وأما مذهب الإمام أحمد في المنكر فكما يلي:
قال العقيلي في الضعفاء في ترجمة الحسن بن سوار البغوي ج1/ص228 :" حدثنا أحمد بن داود السجزي قال حدثنا الحسن بن سوار البغوي قال حدثنا عكرمة بن عمار اليمامي عن ضمضم بن جوس عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على ناقة لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك". ولا يتابع الحسن بن سوار على هذا الحديث وقد حدث أحمد بن منيع وغيره عن الحسن بن سوار هذا عن الليث بن سعد وغيره أحاديث مستقيمة وأما هذا الحديث فهو منكر وحدثني محمد بن موسى النهرتيري قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا الحسن بن سوار بهذا الحديث فذكر مثل ما حدثنا أحمد بن داود قال أبو إسماعيل ألقيت على أبى عبد الله أحمد بن حنبل فقال أما الشيخ فثقة وأما الحديث فمنكر. وهذا الحديث رواه قران بن تمام عن أيمن بن نائل عن قدامة بن عبد الله الكلابي عن النبي عليه السلام هكذا ولم يتابع عليه قران ورواه الناس عن أيمن بن نائل الثوري وجماعة عن قدامة بن عبد الله رأيت النبي عليه السلام يرمي جمرة العقبة على ناقة بهذا اللفظ وقد روي عن النبي عليه السلام أنه كان على بعير بغير هذا الإسناد بإسناد صالح".
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب8/156 :" قال ابن معين وقال أبو إسماعيل الترمذي حدثنا الحسن بن سوار أبو العلاء الثقة الرضي".
والحديث أخرجه ابن ماجه في السنن(3035) بهذا الإسناد :" حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله العامري قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم رمى الجمرة يوم النحر على ناقة له صهباء لاضرب ولا طرد . ولا إليك إليك ". قال الشيخ الألباني : صحيح .
وأخرجه الترمذي (903):" حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن معاوية عن أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يرمي الجمار على ناقة ليس ضرب ولا طرد ولا إليك إليك قال وفي الباب عن عبد الله بن حنظلة ".
قال أبو عيسى حديث قدامة بن عبد الله حديث حسن صحيح وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه وهو حديث أيمن بن نابل وهو ثقة عند أهل الحديث .قال الشيخ الألباني : صحيح .
وأخرجه النسائي(4067) :" أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا وكيع قال حدثنا أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يرمي جمرة العقبة يوم النحر على ناقة له صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك". قال الشيخ الألباني : صحيح
فهذا يدل على أن الإمام أحمد أطلق لفظة المنكر على حديث ليس من رواية الثقة أي أن الحديث ليس من حديثه بل حديث غيره والله أعلم.
وفي العلل ومعرفة الرجال ج2/ص281:"سمعت أبي يقول حدثنا بحديث الشفعة حديث عبدالملك عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال هذا حديث منكر".
وحديث الشفعة أخرجه الإمام أحمد في المسند ج3/ص303(14292) : " حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا هُشَيْمٌ أنا عبد الْمَلِكِ عن عَطَاءٍ عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ يُنْتَظَرُ بها وَإِنْ كان غَائِباً إذا كان طَرِيقُهُمَا واحدا".
قال شعيب الأرنؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي - فمن رجال مسلم وهو - وإن كان ثقة - قد أخطأ في هذا الحديث على رأي بعضهم.
وأخرجه أبو داود (3518) قال : " حدثنا أحمد بن حنبل ثنا هشيم أخبرنا عبد الملك عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله " الجار أحق بشفعة جاره ينتظر بها وإن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا " . قال الشيخ الألباني : صحيح .
وفي معرفة الثقات للعجلي ج2/ص103:" عبد الملك بن أبي سليمان : ثقة ثبت في الحديث".
وفي الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2/ص150:"وقد وثقه الناس إلا إن شعبه قال تركت حديثه وفي رواية عن شعبة لو جاء عبد الملك بحديث آخر مثل حديث الشفعة تركت حديثه وهو قوله جار الدار أحق بشفعة الدار ينتظر بها وإن كان غائبا قال أحمد بن حنبل هذا حديث منكر وقال يحيى لم يحدث به إلا عبد الملك وقد أنكره الناس عليه".
