سئل الإمام الدارقطني رحمة الله عليه عن حديث من سره أن يقرأ القران كما أنزل الحديث فقال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
سئل الإمام أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني رحمة الله عليه
عن حديث عبد الله بن مسعود ، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم : من سَرهُ أن يقرأ القرآن كما أُنزل . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : سَل تعطه.
فقال: رواه حماد بن سلمة ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبدالله وهو صحيح عن عبدالله .
وقال بن آدم : عن أبي بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر، عن عبدالله : أن أبا بكر وعمر بشراهُ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من سره أن يقرأ القرآن غضاً.
وقال فرات بن محبوب: عن أبي بكر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبدالله عن أبي بكر وعمر ،عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحو هذا. تفرد بهذا القول فرات بن محبوب ، وكان كوفياً لابأس به ، إلا أنه وهم في هذا.
{تخريج العلامة الألباني}
{السلسلة الصحيحة رقم الحديث-2301}
{صفحة/ 379/}
{المجلد/الخامس}
2301 -"من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ".
أخرجه ابن ماجة (138) وأحمد (1 / 7، 445، 454) من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وهو بين أبي بكر وعمر، وإذا ابن مسعود يصلي وإذا هو يقرأ (النساء) ، فانتهى إلى رأس المائة، فجعل ابن مسعود يدعو وهو قائم يصلي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اسأل تعطه، اسأل تعطه، ثم قال: (فذكره) ، فلما أصبح غدا إليه أبو بكر رضي الله تعالى عنه ليبشره، وقال له: ما سألت الله البارحة؟ قال: قلت: اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة محمد في أعلى جنة الخلد. ثم جاء عمر رضي الله عنه، فقيل له: إن أبا بكر قد سبقك! قال: يرحم الله أبا بكر، ما سبقته إلى خيرقط إلا سبقني إليه " . والسياق لأحمد، ولابن ماجة المرفوع منه فقط.
قلت: وهذا إسناد حسن. وله طريق آخر يرويه الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم عن علقمة عن القرثع عن قيس أو ابن قيس - رجل من جعفي - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه على عبد الله بن مسعود وهو يقرأ، فقام، فسمع قراءته، ثم ركع عبد الله وسجد، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل تعطه، سل تعطه ... " الحديث نحوه. أخرجه البخاري في " التاريخ " (4 / 1 / 199) وأحمد (1/ 38 و 39) والطبراني (3 / 9 / 1) . ثم أخرجه أحمد (1 / 25) من طريق الأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان عن عمر به. ومن طريقه أيضا عن إبراهيم عن علقمة عن عمر به. ومن هذه الطريق أخرجها الحاكم (2 / 227 و 3 / 318) وقال : " صحيح على شرط الشيخين "، ووافقه الذهبي. قلت: الظاهر أنه منقطع بين علقمة وعمر، بينهما القرثع عن قيس، وهو قيس بن مروان كما في رواية إبراهيم المتقدمة عنه وهو ثقة حجة، ومعه زيادة فيجب قبولها، لكن في الطريق إليه الحسن بن عبيد الله وهو النخعي وفيه كلام، انظر" المختارة " للضياء المقدسي (253 - 255 - بتحقيقي) . والقرثع وقيس صدوقان كما في " التقريب "، فالإسناد جيد. وللحديث طريق أخرى من رواية أبي الضحى عن عبد الله مرفوعا. أخرجه ابن سعد (2 / 342) . قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين. ورواه من طريق إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم عن عبد الله به. وابن مهاجر لين الحفظ. وله شاهد من حديث عمار بن ياسر. أخرجه الحاكم (2 / 228) . وآخر من رواية أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس الكلابي مرسلا. أخرجه ابن عساكر (6 / 282 / 2) . وثالث من حديث علي بتمامه. أخرجه الحاكم (3 / 317) ، وقال: " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المصدر
كتاب العلل للإمام الحافظ أبي الحسن الدارقطني
مجلد رقم (1)
صفحة رقم(17)
تحقيق الشيخ محمد بن صالح الدباسي
موسسة الريان
|