تنبيهات للعقلاء والصادقين ولا يكاد يفهمها حاقد أو غبي أو حاسد:
1- سمعت عليا الرملي يتكلم عن الخوارج والنصيرية والرافضة، وقضية شر الشرين، ودفع أعظم المفسدتين، وتكلم عن هذا بخصوص سوريا.
التعليق:
القاعدة معروفة، وصحيحة، ولكنك جئت تطبقها في قضية سوريا مع اقتران كلامك بأمور (سامّة) ودخيلة على منهج السلف نبهت على بعضها في كتابات سابقة، ومنها (هل كنت تطبق مع ملاعين داعش في العراق والشام نفس تطبيقك مع ملاعين النصرة الآن؟!) فهذه هي القضية الأولى.
مع التنبه إلى أن وضع سوريا الآن يختلف ما بين حكم خوارج داعش عن الحكم الآن في سوريا وهو مختلط خوارج بغيرهم، ولكن من أعظم أعمدته خوارج تنظيم القاعدة، وموضع الاستدراك ذكره قضية شر الشرين عند التسليم بالمفاضلة بين الخوارج والروافض والنصيرية، لذلك جاء ذكر (حكم) داعش وموقف عامة العلماء منها مع أنها كانت مقابل (حُكم) الرافضة الصفويين.
والقضية الثانية: لماذا غابت عنك هذه القاعدة فيما فعلته المملكة العربية السعودية من أمور منكرة ولكنها تعتبرها شر الشرين وأقل المفسدتين؟
لماذا ظهر لك تطبيق القاعدة بين (خوارج كلاب -مبتدعة ومختلف في شركهم وكفرهم وبين رافضة ونصيرية مشركين) ولم يظهر لك ذلك بين (غناء ورقص وفسق مقابل تسلط الكفار والعمل على تقسيم السعودية وتمكين المشركين والخوارج من أذيتها)؟!
2- مما تميز به القطبيون والسروريون استنكار (الوطنية) وتسميتها (وثنية)، وكانوا يسمون جريدة (الوطن) بـ(الوثن)، وتسميتهم علماء السنة بأنهم علماء السلطان وأنهم علماء رسميون، وعلماء وطنيون!
واليوم نسمع من علي الرملي وكثير ممن ينتحلون الشيخ فركوسا حفظه الله نفس ما كنا نسمعه من السرورية والقطبية فيما يتعلق بالوطنية.
السلفيون يُفَصّلون في قضية (الوطنية)، ويُوْلون الوطن والديار اهتماما عظيما نابعا من الكتاب والسنة وما عليه العقل والعرف وأجمعت عليه الأمم..
3- نحن لا نقبل تهورات علي الرملي، كذلك لا نقبل تهورات من يصفه بأنه سروري كما فعل ذلك الشيخ جمعة أصلحه الله، فهذا التسرع في الأحكام والمجازفة فيها مخالف لمنهج السلف، وهو بمنهج الحدادية أليق.
والشيخ عبد المجيد جمعة مع احترامي له وذكر فضله إلا أنه في الفتنة الأخيرة صار عنده خلل واضح في معرفة منهج السرورية والقطبية، وصار يخلط هو ومن معه فيها تخليطا فاحشا لا يليق بطالب علم سلفي أن يقع فيه، وهذا كله بسبب الفتن والتحريش وامتلاء الصدور بالغيظ من إخوانهم الذين نزغ الشيطان بينهم.
فنصيحتي للجميع بتقوى الله، والعدل في الأحكام، والتكلم بعلم وتجرد وتأن.
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
17/ 6/ 1446هـ