وفي الكامل في ضعفاء الرجال ج5/ص302:" عن نعيم قال سمعت وكيعا يقول سمعت شعبة يقول لو أن عبد الملك روى حديثا آخر مثل حديث الشفعة لطرحت حديثه قال نعيم يعني حديث جابر".
وفي المغني في الضعفاء ج2/ص406:" ثقة مشهور تكلم فيه شعبة للتفرد بخبر الشفعة".
وفي ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج4/ص400 :"تكلم فيه شعبة لتفرده عن عطاء بخبر الشفعة للجار".
وفي الكاشف ج1/ص665:"قال أحمد ثقة يخطىء من أحفظ أهل الكوفة رفع أحاديث عن عطاء". وفي تقريب التهذيب ج1/ص363:" صدوق له أوهام". وفي تهذيب التهذيب ج6/ص353:"وقال الترمذي ثقة مأمون لا نعلم أحدا تكلم فيه غير شعبة وقال قد كان حدث شعبة عنه ثم تركه لحديث الشفعة الذي تفرد به وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ وكان من خيار أهل الكوفة وحفظائهم والغالب على من يحفظ ويحدث أن يهم وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحت عنه السنة بأوهام يهم فيها والأولى فيه قبول ما يروي بتثبت وترك ما صح أنه وهم فيه ما لم يفحش فمن غلب خطأه على صوابه استحق الترك".
وبعد هذه الإطالة في ترجمة عبد الملك بن أبي سليمان وقد تبين لنا أنه ثقة ثبت غير أنه أخطأ في حديث الشفعة مما جعل الإمام أحمد يقول على حديثه منكر.
وهنا أطلق الإمام أحمد (المنكر) على حديث أخطأ فيه الثقة؛ والله أعلم.
وفي علل الحديث ومعرفة الرجال للإمام أحمد ج1/ص110 :"وسألته (يعني عبد الله ابنه) عن حديث معمر عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار فقال هذا حديث منكر من حديث ثابت".
والحديث أخرجه البخاري(6559):" حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني نافع عن عبد الله رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الشغار . قلت لنافع ما الشغار ؟ قال ينكح ابنة الرجل وينكحه ابنته بغير صداق وينكح أخت الرجل وينكحه أخته بغير صداق".
وأخرجه مسلم (1415): " حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الشغار ".
وأخرجه مسلم من طريق آخر(1415) :" وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن عبدالرحمن السراج عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الشغار".
ورواه أبو داود(2074) :" حدثنا القعنبي عن مالك ح وثنا مسدد بن مسرهد ثنا يحيى عن عبيد الله كلاهما عن نافع عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الشغار زاد مسدد في حديثه قلتا لنافع ما الشغار ؟ قال ينكح ابنة الرجل وينكحه ابنته بغير صداق وينكح أخت الرجل فينكحه أخته بغير صداق" .
وأخرجه الإمام أحمد2/7ح(4526) : " حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن ثنا مالك عن نافع عن بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الشغار". قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أما معمر فقد قال عنه الذهبي في ميزان الإعتدال4/154:" معمر بن راشد أبو عروة. أحد الأعلام الثقات.له أوهام معروفة.احتملت له في سعة ما أتقن.قال أبو حاتم: صالح الحديث، وما حدث به بالبصرة ففيه أغاليط.وقال يحيى بن معين: هو من أثبتهم في الزهري.وقال أحمد: ليس يضم إلى معمر أحد إلا وجدته فوقه.وقال عبد الرزاق: كتبت عن معمر عشرة آلاف حديث.وروى الغلابى عن يحيى ابن معين، قال: معمر، عن ثابت: ضعيف.وقال ابن معين: معمر أثبت من ابن عيينة في الزهري.
