إن ما يقوم به الأخ علي الرملي من تسطيح قضية ما يسمى (بحوار الأديان) وتسويته بينها وبين قضية (وحدة الأديان) للتوصل إلى جعل الجميع شيئا واحدا، وأن ذلك يعني تصحيح دين المشركين هو مسلك مشين يؤدي إلى القول بقول الخوارج والتكفيريين.
والأخ علي الرملي كرر هذا المسلك للمرة الثانية، والمرة الأولى لما تكلم عن قضية صلح دولة الإمارات مع دولة اليَهُــــود، وجعل هذا الصلح بمثابة الموافقة لدين المشركين والرضا بدينهم، مع تغافله عن أن هذه القضية موجودة في معظم الدول الإسلامية -للأسف- بسبب فرض الغرب للنظام الديمقراطي على كثير من الدول الإسلامية إكراها منهم لهم على ذلك..
وقد رددت على الأخ علي الرملي في هذه القضية بما فيه بيان واضح يحمله على التراجع عن الباطل، والرجوع للحق، لكني لم أر منه شيئا من ذلك، وكأنه لم يفعل شيئا خاطئا مخالفا للمنهج السلفي..
واليوم يعود لنفس الطريقة ونفس الأسلوب، مع زيادة في السب والذم واتهام مخالفيه من أهل العلم بالنفاق أو المداهنة، وهذا خطأ ومنكر من الأخ علي الرملي، الذي ترك الرجوع للعلماء في هذه القضية واستقل بنفسه ليحكم بما هو باطل ظانا أن هذا من الشجاعة أو من الصدع بالحق..
بل هو جرأة على الباطل، وتقرير ما يخالف منهج السلف ..
إن قضية حرية الأديان، أو حرية العقيدة، أو قضية وحدة الأديان، أو تصحيح دين المشركين كل هذه القضايا محسومة في المنهج السلفي، لأن الواجب هو اتباع الحق، واتباع دين الإسلام، ولا يجوز لأحد أن يشك في هذا الأمر..
ومن صميم عقيدة المسلمين اعتقاد بطلان الأديان الأخرى، وكفر من لا يدين بدين الإسلام..
ولكن لما تأتي قضية مجملة أو موهمة أو هي من الحق لكن قد تستخدم لتمرير الباطل فنحن نتعامل معها بالشرع، لا بالعواطف والعنجهية والكبر والغرور تحت دعوى الصلابة في العقيدة..
فالحوار مع أهل الأديان ومجادلتهم وبيان صحة دين الإسلام، وأنه دين الحق الذي عليهم أن يتبعوه، صافيا نقياً، ونبين لهم أن دين الخوارج والدواعش ليس من دين الإسلام، كذلك نبين لهم دين غلاة المتصوفة ودين الروافض ليس من دين الإسلام فهذا مما يرغبهم في الإسلام ..
فكثير من المشركين يتصورون أن ما عليه الروافض والصوفية والخوارج هو دين الإسلام، وهذا من أسباب نفور كثير من الناس عن الإسلام ..
فلما نجلي لهم هذه الحقائق بالحوار والبيان والتوضيح نكون مطبقين للمنهج السلفي، وعاملين بشريعة الله البينة الواضحة..
وكذلك مما يكون موضوعا للحوار بينهم هو تعامل الإسلام مع أهل الذمة والأمان والعهد، وأننا مع حكمنا بكفر من لم يدن بدين الإسلام إلا أن هذا لا يعني عدم برّهم والعدل معهم، ولا يعني محاولة قتلهم وخيانتهم والغدر بهم..
فهذه من القضايا العظيمة المشوهة لدى عامة الكفار ..
وكذلك موضوع أخلاق المسلمين مع المحاربين، وأحكام الصلح والهدنة والقتال..
هذه المواضيع مشوهة لدى كثير من المسلمين أنفسهم، فكيف عند الكفار والمشركين؟!
أما استخدام هذا الحوار لتصحيح دين الكفار، أو لتمييع العقيدة كا يفعله الإخوانيون والمتساهلون فهذا باطل نبرأ إلى الله منه..
كذلك يستخدم الخوارج هذا الحوار للطعن في المسلمين واتهامهم بتصحيح دين الكفار، فهذا أيضا مسلك خارجي باطل..
والمسلم يتبع الحق ويتبع الدليل، ولا يطير مع المتعجلين والمتسرعين والمتساهلين ..
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
8/ 12/ 1443هـ