ترجمة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز أبابطين -رحمه الله-
اسمه و نسبه :
هو العلامة: عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلطان بن خميس و كنيته: أبو عبد الرحمن، و لقبه: أبو بُطَيْن، بضم الباء وفتح الطاء، وهو تصغير ((بطن)) من عائذ من عبيدة من قحطان القبيلة المشهورة.
مولده :
ولد في بلدة ((روضة سدير)) من قرى سدير، و ذلك في (20) من ذي القعدة عام 1194هـ.
نشأته :
نشأ -رحمه الله- في أسرة ذات علم و فضل و دين، و والد جده: الشيخ : عبد الرحمن بن عبد الله بن سلطان، كان من أهل العلم بالفقه، و ألّف فيه كتابًا سماه: (( المجموع فيما هو كثير الوقوع)).
وقد قرأ أبو بطين -رحمه الله- على والده القرآن و حفظه، مما كان له أثر طيب في تلقيه العلوم الشرعية بعد.
مشائخه :
أخذ الشيخ عبدالله -رحمه الله- عن كثير من كبار العلماء ، منهم:
1- والده الشيخ عبدالرحمن أبابطين قرأ عليه في روضة سدير .
2- الشيخ محمد بن عبد الله بن طراد الدوسري قرأ عليه في روضة سدير حتى تفقَّه.
3- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين قاضي شقراء قرأ عليه في شقراء، وكان يعينه على القضاء.
4- الشيخ العالم عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
5- الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر التميمي.
6 - الشيخ العالم أحمد بن حسن بن رُشَيد الاحسائى والذي أجازه بسنده المتصل إلى الشيخ عبد الله بن سالم البصري في ثبته الشهير : " الإمداد بعلو الاسناد" ، وهؤلاء العلماء الثلاثة قرأ عليهم في الدرعية.
7- السيد حسين الجفري قرأ عليه النحو في الطائف حينما كان المترجَم له قاضيا هنالك .
أعماله :
- عيَّنه الإمام سعود بن عبد العزيز -رحمه الله- قاضيا على الطائف وملحقاته عام 1220هـ .
- وفي ولاية الإمام عبد الله بن سعود صار قاضيا على عمان.
- ثم ولاَّه الإمام تركي بن عبدالله قضاء مقاطعة الوشم.
- و في عام 1239هـ جمع له الإمام تركي مع قضاء الوشم قضاء سدير .
- وفي عام 1248هـ نقله الإمام تركي إلى قضاء القصيم وصار مقره في مدينة عنيزة .
مكانته عند أهل عصره:
كانت للمترجَم له كلمة مسموعة وإشارة نافذة لدى الكبير والصغير والخاص والعام ، فقد كان موضع التقدير والاجلال من ملوك آل سعود في دولتيهم الأولى والثانية ، لما يرون فيه من العفاف والتقى ، ولما يعلمونه عنه من الكفاءة والمقدرة في أعماله و مناصبه التي تقلَّدها ، كما كان موضع الثقة من علماء الدعوة السلفية ، حيثُ عاصر شيخها في وقته الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله- ، و الذي كان يُجِلُّه ويُقَدِّرُه ، كما كان محبوباً لدى العامة وعمدةً لهم في مكاتباتهم وفتاويهم ومشاوراتهم ، لما هو عليه من الثقة والكفاءة وسداد الرأي .
مكانته العلمية و ثناء العلماء عليه :
لُقِب الشيخ -رحمه الله- بـ(مفتي الديار النجدية) وهذا لقبٌ عالي لا يحصل عليه إلا العلماء الأفذاذ. وممن أثنى عليه: المجدد الثاني للدعوة السلفية في نجد: الإمام عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، و ذلك في بعض مراسلاته العلمية معه التي كان يناقشه فيها و يسأله عن بعض المسائل العلمية، وطلب منه أن يكتب ردًا على من غلط في معنى ((لا إله إلا الله)).
و كذا أثنى عليه مجموعة من تلامذته ثناءًا عظيما ممّا يدل على علو مكانته العلمية، و نذكر شيئًا من هذا الثناء وهو قول تلميذه ابن حميد صاحب السحب الوابلة ومفتي الحنابلة في الحرم المكي في زمانه عند ترجمته للشيخ، قال : (( عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين فقيه الديار النجدية في القرن الثالث عشر بلا منازع ...)) وقال: ((و بموته فُقد التحقيق في مذهب الإمام أحمد فقد كان فيه آية ... ))
بذله للعلم :
كان -رحمه الله- باذلاً للعلم ، قد عمَر أوقاته وشغلها بالتدريس والوعظ والإرشاد والإفتاء ، لا يَمَلُّ ولا يضجَرُ من الدرس والإفادة ، فدرَّس التوحيد وعقائد السلف والتفسير والحديث والفقه وأصولها والعلوم العربية في جميع المناطق التى أقام بها قاضياً ، في الطائف وشقراء وسدير وعمان والقصيم ونفع الله به نفعاً عظيماً ، حتى تخرَّج على يديه خلقٌ من كبارِ علماء نجد .
وبعد وفاة الإمام تركي عاد إلى شقراء و تفرغ للتدريس والتعليم والإفتاء إلى أن توفي رحمه الله .
تلامذته :
1- الشيخ الفقيه على بن محمد آل راشد وكان ينيبه في القضاء في عنيزة إذا سافر.
2- الشيخ محمد بن إبراهيم السناني ، وليَ القضاء بعده في عنيزه ست أشهر ثم توفي رحمه الله.
3- الشيخ محمد بن عبد الله بن مانع ، و كان منزوجاً من ابنة المترجم له فأنجبت له أبناء علماء .
4- الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن مانع ابن الذي قبله وسبط المترجم له ، وقد ولاه قضاء الأحساء الإمام فيصل .
5- الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد صاحب السحب الوابلة.
6- الشيخ صالح بن عيسى ، وكان ينوب عنه في الإمامة و الخطابة في المسجد الجامع عند غيابه.
7- الشيخ عبد الله بن عائض قاضي عنيزه .
8- الشيخ سليمان بن علي بن مقبل ، قاضي بريدة .
9 - الشيخ محمد بن عمر بن سليم ، قاضي بريدة .
10- الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم ، قاضي بريدة .
11- الشيخ إبراهيم بن حمد بن محمد بن عيسى ، قاضي شقراء .
12- الشيخ أحمد بن إبراهيم بن حمد بن محمد بن عيسى ، قاضي شقراء ، و هو ابن الذي قبله.
13- الشيخ الفقيه علي بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى ، قاضي شقراء .
14- الشيخ صالح بن حمد بن نصر الله قاضى القطيف للامام تركي.
وغير هؤلاء كثيرٌ من أهل العلم ممن أدرك في العلم و بلغ فيه شأوا كبيراً رحمهم الله .
وفـاته:
تُوفِيَ -رحمه الله- في آخر شهر ذي القعدة عام 1326 هـ، رحمه الله رحمة واسعة، و نفعنا بعلمه.
منقول مع بعض التصحيح.