بل قال ابن رجب في شرح علل الترمذي ج2/ص865 : " وقد كان بعض المدلسين يسمع الحديث من ضعيف فيرويه عنه ويدلسه معه عن ثقة لم يسمعه منه فيظن أنه سمعه منهما كما روى معمر عن ثابت وأبان وغير واحد عن أنس عن النبي إنه نهى عن الشغار " قال أحمد هذا عمل أبان يعني أنه حديث أبان.
قال ابن حجر في فتح الباري ج9/ص162: " قال ابن عبد البر ذكر تفسير الشغار جميع رواة مالك عنه قلت ولا يرد على إطلاقه أن أبا داود أخرجه عن القعنبي فلم يذكر التفسير وكذا أخرجه الترمذي من طريق معن بن عيسى لأنهما اختصرا ذلك في تصنيفهما وإلا فقد أخرجه النسائي من طريق معن بالتفسير وكذا أخرجه الخطيب في المدرج من طريق القعنبي نعم اختلف الرواة عن مالك فيمن ينسب إليه تفسير الشغار فالأكثر لم ينسبوه لأحد ولهذا قال الشافعي فيما حكاه البيهقي في المعرفة لا أدري التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن بن عمر أو عن نافع أو عن مالك ونسبه محرز بن عون وغيره لمالك قال الخطيب تفسير الشغار ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو قول مالك وصل بالمتن المرفوع وقد بين ذلك بن مهدي والقعنبي ومحرز بن عون ثم ساقه كذلك عنهم ورواية محرز بن عون عند الإسماعيلي والدارقطني في الموطآت وأخرجه الدارقطني أيضا من طريق خالد بن مخلد عن مالك قال سمعت أن الشغار أن يزوج الرجل الخ وهذا دال على أن التفسير من منقول مالك لا من مقوله ووقع عند المصنف كما سيأتي في كتاب ترك الحيل من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع في هذا الحديث تفسير الشغار من قول نافع ولفظه قال عبيد الله بن عمر قلت لنافع ما الشغار فذكره فلعل مالكا أيضا نقله عن نافع وقال أبو الوليد الباجي الظاهر أنه من جملة الحديث وعليه يحمل حتى يتبين أنه من قول الراوي وهو نافع قلت قد تبين ذلك ولكن لا يلزم من كونه لم يرفعه أن لا يكون في نفس الأمر مرفوعا فقد ثبت ذلك من غير روايته فعند مسلم من رواية أبي أسامة وبن نمير عن عبيد الله ابن عمر أيضا عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مثله سواء ". وفي تحفة الأحوذي ج4/ص228 : " قال في المنتقى وأبو داود جعله أي تفسير الشغار من كلام نافع وهو كذلك في تفسير متفق عليها". وقال السيوطي في تنوير الحوالك ج2/ص8 : " وقال الحافظ بن حجر الذي تحرر أنه من قول نافع بينه يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر".
فيظهر بذلك أن الإمام أحمد أطلق لفظة ( منكر ) لوهم معمر في الحديث ومعمر ثقة؛ والله أعلم.
وفي العلل ومعرفة الرجال ج1/ص557: " حدثت أبي بحديث حدثناه عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل اليهود فقال أبي هذا حديث منكر أنكره جدا".أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ج4/ص361 : " حدثنا عبد الله بن ناجية قال نا عثمان بن أبي شيبة قال نا أبو خالد الأحمر عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليم الرجل بإصبع واحدة يشير بها فعل اليهود لم يرو هذا الحديث عن ثور إلا أبو خالد الأحمر تفرد به عثمان بن أبي شيبة ولا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد". والحديث صححه الألباني في الصحيحة برقم1783.
وفي العلل ومعرفة الرجال ج1/ص559:"وعرضت على أبي حديثا حدثنا عثمان عن جرير عن شيبة بن نعامة عن فاطمة بنت حسين عن فاطمة الكبرى عن النبي صلى الله عليه وسلم في العصبة وحديث جرير عن الثوري عن بن عقيل عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد عيدا للمشركين فأنكرها جدا وعدة أحاديث من هذا النحو فأنكرها جدا وقال هذه أحاديث موضوعة أو كأنها موضوعة وقال ما كان أخوه يعني عبد الله بن أبي شيبة تطنف نفسه لشيء من هذه الأحاديث ثم قال نسأل الله السلامة في الدين والدنيا وقال نراه يتوهم هذه الأحاديث نسأل الله السلامة اللهم سلم سلم".
