منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > المنابر الموسمية > منبر شهر رمضان المبارك

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-22-2010, 11:40 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي من جوائز رمضان بقلم : الشّيخ الفاضل حسن آيت علجت الجزائري حفظه الله

من جوائز رمضان
بقلم :
الشّيخ الفاضل
حسن آيت علجت الجزائري


حفظه الله

لقد وفد علينا ضيف جليل ، و أظلنا شهر فضيل ، ألا و هو شهر رمضان ، شهر القرآن ، شهر مغفرة الذنوب و العتق من النيران ، فحري بالمسلم أن يعد لهذا الضيف الكريم الموائد و القرى من أنواع القربات ، و الأعمال الصالحات ، مع تصحيح النيات و الإرادات ، شكرا لرب البريات ، لما أودع هذا الشهر من الجوائز و الصلات.
ومن جوائز هذا الشهر المبارك ، جائزتان عظيمتان متلازمتان :
أولاهما : ولاية الله تبارك و تعالى.
و يا لله ، ما أعظمها من جائزة تشرئب لها الأعناق ، و تطلع إليها الأفئدة بالأشواق ، ذلك بأن أعظم ثمرة يجنيها العبد من الصيام هي تقوى الله عز و جل ، إذ قال عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } ( سورة البقرة ).
و التقوى شرط لنيل ولاية الله عز وجل ، كما قال سبحانه : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ، الذين آمنوا و كانوا يتقون } ( سورة يونس ) ، و كما قال أيضا : { إن أولياؤه إلا المتقون } ( سورة الأنفال ).(1).
الجائزة الثانية : نيل كرامة الله المنان بدخول جنة الرضوان.
ذلك بأن هذه التقوى التي هي ثمرة الصيام ، ينشأ عنها دخول الجنة دار السلام ، فقد ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم أن أهل الجنة هم أهل التقوى ، فقال سبحانه : { و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين } ( سورة آل عمران ) ، و قال أيضا سبحانه : { إن للمتقين مفازا حدائق و أعنابا و كواعب أترابا و كأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا و لا كذابا جزاءا من ربك عطاءا حسابا } ( سورة النبأ ) ، وقال أيضا سبحانه : { إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون يلبسون من سندس و إستبرق متقابلين كذلك و زوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة آمنين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى و وقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم } ( سورة الدخان ) ، و الآيات في هذا المعنى كثيرة جدا.
و قد تقرر فيما سبق أن الصائمين هم أولى الناس بوصف التقوى ، لذلك كانوا هم أهل جنة المأوى.و قد جاء من الأحاديث النبوية – ما يؤيد هذا المنحى ، و يعضد هذا المعنى – الطيب الكثير ، و هذه باقة منها :
روى الشيخان عن سهل بن سعيد الساعدي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ، فلم يدخل منه أحد ".
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال : " إنما الصيام جنة يستجن بها العبد من النار " (2).
و عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : أسندت النبي صلى الله عليه و سلم إلى صدري فقال : " من صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له بها : دخل الجنة " (3).
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، دلني على عمل أدخل به الجنة ؟ قال : " عليك بالصوم فإنه لا مثل له " (4).
من أجل ذلك فإن أبواب الجنة تفتح في رمضان خاصة – دون غيره من الشهور – بشرى للصائمين بأنهم للجنة من الداخلين ، كما أخبر بذلك الصادق الأمين صلى الله عليه و سلم في حديث الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : " إذا دخل رمضان ، فتحت أبواب الجنة ، و غلقت أبواب جهنم ، و سلسلت الشياطين ".
وفي حديث آخر عنه رضي الله عنه مرفوعا : " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ، صفدت الشياطين و مردة الجن ، و غلقت أبواب النار ، فلم يفتح منها باب ، و فتحت أبواب الجنة ، فلم يغلق منها باب ، و ينادي مناد كل ليلة ، يا باغي الخير أقبل ، و يا باغي الشر أقصر ، و لله عتقاء من النار ، و ذلك كل ليلة " (5).
و هناك سر لطيف في سبب نيل صائمي رمضان كرامة الرحمن بدخول جنة الرضوان ، و يتجلى هذا السر مليا من خلال الأحاديث الآتية :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال :
" تقوى الله ، و حسن الخلق " ، و سئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال :" الفم ، و الفرج " (6).
و في " الصحيحين " عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من يضمن لي ما بين لحييه ، وما بين رجليه ، أضمن له الجنة ".
فتبين من الحديثين السابقين أن أكثر ما يدخل الناس الجنة هو تقوى الله و حسن الخلق عموما ، و حفظ الفرج و اللسان خصوصا ، و شهر رمضان مضنة تحصيل كل من هذه الخصال الطيبة :
فأما تقوى الله عز وجل ، فقد سبق بيان أنه ثمرة الصيام و جنيه ، و أما حسن الخلق ، و حفظ الفرج و اللسان ، فلا يجد المرء ميدانا للحصول عليهما ، واكتسابهما أفضل من شهر رمضان.
وسبب ذلك أن الشارع الحكيم قد اعتنى بهذه الأمور الثلاثة أيما اعتناء في شهر رمضان خصوصا ، فقد جاء فيما يخص حسن الخلق ، وحفظ اللسان حديث الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث ، و لا يصخب ، فإن سابه أحد ، أو قاتله ، فليقل : إني امرؤ صائم ".
وفي رواية أخرى عنه رضي الله عنه : " ليس الصيام من الأكل و الشرب ، إنما الصيام من اللغو و الرفث ، فإن سابك أحد ، أو جهل عليك ، فقل : إني صائم ، إني صائم " (7).
وروى الإمام البخاري رحمه الله عنه أيضا رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من لم يدع قول الزور و العمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ".
أما فيما يخص حفظ الفرج ، فقد جعل النبي صلى الله عليه و سلم الصوم قاطعا لشهوة الجماع ، و كابحا لجماحها ، ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، و أحصن للفرج ، و من لم يستطع ، فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ".
قال ابن الأثير في " النهاية في غريب الأثر " : ( الوجاء أن ترض أنثيا الفحل رضا شديدا يذهب شهوة الجماع ، و يتنزل في قطعه : منزلة الخصي ، و قد وجىء وجاءا ، فهو موجوء .
و قيل : هو أن توجأ العروق ، و الخصيتان بحالهما .
أراد أن الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء )
اه.
فتبين حينئذ ، أنه يحفظ للصائمين ألسنتهم و فروجهم من المعاصي و الآثام ، و تحسينهم أخلاقهم بحسن معاملتهم للأنام ، تشرفوا بنيل كرامة الله عز و جل بدخول الجنة دار السلام ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن مما قرره الله تعالى في كتابه الكريم ، أن الجنة لا ينالها العبد إلا بمغفرة الله تبارك و تعالى ذنوبه .
لهذا قرن الله تعالى بين الجنة و المغفرة في غير ما آية ، وذلك في مثل قوله جل و علا : { و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين } ( سورة البقرة ) ، و في مثل قوله سبحانه : { و الله يدعو إلى الجنة و المغفرة بإذنه } ( سورة البقرة ) ، و قوله أيضا – جل من قائل - : { مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن و أنهار من لبن لم يتغير طعمه و أنهار لذة للشاربين و أنهار من عسل مصفى و لهم فيها من كل الثمرات و مغفرة من ربهم } ( سورة محمد ).
و لما كان الأمر بهذه المثابة ، فإن شهر رمضان هو شهر المغفرة التي هي سبب لدخول الجنان ، كما ثبت ذلك في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من صام رمضان إيمانا ، و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ".
و عنه – أيضا – رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم صعد المنبر فقال : " آمين ، آمين ، آمين " ، قيل : يا رسول الله ، إنك صعدت المنبر فقلت آمين ، آمين ، آمين ؟ فقال : " إن جبرائيل أتاني ، فقال : من أدرك شهر رمضان ، فلم يغفر له ، فدخل النار ، فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين ...." الحديث (8).
فهلم أيها المسلمون إلى السعي لنيل هذه الجوائز الربانية ، و المنح الإلاهية ، واهتبلوا أيام رمضان الهنية ، للتعرض لنفحات رحمة رب البرية ، كما أمر بذلك الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عنه خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه ، إذ قال : " افعلوا الخير دهركم ، و تعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده " (9).
ورمضان نفحة من نفحات رحمة الله تبارك و تعالى ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة ، و غلقت أبواب جهنم ن و سلسلت الشياطين ".
و لله در من قال :
من ناله داء دو بذنوبه **** فليأت في رمضان باب طبيبه
فخلوف هذا الصوم يا قوم اعلموا **** أشهى من المسك السحيق و طيبه
أوليس هذا القول قول مليككم : **** الصوم لي و أنا أجزي به ؟ (10).

