] .
فهذا نوعٌ من الموقوف.
ومنه نوعٌ آخر لا يخفى على أهل العلم، وهو الموقوف على الصحابي من غير إرسال، وهو أن يروي الحديث إلى الصحابي، فإذا بلغ الصحابي قال: إنه كان يقول كذا، أو يفعل كذا وكذا، أو يأمر بكذا وكذا.
10 – وأما المنقطع: فإنه ما انقطع اتصال إسناده برجلٍ لا يُعرف، كقولك: حدثني فلان، عن فلان، عن رجلٍ، عن أبي هريرة، ونحوه، فيُسمى مقطوعاً؛ لأنه انقطع سنده برجلٍ مجهول.
وقد يَرِدُ من هذا النوع شيءٌ على حسب ما ذكرناه ولا يكون مقطوعاً، وهذا لا يُميزه إلا عالمٌ حافظ، ولا يُمكن بسطه في هذا المختصر؛ لأنه يُخرجه عن حده. وقَلَّ من يُفرق بين المقطوع والمرسل إلا الحافظ.
11- وأما المعضل: فهو نوعٌ من المرسل، والفرق بينهما أن المرسل ما أرسله التابعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فإن أرسل وبين الراوي وبين النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من رجل فهو المعضل.
والكلام فيما ذكرناه يطول، وإنما قصدنا التنبيه على علوم الحديث، لتلتفت الهمم إلى ذلك، فيُطلب في مظانّه من الموضوعات فيه.
وهذه زُبَدٌ يستفيدها المبتدئ، ويستذكر بها العالم المنتهي، وتدعو إلى الرغبة في التبحر في هذا العلم، والله -سبحانه وتعالى- نسأل أن يجعل ما قصدناه من ذلك خالصاً لوجهه الكريم، وسبباً لمرضاته، وينفعنا وإياكم به، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على رسوله سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.اللهم اغفر لنا آمين .
تم بحمد الله .
__________________
قال حرب الكرماني -رحمه الله- في عقيدته :" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشَّام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق".اهـ



التعديل الأخير تم بواسطة أبوشعبة محمد المغربي ; 10-19-2012 الساعة 06:12 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-19-2012, 06:06 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي

يسَّر الله تخريج آثار هذا المتن النفيس ، وأُنبه على أن بعض الآثار التي ساقها المصنف رحمه الله لا تصح .
__________________
قال حرب الكرماني -رحمه الله- في عقيدته :" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشَّام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق".اهـ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:58 PM.


powered by vbulletin