فهذا يدل على أن أحمد عنى بالمنكر هنا حديث أخطأ فيه الثقة والله أعلم .
وفي علل الحديث ومعرفة الرجال ج1/ص65 :"وسئل عن خارجة بن مصعب فضعفه وقال ما روى عنه ابن المبارك شيئا في كتبه فقال له ابن أبي رزمة بلى حديث واحد وقال قد قالوا لابن المبارك فيه فقال كيف أحدث عن رجل حدث بكذا الحديث منكر". قال الترمذي في السنن (57): " خارج بن مصعب ليس بالقوى عند أصحابنا وضعفه ابن المبارك".
وقال ابن الملقن في البدر المنير2/13:" ( خارجة بن مصعب ؛ ضعفوه)". وفي علل ابن أبي حاتم1/53 :" وسمِعتُ أبِي ، وذكر حدِيثًا : رواهُ خارِجةُ بنُ مُصعبٍ ، عن يُونُس ، عنِ الحسنِ ، عن عُتيٍّ ، عن أُبيِّ بنِ كعبٍ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ لِلوُضُوءِ شيطانًا يُقالُ لهُ : الولهانُ ، فاحذرُوهُ.
فقال أبِي : كذا رواهُ خارِجةُ ، وأخطأ فِيهِ.ورواهُ الثّورِيُّ ، عن يُونُس ، عنِ الحسنِ قولهُ. ورواهُ غيرُ الثّورِيِّ ، عن يُونُس ، عنِ الحسنِ ، أنَّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم مُرسلا.وسُئِل أبُو زُرعة : عن هذا الحدِيثِ فقال : رفعُهُ إِلى النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُنكرٌ ".
وقال البخاري في التاريخ الصغير 2/195: " قال يحيى بن يحيى كان خارجة بن مصعب يدلس عن غياث بن إبراهيم وغياث ذهب حديثه ولا يعرف صحيح حديثه من غيره ". وقال عنه النسائي في الضعفاء (ص36) : " متروك الحديث ".
وقال المزي في تهذيب الكمال8/19 : " قال عبد الله بن أحمد بن حنبل نهاني أبي أن أكتب عن خارجة بن مصعب شيئا من الحديث وقال عباس الدوري ومعاوية بن صالح عن يحيى بن معين ليس بشيء وقالا عنه في موضع آخر ليس بثقة وقال عباس عنه في موضع آخر كذاب وقال معاوية عنه في موضع آخر ضعيف وقال المفضل بن غسان الغلابي عن يحيى ليس بثقة وفي موضع آخر ضعيف وقال عثمان بن سعيد الدارمي وأبو بكر بن أبي خيثمة وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى ليس بشيء".
وهنا يتبيّن أن الإمام أحمد أطلق المنكر على حديث تفرد به الراوي الضعيف والله أعلم .
قال المروذي في علل الحديث ومعرفة الرجال ج1/ص113: " وألقيت على أبي عبدالله حديثا رواه الفضل بن موسى عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال عارض رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة أبي طالب فقال هذا منكر هذا رجل مجهول".
والحديث ذكره ابن عدي في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن في الكامل (1/260) وقال: ((وعامة أحاديثة غير محفوظة)) وقال الذهبي في الميزان: ((خبر منكر)).
وقال محمد بن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ ج2/ص767:"رواه إبراهيم بن عبد الرحمن الخوارزمي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس؛ وإبراهيم هذا ليس بالمعروف والحديث غير محفوظ".
وقال البيهقي في الكبرى 4/272: " إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَاضِى خَوَارِزْمَ حَدَّثَ بِبَلْخٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ بِالْمَنَاكِيرِ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ" .
أطلق الإمام أحمد لفظة " منكر". على ما رواه المجهول عنده؛ والله أعلم.
