شبهة القول بـأن أئمة الدعوة اهتموا فقط بشرك العبادة و لم يهتموا بشرك السياسة للعلامة محمد آمان الجامي –رحمه الله تعالى-
قال الشيخ –رحمه الله- في شرح قرة عيون الموحدين :
كثير من الناس يحسبــــــون إن أئمة الدعوة الذين قاموا بهذه الدعوة المباركة لم يهتموا بالتوحيد من الناحية الدستورية بل كانوا ركزوا فقط على توحيد العبادة في شعائر العبادة فقط، لو أنهم درسوا هذا الكتاب نفسه، كتاب التوحيد دراسة فاحصة لأدركوا بأنهم حاربوا الشرك الذي سماه المفكرون الجدد الشرك في السياسة .
حاربوا الشرك في العبادة، افتح صفحة 190 ، اقرأ العنوان في باب 38ماذا قال ؟ باب : " من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله " فـهل تجدون ما هو أصرح من هذا في هذه الناحية في التوحيد الذي سمّوه هذه الأيام توحيد السياسة، الشرك السياسي، لا يوجد أصرح من هذا أي أن القوم اهتموا بالناحية الدستورية كاهتمامهم بشعائر العبادة ولذلك طبقوا الشريعة، دعوا إلى تطبيق الشريعة كما دعوا إلى إخلاص العبادة لله تعالى فليُفهـــــــم هذا جيّدًا، هذا شيء يغفل عنه كثير من الناس يحسبون إن القوم إنما اهتموا فقط بشعائر العبادة والناحية الدستورية مهملة لا لم تكن مهملة، ولو كانت الناحية الدستورية مهملة لما طبقت الشريعة ولا قامت هذه الدولة الإسلامية السلفية في قلب الجزيرة بهذا المستوى، يجب أن يُفهم هذا جيدا وهذا من الإنصاف .
____________________
شرح قرة عيون الموحدين
للعلامة محمد آمان الجامي -رحمه الله تعالى-
الدرس الخامس الدقيقة 54