فائدة نفيسة للعلامة ابن سعدي رحمه الله قلّ من يتفطّن اليها
بسم الله الرحمان الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
أمّا بعد
قال رحمه الله
مما ينبغي لمن دعا ربه في حصول مطلوب أو دفع مرهوب أن لا يقتصر في قصده ونيته في حصول مطلوبه الذي دعا لأجله ، بل يقصد بدعائه التقرب إلى الله بالدعاء وعبادته التي هي أعلى الغايات ، ؛ فيكون على يقين من نفع دعائه ، وأن الدعاء مخ العبادة وخلاصتها ؛ فإنه يجذب القلب إلى الله ، وتلجئه حاجته للخضوع والتضرع لله الذي هو المقصود الأعظم في العبادة ، ومن كان هذا قصده في دعائه التقرب إلى الله بالدعاء وحصول مطلوبه ، فهو أكمل بكثير ممن لا يقصد إلا حصول مطلوبه فقط ، كحال أكثر الناس ، فإن هذا نقص وحرمان لهذا الفضل العظيم ، ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون ، وهذا من ثمرات العلم النافع ، فإن الجهل منع الخلق الكثير من مقاصد جليلة ووسائل جميلة ، لو عرفوها ؛ لقصدوها ولو شعروا بها ؛ لتوسلوا إليها ، والله الموفق .
مجموعُ الفوائـِد واقتناص الأوابـِد ص74
__________________
إن في القلب شعث : لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن : لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات : لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب ، وفيه فاقة: لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا!!
رقم القيد:046
|