منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > الأســــــــــــــــــــــــرة الـمـســــــــــلـــــمــــــــة

آخر المشاركات حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-14-2012, 06:42 AM
أم شكيب السلفية أم شكيب السلفية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجــزائر
المشاركات: 270
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي هذه الآية أعظم آيات القرآن على الإطلاق لما احتوت عليه من معاني التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم

{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }[البقرة : 255] .
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الآية أعظم آيات القرآن على الإطلاق ، وأنها تحفظ قارئها من الشياطين والشرور كلها ، لما احتوت عليه من معاني التوحيد والعظمة ، وسعة صفات الكمال لله تعالى ; فأخبر أنه الله الذي له جميع معاني الألوهية ، وأنه لا يستحق الألوهية غيره ، فألوهية غيره وعبادة غيره باطلة ضارة في الحال والمآل ; وعبادته وحده لا شريك له هي الحق الموصلة إلى كل كمال ; وأنه الحي كامل الحياة ، فمن كمال حياته أنه السميع البصير القدير ، المحيط علمه بكل شيء ، الكامل من كل وجه .
ف { الْحَيُّ } : يتضمن جميع الصفات الذاتية ، و { الْقَيُّومُ } : الذي قام بنفسه ، واستغنى عن جميع المخلوقات ، وقام بها فأوجدها وأبقاها ، وأمدها بكل ما تحتاج إليه في بقائها ; ف { الْقَيُّومُ } : يتضمن جميع صفات الأفعال ، ولهذا ورد أن اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } ، فإن هذين الاسمين الكريمين يدخل فيهما جميع الكمالات الذاتية والفعلية .
ومن كمال حياته وقيوميته أنه { لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ } أي : نعاس ، { وَلَا نَوْمٌ } ، لأنهما يعرضان للمخلوق الذي يعتريه الضعف والعجز والانحلال ، وينزه عنهما ذو العظمة والكبرياء والجلال .
وأخبر أنه مالك لجميع ما في السماوات وما في الأرض ، فكلهم عبيده ومماليكه ، لا يخرج أحد منهم عن هذا الوصف اللازم ; فهو المالك لجميع الممالك ، وهو الذي اتصف بصفات الملك الكامل ، والتصرف التام النافذ ، والسلطان والكبرياء .
ومن تمام ملكه أنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ; فكل الوجهاء والشفعاء عبيد له ، مماليك لا يقدمون على الشفاعة لأحد حتى يأذن لهم : { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [الزمر : 44] .
ولا يشفعون إلا لمن ارتضاه الله ، ولا يرضى إلا عمن قام بتوحيده واتباع رسله ، فمن لم يتصف بهذا فليس له في الشفاعة نصيب ، وأسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال : « لا إله إلا الله خالصا من قلبه » .
ثم أخبر عن علمه الواسع المحيط ، وأنه يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلة التي لا نهاية لها { وَمَا خَلْفَهُمْ } [البقرة : 255] ، من الأمور الماضية التي لا حد لها ، وأنه لا تخفى عليه خافية ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يا بِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } ، وأن الخلق لا يحيط أحد منهم بشيء من علم الله ، ولا معلوماته إلا بما شاء منهما ، وهو ما أطلعهم عليه من الأمور الشرعية والقدرية ، وهو جزء يسير جدا بالنسبة إلى علم الباري ، تضمحل العلوم كلها في علم الباري ومعلوماته ، كما قال أعلم المخلوقات ، وهم الرسل والملائكة : { سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا } [البقرة : 32]
ثم أخبر عن عظمته وجلاله ، وأن كرسيه وسع السماوات والأرض ، وأنه قد حفظهما بما فيهما من العوالم بالأسباب والنظامات التي جعلها الله في مخلوقاته مع ذلك فلا يؤوده - أي : يثقله - حفظهما ، لكمال عظمته وقوة اقتداره وسعة حكمته في أحكامه .
{ وَهُوَ الْعَلِيُّ } بذاته على جميع مخلوقاته ، فهو الرفيع الذي باين جميع مخلوقاته ; وهو العلي بعظمة صفاته ، الذي له كل صفة كمال ، ومن تلك الصفات أكملها ومنتهاها ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الذي قهر جميع المخلوقات ، ودانت له كل الموجودات ، وخضعت له الصعاب ، وذلت له الرقاب .
{ الْعَظِيمُ } : الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء والمجد ، الذي تحبه القلوب ، وتعظمه الأرواح ، ويعرف العارفون أن عظمة كل موجود - وإن جلت عن الصفة - فإنها مضمحلة في جانب عظمة العلي العظيم ، فتبارك الله ذو الجلال والإكرام .
فآية احتوت على هذه المعاني التي هي أجل المعاني وأفرضها على العباد ، يحق أن تكون أعظم آيات القرآن ، ويحق لمن قرأها متدبرا متفقها أن يمتلئ قلبه أن اليقين والعرفان والإيمان ، وأن يكون بذلك محفوظا من شرور الشيطان ، وقد نعت الباري نفسه الكريمة بهذه الأوصاف في عدة آيات من كتابه .

تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 PM.


powered by vbulletin