والله المستعان ، وعليه التكلان ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم.
الحواشي :
(1) وانظر تفسير هذه الآية بهذا الوجه عند الإمام الطبري في " تفسيره " ( 9 / 156 – 157 ) ، وشيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ( 11/ 164 ).
(2) حسن : رواه أحمد . انظر : " صحيح الترغيب " ( 981 ).
(3) صحيح : رواه أحمد. انظر : " صحيح الترغيب " ( 985 ).
(4) صحيح : رواه ابن حبان . انظر : " صحيح الترغيب " ( 986 ).
(5) حسن : رواه الترمذي وابن ماجة. انظر : " صحيح الترغيب " ( 998 ).
(6) حسن : رواه الترمذي ، و البخاري في " الأدب المفرد " ، انظر : " صحيح الترغيب " ( 1723 ).
(7) صحيح : رواه ابن خزيمة ، وابن حبان ، و الحاكم ، انظر : " صحيح الترغيب " ( 1082 ).
(8) صحيح : رواه ابن حبان و ابن خزيمة . انظر : " صحيح الترغيب " ( 997 ).
(9) حسن : رواه الطبراني . انظر " الصحيحة " ( 1890 ).
(10) ذكر هذه الأبيات ابن الجوزي في " التبصرة " ( 2 / 63 ).


المصدر : مجلة الإصلاح السلفية الجزائرية ( السنة الثالثة ) – العدد السادس عشر : رمضان / شوال 1430هـ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 AM.


powered by vbulletin