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم2/284: " قال عبد الله بن أحمد قال أبي: روى أسامة بن زيد عن نافع أحاديث مناكير. قلت له: إن أسامة حسن الحديث. قال: إن تدبرت حديثه فستعرف النكرة فيها" وقال المروذي في العلل للإمام أحمد 1/84: "سألته (يعني أبا عبد الله) عن أسامة بن زيد، قال: الليثي أقوى من ذا يريد ابن زيد بن أسلم". وقال أيضا في علل الحديث ومعرفة الرجال للإمام أحمد1/ 181: "قلت:(يعني للإمام أحمد) أسامة بن زيد يروي عن القاسم؟. قال: وهذا أيضا يحتمله الناس إلا أن يحيى القطان تركه ". وقال أبو داود: "قلت لأحمد في أسامة بن زيد الليثي فقال: تركه بأَخَرَة، وسمعت أحمد يقول: يحيى ترك أسامة بأخرة، وذاك أن عثمان بن عمر ذاكره عنه عن عطاء.... حديث المناسك". (سؤالات أبي داود 1/218) وفي رواية الأثرم-أحمد بن محمد بن هاني(ت273هـ)-: "ليس بشيء"(تهذيب التهذيب1/183). وقال عبد الله: "سئل أبي عنه فقال: هو دونه، وَحرَّك يَدَهُ"(العلل للإمام أحمد2/35).أي: أسامة بن زيد الليثي هو دون حاتم بن أبي صغيرة - ثقة - الذي سئل عنه أحمد قبل السؤال عن أسامة. والله أعلم. وقد روى الإمام أحمد لأسامة بن زيد الليثي (76) حديثاً في مسنده.
قال ابن حجر في فتح الباري ج3/ص210:" وأسامة سيء الحفظ". وقال مرة في مقدمة فتح الباري ج1/ص456:"أسامة بن زيد الليثي مختلف فيه وعلق له البخاري قليلا".
وفي تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج3/ص157:" أسامة بن زيد الليثي هو الذي روى عنه جعفر بن عون وأبو نعيم وهو ثقة".وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج2/ص284:" حدثنا عبد الرحمن أنا بن أبى خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين سئل عن أسامة بن زيد الليثي قال كان يحيى بن سعيد يضعفه سمعت أبى يقول أسامة بن زيد الليثي يكتب حديثه ولا يحتج به".وفي المعرفة والتاريخ لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي ج3/ص151:"وأما أسامة بن زيد الليثي فقد تكلم فيه يحيى القطان وأمسك عن حديثه وهو عند أهل المدينة وأصحابنا ثقة مأمون".
وفي سؤالات ابن أبي شيبة ج1/ص98:" وسألت عليا عن أسامة بن زيد الليثي فقال ذاك كان عندنا ثقة".
وبعد هذه الترجمة لأسامة بن زيد وقول الإمام أحمد فيه "روى أحاديث مناكير" أي أنه ثقة أخطأ في أحاديث والله أعلم .
وفي العلل ومعرفة الرجال ج1/ص246: " سألت أبي أيما أحب إليك في خصيف عتاب بن بشير أو مروان بن شجاع فقال عتاب بن بشير أحاديثه أحاديث مناكير مروان حدث عنه الناس وقد حدثنا أبي عنه وعن وكيع عنه".
وعتاب قال عنه الذهبي في الميزان 3/27 : " قال أحمد: أرجوا ألا يكون به بأس، أتى عن خصيف بمناكير أراها من قبل خصيف، وروى عبدالله بن أحمد عن أبيه قال: عتاب بن بشير كذا وكذا، قال: عبدالله الذي يقول فيه أبي كذا وكذا - يحرك يده.وقال النسائي: ليس بذاك في الحديث.وقال ابن المدينى: كان أصحابنا يضعفونه.وقال ابن معين: ثقة.وقال - مرة: ضعيف.وقال على: ضربنا على حديثه.وقال ابن عدى: أرجو أنه لا بأس به".وفي الجرح والتعديل ج7/ص12: " قال الإمام أحمد روى بأخرة أحاديث منكرة وما أرى ألا إنها من قبل خصيف. وأخبرنا عبد الرحمن نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب إلي قال سمعت احمد ابن حنبل يقول أحاديث عتاب عن خصيف منكرة". أما خصيف فقال عنه الذهبي في الكاشف1/373 : " خصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون مولى بني أمية عن سعيد بن جبير ومجاهد وعنه سفيان وابن فضيل صدوق سيء الحفظ ضعفه أحمد". وقال عنه المزي في تهذيب الكمال8/259: " قال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين ليس به بأس وقال أبو داود عن يحيى بن معين وأبو زرعة وأحمد بن عبد الله العجلي ثقة وقال أبو حاتم صالح يخلط وتكلم في سوء حفظه وقال النسائي فيما قرأت بخطه عتاب ليس بالقوي ولا خصيف".
