إلى الشيخ لزهر سنيقرة وفقه الله: قد وصل جوابكم بارك الله فيكم
فقد استمعت لصوتية الشيخ لزهر حول ما نقل عنه من كلام حولي فوجدته قد وفق في كلامه، وجزاه الله خيراً.
وأما قضية أسلوب الرد مع بعض العلماء الفضلاء كشيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه والشيخ عبيد الجابري حفظه الله فأقول:
أولاً: يعلم السلفيون عني قديما وحديثا أني أحترم المشايخ السلفيين، ولا أحذر منهم، ولا أطعن فيهم، بل أحث الشباب السلفيين على احترامهم وتوقيرهم، مع بيان حرمة التعصب لبعضهم دون البعض، وحرمة الغلو فيهم، وحرمة الطعن فيهم، بل يكون السلفي عدلا وسطا في تعامله مع أهل العلم كما هو منهج السلف الصالح.
ثانياً: الرد على العالم السلفي الكبير إذا أخطأ بعلم وعدل، وأن يتأدب معه في الخطاب، وأن يحفظ له منزلته، لكن لا يكون ذلك على حساب بيان الحق، ولا مهونا من الخطأ الذي يكون كبيرا يحتاج إلى تصحيح وقد يترتب عليه مفاسد كثيرة بين الناس.
ثالثاً: في ردود أهل العلم قد تخرج ألفاظ يراد منها الدفاع عن الحق فيكون السابق لفهم بعض الناس أنها شديدة، أو خلاف الأدب، بل قد يعتبرها بعضهم من الطعن، ومثل هذا قد يغض عنه الطرف وتحتمل من قائلها إذا كانت القضية تستحق هذا الرد وهذه الشدة وهذا الأسلوب، مع معرفتنا بحسن قصد الراد وصحة رده..
ومن تأمل ردود أهل العلم على بعض أخطاء العلماء الذين هم مثلهم أو أكبر منهم وجدوا هذا ..
شيخ الإسلام ابن تيمية كتب منهاج السنة في الرد على منهاج الكرامة لابن المطهر الحلي الرافضي، وكل كتاب منهاج السنة هو في الدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم، وعن العقيدة السلفية، وفي الرد على الرافضة والجهمية وأهل البدع، ومع ذلك لم يسلم شيخ الإسلام من خصومه من ناحية وجود ألفاظ كتبها من باب الإلزام جعلها الخصوم وبعض الجهال من الطعن في فاطمة رضي الله عنها أو في علي رضي الله عنه أو في عموم آل البيت..
نعم بعض العبارات يظهر منها الشدة لكنها كانت في محلها وفي حق الرافضة لا في حق الصحابة الكرام رضي الله عنهم..
ولا أقصد بخصومه هنا الرافضة والجهمية، بل حتى بعض المنتسبين للسلفية، حتى جمع بعض صعافقة ذلك الوقت كراسا فيه أخطاء شيخ الإسلام ابن تيمية زعموا، وصاروا يدورون على المشايخ لأجل الرد على شيخ الإسلام والطعن فيه!
وقد رد عليهم ابن شيخ الحزامين ردا سلفيا قويا، ونصح هذه الفئة من الصعافقة-ولم يسمهم صعافقة- بأن يتركوا ههذه الطريقة، وأن يتحملوا من شيخ الإسلام بعض تلك الأمور التي لا يسلم منها عالم.
طبعا أنا لست شيخ الإسلام كما قد يظن البعض أن سبب إيرادي لهذا الكلام أني صرت شيخ الإسلام!! فالصعافقة عندهم عجائب في الفهم وغرائب!
عموما أنا أقول: إن في بعض ردودي شدة اقتضاها المقام، واقتضاها الحال، لبيان عظيم هذه الفتنة، وعظيم جناية الصعافقة، وعظيم تحريشهم بين المشايخ السلفيين، وهي في موضعها فيما أحسب، ومن ظن أنها لا تليق مع سلوكه هو العدل والأدب فلا أشنع عليه، بل أعذره، وأحترم رأيه.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
17/ 2/ 1440هـ