بيان شيء من الأباطيل التي وقفت عليها مما تكلم به الدكتور العيسى أصلحه الله
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد استمعت اليوم إلى صوتية للدكتور محمد العيسى في لقاء مع قناة فرنسية حول احترام ثقافات الدول، صرح فيه باحترام الأديان، وأن على المسلمين في الدول احترام الدساتير والقوانين والثقافة، وإذا كانوا لا يعجبهم ذلك فلينتقلوا لبلاد أخرى، وكأنه يشير إلى مسألة انصهار المسلمين في المجتمعات التي يعيشون فيها ..وهو ما يسمى بالإسلام الأمريكي، وهو الذي أنكرناه مرارا على تركيا وغيرها..
وهذا في الحقيقة كلام مخالف للكتاب والسنة ولإجماع المسلمين..
فالمسلم لابد من أن يتميز بدينه وإسلامه، وأن يتعامل مع القوانين والدساتير للدول الكافرة بعقيدة الكفر بالطاغوت، وأن يكون تعامله مع تلك القوانين بالنظر إلى حكم ذلك الفعل من التحريم والتحليل، وإذا أكره على أمر محرم فلا يجوز أن يفعله على أنه حلال، بل يبتعد عن تعريض نفسه للهلاك..
مع أهمية هجرة المسلمين من بلاد الكفر، ومن بقي فيها مع إمكان إظهار شعائر الإسلام فهذا يعذر عند عدم إمكانه الهجرة، أو كان مضطرا للبقاء في بلاد الكفر، مع عدم الانصهار في المجتمع الكافر، بل يتميز بدينه وعقيدته، ويتبرأ من الشرك وأهله..
ويتعامل مع البلاد التي يعيش فيها بحكم العهد أو الأمان أو كونه من رعايا تلك الدول الكافرة بما شرع الله من البر والعدل والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة باللتي هي أحسن..
وكلام الدكتور العيسى الذي سمعته هو أشبه بكلام السياسيين، ويذكر ألفاظا مجملة، ولا يلتزم بالألفاظ الشرعية..
فكلمة (احترام الأديان) كيف تجتمع مع (الكفر بالطاغوت) ومع (البراءة من الشرك وأهله) ؟!!
فإدخال قضية إبقاء أهل الكتاب على دينهم وعدم قتلهم أو جواز الزواج من كتابية محصنة غير ذات خدن أو قضية أصل الدين الذي بعث به موسى وعيسى عليهما السلام لتجويز إطلاق تلك العبارة فهذا نوع من الكلام الباطل الذي تكون تبعاته إفساد عقائد المسلمين..
فلا يوجد مسلم يحترم دين المشركين من اليهود والنصارى والمجوس والبوذيين ..
بل الواجب الكفر بالطاغوت، والتصريح بكفر الكافرين، وشرك المشركين..
كذلك كثرة تعبيره بالبيت الإبراهيمي أو أتباع الديانات الإبراهيمية فكل هذا باطل سبق التنبيه عليه..
ونحن لما تناولنا موضوع العيسى كان لمواجهة التكفير للمعين بدون تطبيق الضوابط الشرعية، وكذلك لما في ذلك من التقدم بين أيدي العلماء الربانيين، وكذلك لما فيه من الانسياق خلف الجماعات الإرهابية التي تريد التشويش على الحجاج وقاصدي البيت الحرام..
وإلا فإن هؤلاء أو عامتهم يصرحون بصحة الصلاة خلف أردغان وهو ينتسب للعلمانية، ومن كبار المطبعين مع اليهود، وممن يقرون باحترام الأديان والمذاهب، وغير ذلك مما لم يقع العيسى في عشر معشاره..
كذلك يحترم كثير منهم حسن البنا وسيد قطب والقرضاوي وهم من دعاة اجتماع الأديان واحترام الأديان.. مع ما عندهم من ضلالات وبدع وانحرافات ظاهرة..
وبعض من ينتسب للسلفية يصرحون بالتعامل مع الحكام كتعامل الإمام أحمد مع الخلفاء في زمانه فهم يصححون الصلاة خلفهم فهم لم يكفروهم، ولم يشوشوا على صلاتهم، فلماذا تشوشون على صلاة المسلمين في عرفة إذا؟ ولماذا تشوشون على الحجاج في حجهم؟ ولماذا تشوشون على الولاة في تعيين من ينوبهم في صلاتهم؟
نحن لا ننكر الرد على المبطل مهما كان بالطرق الشرعية، لكن لابد من النظر في النازلةوالواقعة والتعامل معها بحكمة لا بطيش وتهور لأجل تسجيل مواقف أو سبق صحفي ..
فالتعامل مع هذه القضايا النازلة يحتاج إلى رجوع للراسخين في العلم وليس لمن يتهور أو يتقدم بين أيدي العلماء، مع ما رأيناه من فتح الباب أمام الخوارج والصعافقة والمندسين للوك أعراض العلماء ومشايخ السنة..
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
14/ 12/ 1443هـ