وعتاب هذا قال عنه ابن حجر في الفتح1/423 :" ليس له في البخاري سوى حديثين". قال الباجي في التجريح والتعديل(رقم1201): " غمزه أحمد". قال ابن حبان في الثقات8/522: " وكان ممن يخالف".
فعتاب عند أحمد لا بأس به وأما خصيف فضعيف وقوله" أحاديثه مناكير بمعنى خطأ" أي صدوق يروي عن ضعيف؛ والله أعلم.
وفي العلل ومعرفة الرجال ج1/ص420: " سألت أبي عن النعمان بن راشد فقال روى أحاديث مناكير".
والنعمان بن راشد قال عنه البخاري في الضعفاء(ص132) : " النعمان بن راشد الجزَرِي: عن الزُّهري، ومَيمون بن مِهران، وعنه وُهيب، في حديثه وهم كثير ".
وقال عنه المباركفوري في تحفة الأحوذي6/330 : " صدوق سيء الحفظ".
وقال عنه ابن معين في راوية الدوري4/252:" ليس بشيء". وفي رواية عنه للدوري4/310 : " ضعيف الحديث". وفي رواية ابن أبي خيثمة5/233: " ثقة".
قال ابن شاهين في ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه ج1/ص98:" وهذا الكلام من يحيى بن معين في النعمان بن راشد مختلف فإن وافقه على أحد قوليه واحد كان القول قوله في أحدهما وإلا فهو موقوف على الصحيح لأن الجرح أولى من التعديل والله أعلم".
أطلق الإمام أحمد النكارة على حديث الراوي الضعيف الذي يروي مناكير؛ والله أعلم.
وفي علل الحديث ومعرفة الرجال ج1/ص120:"سئل عن لوين فقال لا أعرفه وذكر له الفوائد فقال الحديث عن الضعفاء قد يحتاج إليه في وقت والمنكر أبدا منكر".
أما لوين فقد ذكر الخطيب البغدادي فيالجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع2/75 : " محمد بن جرير يقول إنما لقب محمد بن سليمان المصيصي بـ لوين لأنه كان يبيع الدواب ببغداد فيقول هذا الفرس له لوين هذا الفرس له قديد فلقب بـ لوين".
وجاء في تهذيب الكمال25/299 : " قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال صالح الحديث صدوق قيل له ثقة قال صالح الحديث وقال النسائي ثقة وذكره بن حبان في كتاب الثقات".
وقال الخليلي في الإرشاد : " غير متفق عليه . يعني على توثيقه والله أعلم.
وقد أخرج له البيهقي وأبو داود ومنه الحديث عند أبي داود(ح3383) : " حدثنا محمد بن سليمان المصيصي ثنا محمد بن الزبرقان عن أبي حيان التيمي عن أبيه عن أبي هريرة رفعه قال : " إن الله تعالى يقول أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإذا خانه خرجت من بينهما ". قال الشيخ الألباني : ضعيف
وخلاصة القول أن الإمام أحمد أطلق النكارة على ما أخطأ فيه الراوي سواء كان ثقة أم صدوقا أم ضعيفا أم مجهولا وكذلك على من لا يحتمل تفرده والله أعلم. وسيأتي مزيد بيان إن شاء في مبحث زيادة الثقة.
وبعد أن رأينا أن الإمام أحمد يطلق النكارة على الحديث المردود بدليل قوله " المنكر أبدا منكر" .
سنتكلم فيما سيأتي إن شاء الله عن مذهب أبي حاتم في إطلاق لفظ (المنكر).